سلمان السلمي
June 11th, 2010, 05:10
بسم الله الرحمن الرحيم
الساخرون الكرام
صحبتي وأحبتي وساكني مهجتي
منذ فترة طويلة جدا ؛ وأنا أحاول كتابة شيء ما يجول بخاطري !
تعتبر أطول مُدّة مرّت عليّ في تحبير المقالات ؛ كُنتُ أقدّم اليُمنى وأؤخِّر اليُسرى حتى لا أكتبَ هذا المقال !
هل تصدقون أن طيلة الساعة والربع بتمامها – وهي فترة طويلة جدا على مُدرعِم مثلي لا يهتّم بأدوات الشرط ( إذا .. فإنّ ) - عشت فيها الخوف .. الخجل .. الحيرة .. الإقدام .. التهوُّر ! حاولت الانشغال بالقراءة .. بالتصفّح .. باليوتيوب ، فلم تفلح جهودي لأصرف ذهني عن الأشياء السيئة التي قرّرتُ إبدائها لكم !
ظناً مني – وإن بعض الظن إثم – أنه تحيط بنا أشياء تُسلّي وتُعين الكاتب ؛ من ألا يقول شيئاً خبيثاً .. قبيحاً .. لئيماً .. صفيقاً .. مناهضاً ، لألا يخسر جمهوره ! أو ألا يحوز على رضا وإعجاب المتابعين ! أو ليس بالوقت المناسب لإيراده ! أو قد يتخذه البعض لقول " تباً لك ؛ ألهذا جمعتنا ! "
.
سحبت ساندوتش الفلافل وبدأتُ في قضم لقيماتٌ منه .. فشراهتي للطعام تجعلني أنسى الحروف العربية ولغات التخاطب البشرية والتواصل والتفاعل والتفكير وكل شيء حين يقع سمعي على صليل الملاعق والسكاكين ؛ فأغرق بالطعم والرائحة واللون عن تفاهات الدنيا بما فيها الثقافة والفِكر ! انضمت هذه المحاولة البائسة لأخواتها ؛ فلا زالت الفكرة تنهش دماغي ! كثّرت الشطّة والكاتشب والنتيجة كما هي !
غيّرت تشكيلة الهجوم على رأسي .. ففتحت صور عبد الله بن بخيت ووضعتها بجوار حليمة مظفر ؛ ومن ثم تأمّلت في سحن رائدي الثقافة لدينا ؛ فزادت رغبتي بالكلام !.. ولا أخفيكم أول ما وقعَ بصري على بن بخيت بدأتُ أعجب به ؛ لِثقته بنفسه ! كيف لرجلٍ يحمل هذه الملامح ، ويستطيع أن يكتب بالصحف ، ويضع صورته بجانب عموده وهو فرحان ومنشكح ومتشيّك على الآخر ! ظنّكم أنه بعد الصنفرة والتبييض والفوتشوب ، طلعت تيك أفضل صورة لديه ؟! وحتى حليمة مظفّر ومحاولاتها الجادّة في الظهور بمظهر نسائي ؛ بدأتُ أعجب به ! خُلِقَت امرأة ، وإن كانت صورتها لا توحي بذلك ! فالأنوثة سِمَة فطرية ؛ لا يُمكن تَصَنُّعها وممارستها وقت الظهيرة – مثلاً – والغنج والدلال والرِّقّة أشياء مفقودة في شخصيتها ؛ فكونها لا تفتن ولا تثير غريزة الرجل ؛ ليس بيدها ! .. فلذا " الرفق بالقوارير " لمن تُكسَر أو تُخدَشّ .. وحليمتنا زجاج ولكنّه مضّاد للرصاص .. وقد تطلق رصاص في أوقات تجلّيها وصفائها !
.
أنا الآن بين يديك وعاجزٌ في إيجاد طريقة ؛ كي أصمت !
تُباع عند العطّار مواد لعلاج كل المشاكل البشريّة .. حتى السرطان والإيدز وعقوق الوالدين ، فقد تمكّنَ عبد الباسط من إيجاد زهرة الفلندرين الأمازونيّة ؛ واستخلاص زيتها وقَليُه مع بيضتين للفيل ، فكانت النتائج مُذهِلة وتسابقت كل النساء لطلبه من خلال شريط الرسائل في القنوات الإسلامية .. ومن المتوقع فتح مصانع لتلبية الطلبات ! إلا أنه لم يجد حلاً لمشكلتي !
.
. حقيقة لا أخفيكم ؛ بِتُّ أتعجّب من فِكرَة " غسيل المخ " وكُنهها وكيفيتها وآلتها التي يُدخل الإنسان فيها ، وتمتّد أذرعه خاصة بالعيون وأخرى للأذنين وكذلك الفم وبعضها يدخل في أعمق نقطة بالدماغ من خلال فتحتيّ المناخير .. ليخرج مغسولاً بعدها وجاهزاً وناضجاً حسب رغبة الغاسل .. فما الذي حدث لفيصل بن مساعد ليقتل عمّه الملك فيصل ؟! حيثُ بعام 1975 م توصّل الأمريكان لآلة غسلوا فيها دماغ الأمير ، يُقال أنه مُختّل !وقيل أنه يريد الانتقام لأخيه المقتول قبل 10 سنوات ! وفجأة يعود للسعودية ليطلق الرصاص على عمّه بعد أنّ أذاق الغرب الذلّ بقطع البترول عنهم ؛ إذاً مغسول بلا شَكّ !
.
يوجد الآن في سجون أمريكا مئات الأصوليين ؛ فلمَ لم يغسلوا دماغهم ؟!
ثار العالم أجمع على سجن غوانتنامو ورفض أمريكا لإطلاق المعتقلين ! أليس من الأسهل والأضمن تغسيل أدمغتهم وشراء راحتهم بآلة تعمل على تحويل المفجرين في صدرها إلى صدور أعدائها ! لو وُجِدَت هذه الآلة ؛ كان تشافيز في خبر كان ! ولم تخض أمريكا أيٌّ من الحروب الحديثة .. ولكان بمقدورها إغراء رفيق في حزب البعث للسفر بإجازة عندها ، ثم الرجوع ليقتل صدّام وجميع حكومته في اجتماعاتهم بتفجير نفسه.. وإحلال بدلاً منه رئيس مغسول ؛ يُجنّبهم حصار العشرة سنوات والاكتساح البري والجوي والمليارات والخسائر البشرية !
نتخيّل حينها الرئيس علي عبد الله صالح وقد خزّن وسطّل وأعماها بالقات .. وجلبَ الجنوب والشمال وأدخلهم في آلة غسيل المخ زرافات وأفواجا .. ونسمع اتصالات الأخ العقيد معمّر القذافي وتوسلاته المتكررة ؛ ليستعير آلة الرئيس اليمني واستخدامها في بن غازي بدلاً من المجازر الحيوانية التي اضطّرته ليقضي على خصومه .. ولكانت كل الشعوب العربية مغسولة أو تنتظر الغسيل .. وإذا أراد أحد أن يدعو على من ظلمه ، يقول : ربنا يغسّلَك غسيلاً لا تنهضُ بعده أبدا .. تمسي ليبرالياً وتصبح راقصاً .. أوربنا زيده غسيل ؛ فيصبح أفضل جامي سعودي !
.
ينصحني أحدهم قبل أيام ؛ بأنّ أكون وطنياً ورافع علم السعودية في الفترة القادمة ! معللاً ذلك : بوجود من يترصدني ويجمع بعض مقالاتي لتصويري أنني إرهابياً ومناهضاً للحكومة !
حاجة غريبة " أنا يا هو " ؟! .. ده أنا غلبان وبعيّط ! أنا أخاف من مديري ، يطلع لي مديرنا كُلِّنا!
.
التهمة : أنت تبَع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب !
الدفاع : بصراحة .. أنا عندي حساسيّة من أي يماني ؛ هكذا ربي خلقني .. والانطباع عنهم تخزين القات من أضرّ الضروريات في ثقافتهم ولم يسلم منها لا صغير ولا كبير.. ولذا أتقزّز من دخول منتدياتهم ومتابعة أخبارهم وحتى رؤية بيانات التنظيم هناك ! والحقيقة أنّني رفضت المشاركة بالدفاع عن وطني بمحاربة الحوثيين ؛ كي لا أُصرَع أو أدوخ عند تلاحم الصفين فيقع نظري على خدّ حوثي منتفخ مخزّن منذ ثلاثة أيام .. فيقتلني ! فرحمَ الله أمرؤ عرف قدر نفسه .. " والخلاف التخزيني " خلافٌ جوهري ومصيري بالنسبة لي .. فلنفرض أنني جمعت أموالاً وناصرتهم فتمّ لقاء سريّ .. وحبكَت في رؤوسهم أن أطلع اليمن .. فإما أن أدوخ ويغمى عليّ ومن ثم تسرق الأموال .. أو أنحرف وتخرب أخلاقي فأخزّن .. فلذا أنا أبتعد عن مواطن التخزين !
.
التهمة : يعني تبَع تنظيم القاعدة بشكلٍ عام .. وليس اليمن فقط !
الدفاع : أها .. هذه ما أستطيع أنكرها وأنا متلبّس فيها من أسفل ركبتي لأعلى سرتي – قدّس الله سري – فقد التقيت بأسامة بن لادن ثلاثة مرات على الماشي ، ومرتين على الجالس ، ونصف مرة على الواقف .. وأتمنى عمل لقاء بالعربية أسوة بالعبيكان لأنني رفضت القتال بجزيرة العرب – ولم أقل السعودية لبقايا قاعدية في عقيدتي – وحاولوا أن أخرج بمقطع لمؤسسة السحاب الإعلاميّة .. فرفضت رفضاً مُبرحاً .. بسبب أنّ شكلي بريء وملامحي طفوليّة .. فما أعلم أنني خوّفت زوجتي أو بناتي ؛ مهما حمّرت عيوني وصارخت ونفخت عضلاتي وأظهرت أنيابي .. يطنشوني ويأمروني ألا أزعجهم ! أفخيف دولة كاملة ؟!
