بروق الليالي
April 24th, 2015, 12:06
سيلكه فونش/زمن البدري (دويتشه ﭭيله) -- طرحت ساعة آبل الذكية في الأسواق، ورغم أن مميزاتها كثيرة، لكن مسألة نجاحها وتغييرها لحياتنا لازالت مبهمة. لنترك حكم ذلك للزمن. فالكثير من الاكتشافات التقنية غيرت حياتنا، وأخرى ظهرت وخرجت فجأة دون رجعة. فما السبب؟
http://www.dw.de/image/0,,18373639_303,00.jpg
طرحت شركة آبل العملاقة ساعتها الذكية في الأسواق. وتباينت المواقف من ساعة آبل الجديدة. البعض يراها رائعة، فالساعة جميلة بلا شك، وتحتوي على عدد من الخصائص الجميلة، مثل قائمة الأصدقاء وجدول للمواعيد والاتصال والتواصل عن طريقها سهل جدا وعبر عدة طرق. لكن بعض المنتقدين لها يعتبروها لا تقدم الجديد، وأن أي جهاز آيفون بإمكانه تقديم نفس الخصائص، فيما يرى آخرون أن الساعة الجديدة باهظة الثمن ولا يمكن استعمالها دون جهاز آيفون.
ولكن السؤال المهم الذي قد يطرح هو هل بإمكان ساعة آبل تغيير حياتنا جذريا، كما نجح جهاز آيبود؟ أم سينتهي مصير الساعة في خانات عرض المحال التجارية؟
شركة آبل قدمت من جانبها مقاطع دعائية للساعة وأشارت إلى أن مشروعها التقني الجديد هذا يلاقي رواجا كبيرا، وذكرت في الإعلانات أن آبل تصنع أشياء ناجحة يحتاجها المرء.
لكن نجاح المعدات والأجهزة التقنية الحديثة لم يعتمد دائما، وحسب الدلائل التاريخية، على الدعايات والإعلانات باهظة الثمن وطرق العرض والتقديم.
سر النجاح
ولضمان نجاح جهاز جديد قد يترتب على الجهاز أن يكون اكتشافا تقنيا جديدا في السوق وأن يعرض شيئا ما لم يُقدم من قبل. في سنة 1979 طرح جهاز جديد في الأسواق غير حياة الشباب والناس بصورة كبيرة، ألا وهو جهاز "سوني والكمان"-(walkman) المحمول الذي يمكن عن طريقه سماع الأغاني والموسيقى عبر شرائط مدمجة (كاسيتات).
http://www.dw.de/image/0,,18395664_404,00.jpg
سوني والكمان
"سوني والكمان" نجح نجاحا باهرا وغير مفاهيم الاستماع للملفات الصوتية تغييرا جذريا. وبنجاح الـ"والكمان" وبعد بيع أكثر من 330 مليون جهاز منه نجحت شركة سوني وأصبحت إحدى كبيرات الشركات التقنية في العالم.
في نهاية ثمانيات القرن الماضي قدمت بعض الشركات "دات كاسيت" ليكون بديلا عن الشرائط المدمجة، لكن "دات كاسيت" - Datasette ولم يحالفه الحظ كالجهاز الذي سبقه رغم أنه يمكن الاستماع للملفات الموسيقية عبره بجودة عالية. وسبب فشله كان ارتفاع ثمنه، إذ لم يستطع سوى الموسيقيين المحترفين اقتنائه.
