ام انس
December 11th, 2015, 18:29
سانتا باربرة - كاليفورنيا رويترز : قال العلماء إن حفريات اكتشفت عام 1909 في "سانتا باربرة" بكاليفورنيا، ظلت مصنفة على سبيل الخطأ لعدة عقود على أنها تخص مجموعة منقرضة من حيوان الفقمة أو فيل البحر، تتعلق ببقايا حوت العنبر المرهوب الجانب الذي كان يسبح في المحيط الهادي منذ 15 مليون سنة في العصر الحديث الأوسط (الميوسين).
http://data.arab48.com/data/news/2015/12/11/Croped/20151211142539.jpg
وأسموا هذه الحفريات "البيسيتوس" على أنها تخص الحوت الأبيض في إشارة إلى الحوت الذي ورد في رواية (موبي ديك) من تأليف الروائي الأمريكي "هيرمان ملفيل" الصادرة عام 1851، والتي تدور أحداثها حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود.
وقال الباحث "أليكس بويرسما" من متحف التاريخ الطبيعي في واشنطن التابع لمؤسسة سيمثونيان، "لأن الحفرية ذات لون أبيض شاحب وتتعلق بحوت العنبر العتيق، فيبدو من الملائم تكريم حوت ملفيل السيئ السمعة".
كان طول هذا الحوت نحو ستة أمتار وكان يزن ستة أطنان على ما يبدو وهو من الأقارب الأباعد لحوت العنبر الحديث، لكنه أصغر حجما ويصل طول الحوت الحديث إلى 18 مترا. وكانت أسنانه المخروطية الضخمة وفكه الهائل أكثر متانة في البنيان عن حوت اليوم ما يجعل حوت "البيسيتوس" أكثر شراسة.
وقال بويرسما، "يشير وجود أسنان ضخمة علوية وسفلية إلى أن البيسيتوس كان يبدو من آكلات اللحوم المتوحشة ما يعني أنه يتغذى على الثدييات البحرية الأخرى مثل الحيوانات الصغيرة من الحيتان والفقمة".
ولا يشيع هذا النمط من التغذية بين الحيتان الحديثة ولا يقتصر سوى على الحوت القاتل فيما تتغذى حيتان العنبر الحديثة على الحبار.
وتشتهر حيتان العنبر بشكل الرأس المتضخم الفريد الذي يحوي أعضاء يعتقد أنها تلعب دورا في إحداث الصوت المستخدم في اجتذاب الفرائس. ويشير شكل جمجمة حوت البيسيتوس إلى أن عضو الصوت ذلك كان أصغر حجما ما يجعل شكل الرأس أصغر حجما.
كان ريمنجتون كيلوج عالم الاحياء القديمة بمؤسسة سيمثونيان، قد أفاض في وصف الحفريات الضخمة للرأس والفك والاسنان عام 1925، لكنه لم يجرِ إعادة فحص الحفريات فيما بعد.
وكان كيلوج يعرف أنه حوت العنبر، لكنه أخطأ في تسميته العلمية إذ أطلق عليه إسم "أونتوسيتوس" التي تشمل مجموعة من حيوانات الفقمة وفيل البحر.
حوت العنبر عطر نادر في الأعماق
(الخليج) : يقول الباحث الأمريكي كريستوفر كيمب، وقفت أحمل في يدي ما ظننت أنه غريب . شيء شاحب جمع بين الخضرة واللون الرمادي الخضرة، يشبه في شكله ثمرة البطاطا. رجحت أن يكون ساق إحدى الأعشاب البحرية المتحللة، أو قطعة من الأخشاب المشبعة بالمياه أو قطعة ذابلة من الإسفنج. ويضيف، اقتربت منه بأنفي، لا شيء يميزه باستثناء أثر الماء المالح.
http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2013/06/13/253844.jpg
كان ذلك بعد أن وصل كيمب إلى الشريط الرملي شمالي مدينة دنيدن في نيوزيلندا، للبحث عن مادة لم يسبق له أن شاهدها من قبل، هذه المادة النادرة مصدرها حوت العنبر، وذلك بعد أن قرأ في إحدى الصحف المحلية، تقريراً مطولاً عن تلك المادة التي تستوطن أجسام هذا النوع من الأسماك. وما أثار اهتمامه في العنبر أيضاً، ما شاهده في واحدٍ جرفته الأمواج إلى شواطئ خليج ولنجتون منتصف عام 2008.