وبصراحة أنا ما عندي شماغ فلسطيني ولا لبس باكستاني ؛ لأني أحبّ أتقمّص بالدور .. وكنت سأتنازل عن هذه الأشياء وأطلع في مقطع صوتي ويضعون نار جنبي ورأسي داخل فمّ أسد .. وأنا أقول " لعن الله أبوك يا بوش " .. " قسم بالله إني لأتوطأ في بطنك يا صلبي " .. " والله أني أكرهك .. أكرهك .. يا رب تموت " ..
وللأسف فشل المشروع بيني وبينهم ، فلم يجدوا إلا نعجة لاندثار الأسود العربية ! ولو لم يُقبَض عليّ الآن ..
لكنت قبلت بشرشف أسود مغطّى بسحلية ودماء بأطرافه .. فأقول : أنا أحمد الرافد ؛ قائد تنظيم القاعدة في وادي فاطمة .. ولا خيرَ فيكم يا السعوديين ! وإني أدعوكم لقتال البنغلاديشيّة ؛ فإنهم أسوأ من الصليبيين .. لا يصلون ومجرمين وخونة ولصوص ويغتصبون الأطفال ويبيعون لحم حمير في المطاعم وعصيرات منهية الصلاحيّة .. فأمدوني بالمال لأكفيكم مئونة ضرب البواخر المحمّلة بهؤلاء الأوباش .. ومن ثم أخرج من السجن وقد تبت عن منهج الخوارج .. فأصبح مثل بن بجاد مؤلف مسرحي وخبير في الجماعات الإرهابية أو كجمال خاشقجي فأترأس صحيفة البلاد لأمارس تثقيف البلد من خطر الجماعات المسلّحة .. وأترك العشّة والكباري وأسكن في القصور وأقتني السيارات وأصيّف ببلاد باردة وأشتّي في هاواي .. ومهما كتبت فأنا وطني من الطراز الأول !
.
التهمة : أنتَ ما تفهم ؟! هذا تحقيق .. يعني من الممكن ما تطلع قاعدي .. بس تطلع من حزب الفقيه وشلّة لندن ؟!
الدفاع : أمممممم .. أموال ليبيّة بالعملة الصعبة ، وحِسان إيرانية بالجمال الفارسي ، واللجوء البريطاني وابن أمّه يكلمني ! حياة ورفاهية وجوّ وطبيعة وأخرج بقناة الجزيرة والسي إن إن ، وإم بي سي 3 .. مين يرفض هذه الإغراءات ؟! والمطلوب مني أن أقول : أنزلق أمير بقشرة موزه .. ولبس أمير سروالين فوق بعض .. وفحّط ثالث بالسيكل .. ويا للهول ؛ ولا حبّة توت في البلد ! سرقتها الحكومة لعصرها وتقديمها للضيوف في منتدى رؤساء حسب الله ، وباتَ الشعبُ السعودي المسكين تلك الليلة ولم يذق توتاً واحداً .. حتى لو كان معفناً ! إنّه الظلم والبطش .. والاستئثار بالتوت .. والتوت لذيذٌ وعصب العصائر برمضان .. فأفطر المسلمون ولم يصوموا !
وفيه شغلة ثانية ( وهذا سرّ بيني وبينك ) .. بحث سعد الفقيه عن أقوى الكتّاب بالنت ، وسأل عن أبلغهم تأثيراً في الجماهير ؛ فقالوا بصوتٍ واحد : ما لك إلا هيفاء ، تردح طول الليل ودفتر كشكول يكتب مقال واحد .. يخلّي نصف الشعب ثوري على طول .. فتمّ الحديث الثوري بيننا بوساطة الرافضي علي الأحمد بالماسنجر .. وقد عرضا عليّ قيادة الثورة والمظاهرات فقبلت .. ففرحا أشدّ الفرح ! ومن ثم بدأنا بالتخطيط لهذا المشروع وتحديد الأماكن والزمن ولم يبقى إلا اسم المشروع ؛ والذي عُرفَ فيما بعد بـِ " الزحف الكبير " فحدثَ الاختلاف وتباينت الآراء وتعالت الأصوات .. يعني أمّ البلاهة وقمّة الغباء .. ثورة على الجيش والأمن والحرس الوطني والناس تزحَف ! خلوها المشي الكبير أو الجري السريع أو نركب جزم بعَجَل .. بالله متى نقطع كيلومتر واحد وإحنا نزحف ؟! هذا انتحار جماعي وعمل لا طائل منه ! حاوَلَا إقناعي بالمال والجاه فرفضت .. قام الفقيه بعرض كتالوج فتيات فارسات مثل فلقة القمر فامتنعت .. أعتقد الرافضي الأحمد أنني شاذ ؛ فطقّ الكام وقال هيتَ لك .. فأغلقت الماسنجر وأعطيتهما بلوك ومضيت في حال سبيلي ومن ثم انقطعت أخبارهما .. والآن وقد شِبت فأخاف أن يغريني الأحمد إنّ أصبحت معارضاً ؛وأُغضِب الله تعالى .. وهؤلاء ليس في قلوبهم ذمّة ولا ضمير .. وأنا معي كيلوين مضير والحمد لله .
.
التهمة : مِن جِدّك أنتُ ووجهك ! عارفين إنّك ما عندك إلا الكتابة والبربرة لا حزب ولا تنظيم ولا يحزنون ؛ وقد كرّهت الشعب في حكومتهم .. ونخاف أنّ تستمر مقالاتك فيموتوا من القهر ؟!
الدفاع : واحد مسكناه يسرق الأسهم ويأكل أموالنا .. طالبنا حكومتنا القبض عليه ؛ فيها شيء هذه ؟! وثاني حصّلناه يسرق المقالات ويأكل أفكارنا .. طالبناكم بعزله وإقالته ؛ فليس من المعقول يحكم على اللصوص وهو حرامي ؟! وثالث تأكدنا أنّه متخلّف عقلياً ؛ فنحن دولة ثريّة وكل المناصب لغير المواطنين ويريد شبابنا جرسونات وفتياتنا شغّالات ! بالله الكتابة في هذه النوعيّة ، ما تًعتبر خدمة نقدمها للوطن ؟! ورابع ما عنده إلا النساء ومُصاب بفوبيا العباءة والحجاب ؛ ومن غيرتنا فضحنا أبو جَدُّه وتبغانا نسكت عنه ؟! والأمير نايف يقول دافعوا عن دينكم ؛ لأنه يوجد بيننا تافهين يزوروا السفارات .. فقلنا هم فلان وعلان وحميدان .. أفنعصي الأمير ؟!
.
التهمة : أبعطيك إياها من الأخير .. أنت ما عندك عند جدتي ! وأنا ندمان وألعن اليوم الذي قابلتك فيه .. عاد ما بقي إلا أنت أضيّع وقتي معك ! شايب منتهي ، وعربجي يتفتف ، وثرثار ما يسكت ، وبَلف صواريخ أرض بحر ، وحسبي الله على الذي أمر باعتقالك .. وش الفكّة منك ، والخوف أنّك تنتقم وتكتب أكثر من أول ! ولذا ما لِك إلا الغسيل .. يا عسكري : دخّله هو وعكّازه في آلة الغسيل .
.
يا أخوان .. وأنا في العشّة ترى الهواء يُرُدّ الروح .. والمجاري تجري أمامي منظر خلّاب .. ما كنت أرى هذه النِعَم قبل الغسيل ! صحيح إني أمزمز بقطع خبز يابسة ؛ لكن الحمد لله ما تنشب بزوري ! فما تتعدّى امرأة أمامي ؛ إلا وأكتفها وأرتشف منها حليباً طازجاً .. ومجاناً خمسة مرّات وهي لا تنبس ببنت شِفه حتى أشبَع ! من بركات شيخنا ؛ فله السمع والطاعة .. وبجواري عوائل غَجَر – نَوَر – دعوتهم للتقارب والتعايش الوطني .. فأصبحتُ مطلوباً بالحوار الوطني لإشاعة الوئام بين الديوثين وألا ديوثين .. والله يديم الحكومة ما قصّرت معي .. عملت دويتو مع غجرية .. فتعاونّا على أغنية " محمد رسول الله " بالموسيقى والرقص .. فقد أدمعت عيني وكاد كبدي ينفطر عندما رأيتها تتمايل مُنشِدَة ! فهاجمني الغُلاة على النغمات الماجنة .. ولم يوفقهم عند حدّهم إلا الكلباني أخي في الغسيل .. فالميثاق الغسيلي واضح جداً : من يُرشّك بالماء .. إمّا ترًشّه أو يُرشّه أخوك بفتوى ! فأضحيت أقضي أوقاتي بالعشّة منبطحاً دونما كللٍ أو ضجَر .. أستقي العلم والمعرفة والتنوير من الدخيل وخال والعمير .. وكم من الساعات قضيتها مختلطاً مع الأخوات الفاضلات ؛ وحتى لو لم يغطين وجههن ويتلفعّنَ بحجابهن أو يُظهرنَ شيئاً من نِعمِ الله عليهن .. مِقدار شبرين من الساق وثلاثة ونصف سنتميتر من صدورهن .. وقد فَرغتُ من دراسة أمهات الكتب عند العلّامة الفهّامة الغامدي ولا غرو من علوّ كعبه وهو تلميذ عبده خال ؛ والذي حاز على جائزة البوكر العالمية .. فالمستقبل أمامي أبيض ونظيف بعد الغسيل .. وقصري سأستلمه بعد بضعة أيام لعدم فراغ المعلّم من تشطيبه .. والبنتلي تقف بالقراج وقد أُهديت إليّ من إخوة الغسيل ..
.
فغسّلوا يا إخوان .. حتى لا يأتي لوح يتهمكم بالخيانة وتفحطوا شهور لإثبات وطنيتكم دون طائل .. فالأعداد غفيرة على الغسيل .. والطوابير الشعبية المحبّة والوطنية بالعشرات .. فسارعوا قبل أن تزدحم الأمّة .. فعندها لا يأتي الدور إلا بعد سنين عديدة .. وانظروا للبنك العقاري والمِنح البلدية للأراضي .. ولا تعاندوا وخذوني عبرة !
أحمـــد الرافــــــد
الساخرون الكرام
صحبتي وأحبتي وساكني مهجتي
منذ فترة طويلة جدا ؛ وأنا أحاول كتابة شيء ما يجول بخاطري !
تعتبر أطول مُدّة مرّت عليّ في تحبير المقالات ؛ كُنتُ أقدّم اليُمنى وأؤخِّر اليُسرى حتى لا أكتبَ هذا المقال !
هل تصدقون أن طيلة الساعة والربع بتمامها – وهي فترة طويلة جدا على مُدرعِم مثلي لا يهتّم بأدوات الشرط ( إذا .. فإنّ ) - عشت فيها الخوف .. الخجل .. الحيرة .. الإقدام .. التهوُّر ! حاولت الانشغال بالقراءة .. بالتصفّح .. باليوتيوب ، فلم تفلح جهودي لأصرف ذهني عن الأشياء السيئة التي قرّرتُ إبدائها لكم !
ظناً مني – وإن بعض الظن إثم – أنه تحيط بنا أشياء تُسلّي وتُعين الكاتب ؛ من ألا يقول شيئاً خبيثاً .. قبيحاً .. لئيماً .. صفيقاً .. مناهضاً ، لألا يخسر جمهوره ! أو ألا يحوز على رضا وإعجاب المتابعين ! أو ليس بالوقت المناسب لإيراده ! أو قد يتخذه البعض لقول " تباً لك ؛ ألهذا جمعتنا ! "
.
سحبت ساندوتش الفلافل وبدأتُ في قضم لقيماتٌ منه .. فشراهتي للطعام تجعلني أنسى الحروف العربية ولغات التخاطب البشرية والتواصل والتفاعل والتفكير وكل شيء حين يقع سمعي على صليل الملاعق والسكاكين ؛ فأغرق بالطعم والرائحة واللون عن تفاهات الدنيا بما فيها الثقافة والفِكر ! انضمت هذه المحاولة البائسة لأخواتها ؛ فلا زالت الفكرة تنهش دماغي ! كثّرت الشطّة والكاتشب والنتيجة كما هي !
غيّرت تشكيلة الهجوم على رأسي .. ففتحت صور عبد الله بن بخيت ووضعتها بجوار حليمة مظفر ؛ ومن ثم تأمّلت في سحن رائدي الثقافة لدينا ؛ فزادت رغبتي بالكلام !.. ولا أخفيكم أول ما وقعَ بصري على بن بخيت بدأتُ أعجب به ؛ لِثقته بنفسه ! كيف لرجلٍ يحمل هذه الملامح ، ويستطيع أن يكتب بالصحف ، ويضع صورته بجانب عموده وهو فرحان ومنشكح ومتشيّك على الآخر ! ظنّكم أنه بعد الصنفرة والتبييض والفوتشوب ، طلعت تيك أفضل صورة لديه ؟! وحتى حليمة مظفّر ومحاولاتها الجادّة في الظهور بمظهر نسائي ؛ بدأتُ أعجب به ! خُلِقَت امرأة ، وإن كانت صورتها لا توحي بذلك ! فالأنوثة سِمَة فطرية ؛ لا يُمكن تَصَنُّعها وممارستها وقت الظهيرة – مثلاً – والغنج والدلال والرِّقّة أشياء مفقودة في شخصيتها ؛ فكونها لا تفتن ولا تثير غريزة الرجل ؛ ليس بيدها ! .. فلذا " الرفق بالقوارير " لمن تُكسَر أو تُخدَشّ .. وحليمتنا زجاج ولكنّه مضّاد للرصاص .. وقد تطلق رصاص في أوقات تجلّيها وصفائها !
.
أنا الآن بين يديك وعاجزٌ في إيجاد طريقة ؛ كي أصمت !
تُباع عند العطّار مواد لعلاج كل المشاكل البشريّة .. حتى السرطان والإيدز وعقوق الوالدين ، فقد تمكّنَ عبد الباسط من إيجاد زهرة الفلندرين الأمازونيّة ؛ واستخلاص زيتها وقَليُه مع بيضتين للفيل ، فكانت النتائج مُذهِلة وتسابقت كل النساء لطلبه من خلال شريط الرسائل في القنوات الإسلامية .. ومن المتوقع فتح مصانع لتلبية الطلبات ! إلا أنه لم يجد حلاً لمشكلتي !
.
. حقيقة لا أخفيكم ؛ بِتُّ أتعجّب من فِكرَة " غسيل المخ " وكُنهها وكيفيتها وآلتها التي يُدخل الإنسان فيها ، وتمتّد أذرعه خاصة بالعيون وأخرى للأذنين وكذلك الفم وبعضها يدخل في أعمق نقطة بالدماغ من خلال فتحتيّ المناخير .. ليخرج مغسولاً بعدها وجاهزاً وناضجاً حسب رغبة الغاسل .. فما الذي حدث لفيصل بن مساعد ليقتل عمّه الملك فيصل ؟! حيثُ بعام 1975 م توصّل الأمريكان لآلة غسلوا فيها دماغ الأمير ، يُقال أنه مُختّل !وقيل أنه يريد الانتقام لأخيه المقتول قبل 10 سنوات ! وفجأة يعود للسعودية ليطلق الرصاص على عمّه بعد أنّ أذاق الغرب الذلّ بقطع البترول عنهم ؛ إذاً مغسول بلا شَكّ !
