نجلاء كتبي
August 13th, 2011, 00:01
الحرب الثقافية في عصر الإنترنت
http://www.aleqt.com/a/568652_174162.jpg
الحرب الثقافية من على الفضاء ومن أجله
جيمس كرابتري
عنوان الكتاب: ربح سهل: كيف تدمر الإنترنت ثقافة الأعمال
وكيف يمكن أن تقاوم ثقافة الأعمال ذلك
تأليف: روبرت ليفاين
الناشر: بودلي هيد، 18.99 جنيهاً، 320 صفحة
في الشهر الماضي، استيقظ المشتركون في خدمة تأجير الأفلام الأمريكية نيت-فليكس على مفاجأة غير سارة. حتى ذلك الوقت كان معظمهم يدفع رسوماً شهرية قدرها 9.99 دولاراً، بحيث يسمح لهم بمشاهدة عدد غير محدود من الأفلام على الإنترنت، وطلب أقراص الفيديو المدمجة من البريد. أنهت ''نيت فليكس'' هذه الصفقة فجأة. وبدلا من ذلك، يمكن للزبائن أن يختاروا: إما الحزمة على الإنترنت أو الخيار البريدي، مقابل مبلغ 7.99 دولار لكل منهما. وسيكلف كلاهما معا ضعف المبلغ.
وتم نشر أكثر من عشرة آلاف تعليق غاضب على الموقع الإلكتروني لشركة نيت فليكس وتدفقت التهديدات بإلغاء الاشتراكات. إلا أن هذه الخطوة ستحظى بموافقة المؤلف روبرت ليفاين- باعتبارها مثالاً نادراً على شركة تكنولوجية تقنع الناس بدفع المزيد من المال لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية على الإنترنت.
وستتجنب ''نيت فليكس'' على الأرجح خسارة الكثير جدا من الزبائن. وحتى بسعر أعلى، تقريبا نفس سعر تذكرتي سينما، فإن منتجاتها صفقة جيدة. ومع ذلك، كما يشير ليفاين في كتاب ''ربح سهل''، فهي لحظة نجاح نادرة لشركات الموسيقى والأفلام المبتلاة بانخفاض الأرباح والقرصنة المتفشية.
وغالبا تروى قصة تكتلات الشركات الإعلامية في العصر الرقمي باعتبارها قصة شركات عاجزة وغير قادرة على تكييف نماذج أعمالها، وفي أسوأ الأحوال، تقاضي زبائنها بتهمة التحميل غير القانوني. ويقدم ليفاين، الصحافي والمحرر السابق لمجلة بيلبورد للموسيقى، حجة دقيقة متعمقة لصالح الجانب الآخر من النقاش.
من الصعب تفنيد الحقائق المتعلقة بالتراجع، فمبيعات شركات التسجيل الأمريكية هي أقل بنسبة النصف تقريبا عما كانت عليه قبل عقد، كما أن قيمة شركات شبكات التلفزيون الآن أقل بكثير من قيمتها السابقة. هوليوود هي التالية: تتراجع مبيعات أقراص الفيديو المدمجة مع تأثير اتصالات الإنترنت الأسرع، ومواقع تبادل الملفات على الأفلام بنفس الطريقة التي أثرت فيها ''نابستر'' على الموسيقى.
ويفسر ليفين هذا الانخفاض من خلال روايتين: رواية تتعلق بالشركات وأخرى فكرية. وتروي الأولى قصة تكتلات الشركات الإعلامية التي تخسر معركة مع صناعة الاتصالات، التي فازت بزبائن الإنترنت السريع مع وعد بالوصول إلى الأفلام والموسيقى- ومعظمها متوفرة، بشكل غير قانوني، مجانا.
وقد تبين أن قانون حق المؤلف للألفية الرقمية (1998) في أمريكا كارثي للغاية. ويقول ليفاين إن شركات الإعلام عقدت صفقة سيئة. لقد فازت بالحماية القانونية لحق المؤلف، ولكن على حساب قواعد جديدة تسمح لشركات مثل يو تيوب بتجنب كامل المسؤولية عن نقل المحتوى غير القانوني، حيث ''تحقق أرباحاً سهلة'' على حساب الآخرين.
والرواية الفكرية التي يهاجم فيها المؤلف مفكرين مثل لاري ليسيغ الأستاذ في جامعة هارفارد، أكثر تشويقا. بالنسبة للكثيرين، فإن دفاع ليسيغ عن تبادل المعلومات على الإنترنت باعتبار ذلك شكلاً من أشكال حرية التعبير، ودعواته لإصلاح قانون حق المؤلف ليست سوى رؤية رومانسية لمجال عام رقمي يسمح فيه للناس بتبادل المعلومات. وبالنسبة للمؤلف، توفر هذه الأفكار تبريرا فكريا لممارسات مدمرة بالنسبة لمعظم العاملين في الصناعات الإبداعية.
إلا أن الشرير الحقيقي في كتاب ليفاين هو ''جوجل'': الشركة التي تحقق أقصى أرباح حين يتم نشر محتوى جديد على الإنترنت. وتمول ''جوجل'' أيضاً مجموعة من مراكز الأبحاث الفكرية، وجماعات الضغط في محاولاتها لحماية ''الإنترنت المفتوح'' الحالي ضد شركات الإعلام التي تسعى لحماية (وفرض رسوم على) سلعها، على الرغم أن هذا ليس مسعى شريراً بقدر ما يلمح ليفاين.
وعموما، هذا الكتاب هو الدفاع الأكثر إقناعا سبق أن قرأته للمأزق الحالي للصناعات الإبداعية. ومع ذلك، فإن ليفاين متساهل جدا مع صناعة الموسيقى، التي أدت محاولاتها للتشبث بنماذج العمل التي عفا عليها الزمن في الكثير من الأحيان إلى إتاحة الفرصة لمنافسين أكثر إبداعا، أبرزهم شركة أبل.
وفيما يتعلق بشركة جوجل، فإن ليفاين محق في القول إن هذه الشركة الأقوى بين الشركات الرقمية ستحتاج إلى تنظيم دقيق في المستقبل. ولكن إذا كانت ''الحرب على حقوق المؤلف'' التي تشنها الشركة ماكرة بقدر ما يزعم المؤلف، فإن سبب عدم نجاحها حتى الآن لا يزال سرا غامضا. وصحيح أن الحكومة البريطانية وافقت هذا الأسبوع على تعديلات طفيفة نسبيا على قوانين حقوق المؤلف. ولكن على كلا جانبي الأطلسي، فشلت حتى الآن المحاولات المنطقية لوقف تمديد مدة حقوق المؤلف، التي تمتد غالبا حتى فترة طويلة بعد وفاته- عادة في مواجهة ضغوط شديدة من نفس شركات الإعلام التي يصورها ليفاين بأنها ضحايا.
ونقاش ليفاين أقوى فيما يتعلق بما يجب فعله، فهو يقترح أن يتم اعتبار انتهاك حقوق المؤلف الشخصي جريمة صغيرة، ولكن شائعة، مثل مخالفات السرعة؛ وهو اقتراح معقول.
وحجته أن شركات التكنولوجيا الكبرى تفعل الكثير لمساعدة صناعات الموسيقى والأفلام معقولة أيضا. الإنترنت المفتوح اليوم يستحق الدفاع عنه، ولكنه سيكون أضعف إذا تم تقويض نماذج العمل التي تدعم نوع المحتوى الذي يرغب معظمنا في مشاهدته.
http://www.aleqt.com/a/568652_174162.jpg
الحرب الثقافية من على الفضاء ومن أجله
جيمس كرابتري
عنوان الكتاب: ربح سهل: كيف تدمر الإنترنت ثقافة الأعمال
وكيف يمكن أن تقاوم ثقافة الأعمال ذلك
تأليف: روبرت ليفاين
الناشر: بودلي هيد، 18.99 جنيهاً، 320 صفحة
في الشهر الماضي، استيقظ المشتركون في خدمة تأجير الأفلام الأمريكية نيت-فليكس على مفاجأة غير سارة. حتى ذلك الوقت كان معظمهم يدفع رسوماً شهرية قدرها 9.99 دولاراً، بحيث يسمح لهم بمشاهدة عدد غير محدود من الأفلام على الإنترنت، وطلب أقراص الفيديو المدمجة من البريد. أنهت ''نيت فليكس'' هذه الصفقة فجأة. وبدلا من ذلك، يمكن للزبائن أن يختاروا: إما الحزمة على الإنترنت أو الخيار البريدي، مقابل مبلغ 7.99 دولار لكل منهما. وسيكلف كلاهما معا ضعف المبلغ.
وتم نشر أكثر من عشرة آلاف تعليق غاضب على الموقع الإلكتروني لشركة نيت فليكس وتدفقت التهديدات بإلغاء الاشتراكات. إلا أن هذه الخطوة ستحظى بموافقة المؤلف روبرت ليفاين- باعتبارها مثالاً نادراً على شركة تكنولوجية تقنع الناس بدفع المزيد من المال لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية على الإنترنت.
وستتجنب ''نيت فليكس'' على الأرجح خسارة الكثير جدا من الزبائن. وحتى بسعر أعلى، تقريبا نفس سعر تذكرتي سينما، فإن منتجاتها صفقة جيدة. ومع ذلك، كما يشير ليفاين في كتاب ''ربح سهل''، فهي لحظة نجاح نادرة لشركات الموسيقى والأفلام المبتلاة بانخفاض الأرباح والقرصنة المتفشية.
وغالبا تروى قصة تكتلات الشركات الإعلامية في العصر الرقمي باعتبارها قصة شركات عاجزة وغير قادرة على تكييف نماذج أعمالها، وفي أسوأ الأحوال، تقاضي زبائنها بتهمة التحميل غير القانوني. ويقدم ليفاين، الصحافي والمحرر السابق لمجلة بيلبورد للموسيقى، حجة دقيقة متعمقة لصالح الجانب الآخر من النقاش.
من الصعب تفنيد الحقائق المتعلقة بالتراجع، فمبيعات شركات التسجيل الأمريكية هي أقل بنسبة النصف تقريبا عما كانت عليه قبل عقد، كما أن قيمة شركات شبكات التلفزيون الآن أقل بكثير من قيمتها السابقة. هوليوود هي التالية: تتراجع مبيعات أقراص الفيديو المدمجة مع تأثير اتصالات الإنترنت الأسرع، ومواقع تبادل الملفات على الأفلام بنفس الطريقة التي أثرت فيها ''نابستر'' على الموسيقى.
ويفسر ليفين هذا الانخفاض من خلال روايتين: رواية تتعلق بالشركات وأخرى فكرية. وتروي الأولى قصة تكتلات الشركات الإعلامية التي تخسر معركة مع صناعة الاتصالات، التي فازت بزبائن الإنترنت السريع مع وعد بالوصول إلى الأفلام والموسيقى- ومعظمها متوفرة، بشكل غير قانوني، مجانا.
وقد تبين أن قانون حق المؤلف للألفية الرقمية (1998) في أمريكا كارثي للغاية. ويقول ليفاين إن شركات الإعلام عقدت صفقة سيئة. لقد فازت بالحماية القانونية لحق المؤلف، ولكن على حساب قواعد جديدة تسمح لشركات مثل يو تيوب بتجنب كامل المسؤولية عن نقل المحتوى غير القانوني، حيث ''تحقق أرباحاً سهلة'' على حساب الآخرين.
والرواية الفكرية التي يهاجم فيها المؤلف مفكرين مثل لاري ليسيغ الأستاذ في جامعة هارفارد، أكثر تشويقا. بالنسبة للكثيرين، فإن دفاع ليسيغ عن تبادل المعلومات على الإنترنت باعتبار ذلك شكلاً من أشكال حرية التعبير، ودعواته لإصلاح قانون حق المؤلف ليست سوى رؤية رومانسية لمجال عام رقمي يسمح فيه للناس بتبادل المعلومات. وبالنسبة للمؤلف، توفر هذه الأفكار تبريرا فكريا لممارسات مدمرة بالنسبة لمعظم العاملين في الصناعات الإبداعية.
إلا أن الشرير الحقيقي في كتاب ليفاين هو ''جوجل'': الشركة التي تحقق أقصى أرباح حين يتم نشر محتوى جديد على الإنترنت. وتمول ''جوجل'' أيضاً مجموعة من مراكز الأبحاث الفكرية، وجماعات الضغط في محاولاتها لحماية ''الإنترنت المفتوح'' الحالي ضد شركات الإعلام التي تسعى لحماية (وفرض رسوم على) سلعها، على الرغم أن هذا ليس مسعى شريراً بقدر ما يلمح ليفاين.
وعموما، هذا الكتاب هو الدفاع الأكثر إقناعا سبق أن قرأته للمأزق الحالي للصناعات الإبداعية. ومع ذلك، فإن ليفاين متساهل جدا مع صناعة الموسيقى، التي أدت محاولاتها للتشبث بنماذج العمل التي عفا عليها الزمن في الكثير من الأحيان إلى إتاحة الفرصة لمنافسين أكثر إبداعا، أبرزهم شركة أبل.
وفيما يتعلق بشركة جوجل، فإن ليفاين محق في القول إن هذه الشركة الأقوى بين الشركات الرقمية ستحتاج إلى تنظيم دقيق في المستقبل. ولكن إذا كانت ''الحرب على حقوق المؤلف'' التي تشنها الشركة ماكرة بقدر ما يزعم المؤلف، فإن سبب عدم نجاحها حتى الآن لا يزال سرا غامضا. وصحيح أن الحكومة البريطانية وافقت هذا الأسبوع على تعديلات طفيفة نسبيا على قوانين حقوق المؤلف. ولكن على كلا جانبي الأطلسي، فشلت حتى الآن المحاولات المنطقية لوقف تمديد مدة حقوق المؤلف، التي تمتد غالبا حتى فترة طويلة بعد وفاته- عادة في مواجهة ضغوط شديدة من نفس شركات الإعلام التي يصورها ليفاين بأنها ضحايا.
ونقاش ليفاين أقوى فيما يتعلق بما يجب فعله، فهو يقترح أن يتم اعتبار انتهاك حقوق المؤلف الشخصي جريمة صغيرة، ولكن شائعة، مثل مخالفات السرعة؛ وهو اقتراح معقول.
وحجته أن شركات التكنولوجيا الكبرى تفعل الكثير لمساعدة صناعات الموسيقى والأفلام معقولة أيضا. الإنترنت المفتوح اليوم يستحق الدفاع عنه، ولكنه سيكون أضعف إذا تم تقويض نماذج العمل التي تدعم نوع المحتوى الذي يرغب معظمنا في مشاهدته.