نجم سهيل
November 20th, 2010, 16:53
عام 1385هـ في حي الملز شارع الستين بمحاذاة أبو مخروق في الرياض كنا ثمانية أصدقاء بعضنا تجاوز العشرين وبعضنا الآخر دونها وكنا نتجع ليلا أمام دكان أبو هاشم وذات ليلة شتوية اقترح أحدنا أن نكشت في رحلة شبابية فوافق الجميع بدون تردد بعد أن حددنا وجهتنا من الرحلة فتفرقنا على الفور لإنجاز مهامنا التي تواصينا واتفقنا عليها قبل الرحلة فكل ذهب إلى بيت أهله ليجمع منه ماتم تكليفه به من أواني وفرش ولحف وعدنا خلال أقل من نصف ساعة إلى مركز تجمعنا الدائم أمام دكان أبو هاشم
وفورا عقدنا مجلسنا وقدرنا المصاريف التي كان أهمها قيمة التيس بل هو كل مصاريف الرحلة ابتعنا التيس من عجوز تسكن في الحي الشعبي الذي أسكنه شمال غرب أبو مخروق واشترينا التيس على ما أذكر ب 40ريالا وكانت وسيلة مواصلاتنا وانيت فورد وموستانج فاستغلينا الوانيت في المرور على بيوتنا ونقل عفش وأواني كل واحد منا حتى البهارات والملاعق والسكاكين وبدون ترتيب تقافزنا في السيارتين متجهين عبر طريق خريص القديم الأقدم وتجاوزنا قهوة العويد وهي في رأس الكيلو 10من الرياض وعندما حاذينا بداية خشم العان من الشمال انعطفنا شمالا عبر الرمال وتوغلنا لأكثر من سبعة كيلوات مترية حيث توقفنا وتقافزنا وكأننا جنود كوماندس بل والله كالقرود ونحن ننصب الخيمة وبعضنا يقوم بإنزال العفش والمؤون وفي أقل من ربع ساعة نصبنا خيمتنا وفرشنا و فرشنا ووزعنا الأواني
وتناول أحدنا وهو أكبرنا سنا ويدعى عبد الرحمن وكانت وظيفته قاريء عدادات كهرباء تناول التيس فذبحه وشرع في سلخه فيما بعضنا جمع الحطب وأشعل النار والبعض الآخر جاء بالقدر الكبير ووضع الماء داخله فوق النار وقبل أن نضع التيس في القدر تقافزنا نبحث عن الملح الملح الملح والله وكأننا جماعة الإف بي آي ماتركنا آنية ولاكيسا ولاورقة إلا وأفرغناها جميعها من محتوياتها حتى أسقط في أيدينا وأدركنا أننا نسينا الملح فتطوع خمسة منا للذهاب وجلب الملح على كلتا السيارتين خشية أن تغرز إحداهما فيتعاون الخمسة على إخراجها وبقيت أنا وعبد العزيز وعبد الرحمن لحراسة التيس المسلوخ وباق الأمتعة كان البرد شديدا وقارسا للغاية
وطال انتظارنا للخمسة لأكثر من ثلاث ساعات وكنا نتناوب الصعود إلى أعلى الكثيب فلفت نظرنا أنوار سيارة تطلب النجدة على بعد مايقارب الخمسة كيلو مترات من الغرب من موقعنا فتطوعت للذهاب منفردا وكان سواد الليل حالكا للغاية وليس في يدي أي مصباح وقد استفدت هنا من خبرتي في البراري ليلا حين كنت بدويا أرعى أغنام الأسرة ما ساعدني على المضي قدما دون خوف أو قلق خاصة ونحن في موسم الشتاء حيث تركن الأفاعي والعقارب إلى السكينة والبيات الشتوي في جحورها وأوكارها وكل ما كنت أخشاه هو جماعات وتجمعات الكلاب واحتمالية وجود الضباع
وأخيرا بلغت موقع السيارة وكانت الموستانج خاصة سليمان رحمه الله تعالى
