محمد بن سعد
February 17th, 2012, 23:18
الرياض : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد: في السنوات الأخيرة حصلت تطاولات من بعض الكتّاب في حق علماء الإسلام المعاصرين والقدامى متذرعين بقولهم: (ليس هناك أحد فوق النقد)، (لا كهنوت في الإسلام) يشبهون احترام العلماء الربانيين بتعظيم النصارى لأحبارهم ورهبانهم واتخاذهم أرباباً من دون الله متذرعين بحرية الكلمة وتناولوا المؤسسات الدينية الرسمية بتطاولاتهم، وفي هذه الأيام أفضى الأمر إلى التطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في هراء حمزة كشغري على مقام الرسول.
4542
وهذا نتيجة حتمية لعدم محاسبتهم على تطاولاتهم على العلماء،وإيقافهم عند حدهم ما أدى إلى التجاوز، وإلى التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم لأننا وجهنا جهودنا نحو المتشددين والمتطرفين والمخربين فقط، وهذا حق لابد منه، وقد أنكر السلف على الخوارج تشددهم وتطاولهم على العلماء وولاة الأمور وقاتلوهم على ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حماية للدين والعقيدة ولجماعة المسلمين. ولكن لا يجوز التغافل عن الطرف الآخر المقابل للغلاة وهم أهل التحلل والانفلات. فكلتا الطائفتين عدوّ للإسلام والمسلمين يجب الحذر منهما والأخذ على أيديهما وربما يكون جانب التساهل والانفلات أشد خطراً من جانب التشدد والغلو؛ لأن الغلاة فيهم دين حملهم الحرص عليه مع جهلهم على الوقوع في التشدد، أما هؤلاء المتساهلون والمنفلتون فقد لا يكون فيهم شيء من الدين أصلاً فهم يتسترون بالانتساب إليه، ويتكلمون بلسان المنافقين الذين قالوا: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً وأكذب ألسناً وأجبن عند اللقاء) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
إن في هذه الحادثة درساً للمسلمين بأن يحذروا من الجانبين: جانب الغلو، وجانب الانفلات خصوصاً الأخير والله أمر بالحذر من المنافقين فقال سبحانه: (هُمُ العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون) «سورة المنافقون: آية 4».
وإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - نحو هذه الحادثة من الأمر بالقبض على هذا المجرم المتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديمه للمحاكمة لدى المحكمة الشرعية لبُشرى خير وغيْرة على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولنا أمل قوي في أن تتواصل جهوده - حفظه الله - في كبح جماح الفريقين وإيقافهما عند حدهما.
اللهم انصر من نصر الإسلام والمسلمين، واخذل من خذل الدين والمسلمين..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين..
بقلم: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء
4542
وهذا نتيجة حتمية لعدم محاسبتهم على تطاولاتهم على العلماء،وإيقافهم عند حدهم ما أدى إلى التجاوز، وإلى التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم لأننا وجهنا جهودنا نحو المتشددين والمتطرفين والمخربين فقط، وهذا حق لابد منه، وقد أنكر السلف على الخوارج تشددهم وتطاولهم على العلماء وولاة الأمور وقاتلوهم على ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حماية للدين والعقيدة ولجماعة المسلمين. ولكن لا يجوز التغافل عن الطرف الآخر المقابل للغلاة وهم أهل التحلل والانفلات. فكلتا الطائفتين عدوّ للإسلام والمسلمين يجب الحذر منهما والأخذ على أيديهما وربما يكون جانب التساهل والانفلات أشد خطراً من جانب التشدد والغلو؛ لأن الغلاة فيهم دين حملهم الحرص عليه مع جهلهم على الوقوع في التشدد، أما هؤلاء المتساهلون والمنفلتون فقد لا يكون فيهم شيء من الدين أصلاً فهم يتسترون بالانتساب إليه، ويتكلمون بلسان المنافقين الذين قالوا: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً وأكذب ألسناً وأجبن عند اللقاء) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
إن في هذه الحادثة درساً للمسلمين بأن يحذروا من الجانبين: جانب الغلو، وجانب الانفلات خصوصاً الأخير والله أمر بالحذر من المنافقين فقال سبحانه: (هُمُ العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون) «سورة المنافقون: آية 4».
وإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - نحو هذه الحادثة من الأمر بالقبض على هذا المجرم المتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديمه للمحاكمة لدى المحكمة الشرعية لبُشرى خير وغيْرة على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولنا أمل قوي في أن تتواصل جهوده - حفظه الله - في كبح جماح الفريقين وإيقافهما عند حدهما.
اللهم انصر من نصر الإسلام والمسلمين، واخذل من خذل الدين والمسلمين..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين..
بقلم: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء