ورود الشوق
May 11th, 2013, 18:53
صنعاء - (إينا): وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على تقرير اليمن عن مدينة زبيد التاريخية فيما رفضت تقريراً مماثلاً عن صنعاء القديمة نظراً لتأخر تسليمه اليها من قبل الحكومة اليمنية.
http://www.mzahn.com/up/uploads/mzahn_13565899241.jpeg
وقالت صحيفة الثورة الرسمية اليوم ان قبول تقرير زبيد يعد مؤشراً على إمكانية عدم مغادرتها قائمة الثرات العالمي كما هددت اليونسكو أكثر من مرة في حال تم تنفيذ إجراءات الحماية لهذه المدينة التاريخية .
واردفت الصحيفة ان وضع صنعاء القديمة يظل في خطر في حين تجرى الاستعدادات الرسمية لاتخاذ تدابير للحماية وتحسين وضع المدينة أمام المنظمة الدولية .
واعتبر مراقبون هذه الخطوات متأخرة والمعجزة وحدها يمكن أن تبقي صنعاء ضمن المدن المحمية عالمياً.
وهددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بشطب مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي بسبب تزايد المخالفات في البناء وتردي مستوى صيانة المواقع الأثرية في المدينة التي تضم 106 مساجد و21 حماماً و6500 منزل يعود بناؤها إلى ما قبل القرن الحادي عشر.
http://1.1.1.3/bmi/iinanews.com/ar/images/resized/images/news/yemen/gavarment/1ph_300_170.jpg
نبذد عن تاريخ مدينة زبيد
الوسط - أحمد النعمي : تقع مدينة زبيد في الساحل التهامي الغربي لليمن، وتحتوي على شواهد أثرية ضاربه في القدم يرجع تاريخ بعضها إلى القرن الثالث الهجري.
http://1.1.1.2/bmi/www.alwasat-ye.net/up/zabed.jpg
تحتضن المدينة خامس جامع بُني في الإسلام، وهو الجامع الذي بناه الصحابي الجليل "أبي موسى الأشعري"، وفيه مدرسة الأشاعرة العلمية، والتي ظلت مدرسة علمية يستقي من فيض علمها العديد من طلاب العلم لقرون خالدة من تاريخ المدينة، إضافة إلى العديد من المدارس العلمية التي كانت شامخة تضاهي بعلمها وعلمائها جامعة الزيتونة بتونس والقيروان بالمغرب والأزهر الشريف بمصر وغيرها من المدارس الإسلامية العالمية، وقد أخذت مدينة زبيد مكانة وشهرة تاريخية واسعة لا تقل عن شهرة القاهرة وبغداد ودمشق وغيرها من المدن الإسلامية الشهيرة.
كما كانت زبيد عاصمة للعديد من الدويلات التي قامت باليمن ابتداءً بالزيادية التي أسسها محمد بن زياد، وهو الذي اختط المدينة سنة 204 هـ بهندستها المعمارية التي ما زالت شواهدها الأثرية حتى الآن، وجعلها مقراً لدولته، كما كانت أيضا عاصمة لدولة "بني نجاح"، والدولة المهدية التي أسسها العالم الزبيدي الصوفي علي بن المهدي عام 536 هـ بعد انتصار ثورته ضد دولة بني نجاح، وبعد عقدين ونيف من الزمن أرسل صلاح الدين الأيوبي الى زبيد أخاه توران شاه فوصل إليها سنة 569هـ وقضى على الدولة المهدية وضمها الى الدولة الأيوبية كما كانت ذات شهرة واهتمام واسع في عهد الدولة الرسولية واعتبرت المركز العلمي لليمن، وعندما دخل الأتراك بالعام945 هـ اليمن جعلوا من زبيد عاصمة للواء الحديدة.
وعلى مر تلك العصور حظيت مدينة زبيد بمكانة تاريخية وشهرة إسلامية واسعة على مشارق الأرض ومغاربها، وظلت لقرون طويلة قبلة لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى أطلق عليها اسم "مدينة العلم والعلماء"، ونظراً لمكانتها العالمية أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قرارا باعتبار المدينة معلماً حضارياً تاريخياً ضمن معالم التراث الإنساني العالمي، وفي مارس/آذار 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية إلا أنها وفي الفترة الأخيرة بدأت بالتراجع والانزلاق العلمي والمعرفي للعديد من المعطيات التي عصفت بالواقع اليمني ككل (علمياً ومعرفياً واقتصادياً) وقبل كل ذلك سياسياً، لم يتبق سوى بضعة أسابيع من المهلة المتبقية لشطب المدينة التاريخية من قائمة التراث العالمي الإنساني، فالإهمال والفساد الإداري وانعدام الخطة والرؤية الواضحة والتقصير من الجانب الرسمي من أهم الأسباب التي مضت بالمدينة مغادرة لقائمة التراث الإنساني العالمي.. عندما تم إدراج المدينة من قبل منظمة اليونيسيف ضمن قائمة التراث العالمي، تفاءل المواطن الزبيدي خيرا، واستبشر الناس بذلك، ولاحت أمام أعينهم آمال التطور الحضاري للمدينة، خصوصاً وأنها قد حصلت على اعتراف عالمي يشهد لها بتاريخها العريق ومكانتها الإنسانية.
يقول البروفيسور الألماني "بول بوننفا"، معلقاً على إدراج المدينة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي؛ لقد اكتشفنا أكسفورد اليمن، يقصد زبيد بوفرة علمها وعلمائها والمخطوطات العلمية الزاخرة التي تحتضنها، وتم افتتاح فرع "لهيئة المحافظة على المدن التاريخية" في مدينة زبيد ومن حينها توقفت الحياة في زبيد والنمو وانحط العمران وبدأ الخراب يدب في المدينة وتحولت إلى مدينة ميتة بكل المقاييس التنموية والعمرانية، من حينها لم يسمح لأي مواطن باستحداث أي بناء ومن يُخالف يُسجن وينكل به ويعرض لغرامات مالية باهظة، مما أدى إلى نفور العديد من المواطنين من منازلهم والهجرة لأماكن أخرى، في حين كان المتنفذون والمسئولون المحليون للمدينة يتم ترميم منازلهم وتجديدها على نفس سياق النمط التاريخي، وتعطى لهم منح مالية ضخمة جدا في سبيل ذلك، على نفقة هذه الهيئة التي تُدار بأيديهم.
واستخدم اسم زبيد من قبل هؤلاء كأداة للتسول من المنظمات الدولية وبمخططات وهمية كان يتم إنشاؤها، وكانت أهم ممول لهذه المشاريع منظمة (gtz)، التي صرفت الملايين من اليوروهات لهؤلاء، وخلال الأيام الماضية لوحظ العديد من المواطنين التي امتلأت بهم السجون لا لجرم اقترفوه سوى أنهم استحدثوا بعض المنشآت بغية السكن والإيواء لهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه وصل إلى حد أنه من سقط عليه حائط لداره وأراد تقويمه ببنائه يتم اعتقاله مباشرة ويرمى به في السجون.. المواطن محمد الأهدل، الذي سقط حائط منزله وعندما أراد إعادة تقويمه تم بأوامر قهرية من هذه الهيئة اعتقاله في مديرية الأمن لأسابيع ولم يتم إطلاق سراحة إلا بتعهد بعدم استحداث ولو حبة بلك واحدة، ولسان الحال لتدع منزلك وعرضك في العراء وعرضة لكل من يمر من أمام المنزل".
قصة محمد وأمثالها الآلاف من هذه القصص المؤلمة أدت بالمواطنين في زبيد الى لعن ذلك اليوم المشئوم، الذي أُدرجت فيه المدينة ضمن قائمة التراث العالمي، فقد خرجت المظاهرات والمسيرات، واحتشد المواطنون رفضا ً لهذه الهيئة ولسياستها التنكيلية، فكان الرد بالقمع والاعتقال وسقط العديد من أبناء زبيد بين قتيل وجريح من بينهم "سعيد المعمري".
كل هذه الممارسات تتم من أجل رفع قائمة عريضة من قبل هذه الهيئة للجهات الرسمية بأسماء المخالفين الذين تم ضبطهم، وهو الأمر الذي يدر عليهم العديد من المنح المالية والدعم المادي.
وعلى الرغم من أن أغلب المباني في زبيد ليست من الطابع الأثري القديم، حيث إن المباني الأثرية ووفقاً لهذه الهيئة لا تتجاوز 60% فقط، والبقية كلها مبانٍ مستحدثة من مادة "البلك" إلا أن عملية التضييق والقمع شملت كل أبناء المدينة دون استثناء.