ومن خلال بحثه على الانترنت، تعلم كيمب بعض الأمور المهمة، أولها أن حوت العنبر يفرز مادة من الأمعاء تنجرف إلى الشاطئ بفعل المد والجزر ولها رائحة معقدة يصعب وصفها. هذه المادة استخدمت منذ سنوات طويلة كعنصر مكون لأفخم أنواع العطور، وأيضا كدواء وبخور، وعلى الرغم من أن القدماء لم ينسبوا مادة Ambergreen لحوت العنبر، إلا أن قيمتها أعطتها اسماً آخراً هو الذهب العائم لندرتها وقيمتها، حيث يصل سعر الجرام إلى 20 دولاراً، ويتراوح السعر اعتماداً على نوعيتها، إذ في بعض الأحيان تفوق الذهب قيمة.
يقول كيمب: ذلك الحوت كان أسطواني الشكل تقريبا، كبر حجمه وشكله يوحي بأنك أمام خزان نفط ضخم، حينها قدرنا وزنه بنحو 500 كيلوجرام، وكانت تتدفق منه مادة دهنية الملمس تميل إلى اللون الأبيض.
بعد فترة بسيطة من ذلك الحادث بدأت الشائعات تنتشر بسرعة وسط المجتمع المحلي لاسيما المهتمين بمجالات البحوث البحرية . بعضهم قال إن تلك المادة كانت قطعة كبيرة من الدهن . واتضح أن آخرين أخذوا أجزاء كبيرة منها ونقلوها إلى منازلهم، ولكنهم اكتشفوا بعد ثلاثة أيام أنها تذوب بمجرد غسلها بالماء لدرجة أنه لم يتبق منها شيء .
هذه الحادثة، حفزت كيمب للسفر إلى نيوزيلندا لإجراء بعض البحوث عن هذا الكائن الغريب، ولكن قبل ذلك ولج إلى شبكة الإنترنت ليختصر الطريق إلى معرفة أسرار حوت العنبر، فقد اعتاد على الوصول إلى أي معلومات يريدها وفي غضون دقائق، ولكنه هذه المرة، ولم يجد أي معلومات مفيدة سوى ورقة علمية في الغالب كانت دراسة طبية في القرن الثامن عشر.
وأشارت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت على حوت العنبر، ونشرتها مجلة هيرالد النيوزيلندية في مايو/أيار 2006 إلى أن طفلاً يبلغ من العمر 10 أعوام، كان يمشي كلبه على شاطئ لونغ عندما وجد شيئاً على الرمال. والغريب هذه المرة، أن القطعة التي عثر عليها الطفل النيوزيلندي وأخذها معه إلى المنزل، كانت تفوح منها رائحة قوية وغير عادية. وعاد والد الطفل بابنه إلى الشاطئ بعد يومين، ليستكشف الموضوع، وخلال جولته معه، أدرك أن القطعة التي عثر عليها الصبي، يمكن أن تكون من حوت العنبر . وفي اليوم الثاني، وجدوا أكثر من قطعة.
حقائق وأرقام
حوت العنبر هو أكثر المائيات قدرة على الغطس إلى الأعمق، فعلى الرغم من أنه يعيش على السطح، إلا أنه يغوص لاصطياد الحبار العملاق الذي يستوطن المناطق الضاربة في العمق. وقد يغوص بعمق لأكثر من 3000 متر، ويمكنه الاستغناء عن التنفس لمدة ساعة تقريباً. وهو قادر على السباحة بسرعة تتراوح بين 5 إلى 14 كيلومتراً في الساعة، وقد يتخطى هذه السرعة في حال الشعور بالخطر ليصل إلى ما بين 34-43 كم في الساعة.
وأوضح الأمريكي كلارك روبرت المتخصص في تصوير المحيطات، في ورقة تناول فيها صفات حوت العنبر عام، 2006 أن إنتاج مادة العنبر يتطلب عمليات غير طبيعية. وقال: في بعض الأحيان، تعتمد على كمية من المواد المعنية التي قد تجد طريقها إلى أمعاء الحوت، هذه الموادة توصف بالخشنة ومعروفة بتهييج بطانة الأمعاء، الأمر الذي يزيد من طول الأمعاء وتقويتها إلى أن تصبح صلبة وقوية، تدعم عمل بقية أجزاء الجهاز الهضمي من خلال زيادة امتصاص الماء في جزئها السفلى وتدريجياً تصبح المواد المهضومة كتلة متحجرة كالصخرة وتبدأ في الخروج من دون أن يمتصها الجسم . وتتكرر العملية التي تحدث في واحد من 100 حوت عنبر، وهو ما يفسر لنا سبب ندرة مادة العنبر.
http://www.alkhaleej.ae/Content/shared/images/alkhleejLogo.png (http://www.alkhaleej.ae/portal)
http://data.arab48.com/data/news/2015/12/11/Croped/20151211142539.jpg
وأسموا هذه الحفريات "البيسيتوس" على أنها تخص الحوت الأبيض في إشارة إلى الحوت الذي ورد في رواية (موبي ديك) من تأليف الروائي الأمريكي "هيرمان ملفيل" الصادرة عام 1851، والتي تدور أحداثها حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود.
وقال الباحث "أليكس بويرسما" من متحف التاريخ الطبيعي في واشنطن التابع لمؤسسة سيمثونيان، "لأن الحفرية ذات لون أبيض شاحب وتتعلق بحوت العنبر العتيق، فيبدو من الملائم تكريم حوت ملفيل السيئ السمعة".
كان طول هذا الحوت نحو ستة أمتار وكان يزن ستة أطنان على ما يبدو وهو من الأقارب الأباعد لحوت العنبر الحديث، لكنه أصغر حجما ويصل طول الحوت الحديث إلى 18 مترا. وكانت أسنانه المخروطية الضخمة وفكه الهائل أكثر متانة في البنيان عن حوت اليوم ما يجعل حوت "البيسيتوس" أكثر شراسة.
وقال بويرسما، "يشير وجود أسنان ضخمة علوية وسفلية إلى أن البيسيتوس كان يبدو من آكلات اللحوم المتوحشة ما يعني أنه يتغذى على الثدييات البحرية الأخرى مثل الحيوانات الصغيرة من الحيتان والفقمة".
ولا يشيع هذا النمط من التغذية بين الحيتان الحديثة ولا يقتصر سوى على الحوت القاتل فيما تتغذى حيتان العنبر الحديثة على الحبار.
وتشتهر حيتان العنبر بشكل الرأس المتضخم الفريد الذي يحوي أعضاء يعتقد أنها تلعب دورا في إحداث الصوت المستخدم في اجتذاب الفرائس. ويشير شكل جمجمة حوت البيسيتوس إلى أن عضو الصوت ذلك كان أصغر حجما ما يجعل شكل الرأس أصغر حجما.
كان ريمنجتون كيلوج عالم الاحياء القديمة بمؤسسة سيمثونيان، قد أفاض في وصف الحفريات الضخمة للرأس والفك والاسنان عام 1925، لكنه لم يجرِ إعادة فحص الحفريات فيما بعد.
وكان كيلوج يعرف أنه حوت العنبر، لكنه أخطأ في تسميته العلمية إذ أطلق عليه إسم "أونتوسيتوس" التي تشمل مجموعة من حيوانات الفقمة وفيل البحر.
حوت العنبر عطر نادر في الأعماق
(الخليج) : يقول الباحث الأمريكي كريستوفر كيمب، وقفت أحمل في يدي ما ظننت أنه غريب . شيء شاحب جمع بين الخضرة واللون الرمادي الخضرة، يشبه في شكله ثمرة البطاطا. رجحت أن يكون ساق إحدى الأعشاب البحرية المتحللة، أو قطعة من الأخشاب المشبعة بالمياه أو قطعة ذابلة من الإسفنج. ويضيف، اقتربت منه بأنفي، لا شيء يميزه باستثناء أثر الماء المالح.
http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2013/06/13/253844.jpg
كان ذلك بعد أن وصل كيمب إلى الشريط الرملي شمالي مدينة دنيدن في نيوزيلندا، للبحث عن مادة لم يسبق له أن شاهدها من قبل، هذه المادة النادرة مصدرها حوت العنبر، وذلك بعد أن قرأ في إحدى الصحف المحلية، تقريراً مطولاً عن تلك المادة التي تستوطن أجسام هذا النوع من الأسماك. وما أثار اهتمامه في العنبر أيضاً، ما شاهده في واحدٍ جرفته الأمواج إلى شواطئ خليج ولنجتون منتصف عام 2008.
