مشغووولة
April 26th, 2012, 15:17
حوار – عبدالهادي حبتور : اعتبر جيمس كان رجل الأعمال البريطاني والشخصية التلفزيونية المعروفة أن توزيع السعودية 50 مليار دولار سنويا للباحثين عن العمل ليس حلا لمشكلة البطالة، و\نصح السعودية بأن تأخذ الـ 50 مليار دولار سنويا للباحثين عن العمل وتوزعها
مستشهدا بمقولة «لا تعط شخصا سمكة بل علمه كيف يصطادها»
عليهم لبدء مشاريع تجارية خاصة بهم بمعدل عشرة آلاف دولار، وضرب مثالا حول ذلك بالقول "لا تعط شخصاً سمكة بل علمه كيف يصطادها". ورأى في حوار مع "الاقتصادية" أنه يمكن إحلال المواطنين مكان العمالة الوافدة فقط في حالة إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للوافدين والوظائف التي يشغلونها، وأخرى للسعوديين الراغبين في القطاع الخاص لكي يتسنى لها ربطهم بالوظائف المناسبة لهم.
8139
جيمس كان
وعبر عن مخاوفه من الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو اليوم، مشيراً إلى أن ما تقوم به أوروبا اليوم هو طباعة النقود والاستدانة بشكل كبير، مطالباً بأن تدار الدول مثل الشركات الخاصة لكي تتعافى من أزماتها، وأن تبتعد عن قرارات السياسيين الذين يفكرون في الأصوات الانتخابية فقط.. فإلى تفاصيل الحوار:
بداية حدثنا عن مشوارك العملي وبداياتك في تأسيس عملك الخاص، كيف كان ذلك؟
رحلتي بدأت عندما كنت في الـ12، والدي كان يقوم بتصنيع الملابس الجلدية، وكنت أرتدي بعض المعاطف التي يصنعها وأذهب بها إلى المدرسة وأقوم بما يشبه العرض من أجل أن يرى زملائي الجاكيت الجديد، ثم يعبرون عن إعجابهم به ويسألونني من أين حصلت عليه؟ فأجيبهم بأنني أعرف شخصاً يبيعه بسعر رخيص وأقوم بإقناعهم بشراء الجاكيت وأتفق معهم على "12 باوند" للقطعة، ثم أذهب إلى والدي وأجري بعض المفاوضات لأحصل على خصم، فأشتريه منه بـ"9 باوند" وأكون قد حصلت على "3 باوند" مكسبا في هذه العملية، قبل 40 عاماً من الآن "3 باوند" كانت تعني الكثير من النقود بالنسبة إلي لأن مصروفي الأسبوعي كان فقط "باوند واحد"، لذلك أدركت من الـ12 أنني أريد أن أكون رجل أعمال، الرغبة في التجارة والأعمال تملكتني منذ ذلك الحين، وعندما غادرت المدرسة لم أكن أريد أن أصبح محامياً أو موظفاً بنكياً أو خلافه، بل رجل أعمال فحسب؛ لأنني أحب الحرية التي تتمتع بها هذه المهنة بعيداً عن قيود أي وظيفة.
