أم مالك الأزدية
July 21st, 2009, 14:23
http://www.dd-sunnah.net/images/Image/376fc3ab0ca3a8cfc75ca8a037d19484.jpg
رفسنجاني يرتدي عباءة الخميني لسحب البساط من تحت قدمي خامنئي
أضيف في :21 - 7 - 2009
خلال العقود التي قضاها على الساحة السياسية في إيران، كان علي أكبر هاشمي رفسنجاني يحوز على كثير من الثناء لأنه رجل براغماتي، لكن منتقديه كانوا يعتقدون أنه رجل ضعيف الشخصية، ويتهمونه بالفساد، وينبذونه وكأنه شيء من الماضي. والآن، ومع هجومه اللاذع على الحكومة بسبب تعاملها مع قضية الانتخابات الإيرانية التي فجرت صراعات كبيرة في الشهر الماضي، فقد فرض رفسنجاني، الذي يبلغ من العمر 75 عاما، وهو رجل دين ورئيس سابق لإيران، نفسه كضوء جديد؛ كلاعب له الحق في ترجمة أفكار الجمهورية الإيرانية التي يمتد تاريخها على مدار 30 عاما.
وباستغلال مكانته الرفيعة كخطيب في صلاة الجمعة، ألقى خطبته الأبرز في حياته، وتخلى رفسنجاني عن حذره المعتاد ليطالب الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين في الأسابيع الأخيرة، وإرخاء قبضتها على وسائل الإعلام، وإزالة «الشكوك» التي تعتمل في صدور الشعب الإيراني بشأن نتائج الانتخابات. وقد تحدى ـ بصورة ضمنية ـ سلطة المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، وأشار إلى اتخاذه قرارات من دون الحصول على موافقة جميع الأطراف. ويشعر من يستمع إلى كلماته، بذلك التصميم على إنقاذ الجمهورية الإيرانية، واستعادة شرعيتها وإعادة التأكيد على مؤسساتها الجمهورية وإيجاد صيغة للحكم. ولكي يؤسس لشرعيته الخاصة به، فقد استشهد رفسنجاني بتاريخه السياسي الطويل. وقال رفسنجاني: «إن ما تسمعونه الآن يقوله رجل عايش الثورة لحظة بلحظة منذ البدايات الأولى للصراع». وأردف قائلا: «إننا نتحدث عن نحو 60 عاما مضت حتى الآن».
كما أشار إلى أن معلمه؛ آية الله روح الله الخميني، الأب الروحي لثورة عام 1979، قال إن «إرادة الشعب» يجب أن تتحقق، وفي هذه الحالة، فإن ثقة الشعب قد اهتزت. وكان رفسنجاني مؤيدا لمرشح المعارضة؛ مير حسين موسوي، أثناء الحملة الانتخابية، ومن خلال حديثه في خطبة الجمعة، يبدو أنه يتحرك أكثر باتجاه موسوي كرمز عام للمعارضة. لكن رفسنجاني كان حذرا كذلك تجاه اتخاذ موقف المعارضة الصريحة لإعلان الحكومة عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات. وخلال إلقائه لخطبة الجمعة، كان رفسنجاني يتحدى حملة حكومية من أجل إسكاته، حيث قام مسؤولون كبار بشن هجوم شخصي مبطن بالتهديدات الموجهة إليه. وقد استمرت هذه الحملة يوم السبت، عندما قامت شخصيات محافظة بانتقاد خطابه. كما كان رفسنجاني كذلك يسحب البساط من تحت قدمي مرشد الجمهورية علي خامنئي، ويستلب دوره المؤسسي. وتقول فريدة فرحي، وهي عالمة سياسة في جامعة هاواي: «إن هذا الخطاب كان من المفترض أن يلقيه خامنئي. فهذا هو دوره كمرشد روحي وسياسي، وكان عليه أن يترفع فوق الصراعات. ولكن ربما يكون خامنئي في موقف شديد الحرج ولديه كثير ليخسره. وقد انحاز إلى أحد الفريقين. لكن رفسنجاني كان على قدر الحدث».
ومع ذلك، فربما يكون من خطأ القول أن نزعم أن رفسنجاني قد أصبح فجأة نصيرا للعدالة وحقوق الإنسان والحرية. ففي صيف عام 1999، عندما سحقت الحكومة مظاهرات الطلاب في جامعة طهران، قام بإلقاء خطاب ناري في المكان نفسه الذي ألقى فيه خطبة الجمعة. وفي هذا الوقت، كان يلقي باللائمة على «أعداء الثورة» و«الجهات الخارجية» في إحداث الاضطرابات. وقد امتدح استخدام القوة من قبل الدولة آنذاك. وخلال فترة طويلة من رئاسته التي امتدت على مدار ثمانية أعوام، تم إعدام كثير من الإيرانيين، بمن فيهم منشقون سياسيون ومدمنو مخدرات وشيوعيون وأكراد وبهائيون وحتى علماء الدين.
وعلى الجانب السياسي، فقد تعرض رفسنجاني للإذلال مرتين: الأولى عام 2000 عندما ترشح للانتخابات البرلمانية وجاء في المرتبة الثلاثين والأخيرة في طهران (وسط اتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات في صالحه) والمرة الثانية عام 2005 عندما كان أداؤه سيئا للغاية في محاولته الترشح للرئاسة مرة أخرى. ولكن على خلاف كثير من السياسيين، وبالطبع على خلاف معظم رجال الدين، فإن رفسنجاني سياسي من الطراز الأول. فقد رفض ترك ساحة الحرب السياسية في البلاد التي يكون الصمت فيها هو رد الفعل الطبيعي في مواجهة الهزيمة. وهو يعلم كذلك كيف يبدل الأدوار جيدا. ففي إحدى صور حملته الانتخابية عام 2000 يظهر من دون عمامته. فربما كان يعتقد أن الزي الديني قد يضره. لكن الموقف الشجاع لرفسنجاني لا يخلو من المخاطر. فقد اعتقل أفراد من عائلته لفترة قصيرة أثناء الاضطرابات، كما يمكن للحكومة أن تستخدم سجله الخاص أو التعاملات المالية لأسرته من أجل إضعاف الثقة فيه. أما آية الله خامنئي، فقد قام بإلقاء خطبته منذ أربعة أسابيع، حيث تقبل بسرور انتصار أحمدي نجاد، وقال إن الانتخابات قد أثبتت ثقة الشعب في النظام، وتوعد بالمزيد من القمع إذا استمرت المظاهرات. وقد كافح رفسنجاني من أجل إمساك العصا من المنتصف، لكن خامنئي التزم بقاعدة دعمه لليمين. وقد تحدث رفسنجاني عن أسلوب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الحكم في المدينة، حيث كان يهتم بسماع الناس وكان يعاملهم باحترام بالغ و«كرم إسلامي».
وقد استخدم حجة براغماتية بالدعوة إلى إطلاق سراح أولئك الذين تم إلقاء القبض عليهم. وقال رفسنجاني: «علينا ألا نسمح لأعدائنا بأن يؤنبونا أو يسخروا منا أو يحيكوا المؤامرات ضدنا لمجرد أن عددا قليلا من الناس في السجون». وعلى النقيض من ذلك، فقد تحدث خامنئي في خطبته عن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم والأعداء الأجانب داخل وخارج إيران. و«مثيرو الاضطرابات» على حد تعبيره «خبيثو النية ومرتزقة وعملاء لمخابرات الغرب والصهيونية».
وما يدعو إلى السخرية، أن خطابه بدا مثل ذلك الخطاب الذي كان رفسنجاني قد ألقاه بعد الاضطرابات التي وقعت منذ نحو عقد من الزمان. فمنذ الأيام الأولى للثورة، كان رفسنجاني يفضل البراغماتية على السلطة الدينية المطلقة. وبعد حادث اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979، طالب قادة إيران بعودة الشاه محمد رضا بهلوي كشرط لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين البالغ عددهم 52. لكن رفسنجاني كانت لديه فكرة أفضل. فقد قال لأحد المراسلين في مقابلة معه عام 1980: «إذا مات الشاه، فإن ذلك سوف يساعد في تسوية الأمر». (بعد ذلك بقليل، مات الشاه بسبب مضاعفات مرض السرطان).
وفي عام 1986، وبعد الكشف عن صفقة الأسلحة السرية لإيران في عهد إدارة الرئيس الأميركي ريغان، استخدم رفسنجاني الذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان، خطبة الجمعة ليبرر السبب وراء سرية هذه الصفقة. وقال إن إيران كانت تحتاج إلى الأسلحة لمحاربة العراق، حتى وإن كان ذلك يعني التعامل مع الولايات المتحدة، عدو إيران. وبعد ذلك، أصبح محل ثقة نظرا لمساعدته في إقناع آية الله الخميني بإنهاء الحرب التي امتدت على مدار ثماني سنوات. وكان رفسنجاني يبني الدولة كذلك، فقد ترك الدين جانبا ليعيد ترميم «بيرسوبوليس»، موقع الإمبراطورية الفارسية التي تعود إلى 2500 عام، وقال: «إن شعبنا يجب أن يعلم أنه ليس من دون تاريخ». وفي هذه المرة، لم يحدد أهدافا. ولم يشر إلى ما إذا كان يأمل في أن يسقط نتائج الانتخابات أو يقنع البلاد بهذه النتائج. ويقول شول باخاش وهو أستاذ في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة جورج ماسون: «إنه لا يعالج المشكلات الأساسية للمعارضة، مثل: قمعهم بقسوة في الشوارع، وأنه تم التلاعب في نتائج الانتخابات».
وفي كتابه الذي صدر عام 1963 عن المعجزات، تباهى رفسنجاني بأنه نجا من محاولة اغتياله بسبب «سرعته الثورية» وإصراره على «معاقبة أولئك الذين يروجون للخرافات». ومع أخذ الطبيعة المائعة للسياسة الإيرانية في اعتبارنا، فربما يكون من السذاجة توقع قيامه بالمعجزات في وقتنا الحاضر.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
خاتمي يطالب باستفتاء حول شرعية إعادة انتخاب نجاد
المختصر / طالب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس الأحد بإجراء استفتاء حول شرعية إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ونقل موقع إلكتروني تابع للتيار الإصلاحي عن خاتمي القول خلال اجتماع مع عائلات المعتقلين السياسيين إن "المخرج الوحيد للأزمة الحالية هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضيا بالوضع السياسي الراهن أم لا".
وكان أحمدي نجاد دفع الرئيس السابق الذي تولى سدة الحكم لثماني سنوات خلال الفترة بين عامي 1997 و2005 باتجاه الدخول في معسكر المعارضة بعدما وصف سياسات خاتمي بأنها "عار" على بلاده.
وأضاف الرئيس السابق: "إذا صوتت الأغلبية لصالح (إعادة انتخاب أحمدي نجاد)، فإننا (المعارضة) سنسلم أيضا".
خدش الجزء الإسلامي من إيران
وقال خاتمي: "في الوضع الراهن، لم يتعرض الجزء الجمهوري للتحدي فحسب وإنما تم خدش الجزء الإسلامي منها أيضا"، وذلك في إشارة إلى عمليات الاعتقال التي لا تتم بحق متظاهرين فحسب وإنما تطال وزراء ونواب سابقين في البرلمان أيضا.
وأوضح خاتمي أن "الجزء الإسلامي من النظام يعني سيادة العدل، ولكن للأسف هذا المبدأ تشكك فيه العديد من الهيئات الحاكمة".
أعداء إيران
وفي شأن متصل، قال المدير العام لشؤون الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية علي أصغر شريفي أن شائعة التزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية روج لها أعداء إيران منذ عدة أشهر قبل الانتخابات وأنها هدفت لـ"إضعاف رصيد النظام والحيلولة دون مشاركة المواطنين" فيها.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن شريفي قوله إنه رغم اعتراض بعض المرشحين على نتائج الانتخابات إلا أنهم لم يقدموا أي وثيقة إلى مجلس صيانة الدستور حول هذا الشأن.
وتطرق شريفي إلى ما وصفه بالمؤامرات والأحداث التي وقعت قبل وبعد الانتخابات الرئاسية العاشرة في البلاد, وأشار إلى أن بعض المرشحين اعتبروا أن وجود أوراق اقتراع إضافية بمثابة تزوير، لكنه قال إن مثل هذا الأمر جرى في جميع الانتخابات السابقة أيضاً، مؤكداً أن "عدد صناديق الاقتراع المتنقلة في الانتخابات الرئاسية العاشرة لم تزد عما كانت عليه في العمليات الانتخابية السابقة".