عرفات الحضرمي، الذي شغل منصب مدير للهيئة، للفترة ما بين عامي 2007 إلى 2012 يقول: "لا يوجد أي قانون ينص على اعتقال أي مواطن استحدث بناء أو منشأة بل كل الاعتقالات والغرامات التي كان يتم فرضها على المواطنين هو اجتهاد من قبل هيئة الآثار في زبيد بالتنسيق مع إدارة الأمن.
http://www.mzahn.com/up/uploads/mzahn_13565900691.jpeg
قانون الظلم (قانون الآثار)
وفي الأيام القليلة الماضية قام البرلمان اليمني بمناقشة قانون ما سمي "الحفاظ على المدن التاريخية والأثرية"، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، تنص بعض بنود هذا القانون على "أحقية الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية" التملك وحيازة أي عقار خاص ترى من مصلحتها حيازته وتعويض صاحب هذا العقار بالمبلغ الذي تراه مناسبا" مما أدى إلى احتشاد العديد من علماء زبيد، ووقعوا على بيان رسمي، مناشدين فيه البرلمان اليمني بسحب هذا القانون وعدم مناقشته باعتباره منافياً لجميع القيم الوضعية والسماوية، وتتعارض بنوده مع الشريعة الإسلامية التي تحرم اغتصاب حقوق الغير دون وجه حق، وبحسب فتوى شرعية وقع عليها فقهاء زبيد أن هذا القانون لا يجوز شرعاً إقراره، لأنه مخالف للشريعة، وهو يخوّل طرد المواطنين من بيوتهم وتملك الهيئة لأي منزل تحت اسم الحفاظ على الآثار، مستنكرين في الوقت نفسه: عن أية ضرورة يتحدث عنها هذا القانون الذي تجيز للهيئة تملُّك منازل المواطنين أو هدمها وإزالتها إن رأت الهيئة لها المصلحة في ذلك.
وكنتاج طبيعي لتلك الممارسات التنكيلية ها هي زبيد الآن وبعد أكثر من مهلة بغلت (5) مرات للحكومة اليمنية من قبل اليونسكو سيتم شطبها من قائمة التراث الإنساني، وهذا الفعل سيحرم أية مدينة يمنية أخرى من الإدراج ضمن هذه الهيئة لمدة 20 عاماً، مستقبلاً، حسب اتفاقيات اليونسكو.
الاقتصاد في زبيد
اشتهرت زبيد بالزراعة واهتم بها الفلاح الزبيدي مستفيداً من خبرته وتجاربه في الزراعة في مواسمها البيضاء والحمراء والدخن والسمسم والحور والرومي المسمى الهند والقطن، والفاكهة كالموز والعنب والعمبا والرمان والليمون والتين... والخضر كالباميا والطماط والحبحب (المسمى دبا) والزهور كالورد والياسمين والفل والكاذي والنرجس، والاهتمام بالنخيل وموسمه المسمى (سبوت النخيل)، حيث تصل الوفود الشعبية والرسمية للاصطياف والتجارة في مناطق النخيل وشجعته الدولة الرسولية. ولا تزال عملية إحياء تلك المناسبات حتى الآن وإن كانت بنسبة أقل من الماضي. ويوجد أيضا مصيف آخر في زبيد يسمى مصيف العصيد بالوادي في الشتاء حينما تنضج زراعة الذرة البيضاء (القيرع) في ذلك الموسم.
الموانئ
شهدت زبيد حركة تجارية، إذ كان لها مينائين طبيعيين كانا مصدراً كبيراً للتطور التجاري الأول: ميناء غليفقة، والثاني: ميناء الفازة إلى جانب ميناء المخا والخوخة.. غير أن ميناء الفازة اهتمت به الدولة الرسولية، وخاصة الملك الناصر أحمد الرسولي الذي استقبل الخبراء الصينيين سنة 833هـ في الفازة لتحسينه، وظل مصدراً لمنتجات زبيد المصدرة البضائع المستوردة إلى عهد قريب. ويعتبر ميناء الفازة طبيعياً وجميلاً صالحاً للاصطياف حيث كان ينزل فيه ملوك الدولة الرسولية للاستجمام فيه.
علماء من زبيد
في مدينة زبيد يوجد حوالى (85 مدرسةً) علمية إسلامية كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب الإسلامية المختلفة، وتعتبر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية العالمية ليس في اليمن فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بمسمياتها الحقيقية، ولا تزال المكتبات الخاصة بزبيد تضم دوراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم، وعبر تاريخها الطويل أبرزت كبارالعلماء أمثال الشيخ إسماعيل بن أبي بكر المقري " الذي كان مفخرة عصره بعلمه وحجم مؤلفاته الشهيرة، وهو مؤلف العديد من المخطوطات، أهمها "منتهى الشرف الوافي"، هذا الكتاب معجزة علمية لم تتكرر على مر العصور المتعاقبة التي خلت، حيث يحوي الكتاب على خمسة علوم كلها بجانب بعض وما على الدارسين الا تقليب الصفحة الواحدة ليجد علم الفقه والتاريخ والنحو والعروض والقوافي، وعلى نمط الكلمات المتقاطعة، وهي جوهر علمية أعجزت العديد من العلماء أن يأتوا بمثلها، كما ينسب علم الجبر الى أحد علماء زبيد وهو إسماعيل الجبرتي، إضافة الى بروز مجموعة من مشاهير علماء الدين والتفسير والحديث واللغة، منهم الفيروز أبادي صاحب القاموس المحيط وأحد فقهاء اللغة العربية، وفقيه اللغة الآخر المرتضى الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس، ويعتبر كتابا " القاموس المحيط وتاج العروس" من أهم مراجع اللغه العربية عالمياً، ويدرسان في كل الجامعات العالمية التي تدرس اللغة العربية وغيرهم من المئات من العلماء الذين زخرت بهم وبعلمهم الآفاق وافتخر بهم العالم الإسلامي أجمع.