السعودية لديها أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل من الجنسين، وقامت ببعض البرامج لاستيعاب هؤلاء في القطاع الخاص، في رأيك كيف يمكن لها التعامل مع مشكلة البطالة؟
أعتقد أن الحكومة السعودية تنفق بسخاء 50 مليار دولار في السنة على العاطلين، إذا لم يكن لديك وظيفة حكومية تدفع لك ألفي ريال شهرياً، وأعتقد أن 1.5 مليون شخص سجلوا في هذا البرنامج، عندما تنفق الحكومة 50 مليار دولار سنوياً؛ فإنها لا تجني شيئا في المقابل، نصيحتي للحكومة السعودية بأن تأخذ الـ50 مليار دولار وتقوم بتوزيعها على هؤلاء العاطلين لبدء مشاريع تجارية خاصة بهم بمعدل عشرة آلاف دولار مثلاً، "لا تعطي شخصاً سمكة، بل علمه كيف يصطادها"، في رأيي ينبغي على الحكومة أن تنظر إلى المدى الطويل، فعندما تعطي ألفي ريال لي لم أستفد شيئاً ولم تستفد الحكومة شيئاً كذلك، لكن إذا أنشأت صندوقا وقمت بتعليم الشباب والفتيات كيف يبدؤون أعمالهم التجارية ووفرت لهم التمويل والأفكار لبدء عمل عبر الإنترنت مثلاً، الأمر لا يكلف الكثير من المال، تأسيس عمل تجاري لا يحتاج إلى الكثير من المال، في بريطانيا الحكومة تشجع الناس على بدء أعمال تجارية خاصة بهم، في العام الماضي بدأ 500 ألف عمل تجاري جديد، إذا كل عمل وظف ثلاثة أو أربعة أشخاص نكون قد وظفنا مليوني شخص، لذلك من الأنجع والأفضل الاستثمار في القدرات البشرية وتطويرهم لتأسيس أعمالهم التجارية في تقنية المعلومات أو الإعلان مثلاً. وللعلم المشاريع الصغيرة في بريطانيا تصل إلى 4.9 مليون مشروع صغير.
وبالنسبة إلي بدأت من لا شيء عبر مشروع صغير، اليوم نحن نوظف 900 شخص، وحجم رأس المال يصل إلى 500 مليون باوند (700 مليون دولار)، كما نوفر ما يقارب ستة آلاف وظيفة مؤقتة.
نسبة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة تفوق 85 في المائة تقريباً، لكن نسبة كبيرة من مشاريع الشباب تفشل في بداياتها لأسباب عدة منها التمويل، عدم وجود دراسات وغيرها، كيف يستطيع الشاب أو الفتاة بداية مشروع ناجح من وجهة نظرك؟
علينا أن نعلم أن الفشل هو جزء من رحلة النجاح في أي عمل، لا أحد يحقق النجاح دون أن يفشل في بعض المراحل من حياته، من الطبيعي أن تحصل أخطاء في العمل ولا ينبغي القلق من هذه الناحية، كيف نتعامل مع المشاكل؟ في بريطانيا الحكومة أنشأت منتدى للمبادرين الناجحين في أعمالهم وطلبت منهم تبني ومساعدة المبادرين الجدد أو أصحاب المشاريع الجديدة، اليوم هناك موقع إلكتروني للحكومة البريطانية عليه أكثر من 16 ألف مبادر بمشاريع ناجحة يخصصون وقتاً لمساعدة الشباب الجدد لتطوير أعمالهم والمشاريع التجارية الناشئة، في السعودية يمكن عمل المثل.
هناك ثمانية ملايين عامل أجنبي في المملكة حالياً، هل يمكن القيام بعملية إحلال للكوادر البشرية الوطنية مكان الأجنبية؟ وكيف؟
أعتقد بداية يجب على الحكومة عمل قاعدة معلومات بكل الوظائف التي يشغلها الوافدون في المملكة، ثم القيام بعمل قاعدة معلومات أخرى لجميع السعوديين الراغبين في العمل في القطاع الخاص، ثم تضع الموظف السعودي في القطاع الخاص، وتتعهد الحكومة بالصرف عليه لعام كامل، شريطة أن يعمل مع الوافد في نفس الوظيفة مثل ظله، خلال الـ12 شهراً، ويجب على الوافد تدريب وتعليم السعودي على الوظيفة وبنهاية عقد الوافد يغادر المملكة، فيما يحل مكانه الموظف السعودي، وإذا ما طبقت هذه الطريقة تكون الحكومة قد خلقت ثمانية ملايين وظيفة.