آبل نجحت هي الأخرى في تقديم شيء جديد يسهل الاستماع للموسيقى، ألا وهو آيبود، وذلك في سنة 2001. وقدم مؤسس آبل ستيف جوبز جهاز تخزين ملفات صوتية (MP3) بغطاء أنيق وعملي. وقدمت آبل مع آيبود برنامج "آيتونس" المجاني الذي يستعمل لليوم في شراء الملفات الموسيقية وتنظيمها.
http://www.dw.de/image/0,,17573631_404,00.jpg
من يفتقد اليوم جهاز "غيمبوي"؟
نجاح مبكر مذهل لازم شركة نينتدنو للألعاب أيضا. وفي 21 نيسان / أبريل 1989 قدم عبقري شركة نينتدنو اليابانية هيروشي ياموشي جهاز ألعاب "غيمبوي" الذي غزا العالم وحقق نجاحات باهرة. هيروشي ياموشي هو الرئيس الثالث لشركة نينتدو اليابانية وحافظ على منصبه هذا لمدة 53 عاما. له يعود الفضل في تحويل نينتدو من شركة صغيرة لصنع أوراق اللعب إلى شركة ألعاب فيديو عالمية، بعد أن خرج عن المألوف وبدأ البحث عن كل ما هو جديد في عالم الألعاب.
بيع أكثر من 120 مليون جهاز من "غيمبوي"، وتوقف إنتاجه قبل نحو عشر سنوات. أما اليوم فقد لا يفتقده الكثيرون منا، لأن أي جهاز هاتف ذكي حديث يمكنه أن يعوضه، لأن الهواتف الذكية تحتوي على خاصية اللعب والكثير من الألعاب الالكترونية الحديثة.
فشل نظارة غوغل رغم نجاحها التقني
في العصر التكنولوجي الحديث تتغير الآراء تجاه الأشياء التقنية بسرعة كبيرة، وما قد ننبهر به اليوم ونود اقتنائه واستعماله سرعان ما يتبين لنا سيئاته و"تخلفه التقني" مقارنة بالأجهزة الحديثة الأخرى.
ويترتب لذلك على مصممي الأجهزة حمل كبير للنجاح، ويجب عليهم أن يسبقوا عصرهم وأن يتخيلوا أجهزة للعمل في المستقبل.
نظارة غوغل الالكترونية على سبيل المثال قد تكون جهازا تقنيا متطورا سابقا لأوانه، وتحمل العديد من الخصائص الجميلة. رغم ذلك يعزف الكثير من الناس عن شرائها، قد يكون ذلك بسب ثمنها المرتفع، أو لأن النظارات ببساطة لا تناسب زمننا الحالي!
http://www.dw.de/image/0,,18373639_303,00.jpg
طرحت شركة آبل العملاقة ساعتها الذكية في الأسواق. وتباينت المواقف من ساعة آبل الجديدة. البعض يراها رائعة، فالساعة جميلة بلا شك، وتحتوي على عدد من الخصائص الجميلة، مثل قائمة الأصدقاء وجدول للمواعيد والاتصال والتواصل عن طريقها سهل جدا وعبر عدة طرق. لكن بعض المنتقدين لها يعتبروها لا تقدم الجديد، وأن أي جهاز آيفون بإمكانه تقديم نفس الخصائص، فيما يرى آخرون أن الساعة الجديدة باهظة الثمن ولا يمكن استعمالها دون جهاز آيفون.
ولكن السؤال المهم الذي قد يطرح هو هل بإمكان ساعة آبل تغيير حياتنا جذريا، كما نجح جهاز آيبود؟ أم سينتهي مصير الساعة في خانات عرض المحال التجارية؟
شركة آبل قدمت من جانبها مقاطع دعائية للساعة وأشارت إلى أن مشروعها التقني الجديد هذا يلاقي رواجا كبيرا، وذكرت في الإعلانات أن آبل تصنع أشياء ناجحة يحتاجها المرء.
لكن نجاح المعدات والأجهزة التقنية الحديثة لم يعتمد دائما، وحسب الدلائل التاريخية، على الدعايات والإعلانات باهظة الثمن وطرق العرض والتقديم.