ومن خلال بحثه على الانترنت، تعلم كيمب بعض الأمور المهمة، أولها أن حوت العنبر يفرز مادة من الأمعاء تنجرف إلى الشاطئ بفعل المد والجزر ولها رائحة معقدة يصعب وصفها. هذه المادة استخدمت منذ سنوات طويلة كعنصر مكون لأفخم أنواع العطور، وأيضا كدواء وبخور، وعلى الرغم من أن القدماء لم ينسبوا مادة Ambergreen لحوت العنبر، إلا أن قيمتها أعطتها اسماً آخراً هو الذهب العائم لندرتها وقيمتها، حيث يصل سعر الجرام إلى 20 دولاراً، ويتراوح السعر اعتماداً على نوعيتها، إذ في بعض الأحيان تفوق الذهب قيمة.
يقول كيمب: ذلك الحوت كان أسطواني الشكل تقريبا، كبر حجمه وشكله يوحي بأنك أمام خزان نفط ضخم، حينها قدرنا وزنه بنحو 500 كيلوجرام، وكانت تتدفق منه مادة دهنية الملمس تميل إلى اللون الأبيض.
بعد فترة بسيطة من ذلك الحادث بدأت الشائعات تنتشر بسرعة وسط المجتمع المحلي لاسيما المهتمين بمجالات البحوث البحرية . بعضهم قال إن تلك المادة كانت قطعة كبيرة من الدهن . واتضح أن آخرين أخذوا أجزاء كبيرة منها ونقلوها إلى منازلهم، ولكنهم اكتشفوا بعد ثلاثة أيام أنها تذوب بمجرد غسلها بالماء لدرجة أنه لم يتبق منها شيء .
هذه الحادثة، حفزت كيمب للسفر إلى نيوزيلندا لإجراء بعض البحوث عن هذا الكائن الغريب، ولكن قبل ذلك ولج إلى شبكة الإنترنت ليختصر الطريق إلى معرفة أسرار حوت العنبر، فقد اعتاد على الوصول إلى أي معلومات يريدها وفي غضون دقائق، ولكنه هذه المرة، ولم يجد أي معلومات مفيدة سوى ورقة علمية في الغالب كانت دراسة طبية في القرن الثامن عشر.
وأشارت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت على حوت العنبر، ونشرتها مجلة هيرالد النيوزيلندية في مايو/أيار 2006 إلى أن طفلاً يبلغ من العمر 10 أعوام، كان يمشي كلبه على شاطئ لونغ عندما وجد شيئاً على الرمال. والغريب هذه المرة، أن القطعة التي عثر عليها الطفل النيوزيلندي وأخذها معه إلى المنزل، كانت تفوح منها رائحة قوية وغير عادية. وعاد والد الطفل بابنه إلى الشاطئ بعد يومين، ليستكشف الموضوع، وخلال جولته معه، أدرك أن القطعة التي عثر عليها الصبي، يمكن أن تكون من حوت العنبر . وفي اليوم الثاني، وجدوا أكثر من قطعة.
حقائق وأرقام
حوت العنبر هو أكثر المائيات قدرة على الغطس إلى الأعمق، فعلى الرغم من أنه يعيش على السطح، إلا أنه يغوص لاصطياد الحبار العملاق الذي يستوطن المناطق الضاربة في العمق. وقد يغوص بعمق لأكثر من 3000 متر، ويمكنه الاستغناء عن التنفس لمدة ساعة تقريباً. وهو قادر على السباحة بسرعة تتراوح بين 5 إلى 14 كيلومتراً في الساعة، وقد يتخطى هذه السرعة في حال الشعور بالخطر ليصل إلى ما بين 34-43 كم في الساعة.
وأوضح الأمريكي كلارك روبرت المتخصص في تصوير المحيطات، في ورقة تناول فيها صفات حوت العنبر عام، 2006 أن إنتاج مادة العنبر يتطلب عمليات غير طبيعية. وقال: في بعض الأحيان، تعتمد على كمية من المواد المعنية التي قد تجد طريقها إلى أمعاء الحوت، هذه الموادة توصف بالخشنة ومعروفة بتهييج بطانة الأمعاء، الأمر الذي يزيد من طول الأمعاء وتقويتها إلى أن تصبح صلبة وقوية، تدعم عمل بقية أجزاء الجهاز الهضمي من خلال زيادة امتصاص الماء في جزئها السفلى وتدريجياً تصبح المواد المهضومة كتلة متحجرة كالصخرة وتبدأ في الخروج من دون أن يمتصها الجسم . وتتكرر العملية التي تحدث في واحد من 100 حوت عنبر، وهو ما يفسر لنا سبب ندرة مادة العنبر.
http://www.alkhaleej.ae/Content/shared/images/alkhleejLogo.png (http://www.alkhaleej.ae/portal)