تسعون إلى جذب مستثمري الخليج للاستثمار في صندوق يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية للمساهمة في مشاريع مختلفة، وقلت شخصياً "عندما نفكر في أن نصف سكان العالم مسلمون، فإن أي رجل أعمال ينظر إلى الصناعة المالية التي تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية كإحدى الفرص الاستثمارية الواعدة التي لم يتم استغلالها بعد! السؤال: هل تعتقد أن الاستفادة من الاستثمارات الخاضعة لأحكام الشريعة جاءت متأخرة؟ ولماذا الآن بالتحديد؟
قلت سابقاً إن الأزمة المالية العالمية عندما حدثت كان النظام المالي الغربي غير مناسب، ولو تعلموا من أحكام الشريعة الإسلامية كان يمكن تجنب هذه الأزمة، لأن نظام الخدمات المالية في الغرب يقرض الناس بدون أصول، بينما في الشريعة الإسلامية يكون لديك أصل ثابت، بالنسبة إلي عندما أستثمر فإن ذلك متوافق مع الشريعة الإسلامية، سواء في الشرق الأوسط أو بريطانيا، فلا أستثمر في الكحول أو المقامرة.
كيف ترى مستقبل الخدمات والاستثمارات الموافقة للشريعة الإسلامية في الغرب خلال السنوات القادمة؟
أعتقد أنها ستتزايد خلال الفترة المقبلة، اليوم هناك ماليزيا، إندونيسيا، الشرق الأوسط، وباكستان، وبسبب الأزمة المالية العالمية الكثير من المسلمين أصبحوا أكثر حرصاً على تطبيق أحكامها، بعد أن فقد الكثير منهم مدخراتهم.
هل لديك فكرة عن بيئة الاستثمار التي توفرها السعودية؟ وهل فكرت يوماً في الاستثمار في المملكة؟
في الواقع أنا مهتم كثيراً بالفرص الاستثمارية هنا، وقبلت المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي 2012م من أجل رؤية العديد من الناس في المملكة، وربما أعجب ببعض المستثمرين المحليين، في النهاية أنا مستثمر ودائماً ما أبحث عن الاستثمارات الجيدة، وسأكون سعيداً فيما إذا وجدت فرصة للاستثمار في السعودية. وبالنسبة إلى البيئة الاستثمارية في المملكة أؤكد لك أنني على دراية واسعة واطلاع كبير عليها.
كيف تقيم تجربتك في البرنامج الشهير (عرين التنين) في الـ"بي بي سي" الذي يتبنى المشاريع التجارية الناشئة؟
خلال هذا البرنامج كان هناك أكثر من ألف شخص ممن لديهم أفكار رائعة يريدون البدء في مشاريع تجارية، وقد استثمرت 1.5 مليون باوند لإعطاء الشباب فرصة لبدء أعمالهم التجارية الخاصة، بالنسبة إلي كانت تجربة مذهلة لأنني أحب رؤية شيئاً ينمو.
هناك نسخة سعودية من البرنامج، هل لديك فكرة عن ذلك؟ وكيف ترى نتائجه؟
نعم أعرفهم جيداً، وأشجعهم على الاستمرار لأن أي عمل يؤدي إلى نشر ثقافة الابتكار والمبادرة مطلوب، وهذا ما يقوم به البرنامج.
كيف تنظر إلى مستقبل منطقة اليورو في ظل الأزمة التي تعصف بها وما زالت مستمرة؟
في الحقيقة أنا قلق كثيراً من الأزمة التي تمر بها منطقة اليورو، لأن أوروبا تقوم حالياً فقط بطباعة النقود، كما أن المبالغ التي اقترضتها تعد الأعلى في تاريخ اقتصادنا، بريطانيا لديها فوق التريليون من الديون، كيف يمكن سدادها؟ إسبانيا لديها ديون، إيطاليا، إيرلندا، البرتغال، إذا فكرت في الأمر لا يمكن تخيل كيف لأوروبا تسديد ديونها، وهذا ما يثير مخاوفي كثيراً، الأمر شبيه بما حصل في دبي، الارتفاع السريع دائما ما ينتهي بانحدار مماثل له في السرعة، أعتقد طباعة النقود ليس حلاً على المدى الطويل.
ما الحلول لأزمة اليورو في رأيك؟
إذا ما نظرت لإدارة الدولة فإنها مشابهة تماماً لإدارة أي شركة، مدخولك انخفض ولذلك سعرك انخفض لكن بسبب أن السياسيين يخافون تخفيض التكلفة عبر استدانة الكثير من النقود، فعندما تخفض التكاليف تصبح غير محبب لدى الجماهير، السياسيون يحتاجون إلى الأصوات لذلك يفضلون الديون عوضاً عن البحث عن الحلول الحقيقية، أعتقد بأن أي دولة يجب أن تدار كأي شركة خاصة.
