ام انس
April 24th, 2011, 19:23
البن Coffee
Gymnocladus dioicus
كلمة القهوة، كانت تطلق على الخمر لأن القهوة تقهى شاربها عن الطعام، أى "تشبعه أو تذهب بشهوته". وأسم القهوة مأخوذ من كلمة (كافا caffa) وهى قرية فى الحبشة قديما أو إثيوبيا فى الوقت الراهن، حيث كانت تنمو أشجار البن بكثرة فى أرجاء تلك القرية، ومنها أشتق الاسم الإنجليزى للقهوة وهو coffee. وقيل أن أسمها مأخوذ عن أسم الملك الفارسى (قابوس Kavus).
وفى رواية أخرى تقول: أن البن قد اكتشف لأول مرة في أثيوبيا، عندما لاحظ رعاة المعز أن قطعان الماعز تظل مستيقظة طوال الليل إذا ما أكلت من أوراق شجيرات البن وثمارها، وقد وصل البن إلى جزيرة العرب في القرن الثالث عشر الميلادي، ومن العرب أخذت بقية الشعوب أسم القهوة.
وقبل أن تتخذ القهوة شرابا قبل 700 سنة خلت، كان البن غذاء، ودواء.
وانتقل البن من جزيرة العرب إلى تركيا خلال القرن السادس عشر الميلادي، ثم إلى إيطاليا في مطلع القرن السابع عشر، وأقيمت المقاهي في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، وكان الناس يلتقون في هذه المقاهي لمناقشة القضايا المهمة، ومن المحتمل أن يكون البن قد دخل إلى أمريكا في الستينيات من القرن السابع عشر الميلادي، أما البرازيل فقد عرفت زراعة البن في القرن الثامن عشر الميلادى.
وتنتج الشجرة المتوسطة من الثمار في العام الواحد ما يكفي لصنع نحو 0.7 كجم من البن المحمص، وتحتاج شجرة البن عادة إلى ما يتراوح بين ستة وثمانية أعوام قبل أن تنتج محصولا كاملا، وتنمو الأنواع الرائجة من أشجار البن نموا جيدا في الارتفاعات ذات المناخ الاستوائي التي تتراوح بين 1100 و 2400 متر عن سطح البحر.
تاريخ انتشار القهوة وكيف بدأت
عرفت القهوة لأول مرة فى اليمن، وبالتحديد فى قرية (مخا) ومنها أنتقل البن إلى الحبشة، وبلاد فارس (إيران)، ثم عم انتشارها لكثير من بلاد الشرق، وعرفها المصريون فى أوائل القرن السادس عشر، وعرفها الترك خلال حروب السلطان سليمان الفاتح، والذى شجع على شربها لعامة الشعب، حيث كانت تعرف بأنها تساعد على النوم، وأفتتح أول مقهى لها فى أسطنبول عام 1554م. وكان يرتاد تلك القهوة الكثير من الأدباء والمفكرين.
وكان الإنجليز هم أول من شرب القهوة فى أوروبا، وفتحوا لها مشارب فى عام 1552م. ثم انتشرت القهوة إلى إيطاليا فى عام 1610م. ووصلت إلى فرنسا فى عام 1664م. حيث بدأ علية القوم فى تقديمها للضيوف، حتى أن الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا فى الفترة من (1643- 1715م.( كان يشرب القهوة بولع، ويقدمها لضيوفه والحضور.
والطريف أن أول محل أفتتح لشرب القهوة فى فرنسا عام 1671م. قد وجد مقاومة شديدة من الأطباء فى ذلك الزمان، حيث كان يعتقد أن القهوة تحتوى على أرواح شريرة تطرد النوم من العيون وتسبب الأرق والجنون.
وقد وجد أصحاب محال البن أنه لابد من عمل اتحاد بينهم فى عام 1676م. لمقاومة أفكار المتعصبين ضد القهوة من الأطباء، وسمح لأصحاب محال القهوة ببيع البن شرابا أو مطحونا.
وفى عهد الملك لويس الخامس عشر، بلغ عدد محلات القهوة فى فرنسا حوالى 600 محل، وأستوردة فرنسا أشجار البن من اليمن، وزرعتها فى جزر - الأنتيل - التابعة لها فى عام 1716م. ومنها انتقلت زراعة القهوة إلى أمريكا الجنوبية كلها، خاصة فى البرازيل.
وهكذا كانت الصدارة للقهوة، المشروب المفضل فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وازداد التنافس على إنتاجها وتصديرها بين الدول الكبرى، وحدث تنافس بين شرب الشاى والقهوة، إلا أن إنجلترا قد اعتبرت أن الشاى مشروب وطنى، وشجعت على زراعته فى المستعمرات التابعة لها منذ ذلك الزمان، وباتت إنجلترا تملك زمام الأمور بين يديها، حتى اشتهرت بلقب ملكة الشاى فى العالم.
وقد ساعد على انتشار الشاى فى أمريكا الشمالية وجود المهاجرين الإنجليز على أراضيها، ولكن بعد حرب الاستقلال، فقدت إنجلترا شهرتها فى ميدان إنتاج الشاى، حيث أعادت أمريكا ما فقدته القهوة من مكانة سابقة.
للقهوة أنصار من الأدباء والمفكرين، ورجال الفكر والعلم فى كل بلد. ففى فرنسا كان الروائى الشهير (بلزاك) مغرم جدا بشرب القهوة، حتى مرض بالقلب وقضى عليه بسبب ذلك.
وكان كبير كتاب فرنسا فى عصر النهضة (فولتير) يشرب من القهوة كميات كبيرة، وكذلك عظيم ألمانيا فى الموسيقى (بيتهوفن) كان يستهلك قدر 60 حبة من البن فى إعداد فنجان من القهوة، وكبير أطباء إنجلترا المعروف (هارفى) الذى أكتشف الدورة الدموية أحضر قبيل موته حبة من البن وأراها للقس الذى يقرأ له العظة قبيل موته، وقال له: (من هذه الحبة يأتى الحظ، والنجاح، وحضور الذهن).
والطبيب الفرنسى – تراسو – كان يقول: (لا يوجد علاج لضعف الأعضاء التناسلية كالقهوة).
وفي مصر ومنذ مطلع القرن السادس عشر، وحتى قدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 كانت القهوة تقدم ومعها شبك الدخان الذي يشبه إلى حد كبير الجوزة، أو الشيشة، كما يطلق عليها الآن.
وتذكر كتب التاريخ أن الجلوس في المقهى لم يكن مقصورا في البداية على تمضية وقت الفراغ وشرب القهوة والتدخين، إنما لعب المقهى دورا مهما في كثير من الأحداث عندما كان المذياع في علم الغيب ولم يكتشف بعد، كانت المقاهي هي مركز إنطلاق أخبار الغزوات، والانتصارات، والهزائم أيضا.
