الدربيل
December 25th, 2012, 12:01
بي بي سي BBC : يشير تحليل جديد لقياسات درجات الحرارة إلى أن سرعة ارتفاع حرارة الرقعة الجليدية الواقعة غرب القطب الجنوبي آخذة في التزايد بشكل مضاعف أكثر مما كان متوقعا من قبل.
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2011/07/20/110720133531_cierva304.jpg
ذوبان الجليد قد يزيد منسوب مياه المحيط
مات مغراث - مراسل الشؤون البيئية - بي بي سي
وقال باحثون أمريكيون إنهم لاحظوا أول علامة على تزايد ارتفاع حرارة تلك الرقعة خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
وأعرب الباحثون، في الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر جيوساينس للأبحاث الجيولوجية، عن قلقهم من أن تزايد معدلات ذوبان الجليد نتيجة للارتفاع في درجات الحرارة يمكن أن يساهم في ارتفاع منسوب مياه البحر.
وعمل العلماء على جمع البيانات من محطة بيرد للأبحاث التي أنشأتها الولايات المتحدة قريبا من مركز الرقعة الجليدية بالقطب الجنوبي في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
ولم يتمكن العلماء في السابق من التوصل إلى أي نتائج من البيانات التي تجمعها المحطة، حيث كانت تلك السجلات غير مكتملة.
واعتمدت طريقة العمل الجديدة على نموذج حاسوبي مناخي، وأسلوب جديد للتحليل الرقمي، كانت مهمته استكمال ما ينقص من ملحوظات يجري التوصل إليها.
"ما نراه الآن يعتبر أحد أقوى العلامات على الاحتباس الحراري للأرض"، أندرو موناغان أحد العلماء المشاركين في الدراسة
وتشير النتائج إلى أنه بين عامي 1958 و2010، جرى رصد ارتفاع في درجات الحرارة يبلغ معدله السنوي 2.4 درجة مئوية.
وقال آندرو موناغان، أحد العلماء المشاركين في هذه الدراسة من المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي: "ما نراه الآن يعتبر أحد أقوى العلامات على الاحتباس الحراري للأرض".
وأضاف موناغان قائلا: "إن تلك هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من الجزم بأن هناك ارتفاعا يحدث في درجات الحرارة خلال فصل الصيف".
وقد يكون من الطبيعي أن نتوقع أن تكون فصول الصيف القادمة أكثر دفئا في القطب الجنوبي من بقية العام. إلا أن تلك المنطقة تتميز بالبرودة القارسة، ومن النادر جدا أن ترتفع درجات الحرارة هناك لتبلغ معدلات أعلى عن درجة التجمد.
وقال ديفيد برومويتش، الأستاذ بجامعة ولاية أوهايو، الذي شارك أيضا في هذه الدراسة، إن نتائجها تعتبر خطوة هامة.
وأضاف برومويتش: "إن حقيقة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف تعني أن ثمة احتمالا لذوبان هذه الرقعة الجليدية، ليس فقط من الجزء السفلي منها كما هو معلوم لدينا الآن، بل قد يشمل ذلك المناطق العليا منها أيضا في المستقبل".
وكانت دراسة قد نشرت في مجلة "نيتشر" تشير إلى أن المحيط هو السبب وراء ارتفاع درجات حرارة الرقعة الجليدية من القطب الجنوبي، إلا أن هذه الدراسة الآن تظهر أن المناخ الجوي يلعب دورا إضافيا في ذلك أيضا.
وقال العلماء إن هذا الارتفاع في درجات الحرارة حدث من جراء التغيرات التي تطرأ على الرياح والأنماط الجوية من قبل المحيط الهادئ.
وأضاف موناغان: "نلحظ وجود تأثير ديناميكي متزايد ينتج عن التغير المناخي الذي يحدث في مكان ما من الكرة الأرضية، مما يزيد من سرعة انتقال الحرارة إلى الرقعة الجليدية من القطب الجنوبي".
إلا أنه لم يستطع أن يجزم إن كانت الأنشطة البشرية هي السبب وراء ما توصل إليه فريقه من هذا الارتفاع في درجات الحرارة. وقال موناغان معلقا: "إن هذا الجزء من البحث لم يجر حتى الآن، وأعتقد أن ذلك أمر محتمل. إلا أنني لا يمكنني أن أجزم به".
وقد أكد برومويتش هذه النظرية أيضا، مشيرا إلى الحاجة إلى إجراء دراسة في المستقبل بهذا الخصوص. وقال: "تكمن مهمتنا الآن في دراسة إسهام التغيرات الطبيعية في حدوث ذلك". وتابع قائلا: "يتميز هذا المكان بمناخ كثير التغيرات، يحدث بعضها بسبب الممارسات الإنسانية. وأعتقد أنه من السذاجة أن نجيب على هذا التساؤل الآن".
