نجم سهيل
December 7th, 2009, 15:44
الباكستاني مُنقذ الـ 14... بطل «كاراتيه» ومتحدٍّ لـ«النار» غدرت به «سيول جدة»
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1260134353244247500.jpg
جدة - أحمد آل عثمان
Related Nodes:
علي خان. (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/84019)
خان: فخور بعمل شقيقي «الشهيد» ... رغم ألم الفراق (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83941)
أكل «النار» في موطنه ولم تأكله. وشرب «السيل» في جدة فأنقذ 14 شخصاً. حينها قرر السيل أن ينتقم منه فأخذه معه إلى دار الخلود. تلك هي حكاية البطل الباكستاني فرمان علي خان التي نشرت «الحياة» تفاصيلها في اليوم التالي لـ«فاجعة جدة». بيد أنها حصلت أمس على معلومات عن شخصية البطل الراحل الذي يتهيأ شقيقه رحمن علي خان لنقل جثمانه من مشرحة مستشفى الملك عبدالعزيز إلى باكستان لأن بنياته الثلاث الصغيرات يُردن إلقاء نظرة أخيرة عليه قبل الوداع، خصوصاً أن صغراهن لم تره منذ مولدها بانتظار عودة لن تتحقق في عطلته. وأوضح رحمن خان لـ«الحياة» أن منقذ الـ14 روحاً خريج جامعي، ولديه شهادة في رياضة الكاراتيه، وشهادات عدة في العمل الطوعي. (راجع ص3)
وقال إن فرمان الذي قضى غرقاً عن 32 عاماً اقتحم حريقاً مشتعلاً عندما كان عمره 16 عاماً وانتزع أنبوبة غاز لو انفجرت كانت ستحدث دماراً وقتلاً كبيراً.
وذكــــر أن فرمــان استخدم دواليب سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية لإنقاذ 14 شخصاً من سيول جدة، ولما استعصى عليه إخراج الشخص الـ15 نزل بنفسه في السيل الذي جرفه إلى النهاية المحتومة. وأضاف أن شقيقه قدم إلى السعودية قبل ست سنوات، وأن لديه ثلاث بنات (زبيدة – 7 سنوات، ومديحة – 6 سنوات، وجريرة – 4 سنوات).
خان: فخور بعمل شقيقي «الشهيد» ... رغم ألم الفراق (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83941)
2009
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1260127417963853000.jpg
جدة - أحمد آل عثمان
(http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83942)
حتى الموت لم يكن بشجاعة البطل الباكستاني فرمان علي خان، الموت بسطوته وجبروته وخلوده استغرق 14جولة حتى طرح المنقذ، 14جولة مرهقة خاض فيها فرمان نزاعاً بين البقاء والفناء، وخرج منها منتصراً حاملاً 14 نفساً كادت تزهق. ربما بعدها أسلم نفسه لراحة التعب، فاستطاع الموت حينها فقط اغتياله.
لم يهتم بجنس أو عرق، وكان كل همه حينها إنقاذ أكبر عدد من الناس الذين جرفتهم مياه السيول، فلم يترك وسيلة متاحة للإنقاذ إلا واستخدمها، متناسياً أي خطر قد يواجهه، مندفعاً بحس إنساني داخله، وبطل جسدته صرخات طالبي النجدة.
وفي الوقت الذي يقال فيه إن الثالثة ثابتة كانت الثانية هي الفيصل في وضع نهاية لحياة البطل الباكستاني الذي لم يتجاوز 32 سنة، نشرت «الحياة» قصته أخيراً، وتفاعلت معها العديد من المواقع الإلكترونية والمنتديات، خصوصاً وأنه قدم نموذجاً لعمل بطولي قد يقدم عليه من يملك شجاعة وجرأة إلا أنه عمل نادر.
البطل الباكستاني فرمان علي خان عمر رحمن قدم إلى السعودية منذ ست سنوات هي عمر ابنته الوسطى مديحة، طلباً للرزق، إذ عمل في أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية، ولم يغادر السعودية خلالها سوى مرتين كان آخرها قبل نحو أربع سنوات هي عمر ابنته الصغيرة جريرة التي لم يقدر له مشاهدتها، وسيدور في ذهنها ألف سؤال عن والدها الذي حتماً ستكون قصته وسام فخر لها ولشقيقاتها، إذا أدركن قيمة العمل البطولي والتضحية التي قدمها من أجل إنقاذ الآخرين.
التقت «الحياة» شقيقه محمد، للحديث عن موقف شقيقه النادر، وسرد تفاصيل حياة البطل الغامض، فذكر أن شقيقه متزوج ولديه ثلاث بنات هن زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات)، وقدم إلى السعودية للعمل في إحدى البقالات. وقال محمد إن هذا العمل البطولي الذي عمله شقيقه ليس جديداً عليه، إذ قام بعمل بطولي مشابه في مسقط رأسه في باكستان بقرية وادي سواط، وكان وقتها لم يتجاوز الـ 16 من عمره، حينما اشتعلت النيران في أحد المحال التجارية في سوق كبير، فاقتحم حينها النيران وأخرج أنبوبة غاز كانت ستؤدي إلى كارثة لو تمكنت منها النيران، نظراً لوجود مستودع أسلحة إلى جوار المحل المحترق.
وأضاف أن شقيقه الحاصل على شهادة جامعية حاصل على شهادة الكاراتيه ولديه العديد من الشهادات في الأعمال التطوعية في باكستان. وقال: «خرج شقيقي من منزله في كيلو 13 ثلاث مرات وهو يحاول إيجاد أدوات مساندة لمساعدة من جرفتهم السيول بدءاً من استخدام ألواح خشبية كان يمدها لتقديم المساعدة، إضافة إلى البحث عن إطارات السيارت، وحتى إحضاره حبلاً من المنزل بعد تبديل ملابسه للتعامل مع حجم المياه ووجود شحنات كهربائية».
وعاد شقيق البطل ليسرد قصة الشهيد فرمان الذي استخرج أكثر من 14 شخصاً من المياه، قائلاً: «استخدم الحجارة لربط الحبال ورميها لأشخاص كان من الصعب الوصول إليهم، بعد أن احتموا بأشجار، فانتشلهم إلا أنه لقي حتفه في آخر محاولة له بعد دخوله لإنقاذ أحد الأشخاص، حيث تمكنت المياه منه وجرفته».
وتابع الشقيق: «تلقيت اتصالاً من أحد الأشخاص ينبئني بوفاة شقيقي، فاستعنت بأشخاص من بني جلدتي لنقل الجثة من مستوصف الهجرة جنوب جدة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز، بسبب سوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم».
ويؤكد محمد أنه فخور بعمل شقيقه البطولي، ويحتسبه في عداد الشهداء على رغم ألم الفراق، موضحاً أنه أنهى إجراءات تسلم الجثمان تمهيداً لنقلها إلى باكستان، حيث سيتم دفنها بناء على رغبة أسرته التي تود أن تلقي عليه بناته نظرة أخيرة».