وعندما أحتل العثمانيون مصر عام 1517م. تحولت المقاهي إلى مراكز لإنشاد ملاحم البطولة مثل ملاحم - أبو زيد الهلالى - وقصص عنترة، والزير سالم، وألف ليلة وليلة، وكان سردها أشبه بالمسلسلات الليلية المتتابعة التي يتشوق الناس إلى سماعها ليلة بعد أخرى، لاسيما وأن الجلوس في المقاهي كان في الغالب مقصورا على فترة الليل.
وفي العصر الحديث لعبت مقاهي القاهرة دورا مهما في الحركة الثقافية والسياسية، وذاع صيت عدد منها، وكانت أشبه بالمنتديات الثقافية والسياسية، إذ كان يجلس فيها أحد رواد الثقافة أو السياسة محاطا بأتباعه ومريديه.
وهكذا ذاع صيت مقهى (نوبار) الذي كان عبده الحامولي يشدو فيه كل ليلة ومقهى (متاتيا) الذي كان يجتمع فيه جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، والزعيم سعد زغلول، ثم ارتادها فيما بعد عباس العقاد، وإبراهيم المازني.
وفنجان القهوة يستلذه الملايين من الناس في كل مكان، حيث يستهلك العالم خمسة بلايين كيلو غرام من القهوة كل عام. أما في العالم العربي تعتبر للقهوة خصوصية معينه، حيث تعد أكثر من مشروب عادي، كونها تدخل فى ثقافة الناس وعاداتهم وتقاليدهم بشكل عام وتعتبر دلالة على الكرم، وحسن الضيافة، ومفتاح الزواج عند العرب. ولا يخلو الأمر من أن هناك كارهون للقهوة، يحاربون شربها لما لها بعض المضار على الصحة العامة خصوصا إذا أكثر من شربها.
المرحل التى تمر بها حبات القهوة حتى تصير جاهزة للاستهلاك:
قطف الثمار:
تقطف معظم الثمار من أشجار القهوة يدويا، وبعضها يحصد بآلات تقوم بهز الشجيرات، فتسقط الثمار ثم تجمع، وبعد جمعها توضع في مغطس، أو موضع به ماء جار يطلق عليه المسيل (القناة)، تطفو الأعشاب والأوراق والثمار الخضراء الفاسدة على سطح الماء المسيل، بينما تغطس الثمار الجيدة.
نزع اللباب:
تنقل الثمار الجيدة بعد ذلك إلى موقع تنزع فيه الآلات اللباب، وتحتوي كل ثمرة على بذرتين، ولكل بذرة قشرة خارجية تشبه الرق الجلدي، وأخرى تسمى القشرة الفضية، تكون الثمار غير المقشورة في البداية غضه زرقاء ضاربة للخضرة، لكنها تصبح فيما بعد صلبة قاسية ذات لون اصفر فاتح، وتنقل الثمار عقب انتزاع اللباب إلى مجموعة من أحواض التخمير والتنظيف، ثم تجفف وتترك لعمليات المعالجة عدة أسابيع.
التقشير والفرز:
يؤلفان الخطوة الثانية، وفيها تقوم آلات الفرز بنزع القشرتين الخارجية والفضية، ولدى خروج البذور من الآلة تقوم مروحة بفصل القشور المفككة عن الثمار، ثم تنقل البذور إلى آله تسمى الفرازة مهمتها استبعاد الأتربة والغبار والبذور الصغيرة أو المكسورة، وهكذا تستمر عملية الفرز إلى أن يتبقى في نهاية المطاف أكبر البذور وأفضلها.
التحميص:
يعبأ معظم البن في أكياس من الخيش تبلغ زنة الواحد منها 60 كجم، وتفرغ في أماكن معدة للتحميص ذات قنوات مائلة تنحدر من أعلى إلى أسفل، ويقوم جهاز ماص بإزالة الأتربة والمواد العالقة الأخرى، ومن ثم ينقل البن إلى ألة المزج وهي أسطوانة دوارة تقوم بخلط الأنواع المختلفة من البن معا.
تنساب البذور من آلة المزج منحدرة إلى صناديق التخزين عن طريق الجاذبية، ثم إلى أفران التحميص، فتبقى مدة تتراوح بين 16 و 17 دقيقة تحت درجة حرارة مقدارها 482 درجة مئوية، وتفقد البذور نحو سدس وزنها خلال عملية التحميص هذه، بعد ذلك تبرد البذور وتنظف، ثم تنقل إلى صناديق حيث تحفظ بها إلى أن تطحن، وبعد الطحن يعبأ البن المسحوق في علب مفرغة الهواء أو في أكياس ورقية.
البن السريع الذوبان:
من الممكن أن يطحن أو يجفف بالتجميد، وكلتا العمليتين تحتاجان إضافة الماء لصنع القهوة. يصنع البن السريع الذوبان بوضع مسحوق البن في أوعية ضخمة، ثم يبخر الماء أما البلورات المسحوقة المتبقية فتصير قهوة مرة أخرى بإضافة الماء لها.
أما البن السريع الذوبان المجفف بالتجميد فيتم بتحويل البن الطازج إلى عصارة ومن ثم تجميدها على هيئة ألواح، وتطحن هذه الألواح وتجزأ إلى قطع كبيرة، وتوضع في حجرات مكيفة الضغط، وتمتص الرطوبة الموجودة في كل قطع البن المثلج مخلفة وراءها بلورات من البن الجاف.
أنواع البن
يوجد أكثر من مائة صنف من البن تبيعها محلات البيع بالتجزئة، لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع عامة هي: البرازيلي – والبارد المذاق – والقوي اللاذع المذاق وهو (الروبستا).
فالبن البارد المذاق تنضوي تحته كل أنواع البن العربي الذي ينتج خارج البرازيل، أما البن الروبستا اللاذع المذاق فهو نوع مختلف من البن يزرع معظمه في إفريقيا. وتسمى معظم أنواع البن باسم المنطقة التي يزرع فيها أو الميناء الذي تصدر منه، فالبن المخاوي أكتسب أسمه من ميناء – المخا - باليمن، والبن الجاوي يزرع في جزيرة- جاوة - أو بالقرب منها فى أندونسيا.
وقد يحرص أصحاب محامص البن على إضفاء مذاق خاص لتركيبة أو (توليفة البن) فبعض الناس يفضلون إضافة الهندباء البرية، أو الحبهان ( الهيل ) إلى القهوة، وكذلك بعض من القرنفل أو المسمار.
ما يقال عن اقتصاديات البن فى بعض دول العالم
تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بوصفها أكبر مستهلك للبن في العالم، فهي تستهلك خمس ما ينتجه العالم سنويا، ومن بين الأقطار الأخرى التي تأتي في مقدمة المستهلكين: إيطاليا – البرازيل – وبريطانيا – وفرنسا – واليابان، وتنتج البرازيل بمفردها نحو 25% من المحصول العالمي للبن، ويعد البن محصولا ذا أهمية قصوى في اقتصاد كثير من بلدان أمريكا اللاتينية.