المصدر: موقع مفكرة الإسلام
رفسنجاني يرتدي عباءة الخميني لسحب البساط من تحت قدمي خامنئي
أضيف في :21 - 7 - 2009
خلال العقود التي قضاها على الساحة السياسية في إيران، كان علي أكبر هاشمي رفسنجاني يحوز على كثير من الثناء لأنه رجل براغماتي، لكن منتقديه كانوا يعتقدون أنه رجل ضعيف الشخصية، ويتهمونه بالفساد، وينبذونه وكأنه شيء من الماضي. والآن، ومع هجومه اللاذع على الحكومة بسبب تعاملها مع قضية الانتخابات الإيرانية التي فجرت صراعات كبيرة في الشهر الماضي، فقد فرض رفسنجاني، الذي يبلغ من العمر 75 عاما، وهو رجل دين ورئيس سابق لإيران، نفسه كضوء جديد؛ كلاعب له الحق في ترجمة أفكار الجمهورية الإيرانية التي يمتد تاريخها على مدار 30 عاما.
وباستغلال مكانته الرفيعة كخطيب في صلاة الجمعة، ألقى خطبته الأبرز في حياته، وتخلى رفسنجاني عن حذره المعتاد ليطالب الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين في الأسابيع الأخيرة، وإرخاء قبضتها على وسائل الإعلام، وإزالة «الشكوك» التي تعتمل في صدور الشعب الإيراني بشأن نتائج الانتخابات. وقد تحدى ـ بصورة ضمنية ـ سلطة المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، وأشار إلى اتخاذه قرارات من دون الحصول على موافقة جميع الأطراف. ويشعر من يستمع إلى كلماته، بذلك التصميم على إنقاذ الجمهورية الإيرانية، واستعادة شرعيتها وإعادة التأكيد على مؤسساتها الجمهورية وإيجاد صيغة للحكم. ولكي يؤسس لشرعيته الخاصة به، فقد استشهد رفسنجاني بتاريخه السياسي الطويل. وقال رفسنجاني: «إن ما تسمعونه الآن يقوله رجل عايش الثورة لحظة بلحظة منذ البدايات الأولى للصراع». وأردف قائلا: «إننا نتحدث عن نحو 60 عاما مضت حتى الآن».
كما أشار إلى أن معلمه؛ آية الله روح الله الخميني، الأب الروحي لثورة عام 1979، قال إن «إرادة الشعب» يجب أن تتحقق، وفي هذه الحالة، فإن ثقة الشعب قد اهتزت. وكان رفسنجاني مؤيدا لمرشح المعارضة؛ مير حسين موسوي، أثناء الحملة الانتخابية، ومن خلال حديثه في خطبة الجمعة، يبدو أنه يتحرك أكثر باتجاه موسوي كرمز عام للمعارضة. لكن رفسنجاني كان حذرا كذلك تجاه اتخاذ موقف المعارضة الصريحة لإعلان الحكومة عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات. وخلال إلقائه لخطبة الجمعة، كان رفسنجاني يتحدى حملة حكومية من أجل إسكاته، حيث قام مسؤولون كبار بشن هجوم شخصي مبطن بالتهديدات الموجهة إليه. وقد استمرت هذه الحملة يوم السبت، عندما قامت شخصيات محافظة بانتقاد خطابه. كما كان رفسنجاني كذلك يسحب البساط من تحت قدمي مرشد الجمهورية علي خامنئي، ويستلب دوره المؤسسي. وتقول فريدة فرحي، وهي عالمة سياسة في جامعة هاواي: «إن هذا الخطاب كان من المفترض أن يلقيه خامنئي. فهذا هو دوره كمرشد روحي وسياسي، وكان عليه أن يترفع فوق الصراعات. ولكن ربما يكون خامنئي في موقف شديد الحرج ولديه كثير ليخسره. وقد انحاز إلى أحد الفريقين. لكن رفسنجاني كان على قدر الحدث».