وكان عالقا على الضفة الشمالية من واد صغير يمتد من شرق المنطقة ليصب في شعب واسع من الناحية الغربية شمال قهوة العويد وجدت سليمان في حالة بئيسة من شدة البرد وسيارته عالقة في الرمال فشجعته على الحفر وتنسيم الإطارات وتحمل شدة البرد والتغلب عليه بالحركة وإلا متنا في مكاننا خاصة وأن ليس في سيارته مكيف تدفئة ونجحنا في إخراج السيارة وأصر على القيادة فطلبت منه السير بمحاذات الوادي والإتجاه غربا ومن ثم نعود من غرب قهوة العويد وفيما نحن نسير حسب الخطة انحرف فجأة مع طريق يهبط إلى الوادي فعلقنا في الرمال مجددا ولكن هذه المرة في قاع الوادي فانتهرته بشدة وطلبت منه المساعدة في سرعة إخراج السيارة خاصة وأن هناك أربعة مفقودين أخرجنا السيارة وذهبنا بها بسرعة عبر رمال الوادي حتى انتهى بنا إلى الشعاب الواسعة حيث سلكنا الطريق المسفلت حتى بلغنا المخيم مع تباشير خيوط الصباح ولخيبتنا وهلعنا لم نعثر على الأربعة المفقودين ولكنننا بادرنا للبحث عنهم من فوق الكثبان
ولمحنا غير بعيد سيارتهم متوقفة وصلنا إليها ولم نجد فيها أحدامنهم فتملكنا خوف شديد أن يكون قد أصابهم مكروه ولكنننا خمنّا أنهم لن يكونوا بعيدين عن السيارة التي كانت في حالة انغراز شديدة وتفرقنا بمحاذاة بعضنا نبحث بين الكثبان فعثرنا أولا على فهد شقيق سليمان وكان منكبا على وجهه ومخاطه يملاء مابين فمه والرمال فتحسسنا تنفسه وكان حيا وعلى الفور حمله عبد الرحمن وكان ذا جسم رياضي متين وعبد العزيز فارع الطول
فيما واصلت مع سليمان البحث عن البقية فعثرنا على اثنين وكانا في حالة إغماء وحملناهما وصعب علينا العثور على عبد الله رغم بدانته النسبية وضخامة جسمه وعثرنا عليه بعد جهد جهيد ولكننا لم نجد غير رأسه وظننا أن رأسه مقطوعة ولكنه دفن باقي جسده في الرمل عدى رأسه وكان مستغرقا في النوم بدون إغماء وربما كانت هذه حيلة عسكرية منه كونه طالب عسكري آنذاك أو حديث التخرج لاأذكر تجمعنا في الخيمة مجددا وأدفئنا الآخرين ورغم ذلك لم يبرد عزمنا على طبخ التيس وابتلاعه ولكن مع تبادل النكات والتندر على الخمسة المغامرين فقد كادت أن تتحول رحلتنا إلى مأساة بسبب شوية ملح منسي
وفورا عقدنا مجلسنا وقدرنا المصاريف التي كان أهمها قيمة التيس بل هو كل مصاريف الرحلة ابتعنا التيس من عجوز تسكن في الحي الشعبي الذي أسكنه شمال غرب أبو مخروق واشترينا التيس على ما أذكر ب 40ريالا وكانت وسيلة مواصلاتنا وانيت فورد وموستانج فاستغلينا الوانيت في المرور على بيوتنا ونقل عفش وأواني كل واحد منا حتى البهارات والملاعق والسكاكين وبدون ترتيب تقافزنا في السيارتين متجهين عبر طريق خريص القديم الأقدم وتجاوزنا قهوة العويد وهي في رأس الكيلو 10من الرياض وعندما حاذينا بداية خشم العان من الشمال انعطفنا شمالا عبر الرمال وتوغلنا لأكثر من سبعة كيلوات مترية حيث توقفنا وتقافزنا وكأننا جنود كوماندس بل والله كالقرود ونحن ننصب الخيمة وبعضنا يقوم بإنزال العفش والمؤون وفي أقل من ربع ساعة نصبنا خيمتنا وفرشنا و فرشنا ووزعنا الأواني
وتناول أحدنا وهو أكبرنا سنا ويدعى عبد الرحمن وكانت وظيفته قاريء عدادات كهرباء تناول التيس فذبحه وشرع في سلخه فيما بعضنا جمع الحطب وأشعل النار والبعض الآخر جاء بالقدر الكبير ووضع الماء داخله فوق النار وقبل أن نضع التيس في القدر تقافزنا نبحث عن الملح الملح الملح والله وكأننا جماعة الإف بي آي ماتركنا آنية ولاكيسا ولاورقة إلا وأفرغناها جميعها من محتوياتها حتى أسقط في أيدينا وأدركنا أننا نسينا الملح فتطوع خمسة منا للذهاب وجلب الملح على كلتا السيارتين خشية أن تغرز إحداهما فيتعاون الخمسة على إخراجها وبقيت أنا وعبد العزيز وعبد الرحمن لحراسة التيس المسلوخ وباق الأمتعة كان البرد شديدا وقارسا للغاية
