المشتاق لربه
May 11th, 2008, 13:27
كيف تخشعين في صلاتك
إن أو ما يبدأ به المصلي بعد استقبال القبلة والدنو من السترة حتى لا يكون بينه وبين السترة سوى ثلاثة أذرع حال قيامه وممر شاة حال سجوده – هذه أول خطوات الخشوع قبل تكبيرة الإحرام والدخول في الصلاة .
أما بعد بعد تكبيرة الإحرام فإن عليك أيتها المصلية أن ترفعي يديك حذو منكبيك أو حيال أذنيك متوجهة بباطن الكفين إلى القبلة ممدوة الأصابع ضامة لها – تشعرين وأنت بهذا الحال بالاستسلام التام لرب العباد , وتخيلي لو أحد أراد منك أن تذعني له وتستسلمي , فأمرك برفع يديك ومدها , لارتعدت مفاصلك خوفاً من بطشه بك , وهو بشر مثلك , فكيف بمن يده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه سبحانه , كيف بمن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه , يأمرك بأن تستسلمي وتقفي بين يديه ذلاً وخضوعاً له رافعة يديك معلنة التسليم التام له . متخلية عن كل شيء في يديك تملكينه فالأمر أعظم من أن تستمسكي بشيء من أمور الدنيا فهذا وقوف بين يدي من بيده كل شيء . كيف يمر عليك التكبير والحال هكذا بسهولة !! ويذهب معنى التكبير ومراده من نفسك وتبقى حركته وإشارة اليدين به , أو ليس الله بقادر على أن يأخذك بغتة أتأمنين ذلك ؟ إذا تألق الخيال مثل هذا المعاني وأنت ترفعين يديك لتكبيرة الإحرام , فإن الخشوع سيمتلك قلبك والخضوع سيسيطر على جوارحك ولن تنفكي من أن تنطقي تكبيرة من فوادك معلنة البراءة من كل شيء فالله عندك أكبر من كل شيء .
ولم يأمرك الله بالتكبير والاستسلام إلا ليعلم تسليمك وموافقتك على بيع الدنيا الزائلة بالآخرة الباقية , فله الحمد ما أعظمه وله ما أكرمه . وحري بنا أن نستسلم طائعين راغبين فرحين مغتبطين .
إذا خلاصة القول أن الله وفقك لهذه العبادة وحرم غيرك بفضل منه سبحانه فلا بد عليك أن تستشعر هذا الأمر في بداية كل صلاة فإن كل أمر صلح أوله فإن نهايته بإذن الله تكون مرضية وأن تستسلم وتعظم لمن تفضل عليك وأن تخشع جميع جوارحك وتستجمع قلبك وجميع حواسك إتجاه الذي تقف بين يديه فلا تدري هل تقبل صلاتك أو ترد كالرقعة السوداء فيضرب بها وجهه صاحبها إن لم تأتي بركن من أركان الصلاة وهو الخشوع .
مقتطفات من كتاب ( كيف تخشعين في صلاتك ) د. رقية بنت محمد المحارب
إن أو ما يبدأ به المصلي بعد استقبال القبلة والدنو من السترة حتى لا يكون بينه وبين السترة سوى ثلاثة أذرع حال قيامه وممر شاة حال سجوده – هذه أول خطوات الخشوع قبل تكبيرة الإحرام والدخول في الصلاة .
أما بعد بعد تكبيرة الإحرام فإن عليك أيتها المصلية أن ترفعي يديك حذو منكبيك أو حيال أذنيك متوجهة بباطن الكفين إلى القبلة ممدوة الأصابع ضامة لها – تشعرين وأنت بهذا الحال بالاستسلام التام لرب العباد , وتخيلي لو أحد أراد منك أن تذعني له وتستسلمي , فأمرك برفع يديك ومدها , لارتعدت مفاصلك خوفاً من بطشه بك , وهو بشر مثلك , فكيف بمن يده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه سبحانه , كيف بمن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه , يأمرك بأن تستسلمي وتقفي بين يديه ذلاً وخضوعاً له رافعة يديك معلنة التسليم التام له . متخلية عن كل شيء في يديك تملكينه فالأمر أعظم من أن تستمسكي بشيء من أمور الدنيا فهذا وقوف بين يدي من بيده كل شيء . كيف يمر عليك التكبير والحال هكذا بسهولة !! ويذهب معنى التكبير ومراده من نفسك وتبقى حركته وإشارة اليدين به , أو ليس الله بقادر على أن يأخذك بغتة أتأمنين ذلك ؟ إذا تألق الخيال مثل هذا المعاني وأنت ترفعين يديك لتكبيرة الإحرام , فإن الخشوع سيمتلك قلبك والخضوع سيسيطر على جوارحك ولن تنفكي من أن تنطقي تكبيرة من فوادك معلنة البراءة من كل شيء فالله عندك أكبر من كل شيء .
ولم يأمرك الله بالتكبير والاستسلام إلا ليعلم تسليمك وموافقتك على بيع الدنيا الزائلة بالآخرة الباقية , فله الحمد ما أعظمه وله ما أكرمه . وحري بنا أن نستسلم طائعين راغبين فرحين مغتبطين .
إذا خلاصة القول أن الله وفقك لهذه العبادة وحرم غيرك بفضل منه سبحانه فلا بد عليك أن تستشعر هذا الأمر في بداية كل صلاة فإن كل أمر صلح أوله فإن نهايته بإذن الله تكون مرضية وأن تستسلم وتعظم لمن تفضل عليك وأن تخشع جميع جوارحك وتستجمع قلبك وجميع حواسك إتجاه الذي تقف بين يديه فلا تدري هل تقبل صلاتك أو ترد كالرقعة السوداء فيضرب بها وجهه صاحبها إن لم تأتي بركن من أركان الصلاة وهو الخشوع .
مقتطفات من كتاب ( كيف تخشعين في صلاتك ) د. رقية بنت محمد المحارب