وأيا ما كان مصدر تلك التغيرات المناخية، فإن الباحثين يساورهم القلق من أن يؤدي ذلك الارتفاع في درجات الحرارة إلى حدوث مزيد من الذوبان الجليدي الذي قد يحدث تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على منسوب مياه البحار على مستوى الكرة الأرضية، حيث تتمثل التأثيرات المباشرة في فيضان مياه الجليد الذائب إلى البحار.
إلا أن العلماء يستبعدون حدوث ذلك على مدى عدة عقود قادمة، لأنه يحتمل أن تترشح كميات كبيرة من تلك المياه مرة أخرى تحت الطبقة الجليدية وتتجمد مرة أخرى.
سرعة جليدية
أما التأثير غير المباشر فيتمثل في إعادة تكوين الجرف الثلجي الذي يطفو على أطراف الرقعة الجليدية.
ويقول العلماء إن ذلك هو ما حدث عام 2002 في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، عندما انهار الجرف الجليدي لارسن بي كله خلال شهر واحد، حيث إن الجليد الذائب، طبقا لموناغان، تسرب في الشقوق وملأها.
وتابع موناغان قائلا: "وكما يحدث للطرق في فصل الشتاء من تشققات، فإن المياه ستتجمد لتزداد كثافتها، ومن ثم سيزداد اتساع تلك الشقوق".
وأعرب موناغان عن قلقه من أن أمرا مماثلا لذلك يمكن أن يحدث في الرقعة الجليدية بالقطب الجنوبي.
وقال: "ما لاحظناه بعد انهيار جرف لارسن أن الأنهار الجليدية التي كانت مدعومة بالطبقات الجليدية ازدادت سرعتها بشكل كبير، لترتفع إلى ما يقرب من ثمانية أضعاف.
ويمثل ذلك مصدر قلق إزاء تزايد معدلات ذوبان الجليد في الغرب من القطب الجنوبي، إذا ما أخذ في الاعتبار أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يستمر كل صيف".
ويقول العلماء في هذه الدراسة إنهم على يقين من أن البيانات التي جرى جمعها من محطة بيرد تعكس ما يحدث في تلك المنطقة، إذ إن تلك المحطة العلمية تقع على هضبة واسعة، كما أن الأوضاع الجوية هناك تتميز بطابع موحد.
http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2011/07/20/110720133531_cierva304.jpg
ذوبان الجليد قد يزيد منسوب مياه المحيط
مات مغراث - مراسل الشؤون البيئية - بي بي سي
وقال باحثون أمريكيون إنهم لاحظوا أول علامة على تزايد ارتفاع حرارة تلك الرقعة خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
وأعرب الباحثون، في الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر جيوساينس للأبحاث الجيولوجية، عن قلقهم من أن تزايد معدلات ذوبان الجليد نتيجة للارتفاع في درجات الحرارة يمكن أن يساهم في ارتفاع منسوب مياه البحر.
وعمل العلماء على جمع البيانات من محطة بيرد للأبحاث التي أنشأتها الولايات المتحدة قريبا من مركز الرقعة الجليدية بالقطب الجنوبي في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
ولم يتمكن العلماء في السابق من التوصل إلى أي نتائج من البيانات التي تجمعها المحطة، حيث كانت تلك السجلات غير مكتملة.
واعتمدت طريقة العمل الجديدة على نموذج حاسوبي مناخي، وأسلوب جديد للتحليل الرقمي، كانت مهمته استكمال ما ينقص من ملحوظات يجري التوصل إليها.
"ما نراه الآن يعتبر أحد أقوى العلامات على الاحتباس الحراري للأرض"، أندرو موناغان أحد العلماء المشاركين في الدراسة
وتشير النتائج إلى أنه بين عامي 1958 و2010، جرى رصد ارتفاع في درجات الحرارة يبلغ معدله السنوي 2.4 درجة مئوية.
وقال آندرو موناغان، أحد العلماء المشاركين في هذه الدراسة من المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي: "ما نراه الآن يعتبر أحد أقوى العلامات على الاحتباس الحراري للأرض".
وأضاف موناغان قائلا: "إن تلك هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من الجزم بأن هناك ارتفاعا يحدث في درجات الحرارة خلال فصل الصيف".
وقد يكون من الطبيعي أن نتوقع أن تكون فصول الصيف القادمة أكثر دفئا في القطب الجنوبي من بقية العام. إلا أن تلك المنطقة تتميز بالبرودة القارسة، ومن النادر جدا أن ترتفع درجات الحرارة هناك لتبلغ معدلات أعلى عن درجة التجمد.