مستشهدا بمقولة «لا تعط شخصا سمكة بل علمه كيف يصطادها»
عليهم لبدء مشاريع تجارية خاصة بهم بمعدل عشرة آلاف دولار، وضرب مثالا حول ذلك بالقول "لا تعط شخصاً سمكة بل علمه كيف يصطادها". ورأى في حوار مع "الاقتصادية" أنه يمكن إحلال المواطنين مكان العمالة الوافدة فقط في حالة إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للوافدين والوظائف التي يشغلونها، وأخرى للسعوديين الراغبين في القطاع الخاص لكي يتسنى لها ربطهم بالوظائف المناسبة لهم.
8139
جيمس كان
وعبر عن مخاوفه من الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو اليوم، مشيراً إلى أن ما تقوم به أوروبا اليوم هو طباعة النقود والاستدانة بشكل كبير، مطالباً بأن تدار الدول مثل الشركات الخاصة لكي تتعافى من أزماتها، وأن تبتعد عن قرارات السياسيين الذين يفكرون في الأصوات الانتخابية فقط.. فإلى تفاصيل الحوار:
بداية حدثنا عن مشوارك العملي وبداياتك في تأسيس عملك الخاص، كيف كان ذلك؟
رحلتي بدأت عندما كنت في الـ12، والدي كان يقوم بتصنيع الملابس الجلدية، وكنت أرتدي بعض المعاطف التي يصنعها وأذهب بها إلى المدرسة وأقوم بما يشبه العرض من أجل أن يرى زملائي الجاكيت الجديد، ثم يعبرون عن إعجابهم به ويسألونني من أين حصلت عليه؟ فأجيبهم بأنني أعرف شخصاً يبيعه بسعر رخيص وأقوم بإقناعهم بشراء الجاكيت وأتفق معهم على "12 باوند" للقطعة، ثم أذهب إلى والدي وأجري بعض المفاوضات لأحصل على خصم، فأشتريه منه بـ"9 باوند" وأكون قد حصلت على "3 باوند" مكسبا في هذه العملية، قبل 40 عاماً من الآن "3 باوند" كانت تعني الكثير من النقود بالنسبة إلي لأن مصروفي الأسبوعي كان فقط "باوند واحد"، لذلك أدركت من الـ12 أنني أريد أن أكون رجل أعمال، الرغبة في التجارة والأعمال تملكتني منذ ذلك الحين، وعندما غادرت المدرسة لم أكن أريد أن أصبح محامياً أو موظفاً بنكياً أو خلافه، بل رجل أعمال فحسب؛ لأنني أحب الحرية التي تتمتع بها هذه المهنة بعيداً عن قيود أي وظيفة.
السعودية لديها أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل من الجنسين، وقامت ببعض البرامج لاستيعاب هؤلاء في القطاع الخاص، في رأيك كيف يمكن لها التعامل مع مشكلة البطالة؟
أعتقد أن الحكومة السعودية تنفق بسخاء 50 مليار دولار في السنة على العاطلين، إذا لم يكن لديك وظيفة حكومية تدفع لك ألفي ريال شهرياً، وأعتقد أن 1.5 مليون شخص سجلوا في هذا البرنامج، عندما تنفق الحكومة 50 مليار دولار سنوياً؛ فإنها لا تجني شيئا في المقابل، نصيحتي للحكومة السعودية بأن تأخذ الـ50 مليار دولار وتقوم بتوزيعها على هؤلاء العاطلين لبدء مشاريع تجارية خاصة بهم بمعدل عشرة آلاف دولار مثلاً، "لا تعطي شخصاً سمكة، بل علمه كيف يصطادها"، في رأيي ينبغي على الحكومة أن تنظر إلى المدى الطويل، فعندما تعطي ألفي ريال لي لم أستفد شيئاً ولم تستفد الحكومة شيئاً كذلك، لكن إذا أنشأت صندوقا وقمت بتعليم الشباب والفتيات كيف يبدؤون أعمالهم التجارية ووفرت لهم التمويل والأفكار لبدء عمل عبر الإنترنت مثلاً، الأمر لا يكلف الكثير من المال، تأسيس عمل تجاري لا يحتاج إلى الكثير من المال، في بريطانيا الحكومة تشجع الناس على بدء أعمال تجارية خاصة بهم، في العام الماضي بدأ 500 ألف عمل تجاري جديد، إذا كل عمل وظف ثلاثة أو أربعة أشخاص نكون قد وظفنا مليوني شخص، لذلك من الأنجع والأفضل الاستثمار في القدرات البشرية وتطويرهم لتأسيس أعمالهم التجارية في تقنية المعلومات أو الإعلان مثلاً. وللعلم المشاريع الصغيرة في بريطانيا تصل إلى 4.9 مليون مشروع صغير.
