نجم سهيل
August 31st, 2008, 15:52
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وإني هنا يا إخوتي ولا أزكي نفسي على الله
قد راعيت أن الله بين عيني فيما أكتبه وأضعه بين أيديكم ولذلك أخاطبكم
لست ضليعا في الأدب بصفة عامة كما أنني لست من محترفي كتابة المذكرات الأدبية على وجه الخصوص
ولقد عانيت حد الإحباط من قوانين وضوابط وأنظمة المرورالأدبي في سبيل الوصول إلى عقولكم وأذواقكم
لأضع بين أيديكم خلاصة تجارب إنسانية من واقع الحياة في قالب بسيط من السرد والتصوير الغيرمتخصص
ولكنه صادق
راجيا أن تلتمسوا لي بعض العذر في أوجه القصور التي لابد من حتميتها لمثلي خاصة وأنه لاباع لي ولاذراع
في صناعة المذكرات الأد بية والوثائقية سردا أو نثرا
ومع أنني أعلم أن هناك قواعد وضوابط وتقاليد أدبية شديدة الصرامة تلزم كاتب المذكرات التقيد البروتوكولي
بهذه الطقوس المحترمة ضمن مسار أدبي مرسوم يسلكه الأدباء والكتاب الذين لست أنا منهم
ولكي أتجاوز هذه المعضلة الكأداء فلم أجد مبررا لاجتيازها إلا بالإدعاء با طلا أمام عجزي بأن طقوسها
ليست كلها شرعية وتعتورها طلاسم شعوذة أدبية مستعصية على الفهم ولذلك تعمدت إدخالها ضمن ثوب فضفاض غريب في طوله وعرضه حتى أتجنب تهمة ملامسة جدار الرواية ولذلك لجأت إلى تقطيع هذا الثوب إلى قطع صغيرة غير مرتبة
فقد وجدت في ذلك مخرجا لجهلي بهذه الطقوس وربما لتبرمي بها فلم أجد أمامي إلا خيارا واحدا
كان لابد منه وهو التمرد على هذه القواعد في كافة صورها ومساراتها
ولذلك اختطيت لقلمي مساراموازيا لذلك المسار المراقب برادار النقاد وجلادي السلوكيات والبروتوكولات الأدبية على الأقل لتقليل الأضرار
ولعله يشفع لي في ذلك أنني مسبوق في هذا التمرد وهذه المخالفات من العاجزين أمثالي
ومن منظورأن الغاية تبرر الوسيلة أحيانا فغايتي هي الوصول إلى مقاماتكم ومن ثم إيصال هذه التجارب
من خلال ما أملكه من أدوات متواضعة فيما أنا بصدده فأرجو صادقا أن تقيلوا عثراتي وسقطاتي اللغوية والنحوية
فيما لا أجرؤ على تسميته تسمية أدبية
ولكنه خليط من المذكرات وشيء من السرد الوثائقي الشخصي العالق في جدارالذاكره
ولعله يشفع لي أيضا وكمجدف في هذا الخضم قصر مجدافي قياسا على قصر باعي في هذا البحر المحيط
ولكني على يقين أن القاريء أو المتلقي بصفة عامة ومن خلال قرائته لمابين يديه يقراء أيضا الكاتب
بقدرما يقراء له وربما يتجاوز ذلك إلى تحليل شخصيته ومن ثم تشريحها على طاولة النقد وبالتالي تقطيع أوصاله
وكشف عواره الأدبي وتحسس مصداقيته
ولاأخفيكم أني تعمدت إضافة بعض الملح والبهارات لإضفاء شيء من النكهة التي لاتؤثر على الطعم والجوهر
ولذلك حرصت أشد الحرص على احترام وعي القاريء وصدق وصواب حدسه وفراسته في سبر ماهية مايقراء
وسوف أكون صادقا مع الله ثم مع نفسي التي لاأزكيها على الله ومن ثم معكم فيما تقرؤنه هنا
ولا أخفيكم أنني سأتجاوزمن صدر شبابي بعض النقاط ذات الخصوصية الشديدة جدا
