نجم سهيل
September 10th, 2008, 02:18
(( 10 ))
عنزة بريالين والنية مطيه
عام 1377هـ كنت غلاما صغيرا ونهاري موزع بين المدرسة ورعي الغنم برفقة ثلاثة من الكلاب الكلاب حقا وحمارقليل أصل شديد المكر والنذالة
في أحد الأيام جنوب منفوحة القديمة أو اليمامة مررت بشيخ عجوز ورأيت عنده عنزة ضعيفة شديدة الهزال فسألته هل تبيعها لي ؟؟ فقال نعم
ولم أمهله ليرد علي فقلت له بريالين مدعيا أنها هي حيلتي وهي مجموعة من القطع المعدنية من فئة القرشين والآربعة قروش القديمه
وافق الرجل العجوز فورا وناولته مبالغ الصفقة التي حملتها بالعرض على ظهر حماري اللئيم وركبته محتضنا تلك العنزة المتهالكة وماكدت أصل بها قرب البيت إلا وقد اتسخت إحدى ساقي وقائمتا الحمار اليسريين من مخاطها
فشاهدني والدي فطردنا على الفور أنا والحمار والعنزة خوفا على غنمه من عنزتي الجرباء
فذهبت بها مسافة تبعد عن البيت بنحو 1500متر حيث توجد بحيرة صغيرة جدا من المياه العذبة التي تتسرب من أنبوب مياه يغذي حي اليمامة فألقيت بعنزتي هناك وعلى عجل جئت ببعض مخلفات أخشاب قديمة
ومسامير وقطع بالية من الحبال وشرعت من فوري بإقامة فيلا آمنة لهذه العنزة التعسه واحتلت على والدتي لتعطيني بعض القريشات فامتطيت حماري الخسيس وذهبت إلى حي منفوحة القديم وابتعت كمية من الملح الخشن والنورة وشيء آخر
وقبل الغروب خلطت النورة مع الملح والشيء الآخر في الماء وشرعت من فوري بطلاء كامل جسم العنزة
التي لم تبدي أي مقاومة إلا بعد انتهائي فقد بدأت تقفز عاليا وتصدر أصواتا عالية ملؤها الألم الشديد
فارتاع والدي وسألني مابال الطلاء أحمرا فقلت له كيس تراز ( شطة حمراء مجففه ) فنعتني بالجنون والإستهبال
فليس هناك أحد يطلى جرب الماشية بإضافة التراز وحاول أن يذكيها قبل أن تنفق فاعترضت بشدة
سحبت العنزة وأقفلت عليها الفيلا مع قليل من البرسيم وذهبت للنوم و في الصباح الباكر ذهبت لتفقد العنزة
وكانت المفاجأة أنها لازالت على قيد الحياة فأخرجتها فإذا بالجروح التي كانت متقيحة قد اختفت وظهر بدلا منها
مايشبه الرمادعلى ظهر جمرة خامدة بعد أن ذوت جذوتها وبدأت العنزة تأكل البرسيم بصعوبة بالغة فسارعت
إلى طبخ الشعير حتى يلين وقدمته لها مع الخبز الجاف المبلل بالماءويوم ورى يوم بدأت العنزة تتعافى بصورة مذهلة
وبعد شهر ونصف الشهر تقريبا ظهرت وبانت هذه العنزة على حقيقتها فبدت في صحة ممتازة حتى أنها تستطيع حملي
فوق ظهرها السمين وكانت فاتنة جذابة بغزلها الأشقر الغزير إنها لعمري عنزة ضخمة فخمة
آليت على نفسي أن لايفرح بها أقزام التيوس فاستأثرت بها تيسامنعما يليق بمقامها الماعزي تيسا ليس كأي تيس
فهو تيس إبن تيوس عريقة في المعمعة والبلبلة وحتى االبربرة وهو من الموديلات الفارهة ذوات القرون المحترمة كأنها قرني ثورمصارعة وحجمها يكاد يماثل
حجم حماري القبيح طولا وارتفاعا وكانت عنزتي تنتج بالثلاثة وصادف يوما أن مر ذلك العجوز بوالدي في البيت وكانت عينيه
ترقب العنزة بإلحاح فسأله والدي ماالذي يلفت نظره في العنزة فقال كانت لدي واحدة مثلها فقال له والدي
التي بعتها بريالين ؟؟
أنظر وقل ماشاء الله فهلل الرجل وكبر وقد عرف العنزة فقال له والدي على نياتكم ترزقون أنت بعتها وكأنها هالكة
وهو ابتاعها وأمله في الله أن يحييها فلم يتركه والدي حتى مسح على ظهرها مهللا ومكبرا
كنت أبيع إنتاج هذه العنزة من التيوس وأبقي على السخال فأشتري بعائد التيوس سخال جديدة حتى تكون لدي
من وراء هذه العنزة أم ريالين نحومائة رأس من الماعز ولكن حياة عنزتي المباركة انتهت نهاية مأساوية على يد ثعبان أسود رأيته بعيني وهو ينهش ضرعها وهي مضطجعة على جنبها وهرب فأمكنني الله منه بعد
حوالي شهر حيث التقيته
وبعد كر وفر وهجوم وانسحاب واختباء وانقضاض بين أكمة وأخرى ومن بين عشرات الحصايات وعصاي التي
تكسرت أصابته إحدى الحصايات في مقتل فلم آمنه إلا بعد أن مثلت به وعلقته على عود ليعتبر كل باغ مثله
والله إن قتال رجل قوي أهون من قتال بعض الثعابين
أسأل الله أن يصلح لنا جميعا نياتنا وذرياتنا وأن يجعل طمعنا في طاعته ورضاه
عنزة بريالين والنية مطيه
عام 1377هـ كنت غلاما صغيرا ونهاري موزع بين المدرسة ورعي الغنم برفقة ثلاثة من الكلاب الكلاب حقا وحمارقليل أصل شديد المكر والنذالة
في أحد الأيام جنوب منفوحة القديمة أو اليمامة مررت بشيخ عجوز ورأيت عنده عنزة ضعيفة شديدة الهزال فسألته هل تبيعها لي ؟؟ فقال نعم
ولم أمهله ليرد علي فقلت له بريالين مدعيا أنها هي حيلتي وهي مجموعة من القطع المعدنية من فئة القرشين والآربعة قروش القديمه
وافق الرجل العجوز فورا وناولته مبالغ الصفقة التي حملتها بالعرض على ظهر حماري اللئيم وركبته محتضنا تلك العنزة المتهالكة وماكدت أصل بها قرب البيت إلا وقد اتسخت إحدى ساقي وقائمتا الحمار اليسريين من مخاطها
فشاهدني والدي فطردنا على الفور أنا والحمار والعنزة خوفا على غنمه من عنزتي الجرباء
فذهبت بها مسافة تبعد عن البيت بنحو 1500متر حيث توجد بحيرة صغيرة جدا من المياه العذبة التي تتسرب من أنبوب مياه يغذي حي اليمامة فألقيت بعنزتي هناك وعلى عجل جئت ببعض مخلفات أخشاب قديمة
ومسامير وقطع بالية من الحبال وشرعت من فوري بإقامة فيلا آمنة لهذه العنزة التعسه واحتلت على والدتي لتعطيني بعض القريشات فامتطيت حماري الخسيس وذهبت إلى حي منفوحة القديم وابتعت كمية من الملح الخشن والنورة وشيء آخر
وقبل الغروب خلطت النورة مع الملح والشيء الآخر في الماء وشرعت من فوري بطلاء كامل جسم العنزة
التي لم تبدي أي مقاومة إلا بعد انتهائي فقد بدأت تقفز عاليا وتصدر أصواتا عالية ملؤها الألم الشديد
فارتاع والدي وسألني مابال الطلاء أحمرا فقلت له كيس تراز ( شطة حمراء مجففه ) فنعتني بالجنون والإستهبال
فليس هناك أحد يطلى جرب الماشية بإضافة التراز وحاول أن يذكيها قبل أن تنفق فاعترضت بشدة
سحبت العنزة وأقفلت عليها الفيلا مع قليل من البرسيم وذهبت للنوم و في الصباح الباكر ذهبت لتفقد العنزة
وكانت المفاجأة أنها لازالت على قيد الحياة فأخرجتها فإذا بالجروح التي كانت متقيحة قد اختفت وظهر بدلا منها
مايشبه الرمادعلى ظهر جمرة خامدة بعد أن ذوت جذوتها وبدأت العنزة تأكل البرسيم بصعوبة بالغة فسارعت
إلى طبخ الشعير حتى يلين وقدمته لها مع الخبز الجاف المبلل بالماءويوم ورى يوم بدأت العنزة تتعافى بصورة مذهلة
وبعد شهر ونصف الشهر تقريبا ظهرت وبانت هذه العنزة على حقيقتها فبدت في صحة ممتازة حتى أنها تستطيع حملي
فوق ظهرها السمين وكانت فاتنة جذابة بغزلها الأشقر الغزير إنها لعمري عنزة ضخمة فخمة
آليت على نفسي أن لايفرح بها أقزام التيوس فاستأثرت بها تيسامنعما يليق بمقامها الماعزي تيسا ليس كأي تيس
فهو تيس إبن تيوس عريقة في المعمعة والبلبلة وحتى االبربرة وهو من الموديلات الفارهة ذوات القرون المحترمة كأنها قرني ثورمصارعة وحجمها يكاد يماثل
حجم حماري القبيح طولا وارتفاعا وكانت عنزتي تنتج بالثلاثة وصادف يوما أن مر ذلك العجوز بوالدي في البيت وكانت عينيه
ترقب العنزة بإلحاح فسأله والدي ماالذي يلفت نظره في العنزة فقال كانت لدي واحدة مثلها فقال له والدي
التي بعتها بريالين ؟؟
أنظر وقل ماشاء الله فهلل الرجل وكبر وقد عرف العنزة فقال له والدي على نياتكم ترزقون أنت بعتها وكأنها هالكة
وهو ابتاعها وأمله في الله أن يحييها فلم يتركه والدي حتى مسح على ظهرها مهللا ومكبرا
كنت أبيع إنتاج هذه العنزة من التيوس وأبقي على السخال فأشتري بعائد التيوس سخال جديدة حتى تكون لدي
من وراء هذه العنزة أم ريالين نحومائة رأس من الماعز ولكن حياة عنزتي المباركة انتهت نهاية مأساوية على يد ثعبان أسود رأيته بعيني وهو ينهش ضرعها وهي مضطجعة على جنبها وهرب فأمكنني الله منه بعد
حوالي شهر حيث التقيته
وبعد كر وفر وهجوم وانسحاب واختباء وانقضاض بين أكمة وأخرى ومن بين عشرات الحصايات وعصاي التي
تكسرت أصابته إحدى الحصايات في مقتل فلم آمنه إلا بعد أن مثلت به وعلقته على عود ليعتبر كل باغ مثله
والله إن قتال رجل قوي أهون من قتال بعض الثعابين
أسأل الله أن يصلح لنا جميعا نياتنا وذرياتنا وأن يجعل طمعنا في طاعته ورضاه