.
يوجد الآن في سجون أمريكا مئات الأصوليين ؛ فلمَ لم يغسلوا دماغهم ؟!
ثار العالم أجمع على سجن غوانتنامو ورفض أمريكا لإطلاق المعتقلين ! أليس من الأسهل والأضمن تغسيل أدمغتهم وشراء راحتهم بآلة تعمل على تحويل المفجرين في صدرها إلى صدور أعدائها ! لو وُجِدَت هذه الآلة ؛ كان تشافيز في خبر كان ! ولم تخض أمريكا أيٌّ من الحروب الحديثة .. ولكان بمقدورها إغراء رفيق في حزب البعث للسفر بإجازة عندها ، ثم الرجوع ليقتل صدّام وجميع حكومته في اجتماعاتهم بتفجير نفسه.. وإحلال بدلاً منه رئيس مغسول ؛ يُجنّبهم حصار العشرة سنوات والاكتساح البري والجوي والمليارات والخسائر البشرية !
نتخيّل حينها الرئيس علي عبد الله صالح وقد خزّن وسطّل وأعماها بالقات .. وجلبَ الجنوب والشمال وأدخلهم في آلة غسيل المخ زرافات وأفواجا .. ونسمع اتصالات الأخ العقيد معمّر القذافي وتوسلاته المتكررة ؛ ليستعير آلة الرئيس اليمني واستخدامها في بن غازي بدلاً من المجازر الحيوانية التي اضطّرته ليقضي على خصومه .. ولكانت كل الشعوب العربية مغسولة أو تنتظر الغسيل .. وإذا أراد أحد أن يدعو على من ظلمه ، يقول : ربنا يغسّلَك غسيلاً لا تنهضُ بعده أبدا .. تمسي ليبرالياً وتصبح راقصاً .. أوربنا زيده غسيل ؛ فيصبح أفضل جامي سعودي !
.
ينصحني أحدهم قبل أيام ؛ بأنّ أكون وطنياً ورافع علم السعودية في الفترة القادمة ! معللاً ذلك : بوجود من يترصدني ويجمع بعض مقالاتي لتصويري أنني إرهابياً ومناهضاً للحكومة !
حاجة غريبة " أنا يا هو " ؟! .. ده أنا غلبان وبعيّط ! أنا أخاف من مديري ، يطلع لي مديرنا كُلِّنا!
.
التهمة : أنت تبَع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب !
الدفاع : بصراحة .. أنا عندي حساسيّة من أي يماني ؛ هكذا ربي خلقني .. والانطباع عنهم تخزين القات من أضرّ الضروريات في ثقافتهم ولم يسلم منها لا صغير ولا كبير.. ولذا أتقزّز من دخول منتدياتهم ومتابعة أخبارهم وحتى رؤية بيانات التنظيم هناك ! والحقيقة أنّني رفضت المشاركة بالدفاع عن وطني بمحاربة الحوثيين ؛ كي لا أُصرَع أو أدوخ عند تلاحم الصفين فيقع نظري على خدّ حوثي منتفخ مخزّن منذ ثلاثة أيام .. فيقتلني ! فرحمَ الله أمرؤ عرف قدر نفسه .. " والخلاف التخزيني " خلافٌ جوهري ومصيري بالنسبة لي .. فلنفرض أنني جمعت أموالاً وناصرتهم فتمّ لقاء سريّ .. وحبكَت في رؤوسهم أن أطلع اليمن .. فإما أن أدوخ ويغمى عليّ ومن ثم تسرق الأموال .. أو أنحرف وتخرب أخلاقي فأخزّن .. فلذا أنا أبتعد عن مواطن التخزين !
.
التهمة : يعني تبَع تنظيم القاعدة بشكلٍ عام .. وليس اليمن فقط !
الدفاع : أها .. هذه ما أستطيع أنكرها وأنا متلبّس فيها من أسفل ركبتي لأعلى سرتي – قدّس الله سري – فقد التقيت بأسامة بن لادن ثلاثة مرات على الماشي ، ومرتين على الجالس ، ونصف مرة على الواقف .. وأتمنى عمل لقاء بالعربية أسوة بالعبيكان لأنني رفضت القتال بجزيرة العرب – ولم أقل السعودية لبقايا قاعدية في عقيدتي – وحاولوا أن أخرج بمقطع لمؤسسة السحاب الإعلاميّة .. فرفضت رفضاً مُبرحاً .. بسبب أنّ شكلي بريء وملامحي طفوليّة .. فما أعلم أنني خوّفت زوجتي أو بناتي ؛ مهما حمّرت عيوني وصارخت ونفخت عضلاتي وأظهرت أنيابي .. يطنشوني ويأمروني ألا أزعجهم ! أفخيف دولة كاملة ؟!
