متفـائل
July 11th, 2008, 13:26
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكن هم على هم
يقولون هم فلان أي أراد فعل أمر ما , لقول الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
سورة المائدة(11)
هم قوم : أي أرادوا فعل أمر
وتأتي بمعنى آخر "هم" بقولهم زيد في هم : أي في حزن وضيق وكربة , قول الله تعالى :
{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
سورة يوسف(86)
حزني : أي همي وكربتي
الحياة مليئة
بالأكدار ... والمنغصات ... والمصائب ... والهموم ... والغموم ... والأحزان ... فقد لا يخلوا يوم من الأيام إلا بمصيبة عظمت أو صغرت , فتكدر الخاطر وتنغص الحياة
فهذه الدنيا
لم يسلم منها أفضل الخلق وأشرفهم وأعلاهم منزلة عند الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم , ومن أعظم الهم الذي أصاب حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما طرد من الطائف فلم يستجيبوا القوم لرغبته لا بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم وصبيانهم ، فخرجوا خلفه يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع الناس عليه ، ومن ثم أخذوا يرمونه بالحجارة حتى أدموا رجليه وامتلأت نعلاه بالدم فداك أبي وأمي يا رسول الله
لا يوجد أحد يؤويه في مكة بعد وفاة عمه ابو طالب ... والقبائل تطرده , هل بعد هذا الهم هم , ومن عظم الهم الذي أصابه خرج هذا الدعاء العجيب منه صلوات ربي وسلامه عليه
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ؟ أإلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك"
هنا لابد أن يصادف الشخص المهموم أناس قد يكونون هم على هم أو يكونون جلاء للهم أو تخفيف له على الأقل
اجعلونا نكمل قصة رسولنا الكريم حتى أصل إلى ما أريد
فقدم للرسول مولى اسمه : عداس وكان نصرانيا , ومعه عنب ، فلما وضع عداس العنب بين يدي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مد يده الشريفة وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أكل . عندئذ قال عداس : والله هذا الكلام لا يقوله أحد من أهل هذه البلاد ، فسأله النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من أي البلاد أنت ؟ فأجابه من نصارى نينوى فقال النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : " أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى " ؟ فقال عداس : وما علمك بيونس ؟ فتلا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم خبر يونس في القرآن الكريم وقال له : " ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي " . فارتمى عداس على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقبل رأسه ويديه
فكان عداس سبباً بعد الله في التخفيف عن هم وحزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهذا الواجب الذي لابد أن نكون عليه تخفيف هموم المسلمين ولا نكون هم على هم
لا نكن هم على هم بما يأتي ؟
1- استقبال المهموم بالبشاشة والابتسامة
وهنا نرى قوة تأثير البشاشة والابتسامة من رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم على خالد بن الوليد بعد فتح مكة وكان خالد رضي الله عنه مهموماً حزيناً على قبيلته والهزيمة التي حلت بهم , فلما قدم إلى رسول الله ليرى ما هو صانع به , فلم رأى بشاشة الرسول وابتسامته قذف الله في قلب خالد بن الوليد الإسلام !!
2- التلطف مع المهموم بألطف العبارات وأجملها
3- الاستماع للمهموم بقلبك بروحك بأحاسيسك بسمعك ببصرك بل بجسدك كله
4- الحكمة في تخفيف الهموم والأحزان قال تعالى : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }
سورة البقرة (269)
وذلك عن طريق ذكر الأدلة والقصص في فضل الصبر على الهم والحزن
5- التواصل مع المهموم والسؤال عنه من فترة إلى أخرى , وهذا أمر مهم قد يُغفل عنه .
