مزون بوارق
September 5th, 2013, 15:51
دويتشه ﭭيله : كل منا يعرف قساوة لدغة نحلة ومدى قوة الخدش المزعج الناجم عنها، وقد يصل ذلك في نهاية المطاف إلى نزيف للدم. فما بالك بالمعاناة التي يعيشها المصابون بالتهاب الجلد التأتبي أو ما يعرف بالأكزيما والتي قد ترافقهم طيلة الحياة.
http://www.dw.de/image/0,,17044987_303,00.jpg
"هناك تسجيلات فيديو صُورت في الليل لطفل مُصاب بالتهاب جلدي تأتبي حاد أو ما يعرف بالأكزيما. لم يعرف هذا الطفل أي دقيقة هادئة وكان يحكّ جلده طيلة الوقت كله دون وعي بذلك أثناء نومه"، هكذا يصف شتيفان ميلر، وهو طبيب متخصص في الأمراض الجلدية من المستشفى الجامعي في مدينة دوسلدورف الألمانية، عن معاناة الأطفال اليومية المصابين بمرض الأكزيما.
يعاني ما بين 10 إلى 15 بالمائة من الأطفال في ألمانيا من مرض الأكزيما، ونحو 3 بالمائة من البالغين. وتوجد نفس نسب الإصابات في أوروبا، فيما لا توجد أي إحصاءات عالمية حول عدد المصابين بهذا المرض حتى الآن، ولكن هذا المرض متفشي بكثرة في البلدان الصناعية بالأساس. ويعد التهاب الجلد التأتبي، وهو التهاب مزمن في الجلد، المرض الجلدي الأكثر انتشارا لدى الرضع والأطفال.
وأسوأ أعراض هذا المرض هو الخدش بقوة لا تطاق قد تصل بالمريض إلى حافة اليأس ومعاناة شديدة - ليس فقط بالنسبة للطفل - وإنما أيضا بالنسبة للوالدين. والحل الوحيد هو أن يرتدي الأطفال قفازات خاصة لكي لا يجرحوا جلدهم أثناء الخدش القوي.
هل من فعالية للعلاج بالكورتزون؟
http://www.dw.de/image/0,,4753924_4,00.jpg
طفل مصاب بالأكزيما
ويكون جلد المصاب بمرض الأكزيما جافا للغاية ولونه أحمر بالإضافة إلى أنه كثير القشرة. وغالبا ما يخدش المصابون أنفسهم بقوة إلى درجة نزيف الدم من جلدهم، ما يتسبب بدوره في المزيد من الجروح التي تكون ملاذا آمنا للبكتيريا التي تتسبب بدورها في التهابات حادة.
وللخروج من هذه الدوامة والسيطرة على الالتهاب والتخفيف من الخدش تستعمل في كثير من الأحيان مادة الكورتزون، عادة على شكل مراهم أو كريمات. ولكن الكورتزون له أيضا آثار جانبية، إذ أنه قد يجعل الجلد رقيقا والأوعية أكثر حساسية وبالتالي يمكن أن يتسبب في تعرض الجلد بشكل أسرع للإصابة بالتهابات. لذلك فإن الكورتيزون ليس اختيارا صحيحا كدواء دائم، ولكن للأسف لا يمكن التخلي عنه في الحالات الحادة.
ويكون مسار مرض الأكزيما مصحوبا بانتكاسات، وكل انتكاسة تأتي على شكل التهاب مرفوق بالخدش القوي. أما عن مدة استمرار هذه الانتكاسات ومدى قوتها فيختلف من حالة لأخرى، وبالنسبة للكثيرين تضعف قوة هذه الانتكاسات مع تقدمهم في العمر.
ويمكن إخماد أعراض الأكزيما ولكن ليس من الممكن علاجها، كما يوضح ستيفان ميلر. ويقول: "التهاب الجلد التأتبي هو مرض طبيعي يمكن أن يصيب أي شخص، وجيناتنا هي التي تحدد في حالات معينة وحسب عوامل خاصة ما إذا كنا سنصاب بالأكزيما طوال حياتنا أم لا. والإصابة بمرض الأكزيما لا يمكننا تفاديه، كما لا يمكننا التعافي منه".