وبالنسبة إلي بدأت من لا شيء عبر مشروع صغير، اليوم نحن نوظف 900 شخص، وحجم رأس المال يصل إلى 500 مليون باوند (700 مليون دولار)، كما نوفر ما يقارب ستة آلاف وظيفة مؤقتة.
نسبة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة تفوق 85 في المائة تقريباً، لكن نسبة كبيرة من مشاريع الشباب تفشل في بداياتها لأسباب عدة منها التمويل، عدم وجود دراسات وغيرها، كيف يستطيع الشاب أو الفتاة بداية مشروع ناجح من وجهة نظرك؟
علينا أن نعلم أن الفشل هو جزء من رحلة النجاح في أي عمل، لا أحد يحقق النجاح دون أن يفشل في بعض المراحل من حياته، من الطبيعي أن تحصل أخطاء في العمل ولا ينبغي القلق من هذه الناحية، كيف نتعامل مع المشاكل؟ في بريطانيا الحكومة أنشأت منتدى للمبادرين الناجحين في أعمالهم وطلبت منهم تبني ومساعدة المبادرين الجدد أو أصحاب المشاريع الجديدة، اليوم هناك موقع إلكتروني للحكومة البريطانية عليه أكثر من 16 ألف مبادر بمشاريع ناجحة يخصصون وقتاً لمساعدة الشباب الجدد لتطوير أعمالهم والمشاريع التجارية الناشئة، في السعودية يمكن عمل المثل.
هناك ثمانية ملايين عامل أجنبي في المملكة حالياً، هل يمكن القيام بعملية إحلال للكوادر البشرية الوطنية مكان الأجنبية؟ وكيف؟
أعتقد بداية يجب على الحكومة عمل قاعدة معلومات بكل الوظائف التي يشغلها الوافدون في المملكة، ثم القيام بعمل قاعدة معلومات أخرى لجميع السعوديين الراغبين في العمل في القطاع الخاص، ثم تضع الموظف السعودي في القطاع الخاص، وتتعهد الحكومة بالصرف عليه لعام كامل، شريطة أن يعمل مع الوافد في نفس الوظيفة مثل ظله، خلال الـ12 شهراً، ويجب على الوافد تدريب وتعليم السعودي على الوظيفة وبنهاية عقد الوافد يغادر المملكة، فيما يحل مكانه الموظف السعودي، وإذا ما طبقت هذه الطريقة تكون الحكومة قد خلقت ثمانية ملايين وظيفة.
تسعون إلى جذب مستثمري الخليج للاستثمار في صندوق يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية للمساهمة في مشاريع مختلفة، وقلت شخصياً "عندما نفكر في أن نصف سكان العالم مسلمون، فإن أي رجل أعمال ينظر إلى الصناعة المالية التي تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية كإحدى الفرص الاستثمارية الواعدة التي لم يتم استغلالها بعد! السؤال: هل تعتقد أن الاستفادة من الاستثمارات الخاضعة لأحكام الشريعة جاءت متأخرة؟ ولماذا الآن بالتحديد؟
قلت سابقاً إن الأزمة المالية العالمية عندما حدثت كان النظام المالي الغربي غير مناسب، ولو تعلموا من أحكام الشريعة الإسلامية كان يمكن تجنب هذه الأزمة، لأن نظام الخدمات المالية في الغرب يقرض الناس بدون أصول، بينما في الشريعة الإسلامية يكون لديك أصل ثابت، بالنسبة إلي عندما أستثمر فإن ذلك متوافق مع الشريعة الإسلامية، سواء في الشرق الأوسط أو بريطانيا، فلا أستثمر في الكحول أو المقامرة.