والتي أعترف أن فيها من الثقوب والبقع السوداء ما أسأل الله أن يغفره لي
إلى جانب بعض ماقد يكون شديد الحساسية تجاه بعض الشخصيات المذكورة هنا بالكناية فقط
مع تأكيدي لك عزيزي القاريء أن ذلك لا يؤثر إطلاقا في صلب وسياق مابين يديك خاصة وأن معظم الشخصيات التي أتطرق إليها بالذكر لاتزال على قيد الحياة كما أرجو أن تصدقني عزيزي القاريء
أني لم أحاول إلباس بعض الشخصيات أثواب من خام المثاليات والإستقامة بما فيهم محدثكم والعكس أيضا
ولكني قطعت على نفسي عهدا أن لا أسوف بل هناك بعض المواضيع والآراء ذات الحساسية الشديدة
التي تتناول بالنقد الجريء بعض عاداتنا ومعتقداتنا الإجتماعية ولكني أضعها بجرأة قد لاتعجب البعض بمصداقيتها
وواقعيتها ولكني فعلت وأفعل ذلك غير هياب إلا من الله وحده وبمقتضى الأمانة دينيا وأدبيا وأخلاقيا
ومن ثم إيماني بهذه المباديء التي هي امتداد لإيماني بالله ثم بنفسي وثقتي فيها من غير تزكية على الله
وبدون فخر ولذلك حرصت أن أكون صادقا معكم فيما أطرحه من نقد أو رفض لبعض العادات كرأي شخصي
وأرجو أن يغفر الله لي إيراد بعض الوقائع كونها من باب الأمانة الأدبية لا الغيبة
كما أنني اكتفيت بكنية أبو فلان للإشارة إلى معظم الشخصيات تجنبا للإحراج مع تأكيدي أن كل الوقائع حقيقية
أرجو أن يكون في بعضها العظة والفائده كما أرجو أن تتقبلوا هذا السرد على علاته وشكرا لتفهمكم وللأهمية فإن هذه الحلقات غير منظمة أو مسلسلة من حيث التواريخ وتسلسل الأحداث وقد قصدت من ذلك عدم إصابتكم بالملل من متابعة حلقات مسلسلة رتيبه
أعتذر عن الإطالة
كان الصديق والأديب الأريب الأستاذ محمود توفيق وهو من رواد القصة القصيرة كان يلح علي بشدة بوضع هذه المحصلة في كتاب فوعدته أن أعيد الصياغة متعلللا أن مايكتب في المنتديات لايصلح للنشر في الكتب وكان أملي طويلا إلى أن بطشت الجلطة بعيني اليسرى ولم أعد أستطيع الكتابة والقراءة كما كنت من قبل فالله المستعان ولذلك قررت الدفع بما في جعبتي وبأسلوب بسيط وطبعه في كتاب على نهج ومفهوم المنتديات الإلكترونية بدون تعديل بسبب عجزي عن إعادة الصياغة مرة أخرى
-----------------
كنت قبل بضع سنوات قد أنزلت بعض الأجزاء من سلسلة
( مواقف وعبر ومشاهدات وذكريات )
في أحد المنتديات
وقد لاقت هذه السلسلة إقبالا جيداخاصة من زوار الجوجل حيث كان عدد الزوار يتجاوز الثلاثمائة زائر أو قاريء في اليوم الواحد عسى أن تحوز على قبولكم ورضاكم جميعا وقبل أن أطرح الحلقة الأولى
سأحدثكم قليلا عن إحدى مغامراتي التسوقية قبل رمضان وقبله بيومين وبدون ترتيب أو سابق إعداد ذهبت برفقة إبني عبد الله إلى حلقة الأنعام الرئيسة في جدة لجس نبض السوق وبعد عدة خيارات ومفاضلات
قررنا أن نشتري عجلا بغرض فرم لحمه بالكامل وفضلنا هذا الخيار بسبب أن أم العيال لاتأكل هي وإبنتيها لحم الجمل وأسعار الخراف مولعة جدا وبعد كر وفر مع باعة العجول والثيران ابتعنا عجلا سمينا لونه يسر الناظرين إذا نظرت إلى عينيه تذكرت عيون المها بين الرصافة والجسر
دفعنا في عجلنا 2600ريال وذهبنا به إلى المقصلة وكان الزحام شديدا ومن الساعة الواحدة ظهرا إلى مابعد العصر وخلال هذه الفترة وفي مكان ضيق تم ذبح ثلاثين عجلاوثورا ونحر خمسة جمال دفعة واحدة في معركة دامية نتج عنها هياج أحد القعدان فعاجله فتى يمني بالنحر واقفا تجاه القبلة والعجيب أن معظمنا كان يقف بين ضحايا هذه المجزرة
وبهذه المناسبة أذكر ذات مرة كنت مع مجموعة من الفضوليين اللي بعضهم مليقيف من أصحاب الجمال والثيران
كنا نقف وسط صالة الذبح والنحر وكان هناك ثور كأنه وحيد القرن في ضخامته ولتتم السيطرة عليه علق الجزار إحدى قائمتيه الخلفيتين في خطاف كهربائي فاختل توازن الثور وسقط موجها من الجزار على جانبه الأيسر وعندما أعمل الجزار سكينته الطويلة في عنق الثور انطلق الثور بعد أن حرر قائمته من الخطاف وهو نصف مذبوح فيالهذا الثور العجيب المهيب المرعب حقا من فرط المهابة وهو يترنح في هياج مروع فكانت النتيجة
أن كل الفضوليين أطلقوا سيقانهم للريح ومن شدة تفحيطهم في البلاط الزلق بالدماء تساقطوا ذات اليمين وذات الشمال والثورمن بينهم وكاد أن يجعلنا هريسة لولا لطف الله أما محدثكم فقد كان بجوار دكة عالية نسبيا ولكنها بارتفاع قامتي ومن شدة حبي للحياة قفزت بكامل جسمي ذي الثمانين كيلو فوق هذه الدكة وياروح ما بعدك روح والله لو سجلوها في الموسوعة الشهيرة لكانت رقما قياسيا في القفز الثقيل
وفي هذه الأثناء انطلق شاب مصري شجاع ذو بنية رياضية متينة خلف الثور فعمل له مخالفة غير رياضية من الخلف دون حصوله على الكرت الأحمر وبكل بساطة ركل الثور في إحدى قائمتيه الخلفيتين فاختل توازنه وسقط على الأرض فعاجله هذا الشاب بسكينه فشق نحرالثور ببراعة شديده وانتهت المعركة بسقوط الثور
عودة لعجلنا
انتظرنا حتى جاء دورنا حيث حش الجزار حنجرة عجلنا وسلخ جزءا منه وكراعه عالق بالخطاف الكهربائي وكنا قد شعرنا ببعض الغبن من أن عجلنا صغير ولكن قناعتنا تغيرت بعد رفعه مسلوخا فقد كان عجلا كأنه ثور
ذهبنا بعجلنا بعد سلخه لحما موزعا إلى أرباع ضخمة إلى البيت وكانت سيارتنا تزحف زحفا على طريقة البوبحة وفي البيت بدأت عمليات تشفية اللحم فهناك من يقطع أجزاء وآخر يفرم اللحم وعند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل انتهت مهامنا وكان لدينا ميزان فكانت النتائج على النحو التالي
26كج لحم مفروم 34 كج هبرلحم صافي 24 كج لحم مختلط بالعظم 3كج كبد مع القلب والكلاوي 2كج شحوم مستبعدة المجموع 90 كج وبذلك تكون قيمة الكيلو 28.80والعجل بلدي أما رأس العجل والكبد فقد أعطيناها للحارس الذي كاد يغمى عليه من الفرح برأس العجل فمعروف عن البنغاليين أن أغلى مايقدمون لضيوفهم رؤس البقر والثيران وفي أعيادهم كذلك وليلتها فقدنا الحارس الذي لم يعد إلى البيت إلا في ساعة متأخرة جدا وهو يدربي رأسه من أثر مافي رأس العجل
والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وإني هنا يا إخوتي ولا أزكي نفسي على الله
قد راعيت أن الله بين عيني فيما أكتبه وأضعه بين أيديكم ولذلك أخاطبكم
لست ضليعا في الأدب بصفة عامة كما أنني لست من محترفي كتابة المذكرات الأدبية على وجه الخصوص
ولقد عانيت حد الإحباط من قوانين وضوابط وأنظمة المرورالأدبي في سبيل الوصول إلى عقولكم وأذواقكم
لأضع بين أيديكم خلاصة تجارب إنسانية من واقع الحياة في قالب بسيط من السرد والتصوير الغيرمتخصص
ولكنه صادق
راجيا أن تلتمسوا لي بعض العذر في أوجه القصور التي لابد من حتميتها لمثلي خاصة وأنه لاباع لي ولاذراع
في صناعة المذكرات الأد بية والوثائقية سردا أو نثرا
ومع أنني أعلم أن هناك قواعد وضوابط وتقاليد أدبية شديدة الصرامة تلزم كاتب المذكرات التقيد البروتوكولي
بهذه الطقوس المحترمة ضمن مسار أدبي مرسوم يسلكه الأدباء والكتاب الذين لست أنا منهم
ولكي أتجاوز هذه المعضلة الكأداء فلم أجد مبررا لاجتيازها إلا بالإدعاء با طلا أمام عجزي بأن طقوسها
ليست كلها شرعية وتعتورها طلاسم شعوذة أدبية مستعصية على الفهم ولذلك تعمدت إدخالها ضمن ثوب فضفاض غريب في طوله وعرضه حتى أتجنب تهمة ملامسة جدار الرواية ولذلك لجأت إلى تقطيع هذا الثوب إلى قطع صغيرة غير مرتبة
فقد وجدت في ذلك مخرجا لجهلي بهذه الطقوس وربما لتبرمي بها فلم أجد أمامي إلا خيارا واحدا
كان لابد منه وهو التمرد على هذه القواعد في كافة صورها ومساراتها
ولذلك اختطيت لقلمي مساراموازيا لذلك المسار المراقب برادار النقاد وجلادي السلوكيات والبروتوكولات الأدبية على الأقل لتقليل الأضرار
ولعله يشفع لي في ذلك أنني مسبوق في هذا التمرد وهذه المخالفات من العاجزين أمثالي
ومن منظورأن الغاية تبرر الوسيلة أحيانا فغايتي هي الوصول إلى مقاماتكم ومن ثم إيصال هذه التجارب
من خلال ما أملكه من أدوات متواضعة فيما أنا بصدده فأرجو صادقا أن تقيلوا عثراتي وسقطاتي اللغوية والنحوية
فيما لا أجرؤ على تسميته تسمية أدبية
ولكنه خليط من المذكرات وشيء من السرد الوثائقي الشخصي العالق في جدارالذاكره
ولعله يشفع لي أيضا وكمجدف في هذا الخضم قصر مجدافي قياسا على قصر باعي في هذا البحر المحيط
ولكني على يقين أن القاريء أو المتلقي بصفة عامة ومن خلال قرائته لمابين يديه يقراء أيضا الكاتب
بقدرما يقراء له وربما يتجاوز ذلك إلى تحليل شخصيته ومن ثم تشريحها على طاولة النقد وبالتالي تقطيع أوصاله
وكشف عواره الأدبي وتحسس مصداقيته
ولاأخفيكم أني تعمدت إضافة بعض الملح والبهارات لإضفاء شيء من النكهة التي لاتؤثر على الطعم والجوهر
ولذلك حرصت أشد الحرص على احترام وعي القاريء وصدق وصواب حدسه وفراسته في سبر ماهية مايقراء
وسوف أكون صادقا مع الله ثم مع نفسي التي لاأزكيها على الله ومن ثم معكم فيما تقرؤنه هنا
ولا أخفيكم أنني سأتجاوزمن صدر شبابي بعض النقاط ذات الخصوصية الشديدة جدا
والتي أعترف أن فيها من الثقوب والبقع السوداء ما أسأل الله أن يغفره لي
إلى جانب بعض ماقد يكون شديد الحساسية تجاه بعض الشخصيات المذكورة هنا بالكناية فقط
مع تأكيدي لك عزيزي القاريء أن ذلك لا يؤثر إطلاقا في صلب وسياق مابين يديك خاصة وأن معظم الشخصيات التي أتطرق إليها بالذكر لاتزال على قيد الحياة كما أرجو أن تصدقني عزيزي القاريء
أني لم أحاول إلباس بعض الشخصيات أثواب من خام المثاليات والإستقامة بما فيهم محدثكم والعكس أيضا
ولكني قطعت على نفسي عهدا أن لا أسوف بل هناك بعض المواضيع والآراء ذات الحساسية الشديدة
التي تتناول بالنقد الجريء بعض عاداتنا ومعتقداتنا الإجتماعية ولكني أضعها بجرأة قد لاتعجب البعض بمصداقيتها
وواقعيتها ولكني فعلت وأفعل ذلك غير هياب إلا من الله وحده وبمقتضى الأمانة دينيا وأدبيا وأخلاقيا
ومن ثم إيماني بهذه المباديء التي هي امتداد لإيماني بالله ثم بنفسي وثقتي فيها من غير تزكية على الله
وبدون فخر ولذلك حرصت أن أكون صادقا معكم فيما أطرحه من نقد أو رفض لبعض العادات كرأي شخصي
وأرجو أن يغفر الله لي إيراد بعض الوقائع كونها من باب الأمانة الأدبية لا الغيبة
كما أنني اكتفيت بكنية أبو فلان للإشارة إلى معظم الشخصيات تجنبا للإحراج مع تأكيدي أن كل الوقائع حقيقية
أرجو أن يكون في بعضها العظة والفائده كما أرجو أن تتقبلوا هذا السرد على علاته وشكرا لتفهمكم وللأهمية فإن هذه الحلقات غير منظمة أو مسلسلة من حيث التواريخ وتسلسل الأحداث وقد قصدت من ذلك عدم إصابتكم بالملل من متابعة حلقات مسلسلة رتيبه
أعتذر عن الإطالة
كان الصديق والأديب الأريب الأستاذ محمود توفيق وهو من رواد القصة القصيرة كان يلح علي بشدة بوضع هذه المحصلة في كتاب فوعدته أن أعيد الصياغة متعلللا أن مايكتب في المنتديات لايصلح للنشر في الكتب وكان أملي طويلا إلى أن بطشت الجلطة بعيني اليسرى ولم أعد أستطيع الكتابة والقراءة كما كنت من قبل فالله المستعان ولذلك قررت الدفع بما في جعبتي وبأسلوب بسيط وطبعه في كتاب على نهج ومفهوم المنتديات الإلكترونية بدون تعديل بسبب عجزي عن إعادة الصياغة مرة أخرى
-----------------
كنت قبل بضع سنوات قد أنزلت بعض الأجزاء من سلسلة
( مواقف وعبر ومشاهدات وذكريات )
في أحد المنتديات
وقد لاقت هذه السلسلة إقبالا جيداخاصة من زوار الجوجل حيث كان عدد الزوار يتجاوز الثلاثمائة زائر أو قاريء في اليوم الواحد عسى أن تحوز على قبولكم ورضاكم جميعا وقبل أن أطرح الحلقة الأولى
سأحدثكم قليلا عن إحدى مغامراتي التسوقية قبل رمضان وقبله بيومين وبدون ترتيب أو سابق إعداد ذهبت برفقة إبني عبد الله إلى حلقة الأنعام الرئيسة في جدة لجس نبض السوق وبعد عدة خيارات ومفاضلات
قررنا أن نشتري عجلا بغرض فرم لحمه بالكامل وفضلنا هذا الخيار بسبب أن أم العيال لاتأكل هي وإبنتيها لحم الجمل وأسعار الخراف مولعة جدا وبعد كر وفر مع باعة العجول والثيران ابتعنا عجلا سمينا لونه يسر الناظرين إذا نظرت إلى عينيه تذكرت عيون المها بين الرصافة والجسر