ويتعين على المصابين بالأكزيما تجنب ارتداء الأقمشة الخشنة على غرار الصوف. وهناك ملابس خاصة تحتوي على عينات من الفضة ملائمة للمصابين بهذا المرض، لأن للفضة خصائص مضادة للجراثيم، وبالتالي تُساهم في تقليص حدوث انتكاسات إلى أدنى مستوى ممكن.
مرض غير معد ولكن مزعج
http://www.dw.de/image/0,,15758235_404,00.jpg
الخدش الدائم من أعراض الأكزيما
وتعتبر الأكزيما من الأمراض غير المعدية، ولكن احمرار الجلد والتهابه يُخيف الكثيرين ويدفعهم للاشمئزاز من المصابين بهذا المرض. ويعاني خاصة الأطفال من ردود الأفعال هذه. وقد عايش رينيه بفايفر مثل هذه المواقف، بحيث يقول: "شكل ذلك ضغطا كبير علي عندما كنت في روضة الأطفال، وخصوصا عندما كنت ألعب مع الأطفال الآخرين. فهم لم يكونوا يعرفون كيف يمكنهم التعامل معي بطبيعة الحال عندما يرون أن جلدي ملتهب".
ولكن حالة رينيه بفايفر، البالغ من العمر ثلاثين عاما، تُعتبر اليوم واحدة من تلك الحالات التي لم تعرف تراجع هذا المرض على مر السنين فقط، وإنما اختفائه تماما، فمنذ سن السادسة لم تظهر عليه أعراض الأكزيما ولم يتعرض لأي انتكاسات. وقد ظهرت عليه علامات هذا المرض الجلدي وهو في سن لم تتعد ثلاثة أشهر: "تم تلقيحي أثناء النهار، وفي الليل وُضعت على السرير للنوم دون أي أعراض للأكزيما أو أي مرض آخر يذكر. وفي اليوم التالي وجد والدَيَ آثار دموية صغيرة على سريري". ذلك أنه قد قضى الليلة بأكملها في حك جلده. وقد أنشأ والداه آنذاك جمعية أطلقوا عليها اسم "الرابطة الاتحادية للأكزيما" للتشاور مع آباء ومصابين آخرين ومساعدة بعضهم البعض. كان ذلك قبل 30 عاما تقريبا، واليوم هاهو رينيه بفايفر رئيسا لهذه الجمعية.
وتظهر أعراض الأكزيما عند الرُضع في الغالب على الوجه والذراعين والساقين ولكن أيضا على الظهر، وفي أسوأ الأحوال على الجسم كله. ومن العلامات المبكرة على ظهور هذا المرض الجلدي قد يكون ما يُسمى "قبعة المهد" والتي تتسم بظهور قشرة على الرأس والتي نجدها عند الكثير من الرضع. هذه التغيرات الجلدية عادة ما تختفي بعد مرحلة الطفولة، ولكن ليس دائما، في هذه الحالة تتبعها اضطرابات جلدية في المرفقين وخلف الركبتين والرقبة.
"الأسباب الحقيقية غير معروفة"
ولا تزال الأسباب الحقيقية لمرض الالتهاب الجلدي غير معروفة. ولكن المعروف أن هناك عوامل قد تؤدي إلى ظهورها، على غرار "الإجهاد والحساسية أو حتى البكتيريا والفطريات التي تعيش على الجلد يمكنها أن تتسبب في ذلك"، وفق شتيفان ميلر. ويضيف "بل هي أيضا نتيجة لبعض السموم البيئية الناتجة عن الانبعاثات الغازية للمصانع والسيارات".
وليس الألم الناتج عن الالتهاب هو الشيء الوحيد الذي يعاني منه المصابون وإنما أيضا الخدش المستمر والذي يشكل إزعاجا كبيرا لهم. وقد ابتكر الأطباء جهازا لقياس درجات الألم لتحديد قوة الخدش. ويقول ميلر: "تُستخدم نتائج هذا الجهاز في الدراسات لتحديد درجات الألم عند كل مريض على مقياس من واحد إلى عشرة. كما أن حالات الألم ليست هي نفسها، فهي تختلف في نوعيتها أيضا".