وطال انتظارنا للخمسة لأكثر من ثلاث ساعات وكنا نتناوب الصعود إلى أعلى الكثيب فلفت نظرنا أنوار سيارة تطلب النجدة على بعد مايقارب الخمسة كيلو مترات من الغرب من موقعنا فتطوعت للذهاب منفردا وكان سواد الليل حالكا للغاية وليس في يدي أي مصباح وقد استفدت هنا من خبرتي في البراري ليلا حين كنت بدويا أرعى أغنام الأسرة ما ساعدني على المضي قدما دون خوف أو قلق خاصة ونحن في موسم الشتاء حيث تركن الأفاعي والعقارب إلى السكينة والبيات الشتوي في جحورها وأوكارها وكل ما كنت أخشاه هو جماعات وتجمعات الكلاب واحتمالية وجود الضباع
وأخيرا بلغت موقع السيارة وكانت الموستانج خاصة سليمان رحمه الله تعالى
وكان عالقا على الضفة الشمالية من واد صغير يمتد من شرق المنطقة ليصب في شعب واسع من الناحية الغربية شمال قهوة العويد وجدت سليمان في حالة بئيسة من شدة البرد وسيارته عالقة في الرمال فشجعته على الحفر وتنسيم الإطارات وتحمل شدة البرد والتغلب عليه بالحركة وإلا متنا في مكاننا خاصة وأن ليس في سيارته مكيف تدفئة ونجحنا في إخراج السيارة وأصر على القيادة فطلبت منه السير بمحاذات الوادي والإتجاه غربا ومن ثم نعود من غرب قهوة العويد وفيما نحن نسير حسب الخطة انحرف فجأة مع طريق يهبط إلى الوادي فعلقنا في الرمال مجددا ولكن هذه المرة في قاع الوادي فانتهرته بشدة وطلبت منه المساعدة في سرعة إخراج السيارة خاصة وأن هناك أربعة مفقودين أخرجنا السيارة وذهبنا بها بسرعة عبر رمال الوادي حتى انتهى بنا إلى الشعاب الواسعة حيث سلكنا الطريق المسفلت حتى بلغنا المخيم مع تباشير خيوط الصباح ولخيبتنا وهلعنا لم نعثر على الأربعة المفقودين ولكنننا بادرنا للبحث عنهم من فوق الكثبان
ولمحنا غير بعيد سيارتهم متوقفة وصلنا إليها ولم نجد فيها أحدامنهم فتملكنا خوف شديد أن يكون قد أصابهم مكروه ولكنننا خمنّا أنهم لن يكونوا بعيدين عن السيارة التي كانت في حالة انغراز شديدة وتفرقنا بمحاذاة بعضنا نبحث بين الكثبان فعثرنا أولا على فهد شقيق سليمان وكان منكبا على وجهه ومخاطه يملاء مابين فمه والرمال فتحسسنا تنفسه وكان حيا وعلى الفور حمله عبد الرحمن وكان ذا جسم رياضي متين وعبد العزيز فارع الطول
فيما واصلت مع سليمان البحث عن البقية فعثرنا على اثنين وكانا في حالة إغماء وحملناهما وصعب علينا العثور على عبد الله رغم بدانته النسبية وضخامة جسمه وعثرنا عليه بعد جهد جهيد ولكننا لم نجد غير رأسه وظننا أن رأسه مقطوعة ولكنه دفن باقي جسده في الرمل عدى رأسه وكان مستغرقا في النوم بدون إغماء وربما كانت هذه حيلة عسكرية منه كونه طالب عسكري آنذاك أو حديث التخرج لاأذكر تجمعنا في الخيمة مجددا وأدفئنا الآخرين ورغم ذلك لم يبرد عزمنا على طبخ التيس وابتلاعه ولكن مع تبادل النكات والتندر على الخمسة المغامرين فقد كادت أن تتحول رحلتنا إلى مأساة بسبب شوية ملح منسي