المخطوطات التاريخية
كنتاج طبيعي للعلماء الذين زخرت بهم زبيد أن يضعوا ويدونوا علومهم الإنسانية للأجيال احتضنت مدينة زبيد العديد من المخطوطات الثمينة والتاريخية التي تتجاوز سبعين ألف مخطوط حسب هشام ورو مدير عام المكتبة العامة بزبيد، وتعد أهم مخطوطة هي تلك الرسالة المقدسة التي بعث بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبي موسى الأشعري الى قومه يدعوهم فيها الى الاسلام، إضافة إلى وجود جزء من شعرات الرسول الأعظم في أحد بيوت العلم بالمدينة "بيت الأنباري"، وهو ما أعلنت عنه وزارة الثقافة قبل أشهر عبر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور مقبل التام الأحمدي، انه عثر على شعرة للرسول "محمد" -صلى الله عليه وسلم- في إحدى بيوتات العلم في مدينة زبيد، حيث أشار الوكيل الأحمدي إلى أن الشعرة تحدثت عنها وثيقة تاريخية عثر عليها مطلع يوليو 2012م بدار المخطوطات في صنعاء تنبئ عن وجود شعرات للنبي -صلى الله عليه وسلم- بزبيد.
تحتضن مدينة زبيد الكثير من المخطوطات في شتى مجالات العلوم الشرعية والإنسانية كالطب واللغة والزراعة وعلم الحساب والفلك إضافة الى العديد من نسخ القرآن التي كانت خُطت بأيادي العلماء في زبيد طيلة قرون، ومن أشهرها مخطوط في علم "الجرح والتعديل" لابن الديبع الشيباني، التي تحمل عنوان "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث"، واستطاع في هذا المخطوط رصد كل الأحاديث الموضوعة التي اشتهرت على ألسنة الناس في ذاك الزمان، ومن أهم المخطوطات -أيضا- مخطوطة وسيلة المال في عدة مناقب "للعلامة عبدالرحمن باكثير"، ويبقى أهم خطر يواجه المخطوطات، كما يقول رئيس دار المخطوطات بزبيد، هو خطر بيعها وتسريبها الى خارج اليمن، وهو الأمر الذي شاع مؤخراً وقد وجدت العديد منها في مكتبات فرنسية وألمانية وبريطانية، وخير دليل على ذلك هو عثور بعض الباحثين على مخطوطة "بغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد"، لابن الديبع الشيباني الزبيدي في إحدى المكتبات البريطانية بلندن، ومن أهم الأخطار أيضا التي تواجه المخطوطات بزبيد هي " التحريف والتهريب والتخريب "حسب قوله ايضا، مناشداً الجهات الحكومية الدعم لهذهخ الدار وتوفير الحد الأدنى من قوام التشغيل له، ويعد الدار مبادرة ذاتية وبدعم خارجي محدود، كما يدعو الحكومة الى سن القوانين الصارمة والحازمة لردع كل من يحاول تهريب تراثنا الى خارج الوطن.. متعجباً في الوقت نفسه من تواطؤ محافظ محافظة الحديدة والدفع من قبله الى تحويل دار المخطوطات الى مكتبة تقليدية للمطبوعات.
تبقى زبيد العلم والتاريخ والحضارة عايشة بين الألم، وهي تبحث عن بصيص أمل يعيد لها أمجاد الماضي وإشراقة الفجر الذي ولّى في الضياع والتخريب، وهي تحت وصاية الجشع والطمع الذي أرقها وأرهقها لعقود وستظل صرخة تاريخها العظيم وعبق حضارة مجدها الخالد في ذاكرة الإنسان يستنهض كل ذي ضمير حي ليعيد إليها ما فقدته، وليجدد تاريخاً مضى، ولا أحسب عودته مستحيلة، خصوصاً إذا ما تكاتف الجميع من أجل ذلك.
http://www.mzahn.com/up/uploads/mzahn_13565899241.jpeg
وقالت صحيفة الثورة الرسمية اليوم ان قبول تقرير زبيد يعد مؤشراً على إمكانية عدم مغادرتها قائمة الثرات العالمي كما هددت اليونسكو أكثر من مرة في حال تم تنفيذ إجراءات الحماية لهذه المدينة التاريخية .
واردفت الصحيفة ان وضع صنعاء القديمة يظل في خطر في حين تجرى الاستعدادات الرسمية لاتخاذ تدابير للحماية وتحسين وضع المدينة أمام المنظمة الدولية .
واعتبر مراقبون هذه الخطوات متأخرة والمعجزة وحدها يمكن أن تبقي صنعاء ضمن المدن المحمية عالمياً.
وهددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بشطب مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي بسبب تزايد المخالفات في البناء وتردي مستوى صيانة المواقع الأثرية في المدينة التي تضم 106 مساجد و21 حماماً و6500 منزل يعود بناؤها إلى ما قبل القرن الحادي عشر.
http://1.1.1.3/bmi/iinanews.com/ar/images/resized/images/news/yemen/gavarment/1ph_300_170.jpg
نبذد عن تاريخ مدينة زبيد
الوسط - أحمد النعمي : تقع مدينة زبيد في الساحل التهامي الغربي لليمن، وتحتوي على شواهد أثرية ضاربه في القدم يرجع تاريخ بعضها إلى القرن الثالث الهجري.
http://1.1.1.2/bmi/www.alwasat-ye.net/up/zabed.jpg
تحتضن المدينة خامس جامع بُني في الإسلام، وهو الجامع الذي بناه الصحابي الجليل "أبي موسى الأشعري"، وفيه مدرسة الأشاعرة العلمية، والتي ظلت مدرسة علمية يستقي من فيض علمها العديد من طلاب العلم لقرون خالدة من تاريخ المدينة، إضافة إلى العديد من المدارس العلمية التي كانت شامخة تضاهي بعلمها وعلمائها جامعة الزيتونة بتونس والقيروان بالمغرب والأزهر الشريف بمصر وغيرها من المدارس الإسلامية العالمية، وقد أخذت مدينة زبيد مكانة وشهرة تاريخية واسعة لا تقل عن شهرة القاهرة وبغداد ودمشق وغيرها من المدن الإسلامية الشهيرة.
كما كانت زبيد عاصمة للعديد من الدويلات التي قامت باليمن ابتداءً بالزيادية التي أسسها محمد بن زياد، وهو الذي اختط المدينة سنة 204 هـ بهندستها المعمارية التي ما زالت شواهدها الأثرية حتى الآن، وجعلها مقراً لدولته، كما كانت أيضا عاصمة لدولة "بني نجاح"، والدولة المهدية التي أسسها العالم الزبيدي الصوفي علي بن المهدي عام 536 هـ بعد انتصار ثورته ضد دولة بني نجاح، وبعد عقدين ونيف من الزمن أرسل صلاح الدين الأيوبي الى زبيد أخاه توران شاه فوصل إليها سنة 569هـ وقضى على الدولة المهدية وضمها الى الدولة الأيوبية كما كانت ذات شهرة واهتمام واسع في عهد الدولة الرسولية واعتبرت المركز العلمي لليمن، وعندما دخل الأتراك بالعام945 هـ اليمن جعلوا من زبيد عاصمة للواء الحديدة.
وعلى مر تلك العصور حظيت مدينة زبيد بمكانة تاريخية وشهرة إسلامية واسعة على مشارق الأرض ومغاربها، وظلت لقرون طويلة قبلة لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى أطلق عليها اسم "مدينة العلم والعلماء"، ونظراً لمكانتها العالمية أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قرارا باعتبار المدينة معلماً حضارياً تاريخياً ضمن معالم التراث الإنساني العالمي، وفي مارس/آذار 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية إلا أنها وفي الفترة الأخيرة بدأت بالتراجع والانزلاق العلمي والمعرفي للعديد من المعطيات التي عصفت بالواقع اليمني ككل (علمياً ومعرفياً واقتصادياً) وقبل كل ذلك سياسياً، لم يتبق سوى بضعة أسابيع من المهلة المتبقية لشطب المدينة التاريخية من قائمة التراث العالمي الإنساني، فالإهمال والفساد الإداري وانعدام الخطة والرؤية الواضحة والتقصير من الجانب الرسمي من أهم الأسباب التي مضت بالمدينة مغادرة لقائمة التراث الإنساني العالمي.. عندما تم إدراج المدينة من قبل منظمة اليونيسيف ضمن قائمة التراث العالمي، تفاءل المواطن الزبيدي خيرا، واستبشر الناس بذلك، ولاحت أمام أعينهم آمال التطور الحضاري للمدينة، خصوصاً وأنها قد حصلت على اعتراف عالمي يشهد لها بتاريخها العريق ومكانتها الإنسانية.