ويحاول الأطباء المختصون من خلال هذه الدراسات التمييز بين كل حالة وأخرى لمعرفة المزيد عن هذا المرض الجلدي بهدف تطوير علاج للتخفيف بعض الشيء من معاناة المصابين بمرض الأكزيما.
http://www.dw.de/image/0,,17044987_303,00.jpg
"هناك تسجيلات فيديو صُورت في الليل لطفل مُصاب بالتهاب جلدي تأتبي حاد أو ما يعرف بالأكزيما. لم يعرف هذا الطفل أي دقيقة هادئة وكان يحكّ جلده طيلة الوقت كله دون وعي بذلك أثناء نومه"، هكذا يصف شتيفان ميلر، وهو طبيب متخصص في الأمراض الجلدية من المستشفى الجامعي في مدينة دوسلدورف الألمانية، عن معاناة الأطفال اليومية المصابين بمرض الأكزيما.
يعاني ما بين 10 إلى 15 بالمائة من الأطفال في ألمانيا من مرض الأكزيما، ونحو 3 بالمائة من البالغين. وتوجد نفس نسب الإصابات في أوروبا، فيما لا توجد أي إحصاءات عالمية حول عدد المصابين بهذا المرض حتى الآن، ولكن هذا المرض متفشي بكثرة في البلدان الصناعية بالأساس. ويعد التهاب الجلد التأتبي، وهو التهاب مزمن في الجلد، المرض الجلدي الأكثر انتشارا لدى الرضع والأطفال.
وأسوأ أعراض هذا المرض هو الخدش بقوة لا تطاق قد تصل بالمريض إلى حافة اليأس ومعاناة شديدة - ليس فقط بالنسبة للطفل - وإنما أيضا بالنسبة للوالدين. والحل الوحيد هو أن يرتدي الأطفال قفازات خاصة لكي لا يجرحوا جلدهم أثناء الخدش القوي.
هل من فعالية للعلاج بالكورتزون؟
http://www.dw.de/image/0,,4753924_4,00.jpg
طفل مصاب بالأكزيما
ويكون جلد المصاب بمرض الأكزيما جافا للغاية ولونه أحمر بالإضافة إلى أنه كثير القشرة. وغالبا ما يخدش المصابون أنفسهم بقوة إلى درجة نزيف الدم من جلدهم، ما يتسبب بدوره في المزيد من الجروح التي تكون ملاذا آمنا للبكتيريا التي تتسبب بدورها في التهابات حادة.
وللخروج من هذه الدوامة والسيطرة على الالتهاب والتخفيف من الخدش تستعمل في كثير من الأحيان مادة الكورتزون، عادة على شكل مراهم أو كريمات. ولكن الكورتزون له أيضا آثار جانبية، إذ أنه قد يجعل الجلد رقيقا والأوعية أكثر حساسية وبالتالي يمكن أن يتسبب في تعرض الجلد بشكل أسرع للإصابة بالتهابات. لذلك فإن الكورتيزون ليس اختيارا صحيحا كدواء دائم، ولكن للأسف لا يمكن التخلي عنه في الحالات الحادة.
ويكون مسار مرض الأكزيما مصحوبا بانتكاسات، وكل انتكاسة تأتي على شكل التهاب مرفوق بالخدش القوي. أما عن مدة استمرار هذه الانتكاسات ومدى قوتها فيختلف من حالة لأخرى، وبالنسبة للكثيرين تضعف قوة هذه الانتكاسات مع تقدمهم في العمر.
ويمكن إخماد أعراض الأكزيما ولكن ليس من الممكن علاجها، كما يوضح ستيفان ميلر. ويقول: "التهاب الجلد التأتبي هو مرض طبيعي يمكن أن يصيب أي شخص، وجيناتنا هي التي تحدد في حالات معينة وحسب عوامل خاصة ما إذا كنا سنصاب بالأكزيما طوال حياتنا أم لا. والإصابة بمرض الأكزيما لا يمكننا تفاديه، كما لا يمكننا التعافي منه".
ويتعين على المصابين بالأكزيما تجنب ارتداء الأقمشة الخشنة على غرار الصوف. وهناك ملابس خاصة تحتوي على عينات من الفضة ملائمة للمصابين بهذا المرض، لأن للفضة خصائص مضادة للجراثيم، وبالتالي تُساهم في تقليص حدوث انتكاسات إلى أدنى مستوى ممكن.
