نجم سهيل
September 20th, 2008, 04:48
(( 20 ))
((( التحدي )))
-------------------------------------
في الصباح الباكر وصل نجم إلى خاله وذهبا مباشرة إلى صلاح الذي لم يتردد في مرافقتهما إلى المحكمة حيث لم يستغرق الأمر أكثر من ساعة واحدة استمع خلالها القاضي إلى جميع الأقوال وبعد تيقنه من اكتمال الأركان الشرعية في هذا الشأن أقام نجم وصيا شرعيا على أشقائه القصار
وعلى الفور قام نجم بتصوير الصك الشرعي وطار مع خاله على مركبة الشركة التي يعمل فيها مباشرة إلى دار الأيتام
ومن الطريف أن مركبة الشركة لم تكن سوى دراجة نارية لم يتردد جاسر في ركوبها كرديف خلف نجم الذي كان يقودها بصعوبة بالغة بسبب ثقل خاله وتشبثه برقبته مع بعض الشتائم من جاسر لسائقي السيارات الفضوليين
وقهقهات نجم من توترات خاله الذي لايلبث أن يشاركه القهقهات مع علامات التعجب من بعض المشاة من ضحكاتهما المجلجلة كمالو كانا ثملين
وتوجها فور وصولهما إلى مدير الدار وأطلعاه على الصك الشرعي وحاول مدير الدار أن يتلكاء عله يجد فرصة للإتصال بصديقه أبوفهد ولكن جاسر كان يتمتع بهيبة مريعة إذا غضب فقال بلهجة هادئة ولكنها حازمة موجها حديثه إلى المدير
اسمع يا اللحية الغانمه سلمنا ورعانا من غير لف ولا دوران الصك وبين يديك وقدام عيونك ولا تطولها عطنا ورعانا انهج علينا ترى ورانا اشغال
أمام هذا الحزم والنبرة الصارمة الهادئة من غير مودة اتخذ المدير الإجراء وأخذ صورة من الصك الشرعي وأمر أحد الفراشين بإحضار محمد وسعد وحين رأيا شقيقهما وخالهما أغرورقت أعينهما بالدموع وكان مشهدا تراجيديا
مؤثرا للغاية وهما يعانقان خالهما وشقيقهما الأكبر الذين بكيا من شدة التأثر حتى أن مدير الدار بلغ به التأثر أن مسح طيف دمعة بطرف غترته
وكان الموقف عاصفا بالبكاء والدموع في مشهد إنساني عاطفي وأم نجم تحتظن طفليها بفرحة هستيرية حتى أغمي عليها من فرط التأثر وغشيت البيت كله غاشية من رحمة الله تجلت في تلاحم الأسرة عناقا وبكائا بمافي ذلك جاسر الذي احمرت عيناه أكثر مماهي حمراوين أصلا من كثرة البكاء وماهي إلا دقائق حتى اختلطت البسمات بالدموع و الضحكات مع العبرات وجر التناهيد
وفي المساء جاء أبو فايز إلى المنزل
وكان هناك عتاب شديد من أم نجم ونجم وجاسر على موقفه فاعتذر بشدة وبرر موقفه بقدرة أبو فهد على الإقناع خاصة عند قوله أن نجم لايزال شابا يافعا وليس لديه رصيد من علم أو خبرة في تربية الأيتام
ومن حيث المنطق فإن هذا الرأي صحيح وفي في مكانه ولايختلف عليه العقلاء غير أن هذا التصرف كان ينقصه الصواب بالقياس
فكان من الواجب أن يؤخذ بعين الإعتبار الجوانب الإنسانية والعاطفية أيضا وكان الأجدر أن تترك مساحة من الوقت حتى تلتئم جراح الأسرة ومن ثم يتم طرح هذا التوجه على أم نجم واستطلاع رأيها وكذلك رأي نجم بصفتهما صاحبي الشأن بل كان الأجدر أن تتم دراسة وضع نجم من حيث سلوكياته وأخلاقياته ومتابعته وشد أزره من خلال التقرب منه والأخذ بيده وتوجيهه في كثير من الأمور خاصة وأنه بين أعينهم جميعا
ولكن بأس نجم الرجل الغلام كان شديدا
فبما توفيق من الله أصغى لصوت عقله ونبض ضميره وقلبه فحين حانت الفرصة أقام مناظرة مع أبو فهد وكانت من طرف واحد يملي محاضرة وآخر ينصت
حيث بادر نجم بأخذ زمام الحديث كما لو كان محاضرا لامحاورا أو معاتبا موجها حديثه لأبو فايز وأبو فهد معاوهو يتحدث إليهما بثقة وحزم وبنبرة هادئة لاتخلو من المرارة قائلا
اسمع يابو فهد انت وابوفايز ومانيب قايل ياخالي ولا ياعمي لأن مالها مقام هنا
أنا في رقبتي أيتام وهم في كل طاري معي وين مارحت
انتوا يرضيكم أن محمد وسعد يجون كل آخر خميس من دار الايتام ويشوفونكم وانتم تحظنون عيالكم وتمسحون على روسهم وتسلمون على خديداتهم واخواني يشوفون ؟؟ ويحسون باليتم ؟؟
واشتدت نبرة صوته الذي بدىمتهدجا فيما ازدادت لهجته حدة وهو يقول
إذا أنتوا ماحسبتوا لهذا حساب فانا ضربت له ألف حساب
هاه وش رايك أنت يابو فهد ؟؟
وانت راعي بيرق التربيه أقل شي شف اخوك من ابوك عبد الله اللي في سن عيالك
وش حاله وانت تنهره وتحقره قدام عيالك يامنه قليل حظ في التعليم
انا وانا على قولتك مانيب كفو لتربية اخواني تراي ناقدن عليك وانت استادي وتاج راسي في العلم وطلب العلم
ثم تالع وهو يلتقط أنفاسه
العلم ماعادلي فيه حظ ولا يوكل هالايتام عيش
اللي ابيه منكم اتركوني انا وامي واخواني ورزقنا على الله سبحانه وبنعيش ولو على الخبز والما والله المستعان
ولاتدخلون في امورنا الا بخير أو كان تشوفون اني سرسري سكرجي والا حشاش ؟؟؟ فدونكم رقبتي توطو عليها
وسلامتكم
وبعد أن حدد موقفه ورسم مساره بهذه اللهجة الحازمة الحاسمة لم يدع لهما مجالا للنقاش أو المناورة
وخرج من فوره منفعلا ومتأثرا يكاد يكفكف دمعة أسى توشك أن تنفجر من عينيه لكنه انتهرها بكبريائه ورجولته فمالبثت أن جفت في مقلتيه وتحجرت قبل أن تحسها وجنتيه وكأنها تأتمر بأمره طاعة وإكبارا لمبداء الرجل الغلام نجم
يتبع لاحقا بعد استراحة إن شاء الله
((( التحدي )))
-------------------------------------
في الصباح الباكر وصل نجم إلى خاله وذهبا مباشرة إلى صلاح الذي لم يتردد في مرافقتهما إلى المحكمة حيث لم يستغرق الأمر أكثر من ساعة واحدة استمع خلالها القاضي إلى جميع الأقوال وبعد تيقنه من اكتمال الأركان الشرعية في هذا الشأن أقام نجم وصيا شرعيا على أشقائه القصار
وعلى الفور قام نجم بتصوير الصك الشرعي وطار مع خاله على مركبة الشركة التي يعمل فيها مباشرة إلى دار الأيتام
ومن الطريف أن مركبة الشركة لم تكن سوى دراجة نارية لم يتردد جاسر في ركوبها كرديف خلف نجم الذي كان يقودها بصعوبة بالغة بسبب ثقل خاله وتشبثه برقبته مع بعض الشتائم من جاسر لسائقي السيارات الفضوليين
وقهقهات نجم من توترات خاله الذي لايلبث أن يشاركه القهقهات مع علامات التعجب من بعض المشاة من ضحكاتهما المجلجلة كمالو كانا ثملين
وتوجها فور وصولهما إلى مدير الدار وأطلعاه على الصك الشرعي وحاول مدير الدار أن يتلكاء عله يجد فرصة للإتصال بصديقه أبوفهد ولكن جاسر كان يتمتع بهيبة مريعة إذا غضب فقال بلهجة هادئة ولكنها حازمة موجها حديثه إلى المدير
اسمع يا اللحية الغانمه سلمنا ورعانا من غير لف ولا دوران الصك وبين يديك وقدام عيونك ولا تطولها عطنا ورعانا انهج علينا ترى ورانا اشغال
أمام هذا الحزم والنبرة الصارمة الهادئة من غير مودة اتخذ المدير الإجراء وأخذ صورة من الصك الشرعي وأمر أحد الفراشين بإحضار محمد وسعد وحين رأيا شقيقهما وخالهما أغرورقت أعينهما بالدموع وكان مشهدا تراجيديا
مؤثرا للغاية وهما يعانقان خالهما وشقيقهما الأكبر الذين بكيا من شدة التأثر حتى أن مدير الدار بلغ به التأثر أن مسح طيف دمعة بطرف غترته
وكان الموقف عاصفا بالبكاء والدموع في مشهد إنساني عاطفي وأم نجم تحتظن طفليها بفرحة هستيرية حتى أغمي عليها من فرط التأثر وغشيت البيت كله غاشية من رحمة الله تجلت في تلاحم الأسرة عناقا وبكائا بمافي ذلك جاسر الذي احمرت عيناه أكثر مماهي حمراوين أصلا من كثرة البكاء وماهي إلا دقائق حتى اختلطت البسمات بالدموع و الضحكات مع العبرات وجر التناهيد
وفي المساء جاء أبو فايز إلى المنزل
وكان هناك عتاب شديد من أم نجم ونجم وجاسر على موقفه فاعتذر بشدة وبرر موقفه بقدرة أبو فهد على الإقناع خاصة عند قوله أن نجم لايزال شابا يافعا وليس لديه رصيد من علم أو خبرة في تربية الأيتام
ومن حيث المنطق فإن هذا الرأي صحيح وفي في مكانه ولايختلف عليه العقلاء غير أن هذا التصرف كان ينقصه الصواب بالقياس
فكان من الواجب أن يؤخذ بعين الإعتبار الجوانب الإنسانية والعاطفية أيضا وكان الأجدر أن تترك مساحة من الوقت حتى تلتئم جراح الأسرة ومن ثم يتم طرح هذا التوجه على أم نجم واستطلاع رأيها وكذلك رأي نجم بصفتهما صاحبي الشأن بل كان الأجدر أن تتم دراسة وضع نجم من حيث سلوكياته وأخلاقياته ومتابعته وشد أزره من خلال التقرب منه والأخذ بيده وتوجيهه في كثير من الأمور خاصة وأنه بين أعينهم جميعا
ولكن بأس نجم الرجل الغلام كان شديدا
فبما توفيق من الله أصغى لصوت عقله ونبض ضميره وقلبه فحين حانت الفرصة أقام مناظرة مع أبو فهد وكانت من طرف واحد يملي محاضرة وآخر ينصت
حيث بادر نجم بأخذ زمام الحديث كما لو كان محاضرا لامحاورا أو معاتبا موجها حديثه لأبو فايز وأبو فهد معاوهو يتحدث إليهما بثقة وحزم وبنبرة هادئة لاتخلو من المرارة قائلا
اسمع يابو فهد انت وابوفايز ومانيب قايل ياخالي ولا ياعمي لأن مالها مقام هنا
أنا في رقبتي أيتام وهم في كل طاري معي وين مارحت
انتوا يرضيكم أن محمد وسعد يجون كل آخر خميس من دار الايتام ويشوفونكم وانتم تحظنون عيالكم وتمسحون على روسهم وتسلمون على خديداتهم واخواني يشوفون ؟؟ ويحسون باليتم ؟؟
واشتدت نبرة صوته الذي بدىمتهدجا فيما ازدادت لهجته حدة وهو يقول
إذا أنتوا ماحسبتوا لهذا حساب فانا ضربت له ألف حساب
هاه وش رايك أنت يابو فهد ؟؟
وانت راعي بيرق التربيه أقل شي شف اخوك من ابوك عبد الله اللي في سن عيالك
وش حاله وانت تنهره وتحقره قدام عيالك يامنه قليل حظ في التعليم
انا وانا على قولتك مانيب كفو لتربية اخواني تراي ناقدن عليك وانت استادي وتاج راسي في العلم وطلب العلم
ثم تالع وهو يلتقط أنفاسه
العلم ماعادلي فيه حظ ولا يوكل هالايتام عيش
اللي ابيه منكم اتركوني انا وامي واخواني ورزقنا على الله سبحانه وبنعيش ولو على الخبز والما والله المستعان
ولاتدخلون في امورنا الا بخير أو كان تشوفون اني سرسري سكرجي والا حشاش ؟؟؟ فدونكم رقبتي توطو عليها
وسلامتكم
وبعد أن حدد موقفه ورسم مساره بهذه اللهجة الحازمة الحاسمة لم يدع لهما مجالا للنقاش أو المناورة
وخرج من فوره منفعلا ومتأثرا يكاد يكفكف دمعة أسى توشك أن تنفجر من عينيه لكنه انتهرها بكبريائه ورجولته فمالبثت أن جفت في مقلتيه وتحجرت قبل أن تحسها وجنتيه وكأنها تأتمر بأمره طاعة وإكبارا لمبداء الرجل الغلام نجم
يتبع لاحقا بعد استراحة إن شاء الله