تستورد السعودية كافة حاجتها من البن، إذ لا يوجد إنتاج محلي، حيث تستورد سنويا فى المتوسط نحو 18 ألف طن من البن، بقيمة تصل إلى نحو 204 مليون ريال سعودي، وتأتي سويسرا في أول قائمة الدول المصدرة للسعودية وبأعلى الأسعار، حيث يصل سعر الطن السويسري 63.833 ريال، والبورندي بسعر 7.611 ريال للطن.
أما فى الأردن، فهى أيضا تستورد قرابة 9000 طن من البن بقيمة تقارب خمسة ملايين دينار منها 7600 طن بن غير محمص غير منزوع الكافيين بقيمة 2.4 مليون دينار، و 406 طن من البن المحمص غير منزوع الكافيين بقيمة 586 ألف دينار، و 191 طنا بنا محمصا منزوع الكافيين بقيمة 184الف دينار.
وبقسمة إجمالي المستورد من البن على سكان الأردن البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، فإنه بسهولة نجد أن كل فرد من السكان يحصل سنويا على حصة قدرها 6.1 كيلو غرام من البن بقيمة ثمانية دنانير.
المحتويات الكيميائية التى توجد فى القهوة
تحتوى القهوة على مواد دسمة بنسبة 8 - 14 % ومن 12 – 14 % مواد سكرية،
و 6 % معادن، مثل: الماغنسيوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والمنجنيز، والنحاس، والزنك، والفلور، واليود، وكذلك توجد فيتامينات ب المركب، ومواد معطرة، والكافيول بنسبة 0.05 %.
والقهوة بعد التحميص لا يوجد بها أى قيمة غذائية، ولكن يبقى قدر 10 ملغ من الكافيين فى كل 100 سنتيمتر مكعب.
ما يقال عن البن والقهوة فى الطب الحديث
يعتبر الكافيين من أشهر أنواع الإدمان التي تؤثر على الحالة النفسية للإنسان وأوسعها انتشارا في العالم، ومع ذلك لم ينال ما يستحقه من الاهتمام والدراسة، بل ولم تشير إليه كتب الطب النفسي والمراجع المتخصصة بتصنيف الاضطرابات النفسية إلا قريبا. والجدير بالذكر أن مستهلكي الكافيين يتناولون البلايين من الكيلوجرامات سنويا ولكن لا يعرف معدل انتشار تعاطيه على وجه الدقة يوميا، وتشير بعض الدراسات إلى أن متوسط استهلاك الفرد للكافيين يصل الى 500 مليجرام في 20-30% من كافة السكان، في حين يبلغ استهلاك الفرد حوالي 750 مليجرام في 20% من المرضى النفسيين المحجوزين في المستشفيات.
ومادة الكافيين توجد في مشروب القهوة، والشاي، والكولا، والمياه الأخرى الغازية، وبعض المسكنات، والمنبهات والمستحضرات الباردة، مثل الآيس كريم المحتوى على الشكولاته.
توجد مادة الكافيين في مصادر متعددة من أهمها ما يلي:
• مشروبات القهوة المخمرة حيث يحتوي الكوب الواحد على 80-140 ملجرام من الكافيين، أما فى القهوة غير المخمرة يحتوي الكوب الواحد على 66 - 100 مليجرام من الكافيين.
• أوراق الشاي حيث يحتوي الكوب الواحد على 66 - 75 مليجرام من الكافيين
• الشاي الأكياس حيث يحتوى الكوب الواحد على 42 - 100 مليجرام من الكافيين.
• مشروبات الكولا حيث تحتوي الزجاجة الواحدة على نسبة من 25 – 55 مليجرام من الكافيين.
• مشروبات الطاقة المتاحة حاليا فى الأسواق بها كم كبير من الكافيين.
• ثمار نبات – الجورانا - التى تنمو فى المناطق الاستوائية المطيرة، وتستخدم ضمن الأدوية التى تقلل الشهية للطعام.
• مشروب الكاكاو أو الشوكولاته.
أعراض زيادة جرعات الكافيين فى المشروبات التى تحتوى علي:
قلق نفسى، وأعراض وجدانية، واضطرابات فى النوم وتقطعه، وشكاوى نفسية وفسيولوجية. حيث يلعب الكافيين دورا رئيسيا في تنشيط الجهاز العصبي المركزي فيشعر الإنسان بالنشاط، والتركيز، والنشوة، ويختفي الملل والتعب بالإضافة الى عدم الرغبة في النوم.
عدم الاستقرار الحركي، والنرفزة أو الإثارة، والهياج، والأرق أو عم القدرة على النوم بسهولة، وارتعاش الأطراف واحتقان الوجه، وإدرار البول بكثرة، وتحدث هذه الأعراض إذا زادت الكمية التي يتناولها الفرد من الكافيين عن 500 مليجرام.
أما إذا زادت جرعة الكافيين إلى جرام واحد فى المرة الواحدة، فقد تظهر أعراض أشد خطورة، مثل: اختلاج العضلات أو ارتعاشها، وحدوث التوتر الشديد، وزيادة الرغبة في الكلام، وعدم انتظام ضربات القلب، والطنين في الأذن.
أما إذا تناول الفرد ما يوازي عشرة غرامات (10) غرامات من الكافيين فإنه يصاب بنوبات من الصرع، وهبوط فى التنفس، ثم قد يعقب ذلك الموت.
وزيادة الكافيين تزيد من حدة اضطرابات المعدة، ولكن من المضاعفات الشائعة وهى الأهم هو عدم انتظام ضربات القلب، وهبوط الدورة الدموية خاصة، لأن الكافيين يسبب اتساع الأوعية الدموية، وقد تظهر تلك الأعراض الأكلينيكية المصاحبة لإدمان الكافيين خاصة بعد تناول جرعة تتراوح من 500-600مليجرام من الكافيين.
أهم الأعراض الناجمة عن تناول جرعات زائدة من الكافيين:
• مظاهر ناجمة عن القلق.
• مظاهر نفسية وفسيولوجية: حيث تسود الشكوى من الأعراض الجسدية في المرضى المدمنين على تعاطي الكافيين، بينما تشيع الأعراض النفسية والفسيولوجية في المرضى النفسيين الذين يتناولون جرعات متوسطة من الكافيين تتراوح ما بين 250 – 750 ملبجرام يوميا، حينها يحدث الأرق، وتقطع فى النوم، وخاصة عند تعاطي الكافيين ليلا قرب موعد النوم.
• أعراض سحب العقار تصيب متعاطي الكافيين بصداع يصيب الرأس كلها إذا امتنع عن تعاطي الكافيين، ويحدث ذلك في هيئة زيادة الضربات في الأوعية الدموية بالمخ، ويتطور مع النعاس إلى الإحساس بامتلاء المخ، وحدوث ضغط داخلى به، أي الصداع المكتمل، مع زيادة إفرازات الأنف، وعدم الرغبة فى مزاولة الأعمال المعتادة، والإثارة العصبية الشديدة، والشعور بالإكتئاب أحيانا، مع تثاؤب، وغثيان في أحيان أخرى.
• يصيب الإكتئاب مدمني الكافيين الذين يتعاطون جرعات كبيرة تزيد عن 750مليجرام يوميا، حينها يحدث التسمم بالكافيين، والذى قد يسبب ذهانا (شرود الذهن) لدى الأشخاص المهيئون لذلك، أو يزيد التفكير لدى الذين يعانون من حالات الفصام العقلى مسبقا.
مساوئ تناول القهوة بصفة دائمة
لقد أجريت بعض الأبحاث العلمية وأثبتت أن زيادة استهلاك الكافيين تسبب الإكتئاب النفسى، وإن نتائج هذه الأبحاث تتفق مع النظرية البيولوجية، والتي تري أن كيميائية المخ في الإنسان تبحث دائما عن تحقيق اللذة الذاتية للنفس الإنسانية، وتجنبها الإحساس بالألم، وعليه فإن التعود على هذه المادة الكيميائية تجعل الإنسان أسيرا لها ولا يستطيع أن يصل إلى مستوى اللذة إلا عن طريق استهلاكه قدرا معينا منها، فإذا لم يستطيع فإنه يصاب ببعض الأعراض العصابية مثل القلق، والإكتئاب النفسي.
والبعض يقول أن شرب القهوة باعتدال مفيد للصحة
يعد احتساء مشروب القهوة المركزة (الإكسبريسو) في كل صباح عادة يومية لدى ملايين الإيطاليين، لكن تلك العادة التي يبدءون بها يومهم أفسدتها التقارير التي تنشر ما بين الحين والآخر فى أنحاء شتي من العالم عن مضار هذا المشروب، ولعل أخرها كان تقرير مفاده أن الأطباء الإنجليز نصحوا - توني بلير - رئيس الوزراء البريطاني بالتقليل من كمية القهوة التي يحتسيها.
وعلى النقيض من هذه التقارير والأنباء غير السارة، دعت خبيرة التغذية - تشيارا ترومبتي - من معهد "هيومانتس جافاتسيني" الذي يتخذ من مدينة – بيرجامو - الواقعة شمال إيطاليا مقرا له، دعت الإيطاليين لتجاهل كل هذه التحذيرات الموجهة لتناول القهوة.
فهناك سبب علمي يجعل المرء يستمتع بكوب من (الإكسبريسو) في الصباح دون أن يصيبه أي قلق من تعرضه لمتاعب صحية.
وأكدت ترومبتي على أن القهوة قد تكون مفيدة للمرء، وكلما كانت قوية ومركزة كلما كانت أفضل، لذا فإنها أوصت بتناول مشروب (الإكسبريسو) بدلا من أي نوع آخر من القهوة الفورية. وأضافت ترومبتي أن تلك المواد التي تحتويها القهوة قادرة على تخفيف آلام الصداع، كما أنها مفيدة للكبد وقد تساعد على منع الإصابة بالتليف الكبدي، والحصوات التي تتكون في المرارة.
ويمكن أن يخفف الكافيين الذي يتوافر في القهوة من مخاطر أزمات الربو، كما يساعد على تنشيط حركة القلب إذا تم تناول القهوة بكميات صغيرة أو معتدلة، لكن تناول القهوة بكميات كبيرة قد يزيد من عصبية المرء وأيضا من سرعة ضربات القلب ويؤدي إلى ارتعاش اليدين، ودائما ما ينصح مرضى القلب والحوامل والمصابون بقرحة المعدة بالابتعاد عن احتساء القهوة.
وتقول - ترمبتي - إنه يجب ألا يحتسي المرء أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة في اليوم الواحد، وقد تستفيد فئة من الإيطاليين من نصيحة الباحثة الإيطالية، بينما سيفزع العديد من الأباء من فكرة تناول أبنائهم القهوة.
قهوة الشعير
يعتبر الشعير من الغلال المغذية والمفيدة لجسم الإنسان بما يحتويه من معادن وفيتامينات، وقد وجد أن الشعير إذا حمص، حتى يتلون باللون البني، وعمل منه مشروب، فإنه يكون أقرب إلى مشروب القهوة، وخاصة لو وضع معه بعض قرون المسمار (القرنفل) فنحصل على نوع من القهوة ذى فائدة صحية عظيمة.
وقد وجد أن هذا المشروب يخفض ضغط الدم المرتفع، ويدر البول، ويزيل التهابات الكلى والمثانة، علاوة على ذلك فإنه لا يحتوي على الكافيين الذي تحتويه القهوة والتي لها أثرها المنبه.
العلاقة ما بين شرب الشاى أو القهوة، وأثر ذلك على مرضى القلب الذين قد أصيبوا بالذبحة الصدرية من قبل:
تشير دراسة نشرتها مجلة (Circulation) التي تصدرها جمعية القلب الأمريكية إلى أن فريقا ضم باحثين من كلية الصحة العامة في جامعة – هارفارد - ومن مستشفى - ماساتشوستس العام - بأمريكا، قاموا بفحص عادات الشاي عند 1900 مريض تعرضوا لسكتة قلبية حادة بين عامي 1989 و 1994م. وذلك بمراجعة ما ورد في سجلاتهم عن عدد مرات تناولهم للشاي المحتوي على (الكافيين) خلال السنة التي سبقت السكتة، ثم راقب الفريق تطور صحتهم خلال السنوات الأربع التي أعقبت السكتة وخصوصًا الذين توفوا.
وقد وجد الباحثون أن من بين هؤلاء المرضى 256 شخصًا يشرب كوبين أو أكثر في اليوم و615 شخصًا يشربون أقل من ذلك، بينما لم يشرب 1019 مريضًا الشاي على الإطلاق.
وحول العلاقة بين الشاي وصحة القلب، وجد الباحثون أن الذين يكثرون من الشاي كانوا أقل عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، من الذين لم يشربوه على الإطلاق، وذلك بنسبة وصلت إلى 44%. أما المعتدلون في شرب الشاي - كأن يتناولون أقل من كوبين في اليوم - فكانوا أقل عرضة للوفاة وبنسبة 28%.
ويقول الباحثون: ( يبدو من تقرير المرضى أنفسهم أن الإكثار من الشاي قبل السكتة القلبية مرتبط بعدد حالات وفاة أقل في فترة ما بعد السكتة).
ويرى الخبراء فى التغذية أن مضادات الأكسدة المتوفرة فى الشاى، والمسماة الفلافونويدات (Flovovmoids) تحول بشكل كبير دون أكسدة دهون الدم، ومن ثم تحول دون تكون الجلطات فى الشرايين التاجية للقلب، ولعل تأثير الشاي الوقائي ينبع من هنا.
