صلاح كيلاني
November 20th, 2015, 12:02
القدس - ابراهيم سلامة خوري (آفاق) : كلمة التابغة تلفظ في الأصل اليوناني هيبتابغون (Heptapegon) وتعني سبعة ينابيع حرّفها العرب إلى التابغة، وتقع على الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا وتبعد ثلاثة كيلو مترات عن كفرناحوم، وبالفعل يمكننا مشاهدة الينابيع في يومنا هذا ولا زالت آثار بعض الأبراج وطواحين الماء ترى في المكان، وكانت المياه تنقل في قنوات إلى السهول المحيطة بالبحيرة لا سيما في العهد البيزنطي والعهد التركي.
http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue42/img42/tourism1p1.jpg
لقد أشار التقليد المسيحي دائما إلى هذه المنطقة بأنها الأمكنة التي تمت فيها الأعجوبة الأولى بتكثير الخمسة أرغفة والسمكتين، وتوكيل بطرس لرئاسة الكنيسة، وكذلك كرازة السيد المسيح على الجبل. فابتنوا الكنائس منذ فجر المسيحية في هذه المواقع.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c9/Arbel_065PAN.jpg/700px-Arbel_065PAN.jpg
ومع حلول القرن السابع الميلادي، هدم الفرس - وغيرهم - هذه الكنائس، وأضحت في القرن الثالث عشر مهجورة يذكرها المؤرخون الذين زاروا الأماكن المقدسة، ومنهم الراهبة اثاريا في أواخر القرن الرابع الميلادي، فقد ذكرت الكنائس الثلاث التي اشرنا إليها، ومنها كنيسة تكثير الخبز حيث تقول أنها رأت المذبح في الكنيسة، الصخرة التي وضعت عليها أرغفة الخبز التي باركها وكثرها المسيح، وبقيت هذه الإشارة في مذكراتها إلى أن قامت جمعية دينية كاثوليكية من المانيا بشراء الأرض، وعملت على تعمير دير عهدت به إلى الآباء البندكتيين.
http://tvcharity.org/2015/frontend/web/images/news24juin2015_7.png
ولعبت الصدفة دورها بالكشف عن آثار الكنيسة التاريخية، فبينما كان أحد عمال الدير العرب في سنة 1933 يحفر بغرض زراعة الأرض، واذ به يرى الفأس تخرج قطع الفسيفساء من الأرض، وهكذا بدأ التنقيب، وتم اكتشاف الكنيسة الأولى التي تعود الى القرن الرابع الميلادي، وتبين انها هدمت، وأقيمت فوقها الكنيسة الثانية بعد قرن من الزمان، أي الخامس الميلادي، وقد وجدت أعمدة المذبح محطمة في مكانها. ومما يدهش، انه قد وجدت أيضا تحت المذبح الصخرة التي ذكرتها السائحة اثاريا.
http://data3.raya.ps/image/full/09158165261108251845740266403010.jpg
كما كشفت أرضية الكنيسة الأولى والثانية المرصوفة بالفسيفساء الجميلة التي تحمل رسم سلة فيها خمسة أرغفة وكتابة باليونانية تحمل تاريخ بناء الكنيسة، وفي ارض الكنيسة اظهر الفنان الذي يعتقد بأنه مصري براعته بتصوير المقياس لنهر النيل (Nilometer) وزهرة عرائس النيل (Lotus) وعصفور الابيس والطيور المائية والبط والإوز وغيرها من الأشكال الهندسية والطيور وكلها رموز. والمثال على ذلك في الجانب الآخر فهناك الطاووس وهو رمز الأبدية لأن لون ريشه لا يتغير بل يدوم سنين عديدة.
