الأمبراطور
July 2nd, 2011, 17:27
أغلبية كاسحة من المغاربة تصوت بالإيجاب على الدستور الجديد
الملك محمد السادس يصوت لأول مرة منذ توليه الحكم
الرباط: صفاء الصبري الدار البيضاء: فؤاد الفلوس
بلغت نسبة مشاركة المغاربة الذين صوتوا على الاستفتاء 60.3 في المائة، حسب وزارة الداخلية المغربية، وأفادت نتائج غير نهائية بأن الناخبين المغاربة وافقوا بأغلبية كاسحة على مشروع الدستور الجديد، الذي سيصبح ساري المفعول ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، وذلك بعد عرضه على المجلس الدستوري. وتزايد، أمس، الإقبال على مراكز الاقتراع التي قارب عددها الأربعين ألفا بعد الظهر، في حين كان الإقبال ضعيفا في الصباح، وأغلقت مراكز الاقتراع في السابعة مساء بالتوقيت المحلي للمغرب في حين استمر التصويت في بعض القنصليات المغربية في الخارج.
http://www.aawsat.com/2011/07/02/images/news1.629194.jpgوأدلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بصوته صباح أمس في حي السويسي بالرباط، وأدلى معه الأمير مولاي رشيد أيضا بصوته. وحضر الصحافيون عملية تصويت العاهل المغربي، وهي أول مرة يصوت فيها منذ توليه الحكم في يوليو (تموز) عام 1999، إذ يعتبر هذا الدستور أول دستور يصوت عليه المغاربة في عهد الملك محمد السادس، وعادة لا يصوت الملك في الانتخابات البلدية والبرلمانية.
وقالت وزارة الداخلية إن عملية التصويت في الاستفتاء جرت في ظروف طبيعية «دون تسجيل أي حادث يذكر». وكانت أحزاب الأغلبية والمعارضة دعت إلى التصويت بـ«نعم» للدستور، في حين دعت 4 أحزاب يسارية ليس لها تمثيل واسع إلى مقاطعة التصويت، ودعت «حركة 20 فبراير» الشبابية الاحتجاجية إلى المقاطعة، بالإضافة إلى «جماعة العدل والإحسان» الأصولية المتشددة.
وقال عباس الفاسي، رئيس الوزراء، الذي سيكون آخر من يحمل لقب «وزير أول»، حيث يطلق على رئيس الوزراء في الدستور الجديد لقب «رئيس الحكومة»، إن مشروع الدستور الجديد سينقل المغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية العريقة.
وأضاف عقب إدلائه بصوته في الاستفتاء: «الملك دعا إلى الاجتهاد حتى يكون هذا المشروع أكثر ديمقراطية، بما يتيح تقوية المؤسسات الدستورية، وبصفة خاصة حماية وضمان حقوق الإنسان». وقال الفاسي إن الحملة من أجل الاستفتاء «مرت في جو من الهدوء واحترام القانون من طرف الجميع». وأشار الفاسي إلى أن وسائل الإعلام الحكومية كانت مفتوحة خلال حملة الاستفتاء أمام جميع الأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، بما فيها المعارضة لمشروع الدستور، «وهو ما يشكل نموذجا للديمقراطية واحترام التعددية في البلاد»، على حد قوله.
من جانبه، قال عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، إن الدستور الجديد «سيجعل المغرب يدخل إلى عهد جديد يكون فيه دائما في الطليعة». وقال الراضي عقب إدلائه بصوته: «نحن متفائلون ونعتبر أن المغرب يدخل اليوم إلى عهد جديد، سيكون فيه قدوة للدول العربية والإسلامية والأفريقية، وتكون له دائما المكانة اللائقة به بين الأمم». وأضاف: «إنه دستور الأمل الذي يحدد آفاقا إيجابية للشباب وللمرأة، ولكل المغاربة بصفة عامة». وقال عبد الواحد الراضي، إن الدستور الجديد يضمن للمغرب التقدم، ويضمن الحريات والحقوق لجميع المواطنين.
وفي السياق نفسه، قال محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية)، إن المغرب سيدخل بعد التصويت بالإيجاب على الدستور، إلى «نادي الدول الديمقراطية، أي نادي الكبار».
وأشار محمد الشيخ بيد الله إلى أن «أوروبا ستشعر أن في جنوبها ولدت مملكة جديدة، دولة ديمقراطية تتقاطع مع ديمقراطياتها».
وأضاف «يجب أن ننتهي من السياسات والكلام والحراك الذي يلهينا عن الأهم من أجل بناء مدرسة جديدة، ومستشفى جديد، وضمان العمل للجميع وبالتالي بناء اقتصاد قوي عصري يضمن لنا تطبيق هذا القانون»، وتابع محمد الشيخ بيد الله: «يجب أن نستعد للانخراط في المشروع الجديد».
وقال عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يعد أكبر حزب معارض في المغرب، إن الدستور الجديد يفتح باب الأمل في المستقبل بالنسبة إلى الشعب المغربي، مضيفا أن «التصويت على هذا الدستور لصالح نص قانوني أفضل بكثير من سابقه على مستوى الديمقراطية وتوضيح الصلاحيات». ودعا بن كيران إلى «قطع الطريق على ممارسات الوسطاء ومستغلي النفوذ».
وفي الدار البيضاء كان الإقبال على التصويت في الصباح ضعيفا جدا، لكن الناخبين بدأوا يتوافدون على مراكز الاقتراع في وقت العصر، وقبل إغلاق المراكز في بداية المساء، وقال أحد مسؤولي مراكز الاقتراع، إن مرد ذلك يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة. وكان الناخبون يتسلمون ورقتين في كل مركز اقتراع، الأولى بيضاء تعني «نعم»، والأخرى زرقاء تعني «لا».
وفي موضوع آخر، توافد عدد كبير من الصحافيين على المغرب من أجل تغطية الاستفتاء، وقال مصدر في وزارة الاتصال، إن عدد الصحافيين الأجانب الذين حصلوا على بطاقات الاعتماد لتغطية الاستفتاء وصل إلى 169 صحافيا ما بين صحافيين أجانب معتمدين في المغرب وصحافيين أجانب موفدين لتغطية الحدث، من بينهم 35 مصورا تلفزيونيا و9 مصورين، وأشار المصدر إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية كانت السلطات المغربية جمدت عملها في المغرب، سمح لها بمناسبة الاستفتاء بالعمل من جديد. وتابع مساء أمس الصحافيون النتائج من مركز داخل وزارة الداخلية.
الملك محمد السادس يصوت لأول مرة منذ توليه الحكم
الرباط: صفاء الصبري الدار البيضاء: فؤاد الفلوس
بلغت نسبة مشاركة المغاربة الذين صوتوا على الاستفتاء 60.3 في المائة، حسب وزارة الداخلية المغربية، وأفادت نتائج غير نهائية بأن الناخبين المغاربة وافقوا بأغلبية كاسحة على مشروع الدستور الجديد، الذي سيصبح ساري المفعول ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، وذلك بعد عرضه على المجلس الدستوري. وتزايد، أمس، الإقبال على مراكز الاقتراع التي قارب عددها الأربعين ألفا بعد الظهر، في حين كان الإقبال ضعيفا في الصباح، وأغلقت مراكز الاقتراع في السابعة مساء بالتوقيت المحلي للمغرب في حين استمر التصويت في بعض القنصليات المغربية في الخارج.
http://www.aawsat.com/2011/07/02/images/news1.629194.jpgوأدلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بصوته صباح أمس في حي السويسي بالرباط، وأدلى معه الأمير مولاي رشيد أيضا بصوته. وحضر الصحافيون عملية تصويت العاهل المغربي، وهي أول مرة يصوت فيها منذ توليه الحكم في يوليو (تموز) عام 1999، إذ يعتبر هذا الدستور أول دستور يصوت عليه المغاربة في عهد الملك محمد السادس، وعادة لا يصوت الملك في الانتخابات البلدية والبرلمانية.
وقالت وزارة الداخلية إن عملية التصويت في الاستفتاء جرت في ظروف طبيعية «دون تسجيل أي حادث يذكر». وكانت أحزاب الأغلبية والمعارضة دعت إلى التصويت بـ«نعم» للدستور، في حين دعت 4 أحزاب يسارية ليس لها تمثيل واسع إلى مقاطعة التصويت، ودعت «حركة 20 فبراير» الشبابية الاحتجاجية إلى المقاطعة، بالإضافة إلى «جماعة العدل والإحسان» الأصولية المتشددة.
وقال عباس الفاسي، رئيس الوزراء، الذي سيكون آخر من يحمل لقب «وزير أول»، حيث يطلق على رئيس الوزراء في الدستور الجديد لقب «رئيس الحكومة»، إن مشروع الدستور الجديد سينقل المغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية العريقة.
وأضاف عقب إدلائه بصوته في الاستفتاء: «الملك دعا إلى الاجتهاد حتى يكون هذا المشروع أكثر ديمقراطية، بما يتيح تقوية المؤسسات الدستورية، وبصفة خاصة حماية وضمان حقوق الإنسان». وقال الفاسي إن الحملة من أجل الاستفتاء «مرت في جو من الهدوء واحترام القانون من طرف الجميع». وأشار الفاسي إلى أن وسائل الإعلام الحكومية كانت مفتوحة خلال حملة الاستفتاء أمام جميع الأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، بما فيها المعارضة لمشروع الدستور، «وهو ما يشكل نموذجا للديمقراطية واحترام التعددية في البلاد»، على حد قوله.
من جانبه، قال عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، إن الدستور الجديد «سيجعل المغرب يدخل إلى عهد جديد يكون فيه دائما في الطليعة». وقال الراضي عقب إدلائه بصوته: «نحن متفائلون ونعتبر أن المغرب يدخل اليوم إلى عهد جديد، سيكون فيه قدوة للدول العربية والإسلامية والأفريقية، وتكون له دائما المكانة اللائقة به بين الأمم». وأضاف: «إنه دستور الأمل الذي يحدد آفاقا إيجابية للشباب وللمرأة، ولكل المغاربة بصفة عامة». وقال عبد الواحد الراضي، إن الدستور الجديد يضمن للمغرب التقدم، ويضمن الحريات والحقوق لجميع المواطنين.
وفي السياق نفسه، قال محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية)، إن المغرب سيدخل بعد التصويت بالإيجاب على الدستور، إلى «نادي الدول الديمقراطية، أي نادي الكبار».
وأشار محمد الشيخ بيد الله إلى أن «أوروبا ستشعر أن في جنوبها ولدت مملكة جديدة، دولة ديمقراطية تتقاطع مع ديمقراطياتها».
وأضاف «يجب أن ننتهي من السياسات والكلام والحراك الذي يلهينا عن الأهم من أجل بناء مدرسة جديدة، ومستشفى جديد، وضمان العمل للجميع وبالتالي بناء اقتصاد قوي عصري يضمن لنا تطبيق هذا القانون»، وتابع محمد الشيخ بيد الله: «يجب أن نستعد للانخراط في المشروع الجديد».
وقال عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يعد أكبر حزب معارض في المغرب، إن الدستور الجديد يفتح باب الأمل في المستقبل بالنسبة إلى الشعب المغربي، مضيفا أن «التصويت على هذا الدستور لصالح نص قانوني أفضل بكثير من سابقه على مستوى الديمقراطية وتوضيح الصلاحيات». ودعا بن كيران إلى «قطع الطريق على ممارسات الوسطاء ومستغلي النفوذ».
وفي الدار البيضاء كان الإقبال على التصويت في الصباح ضعيفا جدا، لكن الناخبين بدأوا يتوافدون على مراكز الاقتراع في وقت العصر، وقبل إغلاق المراكز في بداية المساء، وقال أحد مسؤولي مراكز الاقتراع، إن مرد ذلك يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة. وكان الناخبون يتسلمون ورقتين في كل مركز اقتراع، الأولى بيضاء تعني «نعم»، والأخرى زرقاء تعني «لا».
وفي موضوع آخر، توافد عدد كبير من الصحافيين على المغرب من أجل تغطية الاستفتاء، وقال مصدر في وزارة الاتصال، إن عدد الصحافيين الأجانب الذين حصلوا على بطاقات الاعتماد لتغطية الاستفتاء وصل إلى 169 صحافيا ما بين صحافيين أجانب معتمدين في المغرب وصحافيين أجانب موفدين لتغطية الحدث، من بينهم 35 مصورا تلفزيونيا و9 مصورين، وأشار المصدر إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية كانت السلطات المغربية جمدت عملها في المغرب، سمح لها بمناسبة الاستفتاء بالعمل من جديد. وتابع مساء أمس الصحافيون النتائج من مركز داخل وزارة الداخلية.