Gymnocladus dioicus
كلمة القهوة، كانت تطلق على الخمر لأن القهوة تقهى شاربها عن الطعام، أى "تشبعه أو تذهب بشهوته". وأسم القهوة مأخوذ من كلمة (كافا caffa) وهى قرية فى الحبشة قديما أو إثيوبيا فى الوقت الراهن، حيث كانت تنمو أشجار البن بكثرة فى أرجاء تلك القرية، ومنها أشتق الاسم الإنجليزى للقهوة وهو coffee. وقيل أن أسمها مأخوذ عن أسم الملك الفارسى (قابوس Kavus).
وفى رواية أخرى تقول: أن البن قد اكتشف لأول مرة في أثيوبيا، عندما لاحظ رعاة المعز أن قطعان الماعز تظل مستيقظة طوال الليل إذا ما أكلت من أوراق شجيرات البن وثمارها، وقد وصل البن إلى جزيرة العرب في القرن الثالث عشر الميلادي، ومن العرب أخذت بقية الشعوب أسم القهوة.
وقبل أن تتخذ القهوة شرابا قبل 700 سنة خلت، كان البن غذاء، ودواء.
وانتقل البن من جزيرة العرب إلى تركيا خلال القرن السادس عشر الميلادي، ثم إلى إيطاليا في مطلع القرن السابع عشر، وأقيمت المقاهي في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، وكان الناس يلتقون في هذه المقاهي لمناقشة القضايا المهمة، ومن المحتمل أن يكون البن قد دخل إلى أمريكا في الستينيات من القرن السابع عشر الميلادي، أما البرازيل فقد عرفت زراعة البن في القرن الثامن عشر الميلادى.
وتنتج الشجرة المتوسطة من الثمار في العام الواحد ما يكفي لصنع نحو 0.7 كجم من البن المحمص، وتحتاج شجرة البن عادة إلى ما يتراوح بين ستة وثمانية أعوام قبل أن تنتج محصولا كاملا، وتنمو الأنواع الرائجة من أشجار البن نموا جيدا في الارتفاعات ذات المناخ الاستوائي التي تتراوح بين 1100 و 2400 متر عن سطح البحر.
تاريخ انتشار القهوة وكيف بدأت
عرفت القهوة لأول مرة فى اليمن، وبالتحديد فى قرية (مخا) ومنها أنتقل البن إلى الحبشة، وبلاد فارس (إيران)، ثم عم انتشارها لكثير من بلاد الشرق، وعرفها المصريون فى أوائل القرن السادس عشر، وعرفها الترك خلال حروب السلطان سليمان الفاتح، والذى شجع على شربها لعامة الشعب، حيث كانت تعرف بأنها تساعد على النوم، وأفتتح أول مقهى لها فى أسطنبول عام 1554م. وكان يرتاد تلك القهوة الكثير من الأدباء والمفكرين.
وكان الإنجليز هم أول من شرب القهوة فى أوروبا، وفتحوا لها مشارب فى عام 1552م. ثم انتشرت القهوة إلى إيطاليا فى عام 1610م. ووصلت إلى فرنسا فى عام 1664م. حيث بدأ علية القوم فى تقديمها للضيوف، حتى أن الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا فى الفترة من (1643- 1715م.( كان يشرب القهوة بولع، ويقدمها لضيوفه والحضور.
والطريف أن أول محل أفتتح لشرب القهوة فى فرنسا عام 1671م. قد وجد مقاومة شديدة من الأطباء فى ذلك الزمان، حيث كان يعتقد أن القهوة تحتوى على أرواح شريرة تطرد النوم من العيون وتسبب الأرق والجنون.
وقد وجد أصحاب محال البن أنه لابد من عمل اتحاد بينهم فى عام 1676م. لمقاومة أفكار المتعصبين ضد القهوة من الأطباء، وسمح لأصحاب محال القهوة ببيع البن شرابا أو مطحونا.
وفى عهد الملك لويس الخامس عشر، بلغ عدد محلات القهوة فى فرنسا حوالى 600 محل، وأستوردة فرنسا أشجار البن من اليمن، وزرعتها فى جزر - الأنتيل - التابعة لها فى عام 1716م. ومنها انتقلت زراعة القهوة إلى أمريكا الجنوبية كلها، خاصة فى البرازيل.
وهكذا كانت الصدارة للقهوة، المشروب المفضل فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وازداد التنافس على إنتاجها وتصديرها بين الدول الكبرى، وحدث تنافس بين شرب الشاى والقهوة، إلا أن إنجلترا قد اعتبرت أن الشاى مشروب وطنى، وشجعت على زراعته فى المستعمرات التابعة لها منذ ذلك الزمان، وباتت إنجلترا تملك زمام الأمور بين يديها، حتى اشتهرت بلقب ملكة الشاى فى العالم.
وقد ساعد على انتشار الشاى فى أمريكا الشمالية وجود المهاجرين الإنجليز على أراضيها، ولكن بعد حرب الاستقلال، فقدت إنجلترا شهرتها فى ميدان إنتاج الشاى، حيث أعادت أمريكا ما فقدته القهوة من مكانة سابقة.
للقهوة أنصار من الأدباء والمفكرين، ورجال الفكر والعلم فى كل بلد. ففى فرنسا كان الروائى الشهير (بلزاك) مغرم جدا بشرب القهوة، حتى مرض بالقلب وقضى عليه بسبب ذلك.
وكان كبير كتاب فرنسا فى عصر النهضة (فولتير) يشرب من القهوة كميات كبيرة، وكذلك عظيم ألمانيا فى الموسيقى (بيتهوفن) كان يستهلك قدر 60 حبة من البن فى إعداد فنجان من القهوة، وكبير أطباء إنجلترا المعروف (هارفى) الذى أكتشف الدورة الدموية أحضر قبيل موته حبة من البن وأراها للقس الذى يقرأ له العظة قبيل موته، وقال له: (من هذه الحبة يأتى الحظ، والنجاح، وحضور الذهن).
والطبيب الفرنسى – تراسو – كان يقول: (لا يوجد علاج لضعف الأعضاء التناسلية كالقهوة).
وفي مصر ومنذ مطلع القرن السادس عشر، وحتى قدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 كانت القهوة تقدم ومعها شبك الدخان الذي يشبه إلى حد كبير الجوزة، أو الشيشة، كما يطلق عليها الآن.
وتذكر كتب التاريخ أن الجلوس في المقهى لم يكن مقصورا في البداية على تمضية وقت الفراغ وشرب القهوة والتدخين، إنما لعب المقهى دورا مهما في كثير من الأحداث عندما كان المذياع في علم الغيب ولم يكتشف بعد، كانت المقاهي هي مركز إنطلاق أخبار الغزوات، والانتصارات، والهزائم أيضا.