كيف ترى مستقبل الخدمات والاستثمارات الموافقة للشريعة الإسلامية في الغرب خلال السنوات القادمة؟
أعتقد أنها ستتزايد خلال الفترة المقبلة، اليوم هناك ماليزيا، إندونيسيا، الشرق الأوسط، وباكستان، وبسبب الأزمة المالية العالمية الكثير من المسلمين أصبحوا أكثر حرصاً على تطبيق أحكامها، بعد أن فقد الكثير منهم مدخراتهم.
هل لديك فكرة عن بيئة الاستثمار التي توفرها السعودية؟ وهل فكرت يوماً في الاستثمار في المملكة؟
في الواقع أنا مهتم كثيراً بالفرص الاستثمارية هنا، وقبلت المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي 2012م من أجل رؤية العديد من الناس في المملكة، وربما أعجب ببعض المستثمرين المحليين، في النهاية أنا مستثمر ودائماً ما أبحث عن الاستثمارات الجيدة، وسأكون سعيداً فيما إذا وجدت فرصة للاستثمار في السعودية. وبالنسبة إلى البيئة الاستثمارية في المملكة أؤكد لك أنني على دراية واسعة واطلاع كبير عليها.
كيف تقيم تجربتك في البرنامج الشهير (عرين التنين) في الـ"بي بي سي" الذي يتبنى المشاريع التجارية الناشئة؟
خلال هذا البرنامج كان هناك أكثر من ألف شخص ممن لديهم أفكار رائعة يريدون البدء في مشاريع تجارية، وقد استثمرت 1.5 مليون باوند لإعطاء الشباب فرصة لبدء أعمالهم التجارية الخاصة، بالنسبة إلي كانت تجربة مذهلة لأنني أحب رؤية شيئاً ينمو.
هناك نسخة سعودية من البرنامج، هل لديك فكرة عن ذلك؟ وكيف ترى نتائجه؟
نعم أعرفهم جيداً، وأشجعهم على الاستمرار لأن أي عمل يؤدي إلى نشر ثقافة الابتكار والمبادرة مطلوب، وهذا ما يقوم به البرنامج.
كيف تنظر إلى مستقبل منطقة اليورو في ظل الأزمة التي تعصف بها وما زالت مستمرة؟
في الحقيقة أنا قلق كثيراً من الأزمة التي تمر بها منطقة اليورو، لأن أوروبا تقوم حالياً فقط بطباعة النقود، كما أن المبالغ التي اقترضتها تعد الأعلى في تاريخ اقتصادنا، بريطانيا لديها فوق التريليون من الديون، كيف يمكن سدادها؟ إسبانيا لديها ديون، إيطاليا، إيرلندا، البرتغال، إذا فكرت في الأمر لا يمكن تخيل كيف لأوروبا تسديد ديونها، وهذا ما يثير مخاوفي كثيراً، الأمر شبيه بما حصل في دبي، الارتفاع السريع دائما ما ينتهي بانحدار مماثل له في السرعة، أعتقد طباعة النقود ليس حلاً على المدى الطويل.
ما الحلول لأزمة اليورو في رأيك؟
إذا ما نظرت لإدارة الدولة فإنها مشابهة تماماً لإدارة أي شركة، مدخولك انخفض ولذلك سعرك انخفض لكن بسبب أن السياسيين يخافون تخفيض التكلفة عبر استدانة الكثير من النقود، فعندما تخفض التكاليف تصبح غير محبب لدى الجماهير، السياسيون يحتاجون إلى الأصوات لذلك يفضلون الديون عوضاً عن البحث عن الحلول الحقيقية، أعتقد بأن أي دولة يجب أن تدار كأي شركة خاصة.