مهيوب ثقيف
August 25th, 2014, 20:33
دويتشه ﭭيله : احتدمت النقاشات حول ما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة الخارجية قد وصلت إلى نقطة تدفعها إلى التراجع عن كونها قوة عظمى واتباع سياسة خارجية جديدة. هذا الأمر يشغل بال الخبراء الأمريكيين ويثير قلق أوروبا في ذات الوقت.
http://www.dw.de/image/0,,17870498_303,00.jpg
ليس بالجديد على الأمريكيين بأن يكون لديهم شعورا بأن سياسة بلادهم الخارجية لا تسير في مسار صحيح. وقد يقول البعض إن ذلك ربما دفعهم عام 2008 إلى انتخاب باراك أوباما، ذلك السيناتور الأمريكي الشاب الذي وعد بنهج طريق جديد وإنهاء حربين طويلتين تخوضهما بلاده.
النقاشات التي تدور حول الدور المستقبلي للولايات المتحدة في العالم تتسم بالتخبط وانعدامها لملامح واضحة. الوضع المتوتر في الشرق الأوسط وفي شرق أوكرانيا وما صاحبه من انتقادات لباراك أوباما ساقته وزير خارجيته السابقة هيلاري كلينتون ومقال للمفكر روبيرت كاغان قد تساهم في إطلاق نقاشات جدية حول دور الولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
في الغرب تدور النقاشات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد وباستطاعتها مستقبليا لعب دور محوري كقوة عظمى في العالم وما إذا كانت سياسة أوباما الخارجية المتحفظة ستحدد مسار سياسة الولايات المتحدة أيضا حتى ما بعد فترة أوباما.
المفكر روبرت كاغان، من تيار المحافظين الجدد، يخشى من أن القوة الأمريكية المحدودة ستصبح معيارا جديدا للسياسة الأمريكية الخارجية. ويرى أنه بالرغم من الصعود المتنامي للصين كقوة عظمى جديدة، فإن الولايات المتحدة ستحافظ على مكانتها كقوة عظمى الوحيدة المؤثرة في العالم. بيد أن المشكلة تكمن، بحسب كلامه، في أن الأمريكيين أنفسهم ينظرون إلى هيمنة الولايات المتحدة على العالم بعين من الريبة.
ويصنف كاغان سياسة الولايات المتحدة الخارجية، حتى وان كانت ليست ناجحة أحيانا، على أنها بشكل عام سياسة إيجابية. "إذا كانت نسبة العنف و التطهيرات العرقية وتعديات على حدود الدول قد قلت في الـ70 عاما الأخيرة فهذا يعود إلى كون الولايات المتحدة وحلفاءها قد عاقبوا وأخافوا المعتدين وتدخلت في بعض الأحيان عسكريا للحيلولة دون التطهير العرقي أو التعدي على حدود الدول." وعليه، يمكن النظر إلى مقال كاغان على أنه مناشدة لإتباع الولايات المتحدة لسياسة خارجية فاعلة طالما أن الشعب الأمريكي يدعم ذلك.
عوامل خارجية تدفع أمريكا للعب دور جديد
باري بوزن، بروفسور العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس الأمريكية وذو التوجه الواقعي، لا يعير أي اهتمام لكلام كاغان:"روبرت كاغان يمكنه أن يعتقد ما يريد وأن يشكل العالم وفقا لنظريته"، وذلك في حديث مع DW.
http://www.dw.de/image/0,,17855454_404,00.jpg
اوباما يتبع حاليا سياسة خارجية متحفظة
بوزن له أيضا رؤيته وآراؤه حول ما يحدث حاليا في السياسة الأمريكية الخارجية وكيف يمكن أن يكون مستقبلها. لكنها تختلف عن آراء كاغان. بوزن يرى أن استراتيجية الولايات المتحدة العالمية والليبرالية المهيمنة قد فشلت بالفعل. ويذكر بوزن في هذا السياق بالدراسة التي نشرها مجلس المخابرات الوطني (National Intelligence Council) بتكليف من الحكومة الأمريكية تحت اسم "التوجهات العالمية 2030" (Global Trends 2030) "الدراسة أشارت إلى أنه في المستقبل ستتنامى قوة ثلاث أو أربع دول بالتساوي على المستوى العالمي. وفيما ستضعف قوة الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي حتى عام 2030 سيتنامى تأثير الصين والهند.
رسالة لأوروبا
وبالنظر للتوجهات والتجارب التي تقوم بها الولايات المتحدة لتشكيل العالم بحسب رؤيتها، فقد ثبت بأن الاستمرار على نفس النهج القديم إنما هو أمر عبثي وغير مجد على الإطلاق. وبالنظر إلى الـعشرين عاما الماضية سنرى أن هذه الاستراتيجية لم تأت بنتائج، حسب البروفيسور بوزن.
http://www.dw.de/image/0,,17470724_404,00.jpg
لندن وباريس وبرلين مطالبة بتولي مواجهة روسيا دون مساعدة أمريكية...
ويوضح بأن الولايات المتحدة ستقلّل من تواجدها العسكري دوليا بشكل كبير وستقلّص ميزانية وزارة الدفاع إلى 2.5 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي (3.8 بالمائة حاليا). كما ستطالب الأوروبيين بأن يأخذوا زمام أمورهم الأمنية بأنفسهم.