ومع ذلك، فربما يكون من خطأ القول أن نزعم أن رفسنجاني قد أصبح فجأة نصيرا للعدالة وحقوق الإنسان والحرية. ففي صيف عام 1999، عندما سحقت الحكومة مظاهرات الطلاب في جامعة طهران، قام بإلقاء خطاب ناري في المكان نفسه الذي ألقى فيه خطبة الجمعة. وفي هذا الوقت، كان يلقي باللائمة على «أعداء الثورة» و«الجهات الخارجية» في إحداث الاضطرابات. وقد امتدح استخدام القوة من قبل الدولة آنذاك. وخلال فترة طويلة من رئاسته التي امتدت على مدار ثمانية أعوام، تم إعدام كثير من الإيرانيين، بمن فيهم منشقون سياسيون ومدمنو مخدرات وشيوعيون وأكراد وبهائيون وحتى علماء الدين.
وعلى الجانب السياسي، فقد تعرض رفسنجاني للإذلال مرتين: الأولى عام 2000 عندما ترشح للانتخابات البرلمانية وجاء في المرتبة الثلاثين والأخيرة في طهران (وسط اتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات في صالحه) والمرة الثانية عام 2005 عندما كان أداؤه سيئا للغاية في محاولته الترشح للرئاسة مرة أخرى. ولكن على خلاف كثير من السياسيين، وبالطبع على خلاف معظم رجال الدين، فإن رفسنجاني سياسي من الطراز الأول. فقد رفض ترك ساحة الحرب السياسية في البلاد التي يكون الصمت فيها هو رد الفعل الطبيعي في مواجهة الهزيمة. وهو يعلم كذلك كيف يبدل الأدوار جيدا. ففي إحدى صور حملته الانتخابية عام 2000 يظهر من دون عمامته. فربما كان يعتقد أن الزي الديني قد يضره. لكن الموقف الشجاع لرفسنجاني لا يخلو من المخاطر. فقد اعتقل أفراد من عائلته لفترة قصيرة أثناء الاضطرابات، كما يمكن للحكومة أن تستخدم سجله الخاص أو التعاملات المالية لأسرته من أجل إضعاف الثقة فيه. أما آية الله خامنئي، فقد قام بإلقاء خطبته منذ أربعة أسابيع، حيث تقبل بسرور انتصار أحمدي نجاد، وقال إن الانتخابات قد أثبتت ثقة الشعب في النظام، وتوعد بالمزيد من القمع إذا استمرت المظاهرات. وقد كافح رفسنجاني من أجل إمساك العصا من المنتصف، لكن خامنئي التزم بقاعدة دعمه لليمين. وقد تحدث رفسنجاني عن أسلوب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الحكم في المدينة، حيث كان يهتم بسماع الناس وكان يعاملهم باحترام بالغ و«كرم إسلامي».
وقد استخدم حجة براغماتية بالدعوة إلى إطلاق سراح أولئك الذين تم إلقاء القبض عليهم. وقال رفسنجاني: «علينا ألا نسمح لأعدائنا بأن يؤنبونا أو يسخروا منا أو يحيكوا المؤامرات ضدنا لمجرد أن عددا قليلا من الناس في السجون». وعلى النقيض من ذلك، فقد تحدث خامنئي في خطبته عن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم والأعداء الأجانب داخل وخارج إيران. و«مثيرو الاضطرابات» على حد تعبيره «خبيثو النية ومرتزقة وعملاء لمخابرات الغرب والصهيونية».
وما يدعو إلى السخرية، أن خطابه بدا مثل ذلك الخطاب الذي كان رفسنجاني قد ألقاه بعد الاضطرابات التي وقعت منذ نحو عقد من الزمان. فمنذ الأيام الأولى للثورة، كان رفسنجاني يفضل البراغماتية على السلطة الدينية المطلقة. وبعد حادث اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979، طالب قادة إيران بعودة الشاه محمد رضا بهلوي كشرط لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين البالغ عددهم 52. لكن رفسنجاني كانت لديه فكرة أفضل. فقد قال لأحد المراسلين في مقابلة معه عام 1980: «إذا مات الشاه، فإن ذلك سوف يساعد في تسوية الأمر». (بعد ذلك بقليل، مات الشاه بسبب مضاعفات مرض السرطان).
وفي عام 1986، وبعد الكشف عن صفقة الأسلحة السرية لإيران في عهد إدارة الرئيس الأميركي ريغان، استخدم رفسنجاني الذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان، خطبة الجمعة ليبرر السبب وراء سرية هذه الصفقة. وقال إن إيران كانت تحتاج إلى الأسلحة لمحاربة العراق، حتى وإن كان ذلك يعني التعامل مع الولايات المتحدة، عدو إيران. وبعد ذلك، أصبح محل ثقة نظرا لمساعدته في إقناع آية الله الخميني بإنهاء الحرب التي امتدت على مدار ثماني سنوات. وكان رفسنجاني يبني الدولة كذلك، فقد ترك الدين جانبا ليعيد ترميم «بيرسوبوليس»، موقع الإمبراطورية الفارسية التي تعود إلى 2500 عام، وقال: «إن شعبنا يجب أن يعلم أنه ليس من دون تاريخ». وفي هذه المرة، لم يحدد أهدافا. ولم يشر إلى ما إذا كان يأمل في أن يسقط نتائج الانتخابات أو يقنع البلاد بهذه النتائج. ويقول شول باخاش وهو أستاذ في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة جورج ماسون: «إنه لا يعالج المشكلات الأساسية للمعارضة، مثل: قمعهم بقسوة في الشوارع، وأنه تم التلاعب في نتائج الانتخابات».
وفي كتابه الذي صدر عام 1963 عن المعجزات، تباهى رفسنجاني بأنه نجا من محاولة اغتياله بسبب «سرعته الثورية» وإصراره على «معاقبة أولئك الذين يروجون للخرافات». ومع أخذ الطبيعة المائعة للسياسة الإيرانية في اعتبارنا، فربما يكون من السذاجة توقع قيامه بالمعجزات في وقتنا الحاضر.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
خاتمي يطالب باستفتاء حول شرعية إعادة انتخاب نجاد
المختصر / طالب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس الأحد بإجراء استفتاء حول شرعية إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ونقل موقع إلكتروني تابع للتيار الإصلاحي عن خاتمي القول خلال اجتماع مع عائلات المعتقلين السياسيين إن "المخرج الوحيد للأزمة الحالية هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضيا بالوضع السياسي الراهن أم لا".
وكان أحمدي نجاد دفع الرئيس السابق الذي تولى سدة الحكم لثماني سنوات خلال الفترة بين عامي 1997 و2005 باتجاه الدخول في معسكر المعارضة بعدما وصف سياسات خاتمي بأنها "عار" على بلاده.
وأضاف الرئيس السابق: "إذا صوتت الأغلبية لصالح (إعادة انتخاب أحمدي نجاد)، فإننا (المعارضة) سنسلم أيضا".
خدش الجزء الإسلامي من إيران
وقال خاتمي: "في الوضع الراهن، لم يتعرض الجزء الجمهوري للتحدي فحسب وإنما تم خدش الجزء الإسلامي منها أيضا"، وذلك في إشارة إلى عمليات الاعتقال التي لا تتم بحق متظاهرين فحسب وإنما تطال وزراء ونواب سابقين في البرلمان أيضا.
وأوضح خاتمي أن "الجزء الإسلامي من النظام يعني سيادة العدل، ولكن للأسف هذا المبدأ تشكك فيه العديد من الهيئات الحاكمة".
أعداء إيران
وفي شأن متصل، قال المدير العام لشؤون الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية علي أصغر شريفي أن شائعة التزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية روج لها أعداء إيران منذ عدة أشهر قبل الانتخابات وأنها هدفت لـ"إضعاف رصيد النظام والحيلولة دون مشاركة المواطنين" فيها.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن شريفي قوله إنه رغم اعتراض بعض المرشحين على نتائج الانتخابات إلا أنهم لم يقدموا أي وثيقة إلى مجلس صيانة الدستور حول هذا الشأن.
وتطرق شريفي إلى ما وصفه بالمؤامرات والأحداث التي وقعت قبل وبعد الانتخابات الرئاسية العاشرة في البلاد, وأشار إلى أن بعض المرشحين اعتبروا أن وجود أوراق اقتراع إضافية بمثابة تزوير، لكنه قال إن مثل هذا الأمر جرى في جميع الانتخابات السابقة أيضاً، مؤكداً أن "عدد صناديق الاقتراع المتنقلة في الانتخابات الرئاسية العاشرة لم تزد عما كانت عليه في العمليات الانتخابية السابقة".
المصدر: موقع مفكرة الإسلام