وبصراحة أنا ما عندي شماغ فلسطيني ولا لبس باكستاني ؛ لأني أحبّ أتقمّص بالدور .. وكنت سأتنازل عن هذه الأشياء وأطلع في مقطع صوتي ويضعون نار جنبي ورأسي داخل فمّ أسد .. وأنا أقول " لعن الله أبوك يا بوش " .. " قسم بالله إني لأتوطأ في بطنك يا صلبي " .. " والله أني أكرهك .. أكرهك .. يا رب تموت " ..
وللأسف فشل المشروع بيني وبينهم ، فلم يجدوا إلا نعجة لاندثار الأسود العربية ! ولو لم يُقبَض عليّ الآن ..
لكنت قبلت بشرشف أسود مغطّى بسحلية ودماء بأطرافه .. فأقول : أنا أحمد الرافد ؛ قائد تنظيم القاعدة في وادي فاطمة .. ولا خيرَ فيكم يا السعوديين ! وإني أدعوكم لقتال البنغلاديشيّة ؛ فإنهم أسوأ من الصليبيين .. لا يصلون ومجرمين وخونة ولصوص ويغتصبون الأطفال ويبيعون لحم حمير في المطاعم وعصيرات منهية الصلاحيّة .. فأمدوني بالمال لأكفيكم مئونة ضرب البواخر المحمّلة بهؤلاء الأوباش .. ومن ثم أخرج من السجن وقد تبت عن منهج الخوارج .. فأصبح مثل بن بجاد مؤلف مسرحي وخبير في الجماعات الإرهابية أو كجمال خاشقجي فأترأس صحيفة البلاد لأمارس تثقيف البلد من خطر الجماعات المسلّحة .. وأترك العشّة والكباري وأسكن في القصور وأقتني السيارات وأصيّف ببلاد باردة وأشتّي في هاواي .. ومهما كتبت فأنا وطني من الطراز الأول !
.
التهمة : أنتَ ما تفهم ؟! هذا تحقيق .. يعني من الممكن ما تطلع قاعدي .. بس تطلع من حزب الفقيه وشلّة لندن ؟!
الدفاع : أمممممم .. أموال ليبيّة بالعملة الصعبة ، وحِسان إيرانية بالجمال الفارسي ، واللجوء البريطاني وابن أمّه يكلمني ! حياة ورفاهية وجوّ وطبيعة وأخرج بقناة الجزيرة والسي إن إن ، وإم بي سي 3 .. مين يرفض هذه الإغراءات ؟! والمطلوب مني أن أقول : أنزلق أمير بقشرة موزه .. ولبس أمير سروالين فوق بعض .. وفحّط ثالث بالسيكل .. ويا للهول ؛ ولا حبّة توت في البلد ! سرقتها الحكومة لعصرها وتقديمها للضيوف في منتدى رؤساء حسب الله ، وباتَ الشعبُ السعودي المسكين تلك الليلة ولم يذق توتاً واحداً .. حتى لو كان معفناً ! إنّه الظلم والبطش .. والاستئثار بالتوت .. والتوت لذيذٌ وعصب العصائر برمضان .. فأفطر المسلمون ولم يصوموا !
وفيه شغلة ثانية ( وهذا سرّ بيني وبينك ) .. بحث سعد الفقيه عن أقوى الكتّاب بالنت ، وسأل عن أبلغهم تأثيراً في الجماهير ؛ فقالوا بصوتٍ واحد : ما لك إلا هيفاء ، تردح طول الليل ودفتر كشكول يكتب مقال واحد .. يخلّي نصف الشعب ثوري على طول .. فتمّ الحديث الثوري بيننا بوساطة الرافضي علي الأحمد بالماسنجر .. وقد عرضا عليّ قيادة الثورة والمظاهرات فقبلت .. ففرحا أشدّ الفرح ! ومن ثم بدأنا بالتخطيط لهذا المشروع وتحديد الأماكن والزمن ولم يبقى إلا اسم المشروع ؛ والذي عُرفَ فيما بعد بـِ " الزحف الكبير " فحدثَ الاختلاف وتباينت الآراء وتعالت الأصوات .. يعني أمّ البلاهة وقمّة الغباء .. ثورة على الجيش والأمن والحرس الوطني والناس تزحَف ! خلوها المشي الكبير أو الجري السريع أو نركب جزم بعَجَل .. بالله متى نقطع كيلومتر واحد وإحنا نزحف ؟! هذا انتحار جماعي وعمل لا طائل منه ! حاوَلَا إقناعي بالمال والجاه فرفضت .. قام الفقيه بعرض كتالوج فتيات فارسات مثل فلقة القمر فامتنعت .. أعتقد الرافضي الأحمد أنني شاذ ؛ فطقّ الكام وقال هيتَ لك .. فأغلقت الماسنجر وأعطيتهما بلوك ومضيت في حال سبيلي ومن ثم انقطعت أخبارهما .. والآن وقد شِبت فأخاف أن يغريني الأحمد إنّ أصبحت معارضاً ؛وأُغضِب الله تعالى .. وهؤلاء ليس في قلوبهم ذمّة ولا ضمير .. وأنا معي كيلوين مضير والحمد لله .
.