((( التعليق )))
ليس للبطولات الإنسانية والفداء وإنكار الذات جنسية ولا وطن ولا لون ولاعرق
رحم الله الشهيد البطل
( فرمان علي خان )
فرجل افتدى 14 نفسا بحياته فله عند الله مايستحق من الخير ونعيم الخلود في جنات النعيم التي وعدالله بها من يشاء من عباده فهنيئا لشهيدنا البطل بأن اختاره الله شهيدا ليكافئه بالجنة ونعيمها بإذنه تعالى وإن كثيرا منا والله ليغبطه على نيل الشهادة والدعاء له من الناس بالخير
فمن حق شهيدنا علينا أن نرفع إسمه عاليا حيث استشهد
وأن نتعهد بناته بمستوى معيشي كريم في ظل غياب أبيهن رحمه الله تعالى
ونظن في ولاة أمرنا خيرا وهم أهله أن يتعهدون بناته وأسرته بضمان حياة كريمة رغدة وهذا شيء يسير من حقهن علينا موصولا من حق أبيهن علينا
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1260134353244247500.jpg
جدة - أحمد آل عثمان
Related Nodes:
علي خان. (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/84019)
خان: فخور بعمل شقيقي «الشهيد» ... رغم ألم الفراق (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83941)
أكل «النار» في موطنه ولم تأكله. وشرب «السيل» في جدة فأنقذ 14 شخصاً. حينها قرر السيل أن ينتقم منه فأخذه معه إلى دار الخلود. تلك هي حكاية البطل الباكستاني فرمان علي خان التي نشرت «الحياة» تفاصيلها في اليوم التالي لـ«فاجعة جدة». بيد أنها حصلت أمس على معلومات عن شخصية البطل الراحل الذي يتهيأ شقيقه رحمن علي خان لنقل جثمانه من مشرحة مستشفى الملك عبدالعزيز إلى باكستان لأن بنياته الثلاث الصغيرات يُردن إلقاء نظرة أخيرة عليه قبل الوداع، خصوصاً أن صغراهن لم تره منذ مولدها بانتظار عودة لن تتحقق في عطلته. وأوضح رحمن خان لـ«الحياة» أن منقذ الـ14 روحاً خريج جامعي، ولديه شهادة في رياضة الكاراتيه، وشهادات عدة في العمل الطوعي. (راجع ص3)
وقال إن فرمان الذي قضى غرقاً عن 32 عاماً اقتحم حريقاً مشتعلاً عندما كان عمره 16 عاماً وانتزع أنبوبة غاز لو انفجرت كانت ستحدث دماراً وقتلاً كبيراً.
وذكــــر أن فرمــان استخدم دواليب سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية لإنقاذ 14 شخصاً من سيول جدة، ولما استعصى عليه إخراج الشخص الـ15 نزل بنفسه في السيل الذي جرفه إلى النهاية المحتومة. وأضاف أن شقيقه قدم إلى السعودية قبل ست سنوات، وأن لديه ثلاث بنات (زبيدة – 7 سنوات، ومديحة – 6 سنوات، وجريرة – 4 سنوات).
خان: فخور بعمل شقيقي «الشهيد» ... رغم ألم الفراق (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83941)
2009
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1260127417963853000.jpg
جدة - أحمد آل عثمان
(http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83942)
حتى الموت لم يكن بشجاعة البطل الباكستاني فرمان علي خان، الموت بسطوته وجبروته وخلوده استغرق 14جولة حتى طرح المنقذ، 14جولة مرهقة خاض فيها فرمان نزاعاً بين البقاء والفناء، وخرج منها منتصراً حاملاً 14 نفساً كادت تزهق. ربما بعدها أسلم نفسه لراحة التعب، فاستطاع الموت حينها فقط اغتياله.
لم يهتم بجنس أو عرق، وكان كل همه حينها إنقاذ أكبر عدد من الناس الذين جرفتهم مياه السيول، فلم يترك وسيلة متاحة للإنقاذ إلا واستخدمها، متناسياً أي خطر قد يواجهه، مندفعاً بحس إنساني داخله، وبطل جسدته صرخات طالبي النجدة.
وفي الوقت الذي يقال فيه إن الثالثة ثابتة كانت الثانية هي الفيصل في وضع نهاية لحياة البطل الباكستاني الذي لم يتجاوز 32 سنة، نشرت «الحياة» قصته أخيراً، وتفاعلت معها العديد من المواقع الإلكترونية والمنتديات، خصوصاً وأنه قدم نموذجاً لعمل بطولي قد يقدم عليه من يملك شجاعة وجرأة إلا أنه عمل نادر.
البطل الباكستاني فرمان علي خان عمر رحمن قدم إلى السعودية منذ ست سنوات هي عمر ابنته الوسطى مديحة، طلباً للرزق، إذ عمل في أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية، ولم يغادر السعودية خلالها سوى مرتين كان آخرها قبل نحو أربع سنوات هي عمر ابنته الصغيرة جريرة التي لم يقدر له مشاهدتها، وسيدور في ذهنها ألف سؤال عن والدها الذي حتماً ستكون قصته وسام فخر لها ولشقيقاتها، إذا أدركن قيمة العمل البطولي والتضحية التي قدمها من أجل إنقاذ الآخرين.