سر النجاح
ولضمان نجاح جهاز جديد قد يترتب على الجهاز أن يكون اكتشافا تقنيا جديدا في السوق وأن يعرض شيئا ما لم يُقدم من قبل. في سنة 1979 طرح جهاز جديد في الأسواق غير حياة الشباب والناس بصورة كبيرة، ألا وهو جهاز "سوني والكمان"-(walkman) المحمول الذي يمكن عن طريقه سماع الأغاني والموسيقى عبر شرائط مدمجة (كاسيتات).
http://www.dw.de/image/0,,18395664_404,00.jpg
سوني والكمان
"سوني والكمان" نجح نجاحا باهرا وغير مفاهيم الاستماع للملفات الصوتية تغييرا جذريا. وبنجاح الـ"والكمان" وبعد بيع أكثر من 330 مليون جهاز منه نجحت شركة سوني وأصبحت إحدى كبيرات الشركات التقنية في العالم.
في نهاية ثمانيات القرن الماضي قدمت بعض الشركات "دات كاسيت" ليكون بديلا عن الشرائط المدمجة، لكن "دات كاسيت" - Datasette ولم يحالفه الحظ كالجهاز الذي سبقه رغم أنه يمكن الاستماع للملفات الموسيقية عبره بجودة عالية. وسبب فشله كان ارتفاع ثمنه، إذ لم يستطع سوى الموسيقيين المحترفين اقتنائه.
آبل نجحت هي الأخرى في تقديم شيء جديد يسهل الاستماع للموسيقى، ألا وهو آيبود، وذلك في سنة 2001. وقدم مؤسس آبل ستيف جوبز جهاز تخزين ملفات صوتية (MP3) بغطاء أنيق وعملي. وقدمت آبل مع آيبود برنامج "آيتونس" المجاني الذي يستعمل لليوم في شراء الملفات الموسيقية وتنظيمها.
http://www.dw.de/image/0,,17573631_404,00.jpg
من يفتقد اليوم جهاز "غيمبوي"؟
نجاح مبكر مذهل لازم شركة نينتدنو للألعاب أيضا. وفي 21 نيسان / أبريل 1989 قدم عبقري شركة نينتدنو اليابانية هيروشي ياموشي جهاز ألعاب "غيمبوي" الذي غزا العالم وحقق نجاحات باهرة. هيروشي ياموشي هو الرئيس الثالث لشركة نينتدو اليابانية وحافظ على منصبه هذا لمدة 53 عاما. له يعود الفضل في تحويل نينتدو من شركة صغيرة لصنع أوراق اللعب إلى شركة ألعاب فيديو عالمية، بعد أن خرج عن المألوف وبدأ البحث عن كل ما هو جديد في عالم الألعاب.
بيع أكثر من 120 مليون جهاز من "غيمبوي"، وتوقف إنتاجه قبل نحو عشر سنوات. أما اليوم فقد لا يفتقده الكثيرون منا، لأن أي جهاز هاتف ذكي حديث يمكنه أن يعوضه، لأن الهواتف الذكية تحتوي على خاصية اللعب والكثير من الألعاب الالكترونية الحديثة.
فشل نظارة غوغل رغم نجاحها التقني
في العصر التكنولوجي الحديث تتغير الآراء تجاه الأشياء التقنية بسرعة كبيرة، وما قد ننبهر به اليوم ونود اقتنائه واستعماله سرعان ما يتبين لنا سيئاته و"تخلفه التقني" مقارنة بالأجهزة الحديثة الأخرى.
ويترتب لذلك على مصممي الأجهزة حمل كبير للنجاح، ويجب عليهم أن يسبقوا عصرهم وأن يتخيلوا أجهزة للعمل في المستقبل.
نظارة غوغل الالكترونية على سبيل المثال قد تكون جهازا تقنيا متطورا سابقا لأوانه، وتحمل العديد من الخصائص الجميلة. رغم ذلك يعزف الكثير من الناس عن شرائها، قد يكون ذلك بسب ثمنها المرتفع، أو لأن النظارات ببساطة لا تناسب زمننا الحالي!