المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن الراحة والسرعة في مجال الأطعمة أديا إلى التفريط في الصحّة



صفية خزاعي
March 27th, 2013, 12:21
الرياض : تقول أسطورة صندوق بندورا إن بندورا أعطيت صندوقاً جميلاً كهدية، وطُلب منها ألا تفتحه مهما كانت الظروف، ولكن بندورا فتحت الصندوق لترى ما فيه فتسربت منه كل الشرور المحبوسة وملأت العالم. واليوم، يدل معنى فتح صندوق بندورا على فعل شيء قد يبدو غير ذا أهمية ولكنه يتمخض عن نتائج مدمرة وغير محمودة العواقب. وهذا المفهوم هو بالضبط ما تريد الكاتبة ميلاني وارنر أن توصله للقارئ من خلال كتابها: Pandora’s Lunchbox: How Processed Foods Took Over the American Meal الذي صدر في شهر فبراير 2013م.

في كتاب يستكشف عالم الأطعمة المصنّعة ويبيِّن مخاطرها..

http://s.alriyadh.com/2013/03/27/img/686782963806.jpg
الخضار من الأطعمة التي يتم تعليبها

فهذا الكتاب يؤكد على أن البحث عن الراحة والسرعة في مجال الأطعمة قد أدت إلى التفريط في الصحّة. فالكتاب يستكشف عالم الأطعمة المصنّعة ويقدّم معلومات مهمة تشمل مكونات الأطعمة المصنعة، فمكونات شرائح الجبن مثلاً قد تصدم المستهلك، وتشمل معلومات الكتاب أيضاً لماذا يتكرر ظهور بعض المكونات في كثير من الأطعمة المصنّعة، مثل وجود زيت فول الصويا ضمن مكونات الكثير والكثير من الأطعمة المعلبة. وتشمل معلومات الكتاب أيضاً تاريخ نمو شركات الأطعمة المصنعة وكيف أزاح استهلاكها الأطعمة الطبيعية الطازجة وحلّ محلّها.

كما تتناول مراحل تصنيع الأطعمة، وتأثير الأطعمة المصنّعة على الجسم، وماذا يمكن أن يقوم به المستهلك العادي للفكاك من إدمانه على مختراعات شركات التصنيع الغذائي والعودة إلى المطبخ لإعداد أطعمة حقيقية كاملة. فهذا الكتاب، كما يقول أحد النقاد، قد كشف الغطاء عن الممارسات السيئة التي تقوم بها شركات تصنيع الأطعمة من أجل جذب المستهلك للحصول على نقوده.

كما تنفي الكاتبة كون التصنيع الغذائي شرّا كله، فالخضروات المجمّدة جيّدة لأنه لا تضاف إليها مواد مضافة أو حافظة، وهي في نفس الوقت تحافظ على كثير من عناصرها الغذائية وتوفر الوقت والراحة والتوفير للمستهلك.

http://s.alriyadh.com/2013/03/27/img/334318621782.jpg

وتقول مؤلفة الكتاب إنها لا تتوقع أن يتوقف الناس عن تناول الأطعمة المصنعة بمجرد قراءة الكتاب، ولكنها ترجو أن يخفّ إقبالهم على هذه الصناعة التي تتجاوز مبيعاتها الترليون دولار سنوياً، وتتمنى أن تتضاءل هذه الصناعات المهولة مثلما تضاءل إقبالها هي على شراء منتجاتها بعد إجراء البحوث لهذا الكتاب.

فقد استغنت عن شراء سندويتشات الصبواي (أغلب اللحوم فيها مصنعة أو غارقة في المواد الحافظة)، واستغنت عن شراء سندويتشات البورجر بالجبن المجمدة (لنفس الأسباب). واستغنت أيضاً عن شراء شرائح البطاطس المجمدة نصف المجهزة (الفرنش فرايز). وفي أحد فصول الكتاب تتناول الكاتبة مزاعم بعض شركات التصنيع التي تضع عبارات غير صحيحة على عبوات الأطعمة مثل أن يُكتب على عبوة حبوب إفطار (سريال) مليئة بالسكريات عبارة "غني بالألياف"! أو "مصدر جيّد للفيتامينات"!! ومثل هذه العبارات تشوش على المستهلك وتجعله غير قادر على الاختيار الصحيح.

بقلم دكتورة شريفة بنت محمد العبودي