نرجس توفيق
December 17th, 2013, 20:38
سيدي بوزيد (تونس) (أ ف ب) : أحيت تونس الثلاثاء في أجواء باهتة ذكرى مرور ثلاث سنوات على اندلاع "الثورة" التي انطلقت في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب) مهد "الربيع العربي".
http://www.aawsat.com/2013/01/15/images/news1.713182.jpg
ففي 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الخضار والفاكهة التي كان يعتاش منها.
وتوفي البوعزيزي في الرابع من كانون الثاني/يناير 2011 في المستشفى متأثرا بحروقه البالغة. وقد أججت وفاته احتجاجات شعبية عارمة انتهت يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011 بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى السعودية.
وقدمت ولاية سيدي بوزيد أول "شهيديْن" خلال الثورة عندما قمعت قوات الامن بالرصاص يوم 24 كانون الاول/ديسمبر 2010 تظاهرة في معتمدية منزل بوزيان التابعة للولاية.
والثلاثاء تغَيَّب الرئيس المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة علي العريض، ورئيس المجلس التاسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر عن مراسم رسمية كان يفترض تنظيمها في مدينة سيدي بوزيد بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، لأسباب "أمنية" وفق منظمين.
http://static.annahar.com/storage/attachments/7/Tunisia_251496_large.jpg
واكتفى الرؤساء الثلاثة بالمشاركة في مراسم صغيرة أقيمت بقصر رئاسة الجمهورية في قرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
وكان متظاهرون غاضبون طردوا في 17 كانون الاول/ديسمبر 2012 في سيدي بوزيد الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر ورشقوهما بالحجارة.
وقال مراسل فرانس برس إن مدينة سيدي بوزيد شهدت الثلاثاء خَمس تظاهرات صغيرة متفرقة نظمها على التوالي الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، و"اتحاد أصحاب الشهادات (الجامعية) المعطلين عن العمل" ، و"الجبهة الشعبية" (ائتلاف لأكثر من 10 أحزاب يسارية وقومية) و"حزب التحرير" السلفي الذي يطالب باقامة دولة خلافة اسلامية ، وحركة النهضة الاسلامية الحاكمة.
http://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Politics/original/tones.jpg
ولاحظ ان العدد الاجمالي للمشاركين في التظاهرات الخمس مجتمعة لم يتعد الألف.
ولفت إلى أن أغلب المشاركين في تظاهرة حزب التحرير غرباء عن سيدي بوزيد وأنهم رفعوا شعارات طالبوا فيها بإقامة دولة خلافة اسلامية في تونس و"تطبيق الشريعة"، في حين رفع المشاركون في تظاهرة حركة النهضة صورا لشارة "رابعة" تضامنا مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر ومع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وأضاف ان المشاركين في بقية التظاهرات رفعوا شعارات طالبوا فيها بالخصوص بتوفير فرص عمل للعاطلين مثل "التشغيل استحقاق، يا عصابة السرّاق".
وقال بلال وهو شاب عاطل عن العمل يقطن في "حي النور" الفقير في سيدي بوزيد "لم نربح شيئا من هذه الثورة، ما زلت عاطلا عن العمل وبعض أصدقائي في السجن بسبب المخدرات والبعض الآخر غرق في البحر قبل ان يصل الى ايطاليا (في رحلة هجرة سرية) وآخرون ماتوا في سوريا التي سافروا اليها للقتال" مع المعارضة ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
http://static.annahar.com/storage/attachments/7/Tunisia_251496_large.jpg
وأضاف "لم يتغير شيء في سيدي بوزيد، ونحن نكره كل الأحزاب السياسية".
ويعيش سكان ولاية سيدي بوزيد التي يقطنها حوالي 418 ألف شخص (وفق آخر الاحصائيات الرسمية) حالة من الاحباط والسخط لأن المطالب التي ثاروا من أجلها مثل تحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص عمل للعاطلين لم تتحقق.
وتبلغ النسبة الرسمية للبطالة في الولاية 24,4 % وهي الاعلى في تونس.
ويمثل خريجو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي نسبة 57,1 % من إجمالي العاطلين عن العمل في الولاية.
