مزون بوارق
November 9th, 2012, 18:59
تغطي الصور والرسوم ورقع النسيج والخيوط الملتوية، الأشياء والمساحات. وتعتمد كمصدر إلهام لنوع جديد من صناعة المنسوجات لا يزال في رحم المستقبل. وتتوجّه إيزابيل روزا موغلر بالحديث لطلبتها، وقد قطّب البعض منهم جبينه، بينما هو بصدد البحث عن أفكار جديدة لصناعة منسوجات محبوكة فتقول: "ينبغي ان تشعروا بالمتعة لما انتم بصدد فعله. ويجب ان تكونوا سعداء بالتوصّل إلى تشكيلة متناسقة، وأي مجموعة هي حصيلة إضافة أشياء، وحذف أخرى".
http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/keystone/2012/11/38569630-33863790.jpg
و تتكفّل موغلر بتدريس الفصليْن الثالث والرابع من برنامج الباكلوريوس لتصميم المنسوجات في جامعة لوتسرن، وهو برنامج تكويني فريد من نوعه في سويسرا.
يحدث ذلك على مسافة ساعة من أضواء أيام زيورخ للموضة التي تنظّم خلال شهر نوفمبر من كل عام. وفي يوم زيارة swissinfo.ch إلى لوتسرن تجمّع مصممو المستقبل لدورة تدريبية في بناية ضبط التشكيلات.
لقد قضى كل واحد من هؤلاء بضعة اسابيع من أجل التوصّل إلى عدد غير محدود من النماذج المفترضة والانطباعات الأوّلية اعتمادا على شيء ملموس كفنجان قهوة أو لباس معلّق. وقد اختارت كارمن بووغ قبضة مقود دراجة كنموذج مفضّل لها.
http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/swissinfo/2012/11/img_5138-33916118.jpg
يستوجب التوصّل إلى تصميمات جديدة وتشكيلات
جذابه ساعات طويلة من التفكير والرسم والتجريب
وتبادل التصورات مع الآخرين (swissinfo)
وتذكر بووغ التي شرعت في استخدامه كما يستخدم الحبر المطاطي في عملية الختم: "لم أكن أعرف ما كان عليه في البداية، ولكن كانت لديّ بعض الأفكار حول الأغراض التي يمكن استخدامه من أجلها".
وبعد سكبها للحبر، أخذت ترسم خطوطا حول الدوائر السوداء السميكة . وقد انتهت تلك العملية إلى مخطط معقّد لأزهار، وشكل برتقالة زاهية.
وتشير بووغ التي انتهى بها المطاف إلى أكثر من مائة رسم نموذجي: "بالنسبة لهذا البرنامج لا يمكنك ان تتحرّك إلا إلى الامام، والعودة إلى الوراء غير مسموح به، فهي عملية معقّدة نوعا ما".
ثم عليها لاحقا أن تختار عدد منها يكون منطلقا لتصوّريْن ينتج عنهما تصميميْن محتملين. وفي مرحلة لاحقة تقوم بووغ وزميلاتها في الفصل بعرض مقترحاتهن على بعضهن البعض للتقصي والتقييم. وتنشأ عن ذلك كله مجموعات مدمجة بين خياراتها وخيارات زميلاتها.
الممارسة العملية
حتى الآن، لا يزال ما هو نظري جزءً فقط من البرنامج الدراسي. في المقابل تقول تينا مور، رئيسة برنامج تصميم المنسوجات: "الممارسة العملية مهمّة جدا بالنسبة لنا. نحن نتعلّم عبر الممارسة، ونحن ننسج لكي نتوصّل إلى "كيف تبدو، وكيف يشعر حاملها؟". وبالإضافة إلى النسج، يتعلّم المتدرّب التطريز والحياكة و تقنيات الطباعة.
وتضيف مور: "تمتلك كل تقنية لغة خاصة بها، ورغم أنه ليس مطلوبا من الطلبة انتاج ملابس، ولكن عليهم ان يكونوا قادرين على التعامل مع الفنّيين أيّن كانوا".
وفي الطابق الذي هو أسفل مكتب مور، يقضي طلبة السنتيْن الأولى والثانية استراحة منتصف النهار ممسكين بآلات الحياكة، ولا يخفى غرامهم بالغزل، والذي يمتد في كل اتجاه.
وتقول مارتا ألفارو: "هذا هو اليوم الثاني الذي استخدم فيه هذه الآلة، ولذلك هناك الكثير لتعلّمه، وهذا الأمر غير ممكن. في الوقت الراهن، علينا المزج بين لونيْن للحصول على نسيج ثنائي الألوان".