يقول البروفيسور الألماني "بول بوننفا"، معلقاً على إدراج المدينة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي؛ لقد اكتشفنا أكسفورد اليمن، يقصد زبيد بوفرة علمها وعلمائها والمخطوطات العلمية الزاخرة التي تحتضنها، وتم افتتاح فرع "لهيئة المحافظة على المدن التاريخية" في مدينة زبيد ومن حينها توقفت الحياة في زبيد والنمو وانحط العمران وبدأ الخراب يدب في المدينة وتحولت إلى مدينة ميتة بكل المقاييس التنموية والعمرانية، من حينها لم يسمح لأي مواطن باستحداث أي بناء ومن يُخالف يُسجن وينكل به ويعرض لغرامات مالية باهظة، مما أدى إلى نفور العديد من المواطنين من منازلهم والهجرة لأماكن أخرى، في حين كان المتنفذون والمسئولون المحليون للمدينة يتم ترميم منازلهم وتجديدها على نفس سياق النمط التاريخي، وتعطى لهم منح مالية ضخمة جدا في سبيل ذلك، على نفقة هذه الهيئة التي تُدار بأيديهم.
واستخدم اسم زبيد من قبل هؤلاء كأداة للتسول من المنظمات الدولية وبمخططات وهمية كان يتم إنشاؤها، وكانت أهم ممول لهذه المشاريع منظمة (gtz)، التي صرفت الملايين من اليوروهات لهؤلاء، وخلال الأيام الماضية لوحظ العديد من المواطنين التي امتلأت بهم السجون لا لجرم اقترفوه سوى أنهم استحدثوا بعض المنشآت بغية السكن والإيواء لهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه وصل إلى حد أنه من سقط عليه حائط لداره وأراد تقويمه ببنائه يتم اعتقاله مباشرة ويرمى به في السجون.. المواطن محمد الأهدل، الذي سقط حائط منزله وعندما أراد إعادة تقويمه تم بأوامر قهرية من هذه الهيئة اعتقاله في مديرية الأمن لأسابيع ولم يتم إطلاق سراحة إلا بتعهد بعدم استحداث ولو حبة بلك واحدة، ولسان الحال لتدع منزلك وعرضك في العراء وعرضة لكل من يمر من أمام المنزل".
قصة محمد وأمثالها الآلاف من هذه القصص المؤلمة أدت بالمواطنين في زبيد الى لعن ذلك اليوم المشئوم، الذي أُدرجت فيه المدينة ضمن قائمة التراث العالمي، فقد خرجت المظاهرات والمسيرات، واحتشد المواطنون رفضا ً لهذه الهيئة ولسياستها التنكيلية، فكان الرد بالقمع والاعتقال وسقط العديد من أبناء زبيد بين قتيل وجريح من بينهم "سعيد المعمري".
كل هذه الممارسات تتم من أجل رفع قائمة عريضة من قبل هذه الهيئة للجهات الرسمية بأسماء المخالفين الذين تم ضبطهم، وهو الأمر الذي يدر عليهم العديد من المنح المالية والدعم المادي.
وعلى الرغم من أن أغلب المباني في زبيد ليست من الطابع الأثري القديم، حيث إن المباني الأثرية ووفقاً لهذه الهيئة لا تتجاوز 60% فقط، والبقية كلها مبانٍ مستحدثة من مادة "البلك" إلا أن عملية التضييق والقمع شملت كل أبناء المدينة دون استثناء.
