سلمان السلمي
May 10th, 2010, 12:49
مقالة نشرت في المدينة الاثنين 3 مايو2010
19-5-1431
بقلم: جميل محمد علي فارسي
إن توشّوشني أوشوشك
دبي مدينة ساحرة تجعل بعض المدن في المنطقة تشعر بالغيرة وبعضها بالحسرة وبعضها تشعر بالخجل (ومن المدن مَن لا تخجل أصلا) وزائرها يلاحظ ملاحظات عده:-
- طيرانهم رائع وتستقبلك بمطار أروع،عصري و كل ما فيه منظم ومريح، مساحة قاعاته تعادل عشرين ضعفاً من قاعات المطارات في المنطقة ورغم ذلك بنى بأقل من نصف تكلفة بعضها ( هات أذنك أوشوشك السبب ).
- التاكسيات كلها في غاية النظافة وكلها تسير بالعداد. أمام بوابة المطار كل تاكسي به سائقهّ لا يتسرب أحدهم للصالة لجذب القادمين ملوحاً بالسبحة أو لاعباً بشيء أخر.
- دبي في غاية النظافة أما الأمان فهو في أعلى مستوياته وقواعد المرور محترمه كأنك في بريطانيا والكل يمشي بأمان وبلا معاكسات ولا إزعاج، لا شيكات متعثرة ولا عمليات نصب ولا استثمارات وهمية ولا مساهمات ولا إيجارات متخلفة ولا مدين هارب. في دبي تشعر بهيمنة القانون أينما سرت.
- عجبت لعدم مشاهدة أي وايت مياه فسألت صديقي الإماراتي فلم يفهم معنى ((الوايت)) وبعد طول شرح قال لا يوجد لدينا هذا الكائن الخرافي فالمياه نوصلها للمنازل عبر أنابيب في الأرض. طبعاً خجلت أن أساله عن وايت المجاري.
- لم يعتمد لدبي مليار ومائتا مليون درهم لمكافحة حمى الضنك فليس لديهم حمى ضنك أصلاً ولا وادي متصدع فهم يتلافون الأسباب بدلاً من معالجة النتائج.
- يتوسط المدينة خور دبي وهو خليج أطول من شرم أبحر مع الفارق أنه لا توجد حوله أيً ملكيات خاصة أبداً ، كلا جانبيه أرصفه وممرات وحدائق مفتوحة للجميع.
- أهلها في غاية اللطف والأدب، يعملون ولا يتكلمون، فكلامهم منجزات وإنجازهم معجزات. ولا يعرفون الرشاوى ولا العمولات . (عجباً !! مع هذا هم امه ليست محسوده و لا مستهدفه).
- مع تقديري أن التنمية في دبي لها مساوئ قاتله ،وهذا موضوع مقال قادم، إلا أني أتعجب لماذا تميزت دبي رغم أن لها نفس ظروف دول المنطقة، نفس التركيبة الاجتماعية، نفس الصحراء، نفس الجغرافيا والتاريخ ، بل حتى نفس المناخ. ترى لماذا تميزت؟ (هذه المرة أنت وشوشني ما هو السبب).
- لا توجد أي عشوائيات على الإطلاق فقال صديقي الإماراتي ولماذا يسكن أحد في العشوائيات طالما وجد أرضاً مخططة ومنظمة و بها كل الخدمات؟ فالأرض تقدم إما للسكن المباشر للمواطنين وهذه توزع بمنتهى المساواة والعدالة أو تكون الأرض مخصصة للاستثمار وهذه تقدم وفق طريقين لا ثالث لهما، الأول أن تخصص مساحة معينة لمشروع كبير مثل جميرا ومارينا والبحيرات وهذه تعطي وفق شروط ورسوم محددة لشركات مساهمة يستفيد منها الآف المساهمين ولا تعطي أبداً أبدا لمؤسسة فردية أو لشركة عائلية. والطريق الثاني أن تباع قطع الأرض بالمزاد لمصلحة دائرة أملاك دبي وفق شروط بناء صارمة .
قلت له وفق طريقتين فقط؟ لقد حجرت واسعاً يا أخا العرب، هبّ أن رجلاً أراد أن يأخذ لنفسه عشرة ملايين متراً من الأراضي العامة مجاناً ليخططها ويبيعها لإخوانه المواطنين ليس بهدف التربح، معاذ الله، بل بهدف تعميق التلاحم والانطلاق نحو أفاق المستقبل الذي يَشْلَهِّم إشراقه التطلعات العريضة للقيم الراسخة ليعمق الثوابت ويشَفْشِف الشفافية لينهلوا من انبثاق الفجر الذي يلوح في أفق الشفق بخصوصية التجربة لمواجهة الآخر وتحديات الغرب التي ستجدنا صخرة منيعة يقف أمامها التاريخ مشدوهاً مبهوراً بنجاح تجربة تناسل المليارات . فقال إن المادة الثالثة من قانون العقوبات تنص على أنه لو فكر احدهم سواء بهدف جمع المال أو بهدف التلاحم أو حتى بهدف كلامك الخايب الذي قلته، لو فكر أنه يحلم في المنام أن يفعل ذلك فعقوبته أنه يحرم من النوم سبعين خريفاً حتى تطير من رأسه تلك الأحلام الشريرة.