فلا تكن هم على هم
الموضوع يا أحبتي قابل للأخذ والرد والتعقيب والزيادة فلكم الحرية المطلقة
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يدخلون السرور والفرح في قلوب المؤمنين , ومن الذين يخففون من همومهم وأحزانهم
دمتم بخير وسعادة
بقلم أخيكم متفائل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكن هم على هم
يقولون هم فلان أي أراد فعل أمر ما , لقول الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
سورة المائدة(11)
هم قوم : أي أرادوا فعل أمر
وتأتي بمعنى آخر "هم" بقولهم زيد في هم : أي في حزن وضيق وكربة , قول الله تعالى :
{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
سورة يوسف(86)
حزني : أي همي وكربتي
الحياة مليئة
بالأكدار ... والمنغصات ... والمصائب ... والهموم ... والغموم ... والأحزان ... فقد لا يخلوا يوم من الأيام إلا بمصيبة عظمت أو صغرت , فتكدر الخاطر وتنغص الحياة
فهذه الدنيا
لم يسلم منها أفضل الخلق وأشرفهم وأعلاهم منزلة عند الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم , ومن أعظم الهم الذي أصاب حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما طرد من الطائف فلم يستجيبوا القوم لرغبته لا بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم وصبيانهم ، فخرجوا خلفه يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع الناس عليه ، ومن ثم أخذوا يرمونه بالحجارة حتى أدموا رجليه وامتلأت نعلاه بالدم فداك أبي وأمي يا رسول الله
لا يوجد أحد يؤويه في مكة بعد وفاة عمه ابو طالب ... والقبائل تطرده , هل بعد هذا الهم هم , ومن عظم الهم الذي أصابه خرج هذا الدعاء العجيب منه صلوات ربي وسلامه عليه
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ؟ أإلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك"
هنا لابد أن يصادف الشخص المهموم أناس قد يكونون هم على هم أو يكونون جلاء للهم أو تخفيف له على الأقل
اجعلونا نكمل قصة رسولنا الكريم حتى أصل إلى ما أريد
فقدم للرسول مولى اسمه : عداس وكان نصرانيا , ومعه عنب ، فلما وضع عداس العنب بين يدي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مد يده الشريفة وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أكل . عندئذ قال عداس : والله هذا الكلام لا يقوله أحد من أهل هذه البلاد ، فسأله النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من أي البلاد أنت ؟ فأجابه من نصارى نينوى فقال النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : " أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى " ؟ فقال عداس : وما علمك بيونس ؟ فتلا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم خبر يونس في القرآن الكريم وقال له : " ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي " . فارتمى عداس على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقبل رأسه ويديه
فكان عداس سبباً بعد الله في التخفيف عن هم وحزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهذا الواجب الذي لابد أن نكون عليه تخفيف هموم المسلمين ولا نكون هم على هم
لا نكن هم على هم بما يأتي ؟
1- استقبال المهموم بالبشاشة والابتسامة
وهنا نرى قوة تأثير البشاشة والابتسامة من رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم على خالد بن الوليد بعد فتح مكة وكان خالد رضي الله عنه مهموماً حزيناً على قبيلته والهزيمة التي حلت بهم , فلما قدم إلى رسول الله ليرى ما هو صانع به , فلم رأى بشاشة الرسول وابتسامته قذف الله في قلب خالد بن الوليد الإسلام !!
2- التلطف مع المهموم بألطف العبارات وأجملها
3- الاستماع للمهموم بقلبك بروحك بأحاسيسك بسمعك ببصرك بل بجسدك كله
4- الحكمة في تخفيف الهموم والأحزان قال تعالى : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }
سورة البقرة (269)
وذلك عن طريق ذكر الأدلة والقصص في فضل الصبر على الهم والحزن
5- التواصل مع المهموم والسؤال عنه من فترة إلى أخرى , وهذا أمر مهم قد يُغفل عنه .
فلا تكن هم على هم
الموضوع يا أحبتي قابل للأخذ والرد والتعقيب والزيادة فلكم الحرية المطلقة
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يدخلون السرور والفرح في قلوب المؤمنين , ومن الذين يخففون من همومهم وأحزانهم
دمتم بخير وسعادة
بقلم أخيكم متفائل