محمد بن سعد
July 9th, 2008, 02:27
أخواني وأخواتي الأفاضل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً
الإسراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعلمون
كيف تعرف سيدنا
يعقوب عليه السلام على
رائحة قميص ابنه يوسف من
مسافة بعيدة حتى قبل أن تصله القافلة التي
كان فيها أبناءه ومعهم قميص يوسف ؟؟
لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
(قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ
إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
(قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي
يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ)
(قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ)
(فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
يمكننا التعرف على:
كيفية تعرف سيدنا يعقوب عليه السلام
لرائحة قميص ابنه يوسف عليه السلام
من خلال هذا الرابط !!
http://www.55a.net/vb/showthread.php?t=2011
إسلام ويب: السؤال
هناك أمر يثيرني عند قراءة سورة يوسف لما فيها من دروس وحكم وعلم واسع، خاصة الآية رقم (93) {ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}.
فهذه الآية تثير في نفسي تساؤلاً كبيرًا وهو: ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف -عليه السلام- حتى يحدث هذا الشفاء؟ أهو معجزة أيد بها الله نبيه يوسف عليه السلام؟ أم هو نوع من الإعجاز العلمي الذي يزخر به كتاب الله العزيز؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصص القرآن الكريم كلها دروس وعظات وعبر وحكم ... كما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {يوسف: 111}. والسعيد من وفقه الله -تعالى- للتدبر في معاني كلامه والاعتبار بما فيه.
وقد تناقلت كتب التفسير عن أنس، وابن عباس، وربما رفعه بعضهم من طريق ابن أبي حاتم.. أن قميص يوسف الذي أرسله إلى يعقوب -عليهما السلام- من الجنة، وهذا هو السر في أن يعقوب ارتد بصيرًا من ساعته.
وخلاصة القصة التي ذكروها: أن نمرود لما ألقى إبراهيم في النار عاريًا، نزل إليه جبريل بقميص وطنفسة من الجنة، فألبسه القميص، وأجلسه على الطنفسة، وبقي القميص عند إبراهيم حتى كساه إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، فأخذه يعقوب فجعله في قصبة من حديد أو فضة وعلقه في عنق يوسف لما كان يخشى عليه من العين، فأخبر جبريل يوسف أن يرسل به إلى يعقوب ليعود إليه بصره لما فيه من ريح الجنة؛ لأن ريح الجنة لا يقع على مريض إلا شفي ولا مبتلى إلا عوفي.
وقد عقب العلامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير على هذه الرواية بقوله: وَمِنَ الْبَعِيدِ مَا قِيلَ: إِنَّ الْقَمِيصَ كَانَ قَمِيصَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام مَعَ أَنَّ قَمِيصَ يُوسُفَ قَدْ جَاءَ بِهِ إِخْوَتُهُ إِلَى أَبِيهِمْ حِينَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِدَمٍ كَذِب...
وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ جَعَلَ إِرْسَالَ قَمِيصِهِ عَلَامَةً عَلَى صِدْقِ إِخْوَتِهِ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ إِلَى أَبِيهِمْ مِنْ أَمْرِ يُوسُفَ عليه السلام بِجَلْبِهِ...
وأما كونه يأت بصيرًا فحصل ليوسف -عليه السلام- بالوحي، فبشرهم به من ذلك الحين.
وعلى هذا؛ فحصول الشفاء ليعقوب بالقميص كان كرامة من الله -تعالى- على يوسف، وبشارة له.
والله أعلم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً
الإسراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعلمون
كيف تعرف سيدنا
يعقوب عليه السلام على
رائحة قميص ابنه يوسف من
مسافة بعيدة حتى قبل أن تصله القافلة التي
كان فيها أبناءه ومعهم قميص يوسف ؟؟
لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
(قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ
إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
(قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي
يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ)
(قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ)
(فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
يمكننا التعرف على:
كيفية تعرف سيدنا يعقوب عليه السلام
لرائحة قميص ابنه يوسف عليه السلام
من خلال هذا الرابط !!
http://www.55a.net/vb/showthread.php?t=2011
إسلام ويب: السؤال
هناك أمر يثيرني عند قراءة سورة يوسف لما فيها من دروس وحكم وعلم واسع، خاصة الآية رقم (93) {ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}.
فهذه الآية تثير في نفسي تساؤلاً كبيرًا وهو: ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف -عليه السلام- حتى يحدث هذا الشفاء؟ أهو معجزة أيد بها الله نبيه يوسف عليه السلام؟ أم هو نوع من الإعجاز العلمي الذي يزخر به كتاب الله العزيز؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصص القرآن الكريم كلها دروس وعظات وعبر وحكم ... كما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {يوسف: 111}. والسعيد من وفقه الله -تعالى- للتدبر في معاني كلامه والاعتبار بما فيه.
وقد تناقلت كتب التفسير عن أنس، وابن عباس، وربما رفعه بعضهم من طريق ابن أبي حاتم.. أن قميص يوسف الذي أرسله إلى يعقوب -عليهما السلام- من الجنة، وهذا هو السر في أن يعقوب ارتد بصيرًا من ساعته.
وخلاصة القصة التي ذكروها: أن نمرود لما ألقى إبراهيم في النار عاريًا، نزل إليه جبريل بقميص وطنفسة من الجنة، فألبسه القميص، وأجلسه على الطنفسة، وبقي القميص عند إبراهيم حتى كساه إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، فأخذه يعقوب فجعله في قصبة من حديد أو فضة وعلقه في عنق يوسف لما كان يخشى عليه من العين، فأخبر جبريل يوسف أن يرسل به إلى يعقوب ليعود إليه بصره لما فيه من ريح الجنة؛ لأن ريح الجنة لا يقع على مريض إلا شفي ولا مبتلى إلا عوفي.
وقد عقب العلامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير على هذه الرواية بقوله: وَمِنَ الْبَعِيدِ مَا قِيلَ: إِنَّ الْقَمِيصَ كَانَ قَمِيصَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام مَعَ أَنَّ قَمِيصَ يُوسُفَ قَدْ جَاءَ بِهِ إِخْوَتُهُ إِلَى أَبِيهِمْ حِينَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِدَمٍ كَذِب...
وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ جَعَلَ إِرْسَالَ قَمِيصِهِ عَلَامَةً عَلَى صِدْقِ إِخْوَتِهِ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ إِلَى أَبِيهِمْ مِنْ أَمْرِ يُوسُفَ عليه السلام بِجَلْبِهِ...
وأما كونه يأت بصيرًا فحصل ليوسف -عليه السلام- بالوحي، فبشرهم به من ذلك الحين.
وعلى هذا؛ فحصول الشفاء ليعقوب بالقميص كان كرامة من الله -تعالى- على يوسف، وبشارة له.
والله أعلم.