وعندما أحتل العثمانيون مصر عام 1517م. تحولت المقاهي إلى مراكز لإنشاد ملاحم البطولة مثل ملاحم - أبو زيد الهلالى - وقصص عنترة، والزير سالم، وألف ليلة وليلة، وكان سردها أشبه بالمسلسلات الليلية المتتابعة التي يتشوق الناس إلى سماعها ليلة بعد أخرى، لاسيما وأن الجلوس في المقاهي كان في الغالب مقصورا على فترة الليل.
وفي العصر الحديث لعبت مقاهي القاهرة دورا مهما في الحركة الثقافية والسياسية، وذاع صيت عدد منها، وكانت أشبه بالمنتديات الثقافية والسياسية، إذ كان يجلس فيها أحد رواد الثقافة أو السياسة محاطا بأتباعه ومريديه.
وهكذا ذاع صيت مقهى (نوبار) الذي كان عبده الحامولي يشدو فيه كل ليلة ومقهى (متاتيا) الذي كان يجتمع فيه جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، والزعيم سعد زغلول، ثم ارتادها فيما بعد عباس العقاد، وإبراهيم المازني.
وفنجان القهوة يستلذه الملايين من الناس في كل مكان، حيث يستهلك العالم خمسة بلايين كيلو غرام من القهوة كل عام. أما في العالم العربي تعتبر للقهوة خصوصية معينه، حيث تعد أكثر من مشروب عادي، كونها تدخل فى ثقافة الناس وعاداتهم وتقاليدهم بشكل عام وتعتبر دلالة على الكرم، وحسن الضيافة، ومفتاح الزواج عند العرب. ولا يخلو الأمر من أن هناك كارهون للقهوة، يحاربون شربها لما لها بعض المضار على الصحة العامة خصوصا إذا أكثر من شربها.
المرحل التى تمر بها حبات القهوة حتى تصير جاهزة للاستهلاك:
قطف الثمار:
تقطف معظم الثمار من أشجار القهوة يدويا، وبعضها يحصد بآلات تقوم بهز الشجيرات، فتسقط الثمار ثم تجمع، وبعد جمعها توضع في مغطس، أو موضع به ماء جار يطلق عليه المسيل (القناة)، تطفو الأعشاب والأوراق والثمار الخضراء الفاسدة على سطح الماء المسيل، بينما تغطس الثمار الجيدة.
نزع اللباب:
تنقل الثمار الجيدة بعد ذلك إلى موقع تنزع فيه الآلات اللباب، وتحتوي كل ثمرة على بذرتين، ولكل بذرة قشرة خارجية تشبه الرق الجلدي، وأخرى تسمى القشرة الفضية، تكون الثمار غير المقشورة في البداية غضه زرقاء ضاربة للخضرة، لكنها تصبح فيما بعد صلبة قاسية ذات لون اصفر فاتح، وتنقل الثمار عقب انتزاع اللباب إلى مجموعة من أحواض التخمير والتنظيف، ثم تجفف وتترك لعمليات المعالجة عدة أسابيع.
التقشير والفرز:
يؤلفان الخطوة الثانية، وفيها تقوم آلات الفرز بنزع القشرتين الخارجية والفضية، ولدى خروج البذور من الآلة تقوم مروحة بفصل القشور المفككة عن الثمار، ثم تنقل البذور إلى آله تسمى الفرازة مهمتها استبعاد الأتربة والغبار والبذور الصغيرة أو المكسورة، وهكذا تستمر عملية الفرز إلى أن يتبقى في نهاية المطاف أكبر البذور وأفضلها.
التحميص:
يعبأ معظم البن في أكياس من الخيش تبلغ زنة الواحد منها 60 كجم، وتفرغ في أماكن معدة للتحميص ذات قنوات مائلة تنحدر من أعلى إلى أسفل، ويقوم جهاز ماص بإزالة الأتربة والمواد العالقة الأخرى، ومن ثم ينقل البن إلى ألة المزج وهي أسطوانة دوارة تقوم بخلط الأنواع المختلفة من البن معا.
تنساب البذور من آلة المزج منحدرة إلى صناديق التخزين عن طريق الجاذبية، ثم إلى أفران التحميص، فتبقى مدة تتراوح بين 16 و 17 دقيقة تحت درجة حرارة مقدارها 482 درجة مئوية، وتفقد البذور نحو سدس وزنها خلال عملية التحميص هذه، بعد ذلك تبرد البذور وتنظف، ثم تنقل إلى صناديق حيث تحفظ بها إلى أن تطحن، وبعد الطحن يعبأ البن المسحوق في علب مفرغة الهواء أو في أكياس ورقية.
البن السريع الذوبان:
من الممكن أن يطحن أو يجفف بالتجميد، وكلتا العمليتين تحتاجان إضافة الماء لصنع القهوة. يصنع البن السريع الذوبان بوضع مسحوق البن في أوعية ضخمة، ثم يبخر الماء أما البلورات المسحوقة المتبقية فتصير قهوة مرة أخرى بإضافة الماء لها.
أما البن السريع الذوبان المجفف بالتجميد فيتم بتحويل البن الطازج إلى عصارة ومن ثم تجميدها على هيئة ألواح، وتطحن هذه الألواح وتجزأ إلى قطع كبيرة، وتوضع في حجرات مكيفة الضغط، وتمتص الرطوبة الموجودة في كل قطع البن المثلج مخلفة وراءها بلورات من البن الجاف.
أنواع البن
يوجد أكثر من مائة صنف من البن تبيعها محلات البيع بالتجزئة، لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع عامة هي: البرازيلي – والبارد المذاق – والقوي اللاذع المذاق وهو (الروبستا).
فالبن البارد المذاق تنضوي تحته كل أنواع البن العربي الذي ينتج خارج البرازيل، أما البن الروبستا اللاذع المذاق فهو نوع مختلف من البن يزرع معظمه في إفريقيا. وتسمى معظم أنواع البن باسم المنطقة التي يزرع فيها أو الميناء الذي تصدر منه، فالبن المخاوي أكتسب أسمه من ميناء – المخا - باليمن، والبن الجاوي يزرع في جزيرة- جاوة - أو بالقرب منها فى أندونسيا.
وقد يحرص أصحاب محامص البن على إضفاء مذاق خاص لتركيبة أو (توليفة البن) فبعض الناس يفضلون إضافة الهندباء البرية، أو الحبهان ( الهيل ) إلى القهوة، وكذلك بعض من القرنفل أو المسمار.
ما يقال عن اقتصاديات البن فى بعض دول العالم
تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بوصفها أكبر مستهلك للبن في العالم، فهي تستهلك خمس ما ينتجه العالم سنويا، ومن بين الأقطار الأخرى التي تأتي في مقدمة المستهلكين: إيطاليا – البرازيل – وبريطانيا – وفرنسا – واليابان، وتنتج البرازيل بمفردها نحو 25% من المحصول العالمي للبن، ويعد البن محصولا ذا أهمية قصوى في اقتصاد كثير من بلدان أمريكا اللاتينية.
