المنتقد
January 30th, 2009, 11:58
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
أسامة بن زيد رضي الله عنه
إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد -رضي الله عنه-، وهو ابن مسلمين كريمين من أوائل السابقين إلى الإسلام، فأبوه زيد بن حارثة، وأمه السيدة أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومربيته.
كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه حبًّا كثيرًا، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
وكان أسامة رضى الله عنه شديد التواضع، حاد الذكاء، يبذل أقصى ما عنده في سبيل دينه وعقيدته.
وخرج أسامة مع النبي صلى الله عليه وسلم (عام الفتح إلى مكة راكبًا خلفه على بغلته، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ليصلي فيها ركعتين، ومعه أسامة وبلال رضى الله عنهما، ووقع أسامة على الأرض فجرحت جبهته؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا ليمسح الدم الذي يسيل منها حتى وقف النزيف.
وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم درسًا لا ينساه أبدًا، يقول أسامة رضى الله عنه: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمح حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ثم قال أسامة للرسول صلى الله عليه وسلم: إني أعُطى الله عهدًا، ألا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بعدى يا أسامة؟) قال: بعدك. [متفق عليه].
وقد حمل أسامة رضى الله عنه كل صفات ومواهب القائد الشجاع، مما زاد من إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم به، فجعله قائدًا لجيش المسلمين لغزو الروم، وجعله الرسول صلى الله عليه وسلم أميرًا على جيش فيه كبار الصحابة، كأبي بكر وعمر رضى الله عنهما، فاستكثر بعض المسلمين على أسامة كل هذا، وتكلموا في ذلك، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وحمد الله ثم أثنى عليه وقال: (إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة)؛ فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقًا للإمارة لجديرًا بها، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ (يقصد زيد بن حارثة)، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده... [متفق عليه].
ويموت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرك جيش أسامة إلى غايته التي حددها الرسول ( وهى قتال الروم، (وقبل أن يموت النبي ( أوصى أصحابه أن يسارعوا بتحريك جيش أسامة فقال لهم: (أنفذوا بعث أسامة، أنفذوا بعث أسامة) [ابن حجر في الفتح].
ويتولى أبو بكر رضى الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصر على إنجاز وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول له عمر رضى الله عنه: إن الأنصار ترى أن يتولى قيادة الجيش من هو أكبر سنًّا من أسامة، فيغضب أبو بكر -رضي الله عنه- ويقول: ثكلتك أمك يابن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أنزعه، والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تخطفني؛ لأنفذت بعث أسامة.
ويخرج القائد أسامة رضى الله عنه من المدينة بجيشه، ويخرج معه أبو بكررضى الله عنه مودعًا، وبينما أسامة راكب على فرسه، إذا بأبي بكر رضى الله عنه يسير على قدميه، فيستحي أسامة من هذا الموقف، ويقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لتركبن أو لأنزلن. فيقول أبو بكر رضى الله عنه: والله لا نزلت، والله لا ركبتُ، وما عليَّ أن أغبر
قدمي في سبيل الله ساعة، ثم يستأذن أبو بكر رضى الله عنه من أسامة أن يبقى معه عمر رضى الله عنه في المدينة ليعينه على أمور الحكم فيعطي أعظم قدوة في استئذان القائد مهما كان صغيرًا.
وانطلق جيش أسامة إلى البلقاء، ليهاجم القرى التي حددها له رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته أبو بكررضى الله عنه، فينتصر عليهم ويأسر منهم الكثير، ويجمع الغنائم، ويعود إلى المدينة منتصرًا بعد أن لقن الروم درسًا لا ينسى، ويعود الجيش بلا ضحايا فيقول المسلمون يومئذ: ما رأينا جيشًا أسلم من جيش أسامة رضى الله عنه.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما يقسم أموال بيت المال على المسلمين، يجعل نصيب أسامة منها ثلاثة آلاف وخمسمائة، في حين يعطي ابنه
عبد الله رضى الله عنه ثلاثة آلاف، فيقول ابن عمر لأبيه رضى الله عنهما: لقد فضلت عليَّ أسامة، وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يشهد، فيرد عليه عمر رضى الله عنه قائلاً: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك._[الترمذي وابن سعد].
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وقف أسامة رضى الله عنه محايدًا مع حبه الشديد لعلي رضى الله عنه، وبعث له رسالة قال فيها: يا أبا الحسن إنك والله لو أخذت بمشفر الأسد (فمه) لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعًا أو نحيا جميعًا، فأما هذا الأمر الذي أنت فيه فوالله لا أدخل فيه أبدًا، ولزم أسامة رضى الله عنه داره فترة النزاع حتى لا يقتل مسلمًا.
وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، محافظًا على صوم يوم الاثنين والخميس مع كبر سنه وضعف جسمه؛ تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي أسامة
-رضي الله عنه- في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه سنة (54هـ)، وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين...... والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
أسامة بن زيد رضي الله عنه
إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد -رضي الله عنه-، وهو ابن مسلمين كريمين من أوائل السابقين إلى الإسلام، فأبوه زيد بن حارثة، وأمه السيدة أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومربيته.
كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه حبًّا كثيرًا، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
وكان أسامة رضى الله عنه شديد التواضع، حاد الذكاء، يبذل أقصى ما عنده في سبيل دينه وعقيدته.
وخرج أسامة مع النبي صلى الله عليه وسلم (عام الفتح إلى مكة راكبًا خلفه على بغلته، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ليصلي فيها ركعتين، ومعه أسامة وبلال رضى الله عنهما، ووقع أسامة على الأرض فجرحت جبهته؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا ليمسح الدم الذي يسيل منها حتى وقف النزيف.
وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم درسًا لا ينساه أبدًا، يقول أسامة رضى الله عنه: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمح حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ثم قال أسامة للرسول صلى الله عليه وسلم: إني أعُطى الله عهدًا، ألا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بعدى يا أسامة؟) قال: بعدك. [متفق عليه].
وقد حمل أسامة رضى الله عنه كل صفات ومواهب القائد الشجاع، مما زاد من إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم به، فجعله قائدًا لجيش المسلمين لغزو الروم، وجعله الرسول صلى الله عليه وسلم أميرًا على جيش فيه كبار الصحابة، كأبي بكر وعمر رضى الله عنهما، فاستكثر بعض المسلمين على أسامة كل هذا، وتكلموا في ذلك، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وحمد الله ثم أثنى عليه وقال: (إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة)؛ فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقًا للإمارة لجديرًا بها، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ (يقصد زيد بن حارثة)، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده... [متفق عليه].
ويموت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرك جيش أسامة إلى غايته التي حددها الرسول ( وهى قتال الروم، (وقبل أن يموت النبي ( أوصى أصحابه أن يسارعوا بتحريك جيش أسامة فقال لهم: (أنفذوا بعث أسامة، أنفذوا بعث أسامة) [ابن حجر في الفتح].
ويتولى أبو بكر رضى الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصر على إنجاز وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول له عمر رضى الله عنه: إن الأنصار ترى أن يتولى قيادة الجيش من هو أكبر سنًّا من أسامة، فيغضب أبو بكر -رضي الله عنه- ويقول: ثكلتك أمك يابن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أنزعه، والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تخطفني؛ لأنفذت بعث أسامة.
ويخرج القائد أسامة رضى الله عنه من المدينة بجيشه، ويخرج معه أبو بكررضى الله عنه مودعًا، وبينما أسامة راكب على فرسه، إذا بأبي بكر رضى الله عنه يسير على قدميه، فيستحي أسامة من هذا الموقف، ويقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لتركبن أو لأنزلن. فيقول أبو بكر رضى الله عنه: والله لا نزلت، والله لا ركبتُ، وما عليَّ أن أغبر
قدمي في سبيل الله ساعة، ثم يستأذن أبو بكر رضى الله عنه من أسامة أن يبقى معه عمر رضى الله عنه في المدينة ليعينه على أمور الحكم فيعطي أعظم قدوة في استئذان القائد مهما كان صغيرًا.
وانطلق جيش أسامة إلى البلقاء، ليهاجم القرى التي حددها له رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته أبو بكررضى الله عنه، فينتصر عليهم ويأسر منهم الكثير، ويجمع الغنائم، ويعود إلى المدينة منتصرًا بعد أن لقن الروم درسًا لا ينسى، ويعود الجيش بلا ضحايا فيقول المسلمون يومئذ: ما رأينا جيشًا أسلم من جيش أسامة رضى الله عنه.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما يقسم أموال بيت المال على المسلمين، يجعل نصيب أسامة منها ثلاثة آلاف وخمسمائة، في حين يعطي ابنه
عبد الله رضى الله عنه ثلاثة آلاف، فيقول ابن عمر لأبيه رضى الله عنهما: لقد فضلت عليَّ أسامة، وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يشهد، فيرد عليه عمر رضى الله عنه قائلاً: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك._[الترمذي وابن سعد].
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وقف أسامة رضى الله عنه محايدًا مع حبه الشديد لعلي رضى الله عنه، وبعث له رسالة قال فيها: يا أبا الحسن إنك والله لو أخذت بمشفر الأسد (فمه) لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعًا أو نحيا جميعًا، فأما هذا الأمر الذي أنت فيه فوالله لا أدخل فيه أبدًا، ولزم أسامة رضى الله عنه داره فترة النزاع حتى لا يقتل مسلمًا.
وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، محافظًا على صوم يوم الاثنين والخميس مع كبر سنه وضعف جسمه؛ تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي أسامة
-رضي الله عنه- في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه سنة (54هـ)، وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين...... والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،