محمد بن سعد
January 22nd, 2011, 11:02
عملات - زمجرة الرينمينبي
لم يبلغ الوضع مدى الفيضان بعد، لكن القطرات تنخر في الجدران التي تبقي العملة الصينية حبيسة حدود البلاد، بدأت تراكم شيئا ما.
بالفعل، باشر الرينمينبي العام الماضي الممارسة كعملة للسندات الممولة من قبل الشركات متعددة الجنسية (مكدونالدز)، الائتمانات التجارية لـ (مجموعة إندونيسية من قبل بنك الصين الصناعي والتجاري)، وحسابات ودائع الأوفوشور ''الوحدات الخارجية'' لصالح (عملاء الصيرفة الشخصية لبنك الصين في لندن، نيويورك وغيرهما من المدن).
الأسبوع الماضي، اتسعت خروق الثقوب في سد عدم قابلية الرينمينبي للتحويل. لقد أعلنت ''فارو مانجمنت'' وهي شركة تدير صندوق تحوط، أنها ستطرح أسهما مقوّمة بالرينمينبي في صناديقها. مدينة ونزهو أطلقت مشروعا تجريبيا لتخفيف القيود على مقدرة مقيميها على استثمار المال في الخارج. وبعد عام ونصف العام من السماح للشركات الصينية بتسوية تبادلاتها عبر الحدود بعملتهم، مُنح التصريح باستعمال الرينمينبي للحصول على أو إيجاد عمليات جديدة في ما وراء البحار.
تلك الخطوات العديدة التي تيسّر شحن الرينمينبي إلى خارج البلاد لا تغيّر وجهة ''أحمر الظهر'' الطبيعية والمفضّلة. إذا كانت السلطات الصينية تخفف القيود على تدفقات الرساميل على غرار حرية خروجها، فإن الرينمينبي سيقيَّم بما هو أعلى من نسبة بـ 3.5 في المائة التي ارتفع إليها مقابل الدولار منذ العام الماضي.
واقع أن الأسواق متعطّشة لضخ الأموال إلى داخل الصين وليس إلى خارجها، وذاك سبب بقاء بكين قلقة من تجاوز الخطوات الجنينية في تحرير الحسابات الرأسمالية. إن عملة أكثر قابلية للتحويل كفيلة بترك خيارين فحسب في ظروف السوق الراهنة: السماح بسعر صرف أعلى أو تمرير تدفقات رأسمالية هائلة، ولربما مثيرة للقلاقل.
ومع ذلك، فإن أخذ المشهد في الأجل الطويل، يتيح تصور اقتناع العملاق الاقتصادي الصاعد بعملة قزّمة. ومع تعمق الروابط التجارية ما بين الصين وغيرها من الدول الناشئة، لمَ اللجوء إلى أموال دولة ثالثة لفوترة تلك التعاملات؟ التجارة المقوّمة بالرينمينبي تعدو بخطى متسارعة، مرتفعة بصفقاتها إلى ما قيمته نحو 50 مليار دولار خلال الأشهر الست الماضية - من الصفر، قبل عامين فحسب.
بنظرة في الأفق - وبالتأكيد في عقول بعض أعضاء المكتب السياسي لـ ''الحزب الشيوعي الصيني''، يقف ثمن موضع عملة الاحتياط العالمية. إن إمكان حدوث ذلك فحسب، إن تم أصلا، سيعقب التحويل الكامل والتغييرات الراديكالية في أسواق الصين الماليّة. ذاك طريق محفوف بمخاطر عاتيّة، منها الانعطاف الجذري للاقتصاد الصيني، وفقدان السيطرة التي لن يتسامح قادة الصين معه قط، في الأجل القريب.
المصدر : الاقتصادية
لم يبلغ الوضع مدى الفيضان بعد، لكن القطرات تنخر في الجدران التي تبقي العملة الصينية حبيسة حدود البلاد، بدأت تراكم شيئا ما.
بالفعل، باشر الرينمينبي العام الماضي الممارسة كعملة للسندات الممولة من قبل الشركات متعددة الجنسية (مكدونالدز)، الائتمانات التجارية لـ (مجموعة إندونيسية من قبل بنك الصين الصناعي والتجاري)، وحسابات ودائع الأوفوشور ''الوحدات الخارجية'' لصالح (عملاء الصيرفة الشخصية لبنك الصين في لندن، نيويورك وغيرهما من المدن).
الأسبوع الماضي، اتسعت خروق الثقوب في سد عدم قابلية الرينمينبي للتحويل. لقد أعلنت ''فارو مانجمنت'' وهي شركة تدير صندوق تحوط، أنها ستطرح أسهما مقوّمة بالرينمينبي في صناديقها. مدينة ونزهو أطلقت مشروعا تجريبيا لتخفيف القيود على مقدرة مقيميها على استثمار المال في الخارج. وبعد عام ونصف العام من السماح للشركات الصينية بتسوية تبادلاتها عبر الحدود بعملتهم، مُنح التصريح باستعمال الرينمينبي للحصول على أو إيجاد عمليات جديدة في ما وراء البحار.
تلك الخطوات العديدة التي تيسّر شحن الرينمينبي إلى خارج البلاد لا تغيّر وجهة ''أحمر الظهر'' الطبيعية والمفضّلة. إذا كانت السلطات الصينية تخفف القيود على تدفقات الرساميل على غرار حرية خروجها، فإن الرينمينبي سيقيَّم بما هو أعلى من نسبة بـ 3.5 في المائة التي ارتفع إليها مقابل الدولار منذ العام الماضي.
واقع أن الأسواق متعطّشة لضخ الأموال إلى داخل الصين وليس إلى خارجها، وذاك سبب بقاء بكين قلقة من تجاوز الخطوات الجنينية في تحرير الحسابات الرأسمالية. إن عملة أكثر قابلية للتحويل كفيلة بترك خيارين فحسب في ظروف السوق الراهنة: السماح بسعر صرف أعلى أو تمرير تدفقات رأسمالية هائلة، ولربما مثيرة للقلاقل.
ومع ذلك، فإن أخذ المشهد في الأجل الطويل، يتيح تصور اقتناع العملاق الاقتصادي الصاعد بعملة قزّمة. ومع تعمق الروابط التجارية ما بين الصين وغيرها من الدول الناشئة، لمَ اللجوء إلى أموال دولة ثالثة لفوترة تلك التعاملات؟ التجارة المقوّمة بالرينمينبي تعدو بخطى متسارعة، مرتفعة بصفقاتها إلى ما قيمته نحو 50 مليار دولار خلال الأشهر الست الماضية - من الصفر، قبل عامين فحسب.
بنظرة في الأفق - وبالتأكيد في عقول بعض أعضاء المكتب السياسي لـ ''الحزب الشيوعي الصيني''، يقف ثمن موضع عملة الاحتياط العالمية. إن إمكان حدوث ذلك فحسب، إن تم أصلا، سيعقب التحويل الكامل والتغييرات الراديكالية في أسواق الصين الماليّة. ذاك طريق محفوف بمخاطر عاتيّة، منها الانعطاف الجذري للاقتصاد الصيني، وفقدان السيطرة التي لن يتسامح قادة الصين معه قط، في الأجل القريب.
المصدر : الاقتصادية