سويد أسمر
April 12th, 2009, 21:41
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
http://www4.picturepush.com/photo/a/1325107/1024/3ashora/891119609.jpg
من الأمور المقررة في كتاب الله وسنة نبيه ويشهد لهما الواقع بوضوح أن الله يقذف في قلوب الناس محبة المؤمنين الصادقين قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً " [ مريم : 96 ] .
قال القرطبي : " أي حبا في قلوب عباده " .وسنة النبي صلى الله عليه جاءت مقررة ومبينة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ : إِنَّ الله يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ : إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ".
أخرجه مسلم بهذا اللفظ ، وجاء في لفظ عند الترمذي : " إذَا أَحَبّ الله عَبْداً نَادَى جِبْرِيلَ : إني قَدْ أَحْبَبْتُ فَلاَناً فَأَحِبّهُ. قال: فَيُنَادِي في السّمَاءِ، ثُمّ تُنْزَلُ لَهُ المَحَبّةُ في أهْلِ الأرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُ الله: " إنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرّحْمَنُ وُدّا " ، وَإِذَا أَبْغَضَ الله عَبْداً نَادَى جِبْرِيلَ : إني قَدْ أَبْغَضْتُ فُلاَناً، فَيُنَادِي في السّماءِ، ثمّ تُنْزَلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأرضِ".
استحضرتُ ما سبق ذكره في الكتاب والسنة وأنا أرى في الصحف المحلية نبتة سيئة فاسدة مفسدة تتلخص في هجمة شرسة لبعض المستكتبين على العلماء والدعاة بشكل يشعرك أنه عمل منسق ومرتب لإسقاطهم – زعموا - ، فإذا استلم واحدٌ من المستكتبين عالما أو داعيةً تتابع الباقون في الهجوم عليه .. " أَتَوَاصَوْا بِهِ " ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، وسبحان الله ظن أولئك المستكتبين وأنت تقرأ هجومهم المنسق أنهم أسقطوهم وما علموا أنه كان سببا في زيادة محبة الناس للعلماء والدعاة .
وهذا الحال يتكرر بين الفينة والأخرى ولذا لم أستغرب من التمهيد لحملة جديدة ضد الدكتور الشيخ يوسف الأحمد بدأها كاتب عُرف بالتحريض على الدعاة في كتاباته ، وتلفيق التهم عليهم ، ولا يراقب الله في ذلك فيما يكتب ، بل لم يسلم من قلمه حتى سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ .
والدكتور الشيخ يوسف الأحمد داعية ومحتسب وطالب علم معروف كتب الله له القبول والحبة في قلوب الناس ، إلى جانب أنه قضى عمرا في التدريس قضاها بين فرع جامعة الإمام بالأحساء ثم انتقل إلى جامعة الإمام في الرياض ليستقر فيها ، وله حضور في الدورات العلمية الشرعية والمحاضرات والاحتساب ، وفوق هذا كله هو دكتور أكاديمي في قسم الشريعة تخصص فقه .
عُرف ذلك المستكتب في صحيفة معروفة بتحريفه في مقالاته ، وانحراف قلمه الموافق لانحراف فكره ، ولا أدري ما هي الشهادة الأكاديمية التي يحملها ؟ .. تولى الهجوم على د. يوسف الأحمد في مقالين في صحيفة محلية بسبب فتوى د. يوسف عن معرض الكتاب نشرت في موقع د. يوسف ، وكان مقاله كيلا من التهم ، مع عدم الاحترام لمكانة الدكتور العلمية والأكاديمية ، وشحن مقاله بألفاظ لا تليق أبدا ، ولا يرضاها الكاتب لنفسه ! فعلى سبيل المثال : " هذا المدرس ! ( وكررها ست مرات ).. وصل به التهور .. " ، هذا إلى جانب أنه نهى عن خلق ( التحريض ) ، ووقع هو في نفس ما نهى عنه ! ، وواضح من طريقة الكاتب وغيره ممن هم على شاكلته أنهم لا يريدون أمرا بالمعروف ، ونهيا عن المنكر في هذه البلاد ، ويستخدمون لغة الإسكات والتحريض ، والحمد لله أن رقاب أولئك العلماء والدعاة ليست تحت أيديهم !
العجيب في الأمر أن د. يوسف أرسل ردا على الكاتب للجريدة يطالب فيه الجريدة بنشر فتواه كاملة لأن الكاتب حرف فيها ، ولكن الجريدة امتنعت عن نشر رده ! ... عاشت حرية الكلمة !