في سنة 1980، أقيمت فوق آثار هاتين الكنيستين، الكنيسة الحالية حيث يرى أن حائطها الشمالي يرتكز على جزء من الكنيسة القديمة، وقد تم إصلاح وتكميل الفسيفساء داخل الكنيسة على نسق ما تم اكتشافه فأضحت تحفة فنية، ويجدر بنا أن نذكر أن الآباء البندكتيين قد تبنوا اقامة القداس في الكنيسة بحسب الطقس الشرقي البيزنطي.
http://www.calam1.org/datadir/ar-events/d/0/1/ev13515/10341436_10155634649630231_6760281066144569571_n.jpg
افاق البيئة والتنمية (http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue42/index.php)
http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue42/img42/tourism1p1.jpg
لقد أشار التقليد المسيحي دائما إلى هذه المنطقة بأنها الأمكنة التي تمت فيها الأعجوبة الأولى بتكثير الخمسة أرغفة والسمكتين، وتوكيل بطرس لرئاسة الكنيسة، وكذلك كرازة السيد المسيح على الجبل. فابتنوا الكنائس منذ فجر المسيحية في هذه المواقع.
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c9/Arbel_065PAN.jpg/700px-Arbel_065PAN.jpg
ومع حلول القرن السابع الميلادي، هدم الفرس - وغيرهم - هذه الكنائس، وأضحت في القرن الثالث عشر مهجورة يذكرها المؤرخون الذين زاروا الأماكن المقدسة، ومنهم الراهبة اثاريا في أواخر القرن الرابع الميلادي، فقد ذكرت الكنائس الثلاث التي اشرنا إليها، ومنها كنيسة تكثير الخبز حيث تقول أنها رأت المذبح في الكنيسة، الصخرة التي وضعت عليها أرغفة الخبز التي باركها وكثرها المسيح، وبقيت هذه الإشارة في مذكراتها إلى أن قامت جمعية دينية كاثوليكية من المانيا بشراء الأرض، وعملت على تعمير دير عهدت به إلى الآباء البندكتيين.
http://tvcharity.org/2015/frontend/web/images/news24juin2015_7.png
ولعبت الصدفة دورها بالكشف عن آثار الكنيسة التاريخية، فبينما كان أحد عمال الدير العرب في سنة 1933 يحفر بغرض زراعة الأرض، واذ به يرى الفأس تخرج قطع الفسيفساء من الأرض، وهكذا بدأ التنقيب، وتم اكتشاف الكنيسة الأولى التي تعود الى القرن الرابع الميلادي، وتبين انها هدمت، وأقيمت فوقها الكنيسة الثانية بعد قرن من الزمان، أي الخامس الميلادي، وقد وجدت أعمدة المذبح محطمة في مكانها. ومما يدهش، انه قد وجدت أيضا تحت المذبح الصخرة التي ذكرتها السائحة اثاريا.
http://data3.raya.ps/image/full/09158165261108251845740266403010.jpg
كما كشفت أرضية الكنيسة الأولى والثانية المرصوفة بالفسيفساء الجميلة التي تحمل رسم سلة فيها خمسة أرغفة وكتابة باليونانية تحمل تاريخ بناء الكنيسة، وفي ارض الكنيسة اظهر الفنان الذي يعتقد بأنه مصري براعته بتصوير المقياس لنهر النيل (Nilometer) وزهرة عرائس النيل (Lotus) وعصفور الابيس والطيور المائية والبط والإوز وغيرها من الأشكال الهندسية والطيور وكلها رموز. والمثال على ذلك في الجانب الآخر فهناك الطاووس وهو رمز الأبدية لأن لون ريشه لا يتغير بل يدوم سنين عديدة.
في سنة 1980، أقيمت فوق آثار هاتين الكنيستين، الكنيسة الحالية حيث يرى أن حائطها الشمالي يرتكز على جزء من الكنيسة القديمة، وقد تم إصلاح وتكميل الفسيفساء داخل الكنيسة على نسق ما تم اكتشافه فأضحت تحفة فنية، ويجدر بنا أن نذكر أن الآباء البندكتيين قد تبنوا اقامة القداس في الكنيسة بحسب الطقس الشرقي البيزنطي.
http://www.calam1.org/datadir/ar-events/d/0/1/ev13515/10341436_10155634649630231_6760281066144569571_n.jpg
افاق البيئة والتنمية (http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue42/index.php)