نجم سهيل
September 13th, 2008, 01:31
(( 13 ))
((( حراج بن قاسم )))
كان حراج بن قاسم في الرياض يقع في الزاوية الشرقية الشمالية من مسجد الإمام تركي وهو عبارة عن ساحة عشوائية صغيرة وبحكم خبرة متواضعة قياسا على سني عمري آنذاك فقد كنت أمارس البيع والشراء هناك وبحرفنة مكتسبة من خبرات بيع انتاجي من بعض الحرف
ولا يمكن أن تبيت لدي بيعة إطلاقا فما أشتريه أبيعه في نفس اليوم إن لم يكن في نفس اللحظة
وقلما أخرج خاسرا فقد كنت ملتزما بفلسفة أول سومة من ذهب حتى لو كانت بربح نصف ريال ولكني أخرج بحد أدنى يتراوح بين الثلاثة ريالات إلى الثمانية ريالات ولكني أوقفت نشاطي في حراج بن قاسم بسبب موقف
في عام 73هـ كنت طفلا وكان أحدهم رحمه الله صاحب أكبر مخبز على الطرازالحديث في الرياض آنذاك فقد أنعم الله عليه فزادت ثروته واتسعت دائرة مكانته الإجتماعية وكان رحمه الله من أهل الصلاح وفاعلي الخير
وكان بيتنا المستأجر قريبا من بيته الذي يملكه وفي نفس الحي ولكننا انتقلنا فيما بعد لحي آخر
ولم أره من بعدها إلا في ذلك اليوم الذي تركت فيه حراج بن قاسم إلى يومنا هذا
فأثناء تجولي في الساحة لمحته وهو يجلس القرفصاء وأمامه قطع مستهلكة من الخرد المنزلية نظرت إليه فعرفته ونظرإلي ولم ينكرني ولكن نظرته إلي كانت أبلغ من أن تفسر فقد قرأت فيها ماحدث لهذا الرجل الكريم الذي كان شمعة الحي ومدار أحاديث رجاله ونسائه في المجالس والأسواق
لم أسأله ولم أسأل غيره أو من يعرفه عن الأسباب التي جعلته يفقد ثروته ومكانته الإجتماعية ولما آل به الحال إلى ما آل إليه فقط قبلت رأسه وانصرفت
بكيت بكاء مريرا وأنا الذي لازلت غلاما يافعا على هذا الرجل وهانت الدنيا في عيني فلم أعد لحراج بن قاسم أبدا ولم أسأل عن الأسباب التي كانت وراء تدهور مركز هذا الإنسان ماليا واجتماعيا فلازلت أجهل الأسباب إلى اليوم رغم أني أستطيع الوصول إليها
علما أن الرجل كان من رواد المسجد ولكن قدر الله وماشاء فعل
==================
وفي عام 75هـ كنا نسكن في الفوطة وكنت أذهب برفقة شقيقي الذي يصغرني إلى حي الديرة لنشتري البرسيم من دكان كان موقعه شمال غرب مسجد الإمام تركي مباشرة ولكننا ذهبنا قبل ذلك إلى الشيخ صلاح رحمه الله وهو تاجر سجاد
لنوصل إليه رسالة من والدنا رحمه الله وكان سوق بيع السجاد والبشوت شرق الممر الشرقي للمسجد مقابل الصفاة أو ساحة العدل
وأثناء خروجنا من سوق السجاد وكان الوقت عصرا لفت انتباهنا تجمهر كبير من الناس وبدافع الفضول ذهبنا لاستطلاع الأمر وكنا ننظرإلى الأمام فقط فلم نرى شيئا إلى أن لاحظنا أن أعين الناس شاخصة تنظر إلى الأعلى فنظرنا ويالهول ماشاهدنا
فقد شاهدنا رأس آدمي مقطوع ومعلق ومن هيئته أدركنا أن صاحب الرأس من أهل الشام سقط شقيقي مغشيا عليه ولولا أنه سقط أمامي لربما سقطت قبله ولكني تحاملت على نفسي وأنا أسحب شقيقي سحبا مع مغالبة حالة هلعي وبكائي
حتى أفاق وهو يصرخ بهستيريا وإذا هداء يبكي بحرقة وخوف كان المشهد أكبر من أن تحتمله مشاعرنا كأطفال فذهبنا إلى البيت بدون برسيم ولكننا بقينا ليال طوال لاننام إلا قليلا مع كثير من الإزعاج لوالدينا
==================
وفي الفوطة أيضا كانت تدور رحى حرب سوقية ضارية بين صبية غرب الفوطة وصبية شارع بن سويلم وكانت أسلحتنا الحجارة من وراء الأسوار مع نشيد حماسي متبادل
( من بغى حربنا يقلط علينا )
والمؤسف أن عددا من الكبار والآباء كانوايتزعمون هذه الحروب السخيفه
((( حراج بن قاسم )))
كان حراج بن قاسم في الرياض يقع في الزاوية الشرقية الشمالية من مسجد الإمام تركي وهو عبارة عن ساحة عشوائية صغيرة وبحكم خبرة متواضعة قياسا على سني عمري آنذاك فقد كنت أمارس البيع والشراء هناك وبحرفنة مكتسبة من خبرات بيع انتاجي من بعض الحرف
ولا يمكن أن تبيت لدي بيعة إطلاقا فما أشتريه أبيعه في نفس اليوم إن لم يكن في نفس اللحظة
وقلما أخرج خاسرا فقد كنت ملتزما بفلسفة أول سومة من ذهب حتى لو كانت بربح نصف ريال ولكني أخرج بحد أدنى يتراوح بين الثلاثة ريالات إلى الثمانية ريالات ولكني أوقفت نشاطي في حراج بن قاسم بسبب موقف
في عام 73هـ كنت طفلا وكان أحدهم رحمه الله صاحب أكبر مخبز على الطرازالحديث في الرياض آنذاك فقد أنعم الله عليه فزادت ثروته واتسعت دائرة مكانته الإجتماعية وكان رحمه الله من أهل الصلاح وفاعلي الخير
وكان بيتنا المستأجر قريبا من بيته الذي يملكه وفي نفس الحي ولكننا انتقلنا فيما بعد لحي آخر
ولم أره من بعدها إلا في ذلك اليوم الذي تركت فيه حراج بن قاسم إلى يومنا هذا
فأثناء تجولي في الساحة لمحته وهو يجلس القرفصاء وأمامه قطع مستهلكة من الخرد المنزلية نظرت إليه فعرفته ونظرإلي ولم ينكرني ولكن نظرته إلي كانت أبلغ من أن تفسر فقد قرأت فيها ماحدث لهذا الرجل الكريم الذي كان شمعة الحي ومدار أحاديث رجاله ونسائه في المجالس والأسواق
لم أسأله ولم أسأل غيره أو من يعرفه عن الأسباب التي جعلته يفقد ثروته ومكانته الإجتماعية ولما آل به الحال إلى ما آل إليه فقط قبلت رأسه وانصرفت
بكيت بكاء مريرا وأنا الذي لازلت غلاما يافعا على هذا الرجل وهانت الدنيا في عيني فلم أعد لحراج بن قاسم أبدا ولم أسأل عن الأسباب التي كانت وراء تدهور مركز هذا الإنسان ماليا واجتماعيا فلازلت أجهل الأسباب إلى اليوم رغم أني أستطيع الوصول إليها
علما أن الرجل كان من رواد المسجد ولكن قدر الله وماشاء فعل
==================
وفي عام 75هـ كنا نسكن في الفوطة وكنت أذهب برفقة شقيقي الذي يصغرني إلى حي الديرة لنشتري البرسيم من دكان كان موقعه شمال غرب مسجد الإمام تركي مباشرة ولكننا ذهبنا قبل ذلك إلى الشيخ صلاح رحمه الله وهو تاجر سجاد
لنوصل إليه رسالة من والدنا رحمه الله وكان سوق بيع السجاد والبشوت شرق الممر الشرقي للمسجد مقابل الصفاة أو ساحة العدل
وأثناء خروجنا من سوق السجاد وكان الوقت عصرا لفت انتباهنا تجمهر كبير من الناس وبدافع الفضول ذهبنا لاستطلاع الأمر وكنا ننظرإلى الأمام فقط فلم نرى شيئا إلى أن لاحظنا أن أعين الناس شاخصة تنظر إلى الأعلى فنظرنا ويالهول ماشاهدنا
فقد شاهدنا رأس آدمي مقطوع ومعلق ومن هيئته أدركنا أن صاحب الرأس من أهل الشام سقط شقيقي مغشيا عليه ولولا أنه سقط أمامي لربما سقطت قبله ولكني تحاملت على نفسي وأنا أسحب شقيقي سحبا مع مغالبة حالة هلعي وبكائي
حتى أفاق وهو يصرخ بهستيريا وإذا هداء يبكي بحرقة وخوف كان المشهد أكبر من أن تحتمله مشاعرنا كأطفال فذهبنا إلى البيت بدون برسيم ولكننا بقينا ليال طوال لاننام إلا قليلا مع كثير من الإزعاج لوالدينا
==================
وفي الفوطة أيضا كانت تدور رحى حرب سوقية ضارية بين صبية غرب الفوطة وصبية شارع بن سويلم وكانت أسلحتنا الحجارة من وراء الأسوار مع نشيد حماسي متبادل
( من بغى حربنا يقلط علينا )
والمؤسف أن عددا من الكبار والآباء كانوايتزعمون هذه الحروب السخيفه