اما كارمينا إبانيز، زميلتها في الفصل، فقد اختارت اللون الأحمر والأخضر، وتقول مازحة بأنها اختارت هذيْن اللونيْن لأنهما تذكّرانها بعلم المكسيك". وتوضّح إبّانيز بأن "هذه ليست الألوان المفضلة لدي، ولكن عندما تنطلق في العمل، الامر الوحيد الذي يهم هو ان تتعلّم هذه التقنية".
تعاون متعددّ الإختصاصات
يتعاون الطلاب في قسم تصميم المنسوجات لتوسيع آفاق تفكيرهم، مع اقرانهم في تخصصات اخرى داخل جامعة لوتسرن.
فلطلاب السنة الثانية أعمال مشتركة مع متحف التاريخ المحلّي ومع معهد الهندسة المعمارية القريب منه. والهدف المشترك هو الابتكار مع المحافظة على التقاليد، بما يؤدي إلى إحياء ذكرى الحرف اليدوية المنسية بلوتسرن.
أما كورنيليا شتال، الطالبة بالسنة الثانية، فتركّز اهتمامها على التناسق بين مفردات هذه الصناعة ووحداتها المتنوعة. وتقول هذه الطالبة وهي تشير إلى الجناح الذي تشغله في هذه الورشة: "في البداية حددت قائمة بكلّ ما له علاقة بعملي، ثم بحثت عن صور يمكن ان تكون مصدر إلهام في هذا العمل الذي أهدف إلى القيام به، . ثم قمت بالبحث عن المواد والعناصر الزخرفية، والهياكل والحرف اليدوية التي تتماشى والموضوع الذي اخترت، ومن هناك انتهيت إلى اختيار الألوان".
ويحصل كل طالب على مساحة عمل يستطيع ان يبلور فيها أفكارا جديدة حول المنسوجات. وكل فصل دراسي لديه قاعة خاصة بالطلاّب (16 إلى 18 طالبا لكل فضاء). وجميع الطلاب تقريبا من الإناث (تقول مور ان العنصر الرجالي في هذه الصناعة يميل إلى العمل في مجال الإنتاج، ولكن هذه الأخيرة ترغب في رؤية المزيد من الرجال في مجال التصميم كذلك). ولا تخفي شتاهل امتنانها للإمكانيات العديدة التي وفّرها اختيارها لهذا التخصص المهني.
وتقول: "لفتت صناعة النسيج نظري دائما، وما اجده مثيرا فيها خاصة ينطبق في نفس الوقت على الشكل الخارجي (الموضة)، وعلى التصميم الداخلي، ولا يقتصر الأمر على بعد واحد فقط".
آفاق المستقبل
ترى ناتالي ريغنباخ، المتحدثة الرسمية بإسم الفدرالية السويسرية لصناعة النسيج أن هناك فرصا أمام المواهب الجديدة في سويسرا.
وفي حديث إلى swissinfo.ch، قالت ريغنباخ: "لدينا بعض الشركات الكبرى الناجحة مثل شركة شاوللّر للنسيج، و"كرييشن باومان" Creation Baumann المتميّزتان في مجال التجديد والإبتكار. وهما يحتاجان بإستمرار لمصممين شباب. وكلا الطرفيْن، الفدرالية السويسرية لصناعة النسيج، والشركتيْن المشار إليهما سابقا، يبذلان جهودا كبيرة من أجل الإرتقاء بمستوى المصممين الشباب".
أمّا أنّينا فابير، المتخرّجة من برنامج الغزل والنسيج بجامعة لوتسرن سنة 2007، فتشير أيضا إلى توفّر المزيد من فرص العمل في الخارج.
وتضيف فابير التي تعمل حاليا كمصممة في مجال النسيج لصالح كريستيان فيشرباخر بسانت غالن، وهي شركة تصنّع أغطية الأسرة، والمناشف، والسجاد، وأقمشة أخرى تستخدم في الملابس الداخلية: "في سويسرا الإختيارات محدودة. فقمت بتدريب مهني لدى كريستيان فيغنانتس في أنتويرب، وللتذكير فيغنانتس حصل على جائزة صناعة النسيج السويسرية في عام 2005
بعض الطلاب الآخرين في لوتسرن تحوّلوا إلى صناعة النسيج بعد ان خاضوا تجارب أخرى. فأنّينا فراي، الطالبة في السنة الثالثة، سبق أن درست الخياطة قبل تحوّلها على تصميم المنسوجات.
وتقول فراي: "كانت رغبتي دائما العمل في مجال الملابس والمنسوجات، ولكن وجدت أن الخياطة منضبطة حقا. وفيها يُفسح المجال لكي يكون الفرد اكثر إبداعا".