التهمة : مِن جِدّك أنتُ ووجهك ! عارفين إنّك ما عندك إلا الكتابة والبربرة لا حزب ولا تنظيم ولا يحزنون ؛ وقد كرّهت الشعب في حكومتهم .. ونخاف أنّ تستمر مقالاتك فيموتوا من القهر ؟!
الدفاع : واحد مسكناه يسرق الأسهم ويأكل أموالنا .. طالبنا حكومتنا القبض عليه ؛ فيها شيء هذه ؟! وثاني حصّلناه يسرق المقالات ويأكل أفكارنا .. طالبناكم بعزله وإقالته ؛ فليس من المعقول يحكم على اللصوص وهو حرامي ؟! وثالث تأكدنا أنّه متخلّف عقلياً ؛ فنحن دولة ثريّة وكل المناصب لغير المواطنين ويريد شبابنا جرسونات وفتياتنا شغّالات ! بالله الكتابة في هذه النوعيّة ، ما تًعتبر خدمة نقدمها للوطن ؟! ورابع ما عنده إلا النساء ومُصاب بفوبيا العباءة والحجاب ؛ ومن غيرتنا فضحنا أبو جَدُّه وتبغانا نسكت عنه ؟! والأمير نايف يقول دافعوا عن دينكم ؛ لأنه يوجد بيننا تافهين يزوروا السفارات .. فقلنا هم فلان وعلان وحميدان .. أفنعصي الأمير ؟!
.
التهمة : أبعطيك إياها من الأخير .. أنت ما عندك عند جدتي ! وأنا ندمان وألعن اليوم الذي قابلتك فيه .. عاد ما بقي إلا أنت أضيّع وقتي معك ! شايب منتهي ، وعربجي يتفتف ، وثرثار ما يسكت ، وبَلف صواريخ أرض بحر ، وحسبي الله على الذي أمر باعتقالك .. وش الفكّة منك ، والخوف أنّك تنتقم وتكتب أكثر من أول ! ولذا ما لِك إلا الغسيل .. يا عسكري : دخّله هو وعكّازه في آلة الغسيل .
.
يا أخوان .. وأنا في العشّة ترى الهواء يُرُدّ الروح .. والمجاري تجري أمامي منظر خلّاب .. ما كنت أرى هذه النِعَم قبل الغسيل ! صحيح إني أمزمز بقطع خبز يابسة ؛ لكن الحمد لله ما تنشب بزوري ! فما تتعدّى امرأة أمامي ؛ إلا وأكتفها وأرتشف منها حليباً طازجاً .. ومجاناً خمسة مرّات وهي لا تنبس ببنت شِفه حتى أشبَع ! من بركات شيخنا ؛ فله السمع والطاعة .. وبجواري عوائل غَجَر – نَوَر – دعوتهم للتقارب والتعايش الوطني .. فأصبحتُ مطلوباً بالحوار الوطني لإشاعة الوئام بين الديوثين وألا ديوثين .. والله يديم الحكومة ما قصّرت معي .. عملت دويتو مع غجرية .. فتعاونّا على أغنية " محمد رسول الله " بالموسيقى والرقص .. فقد أدمعت عيني وكاد كبدي ينفطر عندما رأيتها تتمايل مُنشِدَة ! فهاجمني الغُلاة على النغمات الماجنة .. ولم يوفقهم عند حدّهم إلا الكلباني أخي في الغسيل .. فالميثاق الغسيلي واضح جداً : من يُرشّك بالماء .. إمّا ترًشّه أو يُرشّه أخوك بفتوى ! فأضحيت أقضي أوقاتي بالعشّة منبطحاً دونما كللٍ أو ضجَر .. أستقي العلم والمعرفة والتنوير من الدخيل وخال والعمير .. وكم من الساعات قضيتها مختلطاً مع الأخوات الفاضلات ؛ وحتى لو لم يغطين وجههن ويتلفعّنَ بحجابهن أو يُظهرنَ شيئاً من نِعمِ الله عليهن .. مِقدار شبرين من الساق وثلاثة ونصف سنتميتر من صدورهن .. وقد فَرغتُ من دراسة أمهات الكتب عند العلّامة الفهّامة الغامدي ولا غرو من علوّ كعبه وهو تلميذ عبده خال ؛ والذي حاز على جائزة البوكر العالمية .. فالمستقبل أمامي أبيض ونظيف بعد الغسيل .. وقصري سأستلمه بعد بضعة أيام لعدم فراغ المعلّم من تشطيبه .. والبنتلي تقف بالقراج وقد أُهديت إليّ من إخوة الغسيل ..
.
فغسّلوا يا إخوان .. حتى لا يأتي لوح يتهمكم بالخيانة وتفحطوا شهور لإثبات وطنيتكم دون طائل .. فالأعداد غفيرة على الغسيل .. والطوابير الشعبية المحبّة والوطنية بالعشرات .. فسارعوا قبل أن تزدحم الأمّة .. فعندها لا يأتي الدور إلا بعد سنين عديدة .. وانظروا للبنك العقاري والمِنح البلدية للأراضي .. ولا تعاندوا وخذوني عبرة !
أحمـــد الرافــــــد