يا رايح دبي قول يا حي
إلى متى نتكلم .. ولا فيه من يسمع
19-5-1431
بقلم: جميل محمد علي فارسي
إن توشّوشني أوشوشك
دبي مدينة ساحرة تجعل بعض المدن في المنطقة تشعر بالغيرة وبعضها بالحسرة وبعضها تشعر بالخجل (ومن المدن مَن لا تخجل أصلا) وزائرها يلاحظ ملاحظات عده:-
- طيرانهم رائع وتستقبلك بمطار أروع،عصري و كل ما فيه منظم ومريح، مساحة قاعاته تعادل عشرين ضعفاً من قاعات المطارات في المنطقة ورغم ذلك بنى بأقل من نصف تكلفة بعضها ( هات أذنك أوشوشك السبب ).
- التاكسيات كلها في غاية النظافة وكلها تسير بالعداد. أمام بوابة المطار كل تاكسي به سائقهّ لا يتسرب أحدهم للصالة لجذب القادمين ملوحاً بالسبحة أو لاعباً بشيء أخر.
- دبي في غاية النظافة أما الأمان فهو في أعلى مستوياته وقواعد المرور محترمه كأنك في بريطانيا والكل يمشي بأمان وبلا معاكسات ولا إزعاج، لا شيكات متعثرة ولا عمليات نصب ولا استثمارات وهمية ولا مساهمات ولا إيجارات متخلفة ولا مدين هارب. في دبي تشعر بهيمنة القانون أينما سرت.
- عجبت لعدم مشاهدة أي وايت مياه فسألت صديقي الإماراتي فلم يفهم معنى ((الوايت)) وبعد طول شرح قال لا يوجد لدينا هذا الكائن الخرافي فالمياه نوصلها للمنازل عبر أنابيب في الأرض. طبعاً خجلت أن أساله عن وايت المجاري.
- لم يعتمد لدبي مليار ومائتا مليون درهم لمكافحة حمى الضنك فليس لديهم حمى ضنك أصلاً ولا وادي متصدع فهم يتلافون الأسباب بدلاً من معالجة النتائج.
- يتوسط المدينة خور دبي وهو خليج أطول من شرم أبحر مع الفارق أنه لا توجد حوله أيً ملكيات خاصة أبداً ، كلا جانبيه أرصفه وممرات وحدائق مفتوحة للجميع.
- أهلها في غاية اللطف والأدب، يعملون ولا يتكلمون، فكلامهم منجزات وإنجازهم معجزات. ولا يعرفون الرشاوى ولا العمولات . (عجباً !! مع هذا هم امه ليست محسوده و لا مستهدفه).
- مع تقديري أن التنمية في دبي لها مساوئ قاتله ،وهذا موضوع مقال قادم، إلا أني أتعجب لماذا تميزت دبي رغم أن لها نفس ظروف دول المنطقة، نفس التركيبة الاجتماعية، نفس الصحراء، نفس الجغرافيا والتاريخ ، بل حتى نفس المناخ. ترى لماذا تميزت؟ (هذه المرة أنت وشوشني ما هو السبب).
- لا توجد أي عشوائيات على الإطلاق فقال صديقي الإماراتي ولماذا يسكن أحد في العشوائيات طالما وجد أرضاً مخططة ومنظمة و بها كل الخدمات؟ فالأرض تقدم إما للسكن المباشر للمواطنين وهذه توزع بمنتهى المساواة والعدالة أو تكون الأرض مخصصة للاستثمار وهذه تقدم وفق طريقين لا ثالث لهما، الأول أن تخصص مساحة معينة لمشروع كبير مثل جميرا ومارينا والبحيرات وهذه تعطي وفق شروط ورسوم محددة لشركات مساهمة يستفيد منها الآف المساهمين ولا تعطي أبداً أبدا لمؤسسة فردية أو لشركة عائلية. والطريق الثاني أن تباع قطع الأرض بالمزاد لمصلحة دائرة أملاك دبي وفق شروط بناء صارمة .
قلت له وفق طريقتين فقط؟ لقد حجرت واسعاً يا أخا العرب، هبّ أن رجلاً أراد أن يأخذ لنفسه عشرة ملايين متراً من الأراضي العامة مجاناً ليخططها ويبيعها لإخوانه المواطنين ليس بهدف التربح، معاذ الله، بل بهدف تعميق التلاحم والانطلاق نحو أفاق المستقبل الذي يَشْلَهِّم إشراقه التطلعات العريضة للقيم الراسخة ليعمق الثوابت ويشَفْشِف الشفافية لينهلوا من انبثاق الفجر الذي يلوح في أفق الشفق بخصوصية التجربة لمواجهة الآخر وتحديات الغرب التي ستجدنا صخرة منيعة يقف أمامها التاريخ مشدوهاً مبهوراً بنجاح تجربة تناسل المليارات . فقال إن المادة الثالثة من قانون العقوبات تنص على أنه لو فكر احدهم سواء بهدف جمع المال أو بهدف التلاحم أو حتى بهدف كلامك الخايب الذي قلته، لو فكر أنه يحلم في المنام أن يفعل ذلك فعقوبته أنه يحرم من النوم سبعين خريفاً حتى تطير من رأسه تلك الأحلام الشريرة.
يا رايح دبي قول يا حي
إلى متى نتكلم .. ولا فيه من يسمع