هل انتهى الأمر عند هذا الحد ، كلا ؛ في الأسبوع التالي كتب نفس الكاتب مقالا ثانيا كذب فيه على د. يوسف وزعم أن أحد المنتسبين في جامعة الإمام أخبره أن د. يوسف لم يعد عضوا يمارس مهامه التدريسية كغيره من أعضاء هيئة التدريس ، وتم إيقافه عن التدريس ... ثم مدح الجامعة على ذلك الفعل ، واستخدم لغة تحريضية ضد د. يوسف كسائر مقالاته التي غالبها تحريض على المشايخ الذين كتب الله لهم القبول ، وجعل الله لهم ودّا ، وحضورا ونزولا للناس ، وحقيقة الأمر أن ما ذكره الكاتب ومن اتصل به غير صحيح ، وهو افتراء وبهتان واضح .
ما درى هذا الكاتب أن لغته التحريضية في مقاله الثاني جاءت على عكس ما أراد ، فقد حركت مياهً راكدةً ، وأعادت قضايا للسطح بعد أن كادت أن تُنسى ، بل سبب بمقاله الثاني حرجا شديدا للجامعة .
وسبحان الله ! عامله الله بنقيض قصده ، فقد كان يهدف لإسقاط الشيخ وتشويه صورته وسمعته كعادته في الهجوم على العلماء والدعاة والمشايخ نسأل الله له الهداية ، ولكن الله غالب على أمره .
ختاما ً : إننا أمام ظاهرة صحفية لم نكن نعهدها من قبل ذكرتُ لها مثالا حيا بقضية د. يوسف ، وقبله أمثلة كثيرة ، وهي امتناع الصحف عن نشر ردّ العلماء والدعاة على مَن هاجمهم مِن المستكتبين .
ومن هنا نطالب معالي وزير الإعلام د. عبد العزيز خوجة أن يوقف هذا الأسلوب الإقصائي التعسفي من رؤساء التحرير بصدور تعليماته بعدم منع أي ردٍّ على الكُتّاب إذا كان صاحب الرد قد ورد اسمه في مقال أحد منهم ، فمن حقه أن يرد إذا كان رده في حدود ما كُتب عنه .
هذا الهجوم على العلماء والدعاة من الكُتّاب وبمباركة من رؤساء التحرير في السماح بنشر مقالاتهم ذكرني بقوله تعالى : أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [ الأعراف : 82 ] ، ولكن قال تعالى : " فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [ البقرة : 137 ] .
عبدالله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com
من صيد الفوائد
http://www4.picturepush.com/photo/a/1325107/1024/3ashora/891119609.jpg
من الأمور المقررة في كتاب الله وسنة نبيه ويشهد لهما الواقع بوضوح أن الله يقذف في قلوب الناس محبة المؤمنين الصادقين قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً " [ مريم : 96 ] .
قال القرطبي : " أي حبا في قلوب عباده " .وسنة النبي صلى الله عليه جاءت مقررة ومبينة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ : إِنَّ الله يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ : إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ".
أخرجه مسلم بهذا اللفظ ، وجاء في لفظ عند الترمذي : " إذَا أَحَبّ الله عَبْداً نَادَى جِبْرِيلَ : إني قَدْ أَحْبَبْتُ فَلاَناً فَأَحِبّهُ. قال: فَيُنَادِي في السّمَاءِ، ثُمّ تُنْزَلُ لَهُ المَحَبّةُ في أهْلِ الأرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُ الله: " إنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرّحْمَنُ وُدّا " ، وَإِذَا أَبْغَضَ الله عَبْداً نَادَى جِبْرِيلَ : إني قَدْ أَبْغَضْتُ فُلاَناً، فَيُنَادِي في السّماءِ، ثمّ تُنْزَلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأرضِ".
استحضرتُ ما سبق ذكره في الكتاب والسنة وأنا أرى في الصحف المحلية نبتة سيئة فاسدة مفسدة تتلخص في هجمة شرسة لبعض المستكتبين على العلماء والدعاة بشكل يشعرك أنه عمل منسق ومرتب لإسقاطهم – زعموا - ، فإذا استلم واحدٌ من المستكتبين عالما أو داعيةً تتابع الباقون في الهجوم عليه .. " أَتَوَاصَوْا بِهِ " ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، وسبحان الله ظن أولئك المستكتبين وأنت تقرأ هجومهم المنسق أنهم أسقطوهم وما علموا أنه كان سببا في زيادة محبة الناس للعلماء والدعاة .
وهذا الحال يتكرر بين الفينة والأخرى ولذا لم أستغرب من التمهيد لحملة جديدة ضد الدكتور الشيخ يوسف الأحمد بدأها كاتب عُرف بالتحريض على الدعاة في كتاباته ، وتلفيق التهم عليهم ، ولا يراقب الله في ذلك فيما يكتب ، بل لم يسلم من قلمه حتى سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ .
والدكتور الشيخ يوسف الأحمد داعية ومحتسب وطالب علم معروف كتب الله له القبول والحبة في قلوب الناس ، إلى جانب أنه قضى عمرا في التدريس قضاها بين فرع جامعة الإمام بالأحساء ثم انتقل إلى جامعة الإمام في الرياض ليستقر فيها ، وله حضور في الدورات العلمية الشرعية والمحاضرات والاحتساب ، وفوق هذا كله هو دكتور أكاديمي في قسم الشريعة تخصص فقه .
عُرف ذلك المستكتب في صحيفة معروفة بتحريفه في مقالاته ، وانحراف قلمه الموافق لانحراف فكره ، ولا أدري ما هي الشهادة الأكاديمية التي يحملها ؟ .. تولى الهجوم على د. يوسف الأحمد في مقالين في صحيفة محلية بسبب فتوى د. يوسف عن معرض الكتاب نشرت في موقع د. يوسف ، وكان مقاله كيلا من التهم ، مع عدم الاحترام لمكانة الدكتور العلمية والأكاديمية ، وشحن مقاله بألفاظ لا تليق أبدا ، ولا يرضاها الكاتب لنفسه ! فعلى سبيل المثال : " هذا المدرس ! ( وكررها ست مرات ).. وصل به التهور .. " ، هذا إلى جانب أنه نهى عن خلق ( التحريض ) ، ووقع هو في نفس ما نهى عنه ! ، وواضح من طريقة الكاتب وغيره ممن هم على شاكلته أنهم لا يريدون أمرا بالمعروف ، ونهيا عن المنكر في هذه البلاد ، ويستخدمون لغة الإسكات والتحريض ، والحمد لله أن رقاب أولئك العلماء والدعاة ليست تحت أيديهم !
العجيب في الأمر أن د. يوسف أرسل ردا على الكاتب للجريدة يطالب فيه الجريدة بنشر فتواه كاملة لأن الكاتب حرف فيها ، ولكن الجريدة امتنعت عن نشر رده ! ... عاشت حرية الكلمة !
هل انتهى الأمر عند هذا الحد ، كلا ؛ في الأسبوع التالي كتب نفس الكاتب مقالا ثانيا كذب فيه على د. يوسف وزعم أن أحد المنتسبين في جامعة الإمام أخبره أن د. يوسف لم يعد عضوا يمارس مهامه التدريسية كغيره من أعضاء هيئة التدريس ، وتم إيقافه عن التدريس ... ثم مدح الجامعة على ذلك الفعل ، واستخدم لغة تحريضية ضد د. يوسف كسائر مقالاته التي غالبها تحريض على المشايخ الذين كتب الله لهم القبول ، وجعل الله لهم ودّا ، وحضورا ونزولا للناس ، وحقيقة الأمر أن ما ذكره الكاتب ومن اتصل به غير صحيح ، وهو افتراء وبهتان واضح .
ما درى هذا الكاتب أن لغته التحريضية في مقاله الثاني جاءت على عكس ما أراد ، فقد حركت مياهً راكدةً ، وأعادت قضايا للسطح بعد أن كادت أن تُنسى ، بل سبب بمقاله الثاني حرجا شديدا للجامعة .
وسبحان الله ! عامله الله بنقيض قصده ، فقد كان يهدف لإسقاط الشيخ وتشويه صورته وسمعته كعادته في الهجوم على العلماء والدعاة والمشايخ نسأل الله له الهداية ، ولكن الله غالب على أمره .
ختاما ً : إننا أمام ظاهرة صحفية لم نكن نعهدها من قبل ذكرتُ لها مثالا حيا بقضية د. يوسف ، وقبله أمثلة كثيرة ، وهي امتناع الصحف عن نشر ردّ العلماء والدعاة على مَن هاجمهم مِن المستكتبين .
ومن هنا نطالب معالي وزير الإعلام د. عبد العزيز خوجة أن يوقف هذا الأسلوب الإقصائي التعسفي من رؤساء التحرير بصدور تعليماته بعدم منع أي ردٍّ على الكُتّاب إذا كان صاحب الرد قد ورد اسمه في مقال أحد منهم ، فمن حقه أن يرد إذا كان رده في حدود ما كُتب عنه .
هذا الهجوم على العلماء والدعاة من الكُتّاب وبمباركة من رؤساء التحرير في السماح بنشر مقالاتهم ذكرني بقوله تعالى : أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [ الأعراف : 82 ] ، ولكن قال تعالى : " فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [ البقرة : 137 ] .
عبدالله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com
من صيد الفوائد