وفي العاصمة تونس أقر الرئيس المرزوقي في خطاب ألقاه خلال مراسم أقيمت بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة بأن "الكثير" من أهداف الثورة لم يتحقق.
وقال "حتى نكون نزهاء يجب أن نعترف فعلا أن هناك الكثير مما لم يتحقق أو تحقق بشكل محدود" لافتا بالخصوص الى "الفساد الذي استشرى حتى أصبح يهدد اقتصاد البلاد ويفاقم صعوباته" وإلى "البطالة التي لا تزال كابوسا يعاني منه جزء معتبر من شبابنا".
http://www.machhad.com/wp-content/uploads/2012/12/282171_10151268295785139_1720680678_n-400x266.jpg
لكنه ذكر أن التونسيين و"خلافا لكثير من البلدان التي مرّت وتمر بمراحل انتقالية شبيهة بوضعنا (..) حافظوا على لحمتهم، ولم يسقطوا في العنف".
وأضاف "كما أننا لم نتراجع قيد أنملة في الديموقراطية ولم نضيق على الحريات خاصة على حرية الرأي والتعبير" وأن "الدولة حافظت على تماسكها وتزيد فعاليتها يوما بعد آخر".
وقال "ما فشلنا في تحقيقه ولّى ومضى ولا داعي للتحسر عليه، يكفينا أن نتعلم من أخطائنا جميعا وأن ننظر إلى الأمام".
وتعيش تونس ازمة سياسية حادة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص يوم 25 تموز/يوليو 2013 أمام منزله في العاصمة تونس.
والسبت صوتت 9 أحزاب (بينها حركة النهضة) من أصل 19 حزبا شاركت في "الجلسة العامة للحوار الوطني"، على ترشيح مهدي جمعة (51 عاما) وزير الصناعة في الحكومة الحالية، لرئاسة حكومة مستقلة يفترض ان تقود تونس حتى إجراء انتخابات عامة وأن تخرج البلاد من الأزمة السياسية.
غضب في “سيدي بوزيد” في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة في تونس (http://elbadil.com/2013/12/15/%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D9%84%D8%A7/)
http://i0.wp.com/elbadil.com/wp-content/uploads/2013/12/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9.jpg?resize=720%2C360
http://www.aawsat.com/2013/01/15/images/news1.713182.jpg
ففي 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الخضار والفاكهة التي كان يعتاش منها.
وتوفي البوعزيزي في الرابع من كانون الثاني/يناير 2011 في المستشفى متأثرا بحروقه البالغة. وقد أججت وفاته احتجاجات شعبية عارمة انتهت يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011 بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى السعودية.
وقدمت ولاية سيدي بوزيد أول "شهيديْن" خلال الثورة عندما قمعت قوات الامن بالرصاص يوم 24 كانون الاول/ديسمبر 2010 تظاهرة في معتمدية منزل بوزيان التابعة للولاية.
والثلاثاء تغَيَّب الرئيس المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة علي العريض، ورئيس المجلس التاسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر عن مراسم رسمية كان يفترض تنظيمها في مدينة سيدي بوزيد بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، لأسباب "أمنية" وفق منظمين.
http://static.annahar.com/storage/attachments/7/Tunisia_251496_large.jpg
واكتفى الرؤساء الثلاثة بالمشاركة في مراسم صغيرة أقيمت بقصر رئاسة الجمهورية في قرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
وكان متظاهرون غاضبون طردوا في 17 كانون الاول/ديسمبر 2012 في سيدي بوزيد الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر ورشقوهما بالحجارة.
وقال مراسل فرانس برس إن مدينة سيدي بوزيد شهدت الثلاثاء خَمس تظاهرات صغيرة متفرقة نظمها على التوالي الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، و"اتحاد أصحاب الشهادات (الجامعية) المعطلين عن العمل" ، و"الجبهة الشعبية" (ائتلاف لأكثر من 10 أحزاب يسارية وقومية) و"حزب التحرير" السلفي الذي يطالب باقامة دولة خلافة اسلامية ، وحركة النهضة الاسلامية الحاكمة.
http://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Politics/original/tones.jpg
ولاحظ ان العدد الاجمالي للمشاركين في التظاهرات الخمس مجتمعة لم يتعد الألف.