التقت «الحياة» شقيقه محمد، للحديث عن موقف شقيقه النادر، وسرد تفاصيل حياة البطل الغامض، فذكر أن شقيقه متزوج ولديه ثلاث بنات هن زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات)، وقدم إلى السعودية للعمل في إحدى البقالات. وقال محمد إن هذا العمل البطولي الذي عمله شقيقه ليس جديداً عليه، إذ قام بعمل بطولي مشابه في مسقط رأسه في باكستان بقرية وادي سواط، وكان وقتها لم يتجاوز الـ 16 من عمره، حينما اشتعلت النيران في أحد المحال التجارية في سوق كبير، فاقتحم حينها النيران وأخرج أنبوبة غاز كانت ستؤدي إلى كارثة لو تمكنت منها النيران، نظراً لوجود مستودع أسلحة إلى جوار المحل المحترق.
وأضاف أن شقيقه الحاصل على شهادة جامعية حاصل على شهادة الكاراتيه ولديه العديد من الشهادات في الأعمال التطوعية في باكستان. وقال: «خرج شقيقي من منزله في كيلو 13 ثلاث مرات وهو يحاول إيجاد أدوات مساندة لمساعدة من جرفتهم السيول بدءاً من استخدام ألواح خشبية كان يمدها لتقديم المساعدة، إضافة إلى البحث عن إطارات السيارت، وحتى إحضاره حبلاً من المنزل بعد تبديل ملابسه للتعامل مع حجم المياه ووجود شحنات كهربائية».
وعاد شقيق البطل ليسرد قصة الشهيد فرمان الذي استخرج أكثر من 14 شخصاً من المياه، قائلاً: «استخدم الحجارة لربط الحبال ورميها لأشخاص كان من الصعب الوصول إليهم، بعد أن احتموا بأشجار، فانتشلهم إلا أنه لقي حتفه في آخر محاولة له بعد دخوله لإنقاذ أحد الأشخاص، حيث تمكنت المياه منه وجرفته».
وتابع الشقيق: «تلقيت اتصالاً من أحد الأشخاص ينبئني بوفاة شقيقي، فاستعنت بأشخاص من بني جلدتي لنقل الجثة من مستوصف الهجرة جنوب جدة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز، بسبب سوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم».
ويؤكد محمد أنه فخور بعمل شقيقه البطولي، ويحتسبه في عداد الشهداء على رغم ألم الفراق، موضحاً أنه أنهى إجراءات تسلم الجثمان تمهيداً لنقلها إلى باكستان، حيث سيتم دفنها بناء على رغبة أسرته التي تود أن تلقي عليه بناته نظرة أخيرة».
((( التعليق )))
ليس للبطولات الإنسانية والفداء وإنكار الذات جنسية ولا وطن ولا لون ولاعرق
رحم الله الشهيد البطل
( فرمان علي خان )
فرجل افتدى 14 نفسا بحياته فله عند الله مايستحق من الخير ونعيم الخلود في جنات النعيم التي وعدالله بها من يشاء من عباده فهنيئا لشهيدنا البطل بأن اختاره الله شهيدا ليكافئه بالجنة ونعيمها بإذنه تعالى وإن كثيرا منا والله ليغبطه على نيل الشهادة والدعاء له من الناس بالخير
فمن حق شهيدنا علينا أن نرفع إسمه عاليا حيث استشهد
وأن نتعهد بناته بمستوى معيشي كريم في ظل غياب أبيهن رحمه الله تعالى
ونظن في ولاة أمرنا خيرا وهم أهله أن يتعهدون بناته وأسرته بضمان حياة كريمة رغدة وهذا شيء يسير من حقهن علينا موصولا من حق أبيهن علينا