عرفات الحضرمي، الذي شغل منصب مدير للهيئة، للفترة ما بين عامي 2007 إلى 2012 يقول: "لا يوجد أي قانون ينص على اعتقال أي مواطن استحدث بناء أو منشأة بل كل الاعتقالات والغرامات التي كان يتم فرضها على المواطنين هو اجتهاد من قبل هيئة الآثار في زبيد بالتنسيق مع إدارة الأمن.
http://www.mzahn.com/up/uploads/mzahn_13565900691.jpeg
قانون الظلم (قانون الآثار)
وفي الأيام القليلة الماضية قام البرلمان اليمني بمناقشة قانون ما سمي "الحفاظ على المدن التاريخية والأثرية"، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، تنص بعض بنود هذا القانون على "أحقية الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية" التملك وحيازة أي عقار خاص ترى من مصلحتها حيازته وتعويض صاحب هذا العقار بالمبلغ الذي تراه مناسبا" مما أدى إلى احتشاد العديد من علماء زبيد، ووقعوا على بيان رسمي، مناشدين فيه البرلمان اليمني بسحب هذا القانون وعدم مناقشته باعتباره منافياً لجميع القيم الوضعية والسماوية، وتتعارض بنوده مع الشريعة الإسلامية التي تحرم اغتصاب حقوق الغير دون وجه حق، وبحسب فتوى شرعية وقع عليها فقهاء زبيد أن هذا القانون لا يجوز شرعاً إقراره، لأنه مخالف للشريعة، وهو يخوّل طرد المواطنين من بيوتهم وتملك الهيئة لأي منزل تحت اسم الحفاظ على الآثار، مستنكرين في الوقت نفسه: عن أية ضرورة يتحدث عنها هذا القانون الذي تجيز للهيئة تملُّك منازل المواطنين أو هدمها وإزالتها إن رأت الهيئة لها المصلحة في ذلك.
وكنتاج طبيعي لتلك الممارسات التنكيلية ها هي زبيد الآن وبعد أكثر من مهلة بغلت (5) مرات للحكومة اليمنية من قبل اليونسكو سيتم شطبها من قائمة التراث الإنساني، وهذا الفعل سيحرم أية مدينة يمنية أخرى من الإدراج ضمن هذه الهيئة لمدة 20 عاماً، مستقبلاً، حسب اتفاقيات اليونسكو.
الاقتصاد في زبيد
اشتهرت زبيد بالزراعة واهتم بها الفلاح الزبيدي مستفيداً من خبرته وتجاربه في الزراعة في مواسمها البيضاء والحمراء والدخن والسمسم والحور والرومي المسمى الهند والقطن، والفاكهة كالموز والعنب والعمبا والرمان والليمون والتين... والخضر كالباميا والطماط والحبحب (المسمى دبا) والزهور كالورد والياسمين والفل والكاذي والنرجس، والاهتمام بالنخيل وموسمه المسمى (سبوت النخيل)، حيث تصل الوفود الشعبية والرسمية للاصطياف والتجارة في مناطق النخيل وشجعته الدولة الرسولية. ولا تزال عملية إحياء تلك المناسبات حتى الآن وإن كانت بنسبة أقل من الماضي. ويوجد أيضا مصيف آخر في زبيد يسمى مصيف العصيد بالوادي في الشتاء حينما تنضج زراعة الذرة البيضاء (القيرع) في ذلك الموسم.
الموانئ
شهدت زبيد حركة تجارية، إذ كان لها مينائين طبيعيين كانا مصدراً كبيراً للتطور التجاري الأول: ميناء غليفقة، والثاني: ميناء الفازة إلى جانب ميناء المخا والخوخة.. غير أن ميناء الفازة اهتمت به الدولة الرسولية، وخاصة الملك الناصر أحمد الرسولي الذي استقبل الخبراء الصينيين سنة 833هـ في الفازة لتحسينه، وظل مصدراً لمنتجات زبيد المصدرة البضائع المستوردة إلى عهد قريب. ويعتبر ميناء الفازة طبيعياً وجميلاً صالحاً للاصطياف حيث كان ينزل فيه ملوك الدولة الرسولية للاستجمام فيه.
علماء من زبيد
في مدينة زبيد يوجد حوالى (85 مدرسةً) علمية إسلامية كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب الإسلامية المختلفة، وتعتبر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية العالمية ليس في اليمن فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بمسمياتها الحقيقية، ولا تزال المكتبات الخاصة بزبيد تضم دوراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم، وعبر تاريخها الطويل أبرزت كبارالعلماء أمثال الشيخ إسماعيل بن أبي بكر المقري " الذي كان مفخرة عصره بعلمه وحجم مؤلفاته الشهيرة، وهو مؤلف العديد من المخطوطات، أهمها "منتهى الشرف الوافي"، هذا الكتاب معجزة علمية لم تتكرر على مر العصور المتعاقبة التي خلت، حيث يحوي الكتاب على خمسة علوم كلها بجانب بعض وما على الدارسين الا تقليب الصفحة الواحدة ليجد علم الفقه والتاريخ والنحو والعروض والقوافي، وعلى نمط الكلمات المتقاطعة، وهي جوهر علمية أعجزت العديد من العلماء أن يأتوا بمثلها، كما ينسب علم الجبر الى أحد علماء زبيد وهو إسماعيل الجبرتي، إضافة الى بروز مجموعة من مشاهير علماء الدين والتفسير والحديث واللغة، منهم الفيروز أبادي صاحب القاموس المحيط وأحد فقهاء اللغة العربية، وفقيه اللغة الآخر المرتضى الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس، ويعتبر كتابا " القاموس المحيط وتاج العروس" من أهم مراجع اللغه العربية عالمياً، ويدرسان في كل الجامعات العالمية التي تدرس اللغة العربية وغيرهم من المئات من العلماء الذين زخرت بهم وبعلمهم الآفاق وافتخر بهم العالم الإسلامي أجمع.
