المنتقد
September 23rd, 2009, 02:43
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً ...وعيدكم سعيد اعاده الله علينا وعليكم بالخير والمسرات
يقول المسولف الله يسلمكم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أبوه من شيوخ البادية , هذا الشاب حب بنيه من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد ما تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركهم ورجع إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها دريهمات من الى معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وجابت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة مادحاً . قام جديع بيعطيه , فرفض فسأله جديع عن حاجته فقال ودى أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن العمل الذى يناسبه فقال أصلح القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجة جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي (أي القهوجى) يقوم معكم للعشاء و يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه يم بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى دخل بيت محبوبته جلس بالقرب منها و الظلام دامساً ولا احد منهم يشوف الثانى . . . و بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وجابت له العشاء كالعادة , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فهو الى يحل مشكلتنا و هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول :-
يا راكب اللي تودع البـعد قربـي
....................................جدعتيـن تدنـي بعيـد السرابـي
اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي
...............................حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي
يا جديع بن قبلان خان الدهر بـي
....................................خانت لياليهـا مـع أيامهـا بـي
طير الهوى يا ستر موضى شهربي
...................................يـم الثريـا والكواكـب رقـابـي
يهوم بي يا جديع شرقن وغربـي
................................والله علم يـم الشمـال انتحابـي
وبادق من سلك العنكبوت انحدر بي
............................ليما على نقرة حضوضا رمى بـي
شوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي
...............................تغطلست دنيـاي والنـور غابـي
مالي صديقن يفتهـم كـود قلبـي
.............................لا قلت له هـات التماثيـل جابـي
ول يـا غرون بالمحبـة كفربـي
.........................لا هو بذابحني ولا أشفى صوابـي
ناح الحمام وجر الألحـان طربـي
.............................وطـوح عنـاه بعاليـات النوابـي
وكظمت بالأنياب ممـا استقربـي
..........................ليما غطس في شفتي راس نابـي
جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي
............................ولا ظنتي غيـر الشهـادة لقابـي
قال المقهوى قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يسمعونه ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ويوم جاء الصبح ماصحى جديع المقهوى كالعادة لتصليح القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك ويش تبغون به قل أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . هذا ماقاله المسولف والله اعلم ...
ارجو ان تنال استحسانكم ورضاكم والمعذره عن كل نقص وتقصير ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً ...وعيدكم سعيد اعاده الله علينا وعليكم بالخير والمسرات
يقول المسولف الله يسلمكم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أبوه من شيوخ البادية , هذا الشاب حب بنيه من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد ما تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركهم ورجع إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها دريهمات من الى معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وجابت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة مادحاً . قام جديع بيعطيه , فرفض فسأله جديع عن حاجته فقال ودى أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن العمل الذى يناسبه فقال أصلح القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجة جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي (أي القهوجى) يقوم معكم للعشاء و يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه يم بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى دخل بيت محبوبته جلس بالقرب منها و الظلام دامساً ولا احد منهم يشوف الثانى . . . و بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وجابت له العشاء كالعادة , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فهو الى يحل مشكلتنا و هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول :-
يا راكب اللي تودع البـعد قربـي
....................................جدعتيـن تدنـي بعيـد السرابـي
اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي
...............................حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي
يا جديع بن قبلان خان الدهر بـي
....................................خانت لياليهـا مـع أيامهـا بـي
طير الهوى يا ستر موضى شهربي
...................................يـم الثريـا والكواكـب رقـابـي
يهوم بي يا جديع شرقن وغربـي
................................والله علم يـم الشمـال انتحابـي
وبادق من سلك العنكبوت انحدر بي
............................ليما على نقرة حضوضا رمى بـي
شوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي
...............................تغطلست دنيـاي والنـور غابـي
مالي صديقن يفتهـم كـود قلبـي
.............................لا قلت له هـات التماثيـل جابـي
ول يـا غرون بالمحبـة كفربـي
.........................لا هو بذابحني ولا أشفى صوابـي
ناح الحمام وجر الألحـان طربـي
.............................وطـوح عنـاه بعاليـات النوابـي
وكظمت بالأنياب ممـا استقربـي
..........................ليما غطس في شفتي راس نابـي
جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي
............................ولا ظنتي غيـر الشهـادة لقابـي
قال المقهوى قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يسمعونه ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ويوم جاء الصبح ماصحى جديع المقهوى كالعادة لتصليح القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك ويش تبغون به قل أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . هذا ماقاله المسولف والله اعلم ...
ارجو ان تنال استحسانكم ورضاكم والمعذره عن كل نقص وتقصير ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته