الرائد7
April 29th, 2009, 10:57
السلام عليكم
وقفات قرآنية وتدبر لكلام ربنا تبارك وتعالى..
إن جنة الدنيا هي تدبر الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
وصدق الإمام الشاطبي وأجاد حيث شاد :
وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ .......... وأغنى غَناءاً واهباً مُتَفضِّلا
وخيرُ جليسٍ لايُمَلُّ حديثُه ........... وتَردَادُهُ يَزدادُ فيـــه تجملا
وحيثُ الفتى يرتاعُ في ظُلماتِهِ ............ من القبرِ يلقاهُ سناً متهللا
هنالك يهنيهِ مَقِيلاً وروضةً .......... ومن أجلِهِ في ذِروةِ العزِّ يُجتلى
يناشِدُ في إرضائِهِ لِحبيبِهِ ............ وَأَجدِر بِهِ سُؤلاً إليهِ مُوَصَّلا
فيا أيها القاري به مُتَمَسَّكاً .......... مُجِلاًّ لهُ في كل حال مُبَجِّلا
هنيئاً مَريئاً والداكَ عليهما ............ مَلابسُ أَنوارٍ من التَّاجِ والحُلا
فما ظَنُّكُم بالنَّجلِ عند جزائِهِ .......... أولئكَ أَهلُ الله والصَفوةُ المَلا
.. أيها الفضلاء
وإن خير علوم الدنيا العلم بالله والعلم بالله هو الذي يورث خشيته ... وفي الذكر الحكيم " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" ومن كان بالله أعلم كان أكثر تأدبا في شأنه كله مع ربه وسيده وخالقه .. وإن أكرم الخلق طُرًّا هم رسل الله وأنبياؤه
وهذه إلماحة من كتاب الله في أدب الأنبياء مع ربهم جل وعز
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .... إن التشبه بالكرام فلاح
أولا .. في أدب آدم عليه السلام مع ربه :
فقد قال لما أنزله الله من الجنة : " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " فنسب الظلم لنفسه ولم يقل بأن هذا قدرك يا رب .. وفي هذا أدب عظيم ممن أمر الله الملائكة أجمعين بالسجود له .. فتأمل أنعم الله بك عينا .
ثانيا .. في أدب الخليل إبراهيم عليه السلام .. ويتضح بجلاء في غير ما آية وسورة الأنعام شاهدة على صفحات من الأدب النبوي .. وفي سورة الشعراء تأدب في اللفظ راقني كثيرا .. ألم تروه يثني على ربه سبحانه بكل ما صنعه به من خلق وهداية وإطعام وسقاية ثم لما جاء للمرض الذي يقدره الله على عباده ابتلاء لهم وهو أحكم الحاكمين نسب المرض لنفسه فقال : " الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضتُ فهو يشفين ... " فتدبر هديت لتعلم أن ألفاظ القرآن غاية في البلاغة وأن حروف الأنبياء آية في السبك والحبك .
ثالثا ..في أدب أيوب عليه السلام مع ربه ..
وفي عبارة قريبة من قول إبراهيم ها هو نبي الله أيوب عليه السلام يدعو ربه وقد أقعده المرض لسنوات فلم ينسبه لله سبحانه بل قال : " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " بل فاض الأدب من هذا النبي الكريم حتى لم يصرح بالسؤال بل اكتفى بتعظيم رحمة الله فعلم الله صدقه وصبره فرفع ذكره وشفاه وأعطاه ... فتأمل الأدب كيف يبلغ منتهاه عند صفوة خلق الله !!
رابعا ... في أدب الكليم موسى عليه السلام :
وهو قريب من موقف أيوب عليه السلام في ثقته بربه وإجلاله له وحيائه منه أن يسأله شيئا من الدنيا فقال لما تولى إلى الظل : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " فلم يقل فأطعمني أو اسقني ..
وفي سورة الأعراف من أدب موسى عليه السلام مع الله تعالى ما يروي ظمأ الباحث .
خامسا في أدب يوسف عليه السلام مع ربه :
تأمل أيها المبارك الفصل الأخير من قصة النبي الكريم ابن الأكرمين فقد قال ملخصا لحياته لما خر والداه وإخوته سجدا له " هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " تأمل كيف عزا إحقاقها لمستحقه سبحانه .. ثم بدأ في الثناء على ربه بقوله : " وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن .. " كم تعجبت من هذا النبي الكريم الذي نسي إدخاله للسجن ومكثه فيه بضع سنين وتذكر فقط منة الله عليه بإخراجه من السجن شاكرا لله إحسانه .. فما أجل الأدب النبوي .. وإن الشيء من معدنه لا يستغرب .. والأدب مع الله خلة أصفيائه وسمة أوليائه .. وتأمل كذلك قوله : " إذ أخرجني من السجن " وتغافل عن إخراجه من الجب لئلا يجرح إخوته التائبين .. ولما عرج على الخلاف بينه وبين إخوته لم ينسب لإخوته شرا بل نسب الشر والنزغ للشيطان .. ثم أعاد الثناء على ربه " إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم " فتعالى من اصطفى لنبوته الكُمَّل من عباده ..
