بلقيس عاصم
July 27th, 2013, 00:16
فاخر الداغري - الصباح - العراق : ما ان يرى الناس الهلال قد لاح لهم في السماء حتى مايغمرهم الفرح والابتهاج فيعقدون العزم على صيام شهر رمضان في اليوم التالي لاطلالة الهلال عليهم .
http://arabnyheter.info/ar/wp-content/uploads/a9cce131c1d0cf6363e4315f5b4968ec.jpg
وحين يهل هلال رمضان تكون الاستعدادات لاستقباله على مستوى من الاهتمام به فهو ليس شهراً عادياً.
الامر الذي يجعلهم قد تهيأوا لاستقباله قبل بضعة أيام من حلوله فهم قد اعدوا العدة في توفير المواد الغذائية التي يحتاجون اليها وفي مقدمتها العدس لتهيئة الشوربة كونها المادة الأولى التي يتناولها الصائم بعد التمر ثم تهيئة كمية من الرز تكفي لمدة شهر او تهيئتها تباعاً حيث يكثر في هذا الشهر الفضيل تبادل ( الاكلات) بين العوائل في الشارع الواحد.
وبعض الموسرين يقيمون ولائم كبيرة يدعون اليها الصائمين من اهل المحلة والاقارب والاصدقاء حيث كانت العلاقات الاجتماعية على جانب كبير من الكثافة الحميمية كما كان الصائمون يكثرون من توفير العصائر بانواعه المختلفة من شربت تمر هند او شربت النومي بصرة او البرتقال وحسب الذوق ويسر الحال. وقبل حلول رمضان ببضعة ايام تنشط الحركة التجارية في اسواق بغداد والمحافظات وخاصة سوق الشورجة الذي يلبي كل حاجات العائلة العراقية ومن المواد التي تتم تهيئتها مادة الحبية لعمل الهريسة والبرغل لعمل الكبة مع توفير البهارات والتوابل التي تضيف نكهة ورونقاً للمادة الغذائية ويزداد الاقبال على التواجد في الجوامع والحسينيات لأداء فريضة صلاة المغرب ومن ثم الاستماع للأحاديث النبوية الشريفة في فضائل شهر رمضان.
وبعد الصلاة كانت المقاهي تشهد اقبالاً للجلوس على ارائكها وتناول الشاي او الحامض او أي مرطب آخر.
ومن الالعاب المشهورة التي كانت تمارس في شهر رمضان الكريم لعبة المحيبس ولعبة الصينية وممارسة هاتين اللعبتين من قبل الشباب لها مرود اجتماعي مباشر في تكثيف العلاقات الاجتماعية الحميمة الامر الذي يسهم في بناء أساسيات المجتمع المدني.
وكان اهل الفضل يدعون اهل باب الشيخ للمباريات فيما بينهما في لعبة المحيبس المصحوبة بأداء المربعات البغدادية كمادة ترفيهية.
واهل الاعظمية يدعون فريقاً من اهل الكاظمية الامر الذي كان يجعل ليالي رمضان ليالي من الانس الاجتماعي وتصريف الوقت دون الشعور بمروره ثقيلاً عليهم.
وقد تصبح المباراة في لعبة المحيبس على مستوى اوسع فيعبر فريق من الرصافة الى الكرخ بناء على دعوة وجهت اليه.
وفي ختام لعبة المحيبس يطيب تناول الحلويات وفي مقدمتها البقلاوة والازلابية بعد الفوز في اللعبة اما الصبيان من عمر عشر سنوات الى خمس عشرة سنة فيذهبون لمشاهدة لعبة (القره قوز) في مقهى (عزاوي) في الميدان.
وهذه اللعبة ذات تاريخ قديم حيث ذكرها ( ابن خلكان) وقال انها كانت تقدم في حفلات المولد النبوي الشريف في عصر مظفر الدين اذ قال:
(( كان مظفر الدين يعقد لكل طبقة في قباب الزينة جوقاً من الاغاني وجوقا من ارباب الخيال للاحتفال بهذا اليوم المبارك )) علماً ان لعبة خيال الظل هي تماثيل ورقية تحرك بخيوط من وراء ستارة من النسيج الابيض توقد خلفه شموع ترتسم عليها صور على الستارة بحركات تثير الضحك والارتياح النفسي فهي على جانب كبير من الهزل والفكاهة.