تستورد السعودية كافة حاجتها من البن، إذ لا يوجد إنتاج محلي، حيث تستورد سنويا فى المتوسط نحو 18 ألف طن من البن، بقيمة تصل إلى نحو 204 مليون ريال سعودي، وتأتي سويسرا في أول قائمة الدول المصدرة للسعودية وبأعلى الأسعار، حيث يصل سعر الطن السويسري 63.833 ريال، والبورندي بسعر 7.611 ريال للطن.
أما فى الأردن، فهى أيضا تستورد قرابة 9000 طن من البن بقيمة تقارب خمسة ملايين دينار منها 7600 طن بن غير محمص غير منزوع الكافيين بقيمة 2.4 مليون دينار، و 406 طن من البن المحمص غير منزوع الكافيين بقيمة 586 ألف دينار، و 191 طنا بنا محمصا منزوع الكافيين بقيمة 184الف دينار.
وبقسمة إجمالي المستورد من البن على سكان الأردن البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، فإنه بسهولة نجد أن كل فرد من السكان يحصل سنويا على حصة قدرها 6.1 كيلو غرام من البن بقيمة ثمانية دنانير.
المحتويات الكيميائية التى توجد فى القهوة
تحتوى القهوة على مواد دسمة بنسبة 8 - 14 % ومن 12 – 14 % مواد سكرية،
و 6 % معادن، مثل: الماغنسيوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والمنجنيز، والنحاس، والزنك، والفلور، واليود، وكذلك توجد فيتامينات ب المركب، ومواد معطرة، والكافيول بنسبة 0.05 %.
والقهوة بعد التحميص لا يوجد بها أى قيمة غذائية، ولكن يبقى قدر 10 ملغ من الكافيين فى كل 100 سنتيمتر مكعب.
ما يقال عن البن والقهوة فى الطب الحديث
يعتبر الكافيين من أشهر أنواع الإدمان التي تؤثر على الحالة النفسية للإنسان وأوسعها انتشارا في العالم، ومع ذلك لم ينال ما يستحقه من الاهتمام والدراسة، بل ولم تشير إليه كتب الطب النفسي والمراجع المتخصصة بتصنيف الاضطرابات النفسية إلا قريبا. والجدير بالذكر أن مستهلكي الكافيين يتناولون البلايين من الكيلوجرامات سنويا ولكن لا يعرف معدل انتشار تعاطيه على وجه الدقة يوميا، وتشير بعض الدراسات إلى أن متوسط استهلاك الفرد للكافيين يصل الى 500 مليجرام في 20-30% من كافة السكان، في حين يبلغ استهلاك الفرد حوالي 750 مليجرام في 20% من المرضى النفسيين المحجوزين في المستشفيات.
ومادة الكافيين توجد في مشروب القهوة، والشاي، والكولا، والمياه الأخرى الغازية، وبعض المسكنات، والمنبهات والمستحضرات الباردة، مثل الآيس كريم المحتوى على الشكولاته.
توجد مادة الكافيين في مصادر متعددة من أهمها ما يلي:
• مشروبات القهوة المخمرة حيث يحتوي الكوب الواحد على 80-140 ملجرام من الكافيين، أما فى القهوة غير المخمرة يحتوي الكوب الواحد على 66 - 100 مليجرام من الكافيين.
• أوراق الشاي حيث يحتوي الكوب الواحد على 66 - 75 مليجرام من الكافيين
• الشاي الأكياس حيث يحتوى الكوب الواحد على 42 - 100 مليجرام من الكافيين.
• مشروبات الكولا حيث تحتوي الزجاجة الواحدة على نسبة من 25 – 55 مليجرام من الكافيين.
• مشروبات الطاقة المتاحة حاليا فى الأسواق بها كم كبير من الكافيين.
• ثمار نبات – الجورانا - التى تنمو فى المناطق الاستوائية المطيرة، وتستخدم ضمن الأدوية التى تقلل الشهية للطعام.
• مشروب الكاكاو أو الشوكولاته.
أعراض زيادة جرعات الكافيين فى المشروبات التى تحتوى علي:
قلق نفسى، وأعراض وجدانية، واضطرابات فى النوم وتقطعه، وشكاوى نفسية وفسيولوجية. حيث يلعب الكافيين دورا رئيسيا في تنشيط الجهاز العصبي المركزي فيشعر الإنسان بالنشاط، والتركيز، والنشوة، ويختفي الملل والتعب بالإضافة الى عدم الرغبة في النوم.
عدم الاستقرار الحركي، والنرفزة أو الإثارة، والهياج، والأرق أو عم القدرة على النوم بسهولة، وارتعاش الأطراف واحتقان الوجه، وإدرار البول بكثرة، وتحدث هذه الأعراض إذا زادت الكمية التي يتناولها الفرد من الكافيين عن 500 مليجرام.
أما إذا زادت جرعة الكافيين إلى جرام واحد فى المرة الواحدة، فقد تظهر أعراض أشد خطورة، مثل: اختلاج العضلات أو ارتعاشها، وحدوث التوتر الشديد، وزيادة الرغبة في الكلام، وعدم انتظام ضربات القلب، والطنين في الأذن.
أما إذا تناول الفرد ما يوازي عشرة غرامات (10) غرامات من الكافيين فإنه يصاب بنوبات من الصرع، وهبوط فى التنفس، ثم قد يعقب ذلك الموت.
وزيادة الكافيين تزيد من حدة اضطرابات المعدة، ولكن من المضاعفات الشائعة وهى الأهم هو عدم انتظام ضربات القلب، وهبوط الدورة الدموية خاصة، لأن الكافيين يسبب اتساع الأوعية الدموية، وقد تظهر تلك الأعراض الأكلينيكية المصاحبة لإدمان الكافيين خاصة بعد تناول جرعة تتراوح من 500-600مليجرام من الكافيين.
أهم الأعراض الناجمة عن تناول جرعات زائدة من الكافيين:
• مظاهر ناجمة عن القلق.
• مظاهر نفسية وفسيولوجية: حيث تسود الشكوى من الأعراض الجسدية في المرضى المدمنين على تعاطي الكافيين، بينما تشيع الأعراض النفسية والفسيولوجية في المرضى النفسيين الذين يتناولون جرعات متوسطة من الكافيين تتراوح ما بين 250 – 750 ملبجرام يوميا، حينها يحدث الأرق، وتقطع فى النوم، وخاصة عند تعاطي الكافيين ليلا قرب موعد النوم.
• أعراض سحب العقار تصيب متعاطي الكافيين بصداع يصيب الرأس كلها إذا امتنع عن تعاطي الكافيين، ويحدث ذلك في هيئة زيادة الضربات في الأوعية الدموية بالمخ، ويتطور مع النعاس إلى الإحساس بامتلاء المخ، وحدوث ضغط داخلى به، أي الصداع المكتمل، مع زيادة إفرازات الأنف، وعدم الرغبة فى مزاولة الأعمال المعتادة، والإثارة العصبية الشديدة، والشعور بالإكتئاب أحيانا، مع تثاؤب، وغثيان في أحيان أخرى.
• يصيب الإكتئاب مدمني الكافيين الذين يتعاطون جرعات كبيرة تزيد عن 750مليجرام يوميا، حينها يحدث التسمم بالكافيين، والذى قد يسبب ذهانا (شرود الذهن) لدى الأشخاص المهيئون لذلك، أو يزيد التفكير لدى الذين يعانون من حالات الفصام العقلى مسبقا.
مساوئ تناول القهوة بصفة دائمة
لقد أجريت بعض الأبحاث العلمية وأثبتت أن زيادة استهلاك الكافيين تسبب الإكتئاب النفسى، وإن نتائج هذه الأبحاث تتفق مع النظرية البيولوجية، والتي تري أن كيميائية المخ في الإنسان تبحث دائما عن تحقيق اللذة الذاتية للنفس الإنسانية، وتجنبها الإحساس بالألم، وعليه فإن التعود على هذه المادة الكيميائية تجعل الإنسان أسيرا لها ولا يستطيع أن يصل إلى مستوى اللذة إلا عن طريق استهلاكه قدرا معينا منها، فإذا لم يستطيع فإنه يصاب ببعض الأعراض العصابية مثل القلق، والإكتئاب النفسي.
والبعض يقول أن شرب القهوة باعتدال مفيد للصحة
يعد احتساء مشروب القهوة المركزة (الإكسبريسو) في كل صباح عادة يومية لدى ملايين الإيطاليين، لكن تلك العادة التي يبدءون بها يومهم أفسدتها التقارير التي تنشر ما بين الحين والآخر فى أنحاء شتي من العالم عن مضار هذا المشروب، ولعل أخرها كان تقرير مفاده أن الأطباء الإنجليز نصحوا - توني بلير - رئيس الوزراء البريطاني بالتقليل من كمية القهوة التي يحتسيها.
وعلى النقيض من هذه التقارير والأنباء غير السارة، دعت خبيرة التغذية - تشيارا ترومبتي - من معهد "هيومانتس جافاتسيني" الذي يتخذ من مدينة – بيرجامو - الواقعة شمال إيطاليا مقرا له، دعت الإيطاليين لتجاهل كل هذه التحذيرات الموجهة لتناول القهوة.
فهناك سبب علمي يجعل المرء يستمتع بكوب من (الإكسبريسو) في الصباح دون أن يصيبه أي قلق من تعرضه لمتاعب صحية.
وأكدت ترومبتي على أن القهوة قد تكون مفيدة للمرء، وكلما كانت قوية ومركزة كلما كانت أفضل، لذا فإنها أوصت بتناول مشروب (الإكسبريسو) بدلا من أي نوع آخر من القهوة الفورية. وأضافت ترومبتي أن تلك المواد التي تحتويها القهوة قادرة على تخفيف آلام الصداع، كما أنها مفيدة للكبد وقد تساعد على منع الإصابة بالتليف الكبدي، والحصوات التي تتكون في المرارة.
ويمكن أن يخفف الكافيين الذي يتوافر في القهوة من مخاطر أزمات الربو، كما يساعد على تنشيط حركة القلب إذا تم تناول القهوة بكميات صغيرة أو معتدلة، لكن تناول القهوة بكميات كبيرة قد يزيد من عصبية المرء وأيضا من سرعة ضربات القلب ويؤدي إلى ارتعاش اليدين، ودائما ما ينصح مرضى القلب والحوامل والمصابون بقرحة المعدة بالابتعاد عن احتساء القهوة.
وتقول - ترمبتي - إنه يجب ألا يحتسي المرء أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة في اليوم الواحد، وقد تستفيد فئة من الإيطاليين من نصيحة الباحثة الإيطالية، بينما سيفزع العديد من الأباء من فكرة تناول أبنائهم القهوة.
قهوة الشعير
يعتبر الشعير من الغلال المغذية والمفيدة لجسم الإنسان بما يحتويه من معادن وفيتامينات، وقد وجد أن الشعير إذا حمص، حتى يتلون باللون البني، وعمل منه مشروب، فإنه يكون أقرب إلى مشروب القهوة، وخاصة لو وضع معه بعض قرون المسمار (القرنفل) فنحصل على نوع من القهوة ذى فائدة صحية عظيمة.
وقد وجد أن هذا المشروب يخفض ضغط الدم المرتفع، ويدر البول، ويزيل التهابات الكلى والمثانة، علاوة على ذلك فإنه لا يحتوي على الكافيين الذي تحتويه القهوة والتي لها أثرها المنبه.
العلاقة ما بين شرب الشاى أو القهوة، وأثر ذلك على مرضى القلب الذين قد أصيبوا بالذبحة الصدرية من قبل:
تشير دراسة نشرتها مجلة (Circulation) التي تصدرها جمعية القلب الأمريكية إلى أن فريقا ضم باحثين من كلية الصحة العامة في جامعة – هارفارد - ومن مستشفى - ماساتشوستس العام - بأمريكا، قاموا بفحص عادات الشاي عند 1900 مريض تعرضوا لسكتة قلبية حادة بين عامي 1989 و 1994م. وذلك بمراجعة ما ورد في سجلاتهم عن عدد مرات تناولهم للشاي المحتوي على (الكافيين) خلال السنة التي سبقت السكتة، ثم راقب الفريق تطور صحتهم خلال السنوات الأربع التي أعقبت السكتة وخصوصًا الذين توفوا.
وقد وجد الباحثون أن من بين هؤلاء المرضى 256 شخصًا يشرب كوبين أو أكثر في اليوم و615 شخصًا يشربون أقل من ذلك، بينما لم يشرب 1019 مريضًا الشاي على الإطلاق.
وحول العلاقة بين الشاي وصحة القلب، وجد الباحثون أن الذين يكثرون من الشاي كانوا أقل عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، من الذين لم يشربوه على الإطلاق، وذلك بنسبة وصلت إلى 44%. أما المعتدلون في شرب الشاي - كأن يتناولون أقل من كوبين في اليوم - فكانوا أقل عرضة للوفاة وبنسبة 28%.
ويقول الباحثون: ( يبدو من تقرير المرضى أنفسهم أن الإكثار من الشاي قبل السكتة القلبية مرتبط بعدد حالات وفاة أقل في فترة ما بعد السكتة).
ويرى الخبراء فى التغذية أن مضادات الأكسدة المتوفرة فى الشاى، والمسماة الفلافونويدات (Flovovmoids) تحول بشكل كبير دون أكسدة دهون الدم، ومن ثم تحول دون تكون الجلطات فى الشرايين التاجية للقلب، ولعل تأثير الشاي الوقائي ينبع من هنا.