دفعنا في عجلنا 2600ريال وذهبنا به إلى المقصلة وكان الزحام شديدا ومن الساعة الواحدة ظهرا إلى مابعد العصر وخلال هذه الفترة وفي مكان ضيق تم ذبح ثلاثين عجلاوثورا ونحر خمسة جمال دفعة واحدة في معركة دامية نتج عنها هياج أحد القعدان فعاجله فتى يمني بالنحر واقفا تجاه القبلة والعجيب أن معظمنا كان يقف بين ضحايا هذه المجزرة
وبهذه المناسبة أذكر ذات مرة كنت مع مجموعة من الفضوليين اللي بعضهم مليقيف من أصحاب الجمال والثيران
كنا نقف وسط صالة الذبح والنحر وكان هناك ثور كأنه وحيد القرن في ضخامته ولتتم السيطرة عليه علق الجزار إحدى قائمتيه الخلفيتين في خطاف كهربائي فاختل توازن الثور وسقط موجها من الجزار على جانبه الأيسر وعندما أعمل الجزار سكينته الطويلة في عنق الثور انطلق الثور بعد أن حرر قائمته من الخطاف وهو نصف مذبوح فيالهذا الثور العجيب المهيب المرعب حقا من فرط المهابة وهو يترنح في هياج مروع فكانت النتيجة
أن كل الفضوليين أطلقوا سيقانهم للريح ومن شدة تفحيطهم في البلاط الزلق بالدماء تساقطوا ذات اليمين وذات الشمال والثورمن بينهم وكاد أن يجعلنا هريسة لولا لطف الله أما محدثكم فقد كان بجوار دكة عالية نسبيا ولكنها بارتفاع قامتي ومن شدة حبي للحياة قفزت بكامل جسمي ذي الثمانين كيلو فوق هذه الدكة وياروح ما بعدك روح والله لو سجلوها في الموسوعة الشهيرة لكانت رقما قياسيا في القفز الثقيل
وفي هذه الأثناء انطلق شاب مصري شجاع ذو بنية رياضية متينة خلف الثور فعمل له مخالفة غير رياضية من الخلف دون حصوله على الكرت الأحمر وبكل بساطة ركل الثور في إحدى قائمتيه الخلفيتين فاختل توازنه وسقط على الأرض فعاجله هذا الشاب بسكينه فشق نحرالثور ببراعة شديده وانتهت المعركة بسقوط الثور
عودة لعجلنا
انتظرنا حتى جاء دورنا حيث حش الجزار حنجرة عجلنا وسلخ جزءا منه وكراعه عالق بالخطاف الكهربائي وكنا قد شعرنا ببعض الغبن من أن عجلنا صغير ولكن قناعتنا تغيرت بعد رفعه مسلوخا فقد كان عجلا كأنه ثور
ذهبنا بعجلنا بعد سلخه لحما موزعا إلى أرباع ضخمة إلى البيت وكانت سيارتنا تزحف زحفا على طريقة البوبحة وفي البيت بدأت عمليات تشفية اللحم فهناك من يقطع أجزاء وآخر يفرم اللحم وعند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل انتهت مهامنا وكان لدينا ميزان فكانت النتائج على النحو التالي
26كج لحم مفروم 34 كج هبرلحم صافي 24 كج لحم مختلط بالعظم 3كج كبد مع القلب والكلاوي 2كج شحوم مستبعدة المجموع 90 كج وبذلك تكون قيمة الكيلو 28.80والعجل بلدي أما رأس العجل والكبد فقد أعطيناها للحارس الذي كاد يغمى عليه من الفرح برأس العجل فمعروف عن البنغاليين أن أغلى مايقدمون لضيوفهم رؤس البقر والثيران وفي أعيادهم كذلك وليلتها فقدنا الحارس الذي لم يعد إلى البيت إلا في ساعة متأخرة جدا وهو يدربي رأسه من أثر مافي رأس العجل