وكانت هذه اللعبة معروفة قبل الحرب العالمية الأولى ومن شخصياتها التي ظلت ذكرياتها عالقة بأذهان البغداديين شخصية( راشد افندي) الذي كان يقوم بأداء أدوار هذه اللعبة ومن الشخصيات الشعبية التي مارست هذه الالعاب من خلف الكواليس هي شخصية ( جعفر لقلق زاده) الذي كان يمارس هذا الالعاب في مقاهي الميدان.
http://arabnyheter.info/ar/wp-content/uploads/a9cce131c1d0cf6363e4315f5b4968ec.jpg
وحين يهل هلال رمضان تكون الاستعدادات لاستقباله على مستوى من الاهتمام به فهو ليس شهراً عادياً.
الامر الذي يجعلهم قد تهيأوا لاستقباله قبل بضعة أيام من حلوله فهم قد اعدوا العدة في توفير المواد الغذائية التي يحتاجون اليها وفي مقدمتها العدس لتهيئة الشوربة كونها المادة الأولى التي يتناولها الصائم بعد التمر ثم تهيئة كمية من الرز تكفي لمدة شهر او تهيئتها تباعاً حيث يكثر في هذا الشهر الفضيل تبادل ( الاكلات) بين العوائل في الشارع الواحد.
وبعض الموسرين يقيمون ولائم كبيرة يدعون اليها الصائمين من اهل المحلة والاقارب والاصدقاء حيث كانت العلاقات الاجتماعية على جانب كبير من الكثافة الحميمية كما كان الصائمون يكثرون من توفير العصائر بانواعه المختلفة من شربت تمر هند او شربت النومي بصرة او البرتقال وحسب الذوق ويسر الحال. وقبل حلول رمضان ببضعة ايام تنشط الحركة التجارية في اسواق بغداد والمحافظات وخاصة سوق الشورجة الذي يلبي كل حاجات العائلة العراقية ومن المواد التي تتم تهيئتها مادة الحبية لعمل الهريسة والبرغل لعمل الكبة مع توفير البهارات والتوابل التي تضيف نكهة ورونقاً للمادة الغذائية ويزداد الاقبال على التواجد في الجوامع والحسينيات لأداء فريضة صلاة المغرب ومن ثم الاستماع للأحاديث النبوية الشريفة في فضائل شهر رمضان.
وبعد الصلاة كانت المقاهي تشهد اقبالاً للجلوس على ارائكها وتناول الشاي او الحامض او أي مرطب آخر.
ومن الالعاب المشهورة التي كانت تمارس في شهر رمضان الكريم لعبة المحيبس ولعبة الصينية وممارسة هاتين اللعبتين من قبل الشباب لها مرود اجتماعي مباشر في تكثيف العلاقات الاجتماعية الحميمة الامر الذي يسهم في بناء أساسيات المجتمع المدني.
وكان اهل الفضل يدعون اهل باب الشيخ للمباريات فيما بينهما في لعبة المحيبس المصحوبة بأداء المربعات البغدادية كمادة ترفيهية.
واهل الاعظمية يدعون فريقاً من اهل الكاظمية الامر الذي كان يجعل ليالي رمضان ليالي من الانس الاجتماعي وتصريف الوقت دون الشعور بمروره ثقيلاً عليهم.
وقد تصبح المباراة في لعبة المحيبس على مستوى اوسع فيعبر فريق من الرصافة الى الكرخ بناء على دعوة وجهت اليه.
وفي ختام لعبة المحيبس يطيب تناول الحلويات وفي مقدمتها البقلاوة والازلابية بعد الفوز في اللعبة اما الصبيان من عمر عشر سنوات الى خمس عشرة سنة فيذهبون لمشاهدة لعبة (القره قوز) في مقهى (عزاوي) في الميدان.
وهذه اللعبة ذات تاريخ قديم حيث ذكرها ( ابن خلكان) وقال انها كانت تقدم في حفلات المولد النبوي الشريف في عصر مظفر الدين اذ قال:
(( كان مظفر الدين يعقد لكل طبقة في قباب الزينة جوقاً من الاغاني وجوقا من ارباب الخيال للاحتفال بهذا اليوم المبارك )) علماً ان لعبة خيال الظل هي تماثيل ورقية تحرك بخيوط من وراء ستارة من النسيج الابيض توقد خلفه شموع ترتسم عليها صور على الستارة بحركات تثير الضحك والارتياح النفسي فهي على جانب كبير من الهزل والفكاهة.
وكانت هذه اللعبة معروفة قبل الحرب العالمية الأولى ومن شخصياتها التي ظلت ذكرياتها عالقة بأذهان البغداديين شخصية( راشد افندي) الذي كان يقوم بأداء أدوار هذه اللعبة ومن الشخصيات الشعبية التي مارست هذه الالعاب من خلف الكواليس هي شخصية ( جعفر لقلق زاده) الذي كان يمارس هذا الالعاب في مقاهي الميدان.