ولفت إلى أن أغلب المشاركين في تظاهرة حزب التحرير غرباء عن سيدي بوزيد وأنهم رفعوا شعارات طالبوا فيها بإقامة دولة خلافة اسلامية في تونس و"تطبيق الشريعة"، في حين رفع المشاركون في تظاهرة حركة النهضة صورا لشارة "رابعة" تضامنا مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر ومع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وأضاف ان المشاركين في بقية التظاهرات رفعوا شعارات طالبوا فيها بالخصوص بتوفير فرص عمل للعاطلين مثل "التشغيل استحقاق، يا عصابة السرّاق".
وقال بلال وهو شاب عاطل عن العمل يقطن في "حي النور" الفقير في سيدي بوزيد "لم نربح شيئا من هذه الثورة، ما زلت عاطلا عن العمل وبعض أصدقائي في السجن بسبب المخدرات والبعض الآخر غرق في البحر قبل ان يصل الى ايطاليا (في رحلة هجرة سرية) وآخرون ماتوا في سوريا التي سافروا اليها للقتال" مع المعارضة ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
http://static.annahar.com/storage/attachments/7/Tunisia_251496_large.jpg
وأضاف "لم يتغير شيء في سيدي بوزيد، ونحن نكره كل الأحزاب السياسية".
ويعيش سكان ولاية سيدي بوزيد التي يقطنها حوالي 418 ألف شخص (وفق آخر الاحصائيات الرسمية) حالة من الاحباط والسخط لأن المطالب التي ثاروا من أجلها مثل تحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص عمل للعاطلين لم تتحقق.
وتبلغ النسبة الرسمية للبطالة في الولاية 24,4 % وهي الاعلى في تونس.
ويمثل خريجو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي نسبة 57,1 % من إجمالي العاطلين عن العمل في الولاية.
وفي العاصمة تونس أقر الرئيس المرزوقي في خطاب ألقاه خلال مراسم أقيمت بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة بأن "الكثير" من أهداف الثورة لم يتحقق.
وقال "حتى نكون نزهاء يجب أن نعترف فعلا أن هناك الكثير مما لم يتحقق أو تحقق بشكل محدود" لافتا بالخصوص الى "الفساد الذي استشرى حتى أصبح يهدد اقتصاد البلاد ويفاقم صعوباته" وإلى "البطالة التي لا تزال كابوسا يعاني منه جزء معتبر من شبابنا".
http://www.machhad.com/wp-content/uploads/2012/12/282171_10151268295785139_1720680678_n-400x266.jpg
لكنه ذكر أن التونسيين و"خلافا لكثير من البلدان التي مرّت وتمر بمراحل انتقالية شبيهة بوضعنا (..) حافظوا على لحمتهم، ولم يسقطوا في العنف".
وأضاف "كما أننا لم نتراجع قيد أنملة في الديموقراطية ولم نضيق على الحريات خاصة على حرية الرأي والتعبير" وأن "الدولة حافظت على تماسكها وتزيد فعاليتها يوما بعد آخر".
وقال "ما فشلنا في تحقيقه ولّى ومضى ولا داعي للتحسر عليه، يكفينا أن نتعلم من أخطائنا جميعا وأن ننظر إلى الأمام".
وتعيش تونس ازمة سياسية حادة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص يوم 25 تموز/يوليو 2013 أمام منزله في العاصمة تونس.
والسبت صوتت 9 أحزاب (بينها حركة النهضة) من أصل 19 حزبا شاركت في "الجلسة العامة للحوار الوطني"، على ترشيح مهدي جمعة (51 عاما) وزير الصناعة في الحكومة الحالية، لرئاسة حكومة مستقلة يفترض ان تقود تونس حتى إجراء انتخابات عامة وأن تخرج البلاد من الأزمة السياسية.
غضب في “سيدي بوزيد” في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة في تونس (http://elbadil.com/2013/12/15/%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D9%84%D8%A7/)
http://i0.wp.com/elbadil.com/wp-content/uploads/2013/12/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9.jpg?resize=720%2C360