مرض غير معد ولكن مزعج
http://www.dw.de/image/0,,15758235_404,00.jpg
الخدش الدائم من أعراض الأكزيما
وتعتبر الأكزيما من الأمراض غير المعدية، ولكن احمرار الجلد والتهابه يُخيف الكثيرين ويدفعهم للاشمئزاز من المصابين بهذا المرض. ويعاني خاصة الأطفال من ردود الأفعال هذه. وقد عايش رينيه بفايفر مثل هذه المواقف، بحيث يقول: "شكل ذلك ضغطا كبير علي عندما كنت في روضة الأطفال، وخصوصا عندما كنت ألعب مع الأطفال الآخرين. فهم لم يكونوا يعرفون كيف يمكنهم التعامل معي بطبيعة الحال عندما يرون أن جلدي ملتهب".
ولكن حالة رينيه بفايفر، البالغ من العمر ثلاثين عاما، تُعتبر اليوم واحدة من تلك الحالات التي لم تعرف تراجع هذا المرض على مر السنين فقط، وإنما اختفائه تماما، فمنذ سن السادسة لم تظهر عليه أعراض الأكزيما ولم يتعرض لأي انتكاسات. وقد ظهرت عليه علامات هذا المرض الجلدي وهو في سن لم تتعد ثلاثة أشهر: "تم تلقيحي أثناء النهار، وفي الليل وُضعت على السرير للنوم دون أي أعراض للأكزيما أو أي مرض آخر يذكر. وفي اليوم التالي وجد والدَيَ آثار دموية صغيرة على سريري". ذلك أنه قد قضى الليلة بأكملها في حك جلده. وقد أنشأ والداه آنذاك جمعية أطلقوا عليها اسم "الرابطة الاتحادية للأكزيما" للتشاور مع آباء ومصابين آخرين ومساعدة بعضهم البعض. كان ذلك قبل 30 عاما تقريبا، واليوم هاهو رينيه بفايفر رئيسا لهذه الجمعية.
وتظهر أعراض الأكزيما عند الرُضع في الغالب على الوجه والذراعين والساقين ولكن أيضا على الظهر، وفي أسوأ الأحوال على الجسم كله. ومن العلامات المبكرة على ظهور هذا المرض الجلدي قد يكون ما يُسمى "قبعة المهد" والتي تتسم بظهور قشرة على الرأس والتي نجدها عند الكثير من الرضع. هذه التغيرات الجلدية عادة ما تختفي بعد مرحلة الطفولة، ولكن ليس دائما، في هذه الحالة تتبعها اضطرابات جلدية في المرفقين وخلف الركبتين والرقبة.
"الأسباب الحقيقية غير معروفة"
ولا تزال الأسباب الحقيقية لمرض الالتهاب الجلدي غير معروفة. ولكن المعروف أن هناك عوامل قد تؤدي إلى ظهورها، على غرار "الإجهاد والحساسية أو حتى البكتيريا والفطريات التي تعيش على الجلد يمكنها أن تتسبب في ذلك"، وفق شتيفان ميلر. ويضيف "بل هي أيضا نتيجة لبعض السموم البيئية الناتجة عن الانبعاثات الغازية للمصانع والسيارات".
وليس الألم الناتج عن الالتهاب هو الشيء الوحيد الذي يعاني منه المصابون وإنما أيضا الخدش المستمر والذي يشكل إزعاجا كبيرا لهم. وقد ابتكر الأطباء جهازا لقياس درجات الألم لتحديد قوة الخدش. ويقول ميلر: "تُستخدم نتائج هذا الجهاز في الدراسات لتحديد درجات الألم عند كل مريض على مقياس من واحد إلى عشرة. كما أن حالات الألم ليست هي نفسها، فهي تختلف في نوعيتها أيضا".
ويحاول الأطباء المختصون من خلال هذه الدراسات التمييز بين كل حالة وأخرى لمعرفة المزيد عن هذا المرض الجلدي بهدف تطوير علاج للتخفيف بعض الشيء من معاناة المصابين بمرض الأكزيما.