ووفقا لمور، الشيء الأكثر اهمية هو الإبداع: "يجب أن يكون لديك دوما أفكارا جديدة"، وطالما كنت كذلك "فهي أفضل وظيفة".
المصدر : سوزان فوغل ميسيخا – لوتسرن- swissinfo
http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/keystone/2012/11/38569630-33863790.jpg
و تتكفّل موغلر بتدريس الفصليْن الثالث والرابع من برنامج الباكلوريوس لتصميم المنسوجات في جامعة لوتسرن، وهو برنامج تكويني فريد من نوعه في سويسرا.
يحدث ذلك على مسافة ساعة من أضواء أيام زيورخ للموضة التي تنظّم خلال شهر نوفمبر من كل عام. وفي يوم زيارة swissinfo.ch إلى لوتسرن تجمّع مصممو المستقبل لدورة تدريبية في بناية ضبط التشكيلات.
لقد قضى كل واحد من هؤلاء بضعة اسابيع من أجل التوصّل إلى عدد غير محدود من النماذج المفترضة والانطباعات الأوّلية اعتمادا على شيء ملموس كفنجان قهوة أو لباس معلّق. وقد اختارت كارمن بووغ قبضة مقود دراجة كنموذج مفضّل لها.
http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/swissinfo/2012/11/img_5138-33916118.jpg
يستوجب التوصّل إلى تصميمات جديدة وتشكيلات
جذابه ساعات طويلة من التفكير والرسم والتجريب
وتبادل التصورات مع الآخرين (swissinfo)
وتذكر بووغ التي شرعت في استخدامه كما يستخدم الحبر المطاطي في عملية الختم: "لم أكن أعرف ما كان عليه في البداية، ولكن كانت لديّ بعض الأفكار حول الأغراض التي يمكن استخدامه من أجلها".
وبعد سكبها للحبر، أخذت ترسم خطوطا حول الدوائر السوداء السميكة . وقد انتهت تلك العملية إلى مخطط معقّد لأزهار، وشكل برتقالة زاهية.
وتشير بووغ التي انتهى بها المطاف إلى أكثر من مائة رسم نموذجي: "بالنسبة لهذا البرنامج لا يمكنك ان تتحرّك إلا إلى الامام، والعودة إلى الوراء غير مسموح به، فهي عملية معقّدة نوعا ما".
ثم عليها لاحقا أن تختار عدد منها يكون منطلقا لتصوّريْن ينتج عنهما تصميميْن محتملين. وفي مرحلة لاحقة تقوم بووغ وزميلاتها في الفصل بعرض مقترحاتهن على بعضهن البعض للتقصي والتقييم. وتنشأ عن ذلك كله مجموعات مدمجة بين خياراتها وخيارات زميلاتها.
الممارسة العملية
حتى الآن، لا يزال ما هو نظري جزءً فقط من البرنامج الدراسي. في المقابل تقول تينا مور، رئيسة برنامج تصميم المنسوجات: "الممارسة العملية مهمّة جدا بالنسبة لنا. نحن نتعلّم عبر الممارسة، ونحن ننسج لكي نتوصّل إلى "كيف تبدو، وكيف يشعر حاملها؟". وبالإضافة إلى النسج، يتعلّم المتدرّب التطريز والحياكة و تقنيات الطباعة.
وتضيف مور: "تمتلك كل تقنية لغة خاصة بها، ورغم أنه ليس مطلوبا من الطلبة انتاج ملابس، ولكن عليهم ان يكونوا قادرين على التعامل مع الفنّيين أيّن كانوا".
وفي الطابق الذي هو أسفل مكتب مور، يقضي طلبة السنتيْن الأولى والثانية استراحة منتصف النهار ممسكين بآلات الحياكة، ولا يخفى غرامهم بالغزل، والذي يمتد في كل اتجاه.
وتقول مارتا ألفارو: "هذا هو اليوم الثاني الذي استخدم فيه هذه الآلة، ولذلك هناك الكثير لتعلّمه، وهذا الأمر غير ممكن. في الوقت الراهن، علينا المزج بين لونيْن للحصول على نسيج ثنائي الألوان".
اما كارمينا إبانيز، زميلتها في الفصل، فقد اختارت اللون الأحمر والأخضر، وتقول مازحة بأنها اختارت هذيْن اللونيْن لأنهما تذكّرانها بعلم المكسيك". وتوضّح إبّانيز بأن "هذه ليست الألوان المفضلة لدي، ولكن عندما تنطلق في العمل، الامر الوحيد الذي يهم هو ان تتعلّم هذه التقنية".