وقال ديفيد برومويتش، الأستاذ بجامعة ولاية أوهايو، الذي شارك أيضا في هذه الدراسة، إن نتائجها تعتبر خطوة هامة.
وأضاف برومويتش: "إن حقيقة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف تعني أن ثمة احتمالا لذوبان هذه الرقعة الجليدية، ليس فقط من الجزء السفلي منها كما هو معلوم لدينا الآن، بل قد يشمل ذلك المناطق العليا منها أيضا في المستقبل".
وكانت دراسة قد نشرت في مجلة "نيتشر" تشير إلى أن المحيط هو السبب وراء ارتفاع درجات حرارة الرقعة الجليدية من القطب الجنوبي، إلا أن هذه الدراسة الآن تظهر أن المناخ الجوي يلعب دورا إضافيا في ذلك أيضا.
وقال العلماء إن هذا الارتفاع في درجات الحرارة حدث من جراء التغيرات التي تطرأ على الرياح والأنماط الجوية من قبل المحيط الهادئ.
وأضاف موناغان: "نلحظ وجود تأثير ديناميكي متزايد ينتج عن التغير المناخي الذي يحدث في مكان ما من الكرة الأرضية، مما يزيد من سرعة انتقال الحرارة إلى الرقعة الجليدية من القطب الجنوبي".
إلا أنه لم يستطع أن يجزم إن كانت الأنشطة البشرية هي السبب وراء ما توصل إليه فريقه من هذا الارتفاع في درجات الحرارة. وقال موناغان معلقا: "إن هذا الجزء من البحث لم يجر حتى الآن، وأعتقد أن ذلك أمر محتمل. إلا أنني لا يمكنني أن أجزم به".
وقد أكد برومويتش هذه النظرية أيضا، مشيرا إلى الحاجة إلى إجراء دراسة في المستقبل بهذا الخصوص. وقال: "تكمن مهمتنا الآن في دراسة إسهام التغيرات الطبيعية في حدوث ذلك". وتابع قائلا: "يتميز هذا المكان بمناخ كثير التغيرات، يحدث بعضها بسبب الممارسات الإنسانية. وأعتقد أنه من السذاجة أن نجيب على هذا التساؤل الآن".
وأيا ما كان مصدر تلك التغيرات المناخية، فإن الباحثين يساورهم القلق من أن يؤدي ذلك الارتفاع في درجات الحرارة إلى حدوث مزيد من الذوبان الجليدي الذي قد يحدث تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على منسوب مياه البحار على مستوى الكرة الأرضية، حيث تتمثل التأثيرات المباشرة في فيضان مياه الجليد الذائب إلى البحار.
إلا أن العلماء يستبعدون حدوث ذلك على مدى عدة عقود قادمة، لأنه يحتمل أن تترشح كميات كبيرة من تلك المياه مرة أخرى تحت الطبقة الجليدية وتتجمد مرة أخرى.
سرعة جليدية
أما التأثير غير المباشر فيتمثل في إعادة تكوين الجرف الثلجي الذي يطفو على أطراف الرقعة الجليدية.
ويقول العلماء إن ذلك هو ما حدث عام 2002 في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، عندما انهار الجرف الجليدي لارسن بي كله خلال شهر واحد، حيث إن الجليد الذائب، طبقا لموناغان، تسرب في الشقوق وملأها.
وتابع موناغان قائلا: "وكما يحدث للطرق في فصل الشتاء من تشققات، فإن المياه ستتجمد لتزداد كثافتها، ومن ثم سيزداد اتساع تلك الشقوق".
وأعرب موناغان عن قلقه من أن أمرا مماثلا لذلك يمكن أن يحدث في الرقعة الجليدية بالقطب الجنوبي.
وقال: "ما لاحظناه بعد انهيار جرف لارسن أن الأنهار الجليدية التي كانت مدعومة بالطبقات الجليدية ازدادت سرعتها بشكل كبير، لترتفع إلى ما يقرب من ثمانية أضعاف.
ويمثل ذلك مصدر قلق إزاء تزايد معدلات ذوبان الجليد في الغرب من القطب الجنوبي، إذا ما أخذ في الاعتبار أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يستمر كل صيف".
ويقول العلماء في هذه الدراسة إنهم على يقين من أن البيانات التي جرى جمعها من محطة بيرد تعكس ما يحدث في تلك المنطقة، إذ إن تلك المحطة العلمية تقع على هضبة واسعة، كما أن الأوضاع الجوية هناك تتميز بطابع موحد.