وقفات قرآنية وتدبر لكلام ربنا تبارك وتعالى..
إن جنة الدنيا هي تدبر الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
وصدق الإمام الشاطبي وأجاد حيث شاد :
وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ .......... وأغنى غَناءاً واهباً مُتَفضِّلا
وخيرُ جليسٍ لايُمَلُّ حديثُه ........... وتَردَادُهُ يَزدادُ فيـــه تجملا
وحيثُ الفتى يرتاعُ في ظُلماتِهِ ............ من القبرِ يلقاهُ سناً متهللا
هنالك يهنيهِ مَقِيلاً وروضةً .......... ومن أجلِهِ في ذِروةِ العزِّ يُجتلى
يناشِدُ في إرضائِهِ لِحبيبِهِ ............ وَأَجدِر بِهِ سُؤلاً إليهِ مُوَصَّلا
فيا أيها القاري به مُتَمَسَّكاً .......... مُجِلاًّ لهُ في كل حال مُبَجِّلا
هنيئاً مَريئاً والداكَ عليهما ............ مَلابسُ أَنوارٍ من التَّاجِ والحُلا
فما ظَنُّكُم بالنَّجلِ عند جزائِهِ .......... أولئكَ أَهلُ الله والصَفوةُ المَلا
.. أيها الفضلاء
وإن خير علوم الدنيا العلم بالله والعلم بالله هو الذي يورث خشيته ... وفي الذكر الحكيم " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" ومن كان بالله أعلم كان أكثر تأدبا في شأنه كله مع ربه وسيده وخالقه .. وإن أكرم الخلق طُرًّا هم رسل الله وأنبياؤه
وهذه إلماحة من كتاب الله في أدب الأنبياء مع ربهم جل وعز
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .... إن التشبه بالكرام فلاح
أولا .. في أدب آدم عليه السلام مع ربه :
فقد قال لما أنزله الله من الجنة : " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " فنسب الظلم لنفسه ولم يقل بأن هذا قدرك يا رب .. وفي هذا أدب عظيم ممن أمر الله الملائكة أجمعين بالسجود له .. فتأمل أنعم الله بك عينا .
ثانيا .. في أدب الخليل إبراهيم عليه السلام .. ويتضح بجلاء في غير ما آية وسورة الأنعام شاهدة على صفحات من الأدب النبوي .. وفي سورة الشعراء تأدب في اللفظ راقني كثيرا .. ألم تروه يثني على ربه سبحانه بكل ما صنعه به من خلق وهداية وإطعام وسقاية ثم لما جاء للمرض الذي يقدره الله على عباده ابتلاء لهم وهو أحكم الحاكمين نسب المرض لنفسه فقال : " الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضتُ فهو يشفين ... " فتدبر هديت لتعلم أن ألفاظ القرآن غاية في البلاغة وأن حروف الأنبياء آية في السبك والحبك .
ثالثا ..في أدب أيوب عليه السلام مع ربه ..
وفي عبارة قريبة من قول إبراهيم ها هو نبي الله أيوب عليه السلام يدعو ربه وقد أقعده المرض لسنوات فلم ينسبه لله سبحانه بل قال : " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " بل فاض الأدب من هذا النبي الكريم حتى لم يصرح بالسؤال بل اكتفى بتعظيم رحمة الله فعلم الله صدقه وصبره فرفع ذكره وشفاه وأعطاه ... فتأمل الأدب كيف يبلغ منتهاه عند صفوة خلق الله !!
رابعا ... في أدب الكليم موسى عليه السلام :
وهو قريب من موقف أيوب عليه السلام في ثقته بربه وإجلاله له وحيائه منه أن يسأله شيئا من الدنيا فقال لما تولى إلى الظل : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " فلم يقل فأطعمني أو اسقني ..
وفي سورة الأعراف من أدب موسى عليه السلام مع الله تعالى ما يروي ظمأ الباحث .
خامسا في أدب يوسف عليه السلام مع ربه :
تأمل أيها المبارك الفصل الأخير من قصة النبي الكريم ابن الأكرمين فقد قال ملخصا لحياته لما خر والداه وإخوته سجدا له " هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " تأمل كيف عزا إحقاقها لمستحقه سبحانه .. ثم بدأ في الثناء على ربه بقوله : " وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن .. " كم تعجبت من هذا النبي الكريم الذي نسي إدخاله للسجن ومكثه فيه بضع سنين وتذكر فقط منة الله عليه بإخراجه من السجن شاكرا لله إحسانه .. فما أجل الأدب النبوي .. وإن الشيء من معدنه لا يستغرب .. والأدب مع الله خلة أصفيائه وسمة أوليائه .. وتأمل كذلك قوله : " إذ أخرجني من السجن " وتغافل عن إخراجه من الجب لئلا يجرح إخوته التائبين .. ولما عرج على الخلاف بينه وبين إخوته لم ينسب لإخوته شرا بل نسب الشر والنزغ للشيطان .. ثم أعاد الثناء على ربه " إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم " فتعالى من اصطفى لنبوته الكُمَّل من عباده ..