المخطوطات التاريخية
كنتاج طبيعي للعلماء الذين زخرت بهم زبيد أن يضعوا ويدونوا علومهم الإنسانية للأجيال احتضنت مدينة زبيد العديد من المخطوطات الثمينة والتاريخية التي تتجاوز سبعين ألف مخطوط حسب هشام ورو مدير عام المكتبة العامة بزبيد، وتعد أهم مخطوطة هي تلك الرسالة المقدسة التي بعث بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبي موسى الأشعري الى قومه يدعوهم فيها الى الاسلام، إضافة إلى وجود جزء من شعرات الرسول الأعظم في أحد بيوت العلم بالمدينة "بيت الأنباري"، وهو ما أعلنت عنه وزارة الثقافة قبل أشهر عبر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور مقبل التام الأحمدي، انه عثر على شعرة للرسول "محمد" -صلى الله عليه وسلم- في إحدى بيوتات العلم في مدينة زبيد، حيث أشار الوكيل الأحمدي إلى أن الشعرة تحدثت عنها وثيقة تاريخية عثر عليها مطلع يوليو 2012م بدار المخطوطات في صنعاء تنبئ عن وجود شعرات للنبي -صلى الله عليه وسلم- بزبيد.
تحتضن مدينة زبيد الكثير من المخطوطات في شتى مجالات العلوم الشرعية والإنسانية كالطب واللغة والزراعة وعلم الحساب والفلك إضافة الى العديد من نسخ القرآن التي كانت خُطت بأيادي العلماء في زبيد طيلة قرون، ومن أشهرها مخطوط في علم "الجرح والتعديل" لابن الديبع الشيباني، التي تحمل عنوان "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث"، واستطاع في هذا المخطوط رصد كل الأحاديث الموضوعة التي اشتهرت على ألسنة الناس في ذاك الزمان، ومن أهم المخطوطات -أيضا- مخطوطة وسيلة المال في عدة مناقب "للعلامة عبدالرحمن باكثير"، ويبقى أهم خطر يواجه المخطوطات، كما يقول رئيس دار المخطوطات بزبيد، هو خطر بيعها وتسريبها الى خارج اليمن، وهو الأمر الذي شاع مؤخراً وقد وجدت العديد منها في مكتبات فرنسية وألمانية وبريطانية، وخير دليل على ذلك هو عثور بعض الباحثين على مخطوطة "بغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد"، لابن الديبع الشيباني الزبيدي في إحدى المكتبات البريطانية بلندن، ومن أهم الأخطار أيضا التي تواجه المخطوطات بزبيد هي " التحريف والتهريب والتخريب "حسب قوله ايضا، مناشداً الجهات الحكومية الدعم لهذهخ الدار وتوفير الحد الأدنى من قوام التشغيل له، ويعد الدار مبادرة ذاتية وبدعم خارجي محدود، كما يدعو الحكومة الى سن القوانين الصارمة والحازمة لردع كل من يحاول تهريب تراثنا الى خارج الوطن.. متعجباً في الوقت نفسه من تواطؤ محافظ محافظة الحديدة والدفع من قبله الى تحويل دار المخطوطات الى مكتبة تقليدية للمطبوعات.
تبقى زبيد العلم والتاريخ والحضارة عايشة بين الألم، وهي تبحث عن بصيص أمل يعيد لها أمجاد الماضي وإشراقة الفجر الذي ولّى في الضياع والتخريب، وهي تحت وصاية الجشع والطمع الذي أرقها وأرهقها لعقود وستظل صرخة تاريخها العظيم وعبق حضارة مجدها الخالد في ذاكرة الإنسان يستنهض كل ذي ضمير حي ليعيد إليها ما فقدته، وليجدد تاريخاً مضى، ولا أحسب عودته مستحيلة، خصوصاً إذا ما تكاتف الجميع من أجل ذلك.