تعاون متعددّ الإختصاصات
يتعاون الطلاب في قسم تصميم المنسوجات لتوسيع آفاق تفكيرهم، مع اقرانهم في تخصصات اخرى داخل جامعة لوتسرن.
فلطلاب السنة الثانية أعمال مشتركة مع متحف التاريخ المحلّي ومع معهد الهندسة المعمارية القريب منه. والهدف المشترك هو الابتكار مع المحافظة على التقاليد، بما يؤدي إلى إحياء ذكرى الحرف اليدوية المنسية بلوتسرن.
أما كورنيليا شتال، الطالبة بالسنة الثانية، فتركّز اهتمامها على التناسق بين مفردات هذه الصناعة ووحداتها المتنوعة. وتقول هذه الطالبة وهي تشير إلى الجناح الذي تشغله في هذه الورشة: "في البداية حددت قائمة بكلّ ما له علاقة بعملي، ثم بحثت عن صور يمكن ان تكون مصدر إلهام في هذا العمل الذي أهدف إلى القيام به، . ثم قمت بالبحث عن المواد والعناصر الزخرفية، والهياكل والحرف اليدوية التي تتماشى والموضوع الذي اخترت، ومن هناك انتهيت إلى اختيار الألوان".
ويحصل كل طالب على مساحة عمل يستطيع ان يبلور فيها أفكارا جديدة حول المنسوجات. وكل فصل دراسي لديه قاعة خاصة بالطلاّب (16 إلى 18 طالبا لكل فضاء). وجميع الطلاب تقريبا من الإناث (تقول مور ان العنصر الرجالي في هذه الصناعة يميل إلى العمل في مجال الإنتاج، ولكن هذه الأخيرة ترغب في رؤية المزيد من الرجال في مجال التصميم كذلك). ولا تخفي شتاهل امتنانها للإمكانيات العديدة التي وفّرها اختيارها لهذا التخصص المهني.
وتقول: "لفتت صناعة النسيج نظري دائما، وما اجده مثيرا فيها خاصة ينطبق في نفس الوقت على الشكل الخارجي (الموضة)، وعلى التصميم الداخلي، ولا يقتصر الأمر على بعد واحد فقط".
آفاق المستقبل
ترى ناتالي ريغنباخ، المتحدثة الرسمية بإسم الفدرالية السويسرية لصناعة النسيج أن هناك فرصا أمام المواهب الجديدة في سويسرا.
وفي حديث إلى swissinfo.ch، قالت ريغنباخ: "لدينا بعض الشركات الكبرى الناجحة مثل شركة شاوللّر للنسيج، و"كرييشن باومان" Creation Baumann المتميّزتان في مجال التجديد والإبتكار. وهما يحتاجان بإستمرار لمصممين شباب. وكلا الطرفيْن، الفدرالية السويسرية لصناعة النسيج، والشركتيْن المشار إليهما سابقا، يبذلان جهودا كبيرة من أجل الإرتقاء بمستوى المصممين الشباب".
أمّا أنّينا فابير، المتخرّجة من برنامج الغزل والنسيج بجامعة لوتسرن سنة 2007، فتشير أيضا إلى توفّر المزيد من فرص العمل في الخارج.
وتضيف فابير التي تعمل حاليا كمصممة في مجال النسيج لصالح كريستيان فيشرباخر بسانت غالن، وهي شركة تصنّع أغطية الأسرة، والمناشف، والسجاد، وأقمشة أخرى تستخدم في الملابس الداخلية: "في سويسرا الإختيارات محدودة. فقمت بتدريب مهني لدى كريستيان فيغنانتس في أنتويرب، وللتذكير فيغنانتس حصل على جائزة صناعة النسيج السويسرية في عام 2005
بعض الطلاب الآخرين في لوتسرن تحوّلوا إلى صناعة النسيج بعد ان خاضوا تجارب أخرى. فأنّينا فراي، الطالبة في السنة الثالثة، سبق أن درست الخياطة قبل تحوّلها على تصميم المنسوجات.
وتقول فراي: "كانت رغبتي دائما العمل في مجال الملابس والمنسوجات، ولكن وجدت أن الخياطة منضبطة حقا. وفيها يُفسح المجال لكي يكون الفرد اكثر إبداعا".
ووفقا لمور، الشيء الأكثر اهمية هو الإبداع: "يجب أن يكون لديك دوما أفكارا جديدة"، وطالما كنت كذلك "فهي أفضل وظيفة".
المصدر : سوزان فوغل ميسيخا – لوتسرن- swissinfo