"نحن لا نعيش مثل الأوربيين إلى جانب روسيا الغريبة هذه. يجب أن ننظر إلى الأرقام، فحتى وإن تغاضينا عن القوى الصغيرة، فإن الدول الأوربية الكبرى على غرار ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لديها ما يكفيها من الأموال والتكنولوجيا والأسلحة النووية لتتولى مواجهة ما تبقى من روسيا".
http://www.dw.de/image/0,,17870498_303,00.jpg
ليس بالجديد على الأمريكيين بأن يكون لديهم شعورا بأن سياسة بلادهم الخارجية لا تسير في مسار صحيح. وقد يقول البعض إن ذلك ربما دفعهم عام 2008 إلى انتخاب باراك أوباما، ذلك السيناتور الأمريكي الشاب الذي وعد بنهج طريق جديد وإنهاء حربين طويلتين تخوضهما بلاده.
النقاشات التي تدور حول الدور المستقبلي للولايات المتحدة في العالم تتسم بالتخبط وانعدامها لملامح واضحة. الوضع المتوتر في الشرق الأوسط وفي شرق أوكرانيا وما صاحبه من انتقادات لباراك أوباما ساقته وزير خارجيته السابقة هيلاري كلينتون ومقال للمفكر روبيرت كاغان قد تساهم في إطلاق نقاشات جدية حول دور الولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
في الغرب تدور النقاشات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد وباستطاعتها مستقبليا لعب دور محوري كقوة عظمى في العالم وما إذا كانت سياسة أوباما الخارجية المتحفظة ستحدد مسار سياسة الولايات المتحدة أيضا حتى ما بعد فترة أوباما.
المفكر روبرت كاغان، من تيار المحافظين الجدد، يخشى من أن القوة الأمريكية المحدودة ستصبح معيارا جديدا للسياسة الأمريكية الخارجية. ويرى أنه بالرغم من الصعود المتنامي للصين كقوة عظمى جديدة، فإن الولايات المتحدة ستحافظ على مكانتها كقوة عظمى الوحيدة المؤثرة في العالم. بيد أن المشكلة تكمن، بحسب كلامه، في أن الأمريكيين أنفسهم ينظرون إلى هيمنة الولايات المتحدة على العالم بعين من الريبة.
ويصنف كاغان سياسة الولايات المتحدة الخارجية، حتى وان كانت ليست ناجحة أحيانا، على أنها بشكل عام سياسة إيجابية. "إذا كانت نسبة العنف و التطهيرات العرقية وتعديات على حدود الدول قد قلت في الـ70 عاما الأخيرة فهذا يعود إلى كون الولايات المتحدة وحلفاءها قد عاقبوا وأخافوا المعتدين وتدخلت في بعض الأحيان عسكريا للحيلولة دون التطهير العرقي أو التعدي على حدود الدول." وعليه، يمكن النظر إلى مقال كاغان على أنه مناشدة لإتباع الولايات المتحدة لسياسة خارجية فاعلة طالما أن الشعب الأمريكي يدعم ذلك.
عوامل خارجية تدفع أمريكا للعب دور جديد
باري بوزن، بروفسور العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس الأمريكية وذو التوجه الواقعي، لا يعير أي اهتمام لكلام كاغان:"روبرت كاغان يمكنه أن يعتقد ما يريد وأن يشكل العالم وفقا لنظريته"، وذلك في حديث مع DW.
http://www.dw.de/image/0,,17855454_404,00.jpg
اوباما يتبع حاليا سياسة خارجية متحفظة
بوزن له أيضا رؤيته وآراؤه حول ما يحدث حاليا في السياسة الأمريكية الخارجية وكيف يمكن أن يكون مستقبلها. لكنها تختلف عن آراء كاغان. بوزن يرى أن استراتيجية الولايات المتحدة العالمية والليبرالية المهيمنة قد فشلت بالفعل. ويذكر بوزن في هذا السياق بالدراسة التي نشرها مجلس المخابرات الوطني (National Intelligence Council) بتكليف من الحكومة الأمريكية تحت اسم "التوجهات العالمية 2030" (Global Trends 2030) "الدراسة أشارت إلى أنه في المستقبل ستتنامى قوة ثلاث أو أربع دول بالتساوي على المستوى العالمي. وفيما ستضعف قوة الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي حتى عام 2030 سيتنامى تأثير الصين والهند.
رسالة لأوروبا
وبالنظر للتوجهات والتجارب التي تقوم بها الولايات المتحدة لتشكيل العالم بحسب رؤيتها، فقد ثبت بأن الاستمرار على نفس النهج القديم إنما هو أمر عبثي وغير مجد على الإطلاق. وبالنظر إلى الـعشرين عاما الماضية سنرى أن هذه الاستراتيجية لم تأت بنتائج، حسب البروفيسور بوزن.
http://www.dw.de/image/0,,17470724_404,00.jpg
لندن وباريس وبرلين مطالبة بتولي مواجهة روسيا دون مساعدة أمريكية...
ويوضح بأن الولايات المتحدة ستقلّل من تواجدها العسكري دوليا بشكل كبير وستقلّص ميزانية وزارة الدفاع إلى 2.5 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي (3.8 بالمائة حاليا). كما ستطالب الأوروبيين بأن يأخذوا زمام أمورهم الأمنية بأنفسهم.
"نحن لا نعيش مثل الأوربيين إلى جانب روسيا الغريبة هذه. يجب أن ننظر إلى الأرقام، فحتى وإن تغاضينا عن القوى الصغيرة، فإن الدول الأوربية الكبرى على غرار ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لديها ما يكفيها من الأموال والتكنولوجيا والأسلحة النووية لتتولى مواجهة ما تبقى من روسيا".