المنتقد
September 30th, 2010, 10:21
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
سليمان بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك ، هو خليفة أموي حكم من عام 715 - 717. والده عبد الملك بن مروان، أوصى بالخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز (717-720).
ولايته
وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ. ومدة خلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة شهور وخمسة عشر يوماً. وقد كان الناس يتباركون به ويسمونه مفتاح الخير وذلك لأنه أذهب عنهم سنة الحجاج بن يوسف الثقفي وأطلق الأسرى وأخلى السجون واحسن إلى الناس واستخلف عمر بن عبد العزيز. فكان يقال عنه ( فتحة خير وختم خير ).
ملامحه وصفاته
كان سليمان بن عبد الملك يتصف بالجمال وعظيم الخلقة والنضارة طويلاً أبيض الوجه مقرون الحاجبين.
وكان فصيحاً بليغاً معجباً بنفسه مفوهاً مؤثراً للعدل محباً للغزو. ويقال انه حج عام 97هـ فمر على المدينة المنورة والتقى بأبو حازم وقال له ألا تنصحني.
فقال أبو حازم: إن آباؤك قهروا الناس بالسيف واخذوا الملك عنوة من غير مشورة من المسلمين فغشي عليه من هول ما سمع.
وهو صاحب العفو والسماح جميل الخلق والخلقة . وكان أعظم حسنة فعلها أن ولى من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
قيل عن سليمان بن عبد الملك
عن ابن سيرين قال:
(يرحم الله سليمان، افتتح خلافته بإحياء الصلاة، واختتمها باستخلافه عُمر).
وقال الفرزدق في سليمان بن عبد الملك:
وألقيت من كفيك حبل جماعةٍ = وطاعة مهديٍّ شديد النّقائم
وقال جرير فيه - أيضاً - :
سليمان المبارك قد علمتم = هو المهديُّ قد وضح السّبيل
وقال نهار بن توسعة في سليمان بن عبد الملك:
له رايةٌ بالثغر سوداء لم تزل = تفض بها للمشركين جموعُ
مباركةٌ تهدي الجنود كأنّها = عًقابٌ نحت من ريشها الوقوع
على طاعة المهدي لم يبق غيرها= فأينا وأمر المسلمين جميع
وعن حكيم بن سعد قال:
لما قام سليمان، فأظهر ما أظهر، قلت لأبي يحيى: هذا المهدي الذي يذكر؟ قال: لا.
توليه الخلافة
ولي الخلافة بعهد من أبيه بعد أخيه في يوم السبت الموافق منتصف جمادى الآخرة سنة 96هـ. في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك استمرت الفتوحات الأموية في آسيا وفتحت جرجان وطبرستان، وجهز جيشا كبيرا من سواحل الشام وأعد الأسطول الأموي وسيره في السفن لحصار القسطنطينية، وسار مع الحملة وعزم أن لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فمات مرابطاً في دابق شمال مدينة حلب.
عهده
عدله بين الناس الواضح في تعاملة وإطلاق اسم مفتاح الخير عليه من قبل العامة.
اختياره للخليفة عمر بن عبد العزيز لتولى الخلافة من بعده.
لم يكن متساهلآ في التعامل مع المخطئين ومن ثبت أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء.
عزل محمد بن القاسم الثقفي (فاتح السند)، وأُتي به مقيدا، حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه. ومن العجيب أن هذا البطل الذي قتله أهله وعشيرته حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رؤوا فيه من عدل وسماحة وحرية.
وكذلك بموسى بن نصير حيث عاقبه في بادئ الأمر بعد فتح الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97هـ = 716م).
وأما قتيبة بن مسلم الباهلي، فاتح ما وراء النهر وهو من قادة الحجاج، فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ - 715م)، وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.
وفاته
وفي أثناء الحصار توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك وهو مقيم بمرج دابق يتابع الأخبار عن الجيش في يوم الجمعة (10 من صفر 99هـ). يقول ابن كثير في البداية والنهاية "تعهد ألا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت؛ فمات هناك فحصل له بهذه النية أجر الرباط في سبيل الله".
تسمية خليفته
توج سليمان بن عبد الملك أعماله بما يدل على حرصه على مصلحة المسلمين؛ فاختار عمر بن عبد العزيز قبل موته ليكون وليا للعهد ويخلفه من بعده، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية المحاصرة للقسطنطينية والعودة إلى الشام.
المراجع
السيوطي, جلال الدين. تاريخ الخلفاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
سليمان بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك ، هو خليفة أموي حكم من عام 715 - 717. والده عبد الملك بن مروان، أوصى بالخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز (717-720).
ولايته
وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ. ومدة خلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة شهور وخمسة عشر يوماً. وقد كان الناس يتباركون به ويسمونه مفتاح الخير وذلك لأنه أذهب عنهم سنة الحجاج بن يوسف الثقفي وأطلق الأسرى وأخلى السجون واحسن إلى الناس واستخلف عمر بن عبد العزيز. فكان يقال عنه ( فتحة خير وختم خير ).
ملامحه وصفاته
كان سليمان بن عبد الملك يتصف بالجمال وعظيم الخلقة والنضارة طويلاً أبيض الوجه مقرون الحاجبين.
وكان فصيحاً بليغاً معجباً بنفسه مفوهاً مؤثراً للعدل محباً للغزو. ويقال انه حج عام 97هـ فمر على المدينة المنورة والتقى بأبو حازم وقال له ألا تنصحني.
فقال أبو حازم: إن آباؤك قهروا الناس بالسيف واخذوا الملك عنوة من غير مشورة من المسلمين فغشي عليه من هول ما سمع.
وهو صاحب العفو والسماح جميل الخلق والخلقة . وكان أعظم حسنة فعلها أن ولى من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
قيل عن سليمان بن عبد الملك
عن ابن سيرين قال:
(يرحم الله سليمان، افتتح خلافته بإحياء الصلاة، واختتمها باستخلافه عُمر).
وقال الفرزدق في سليمان بن عبد الملك:
وألقيت من كفيك حبل جماعةٍ = وطاعة مهديٍّ شديد النّقائم
وقال جرير فيه - أيضاً - :
سليمان المبارك قد علمتم = هو المهديُّ قد وضح السّبيل
وقال نهار بن توسعة في سليمان بن عبد الملك:
له رايةٌ بالثغر سوداء لم تزل = تفض بها للمشركين جموعُ
مباركةٌ تهدي الجنود كأنّها = عًقابٌ نحت من ريشها الوقوع
على طاعة المهدي لم يبق غيرها= فأينا وأمر المسلمين جميع
وعن حكيم بن سعد قال:
لما قام سليمان، فأظهر ما أظهر، قلت لأبي يحيى: هذا المهدي الذي يذكر؟ قال: لا.
توليه الخلافة
ولي الخلافة بعهد من أبيه بعد أخيه في يوم السبت الموافق منتصف جمادى الآخرة سنة 96هـ. في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك استمرت الفتوحات الأموية في آسيا وفتحت جرجان وطبرستان، وجهز جيشا كبيرا من سواحل الشام وأعد الأسطول الأموي وسيره في السفن لحصار القسطنطينية، وسار مع الحملة وعزم أن لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فمات مرابطاً في دابق شمال مدينة حلب.
عهده
عدله بين الناس الواضح في تعاملة وإطلاق اسم مفتاح الخير عليه من قبل العامة.
اختياره للخليفة عمر بن عبد العزيز لتولى الخلافة من بعده.
لم يكن متساهلآ في التعامل مع المخطئين ومن ثبت أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء.
عزل محمد بن القاسم الثقفي (فاتح السند)، وأُتي به مقيدا، حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه. ومن العجيب أن هذا البطل الذي قتله أهله وعشيرته حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رؤوا فيه من عدل وسماحة وحرية.
وكذلك بموسى بن نصير حيث عاقبه في بادئ الأمر بعد فتح الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97هـ = 716م).
وأما قتيبة بن مسلم الباهلي، فاتح ما وراء النهر وهو من قادة الحجاج، فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ - 715م)، وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.
وفاته
وفي أثناء الحصار توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك وهو مقيم بمرج دابق يتابع الأخبار عن الجيش في يوم الجمعة (10 من صفر 99هـ). يقول ابن كثير في البداية والنهاية "تعهد ألا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت؛ فمات هناك فحصل له بهذه النية أجر الرباط في سبيل الله".
تسمية خليفته
توج سليمان بن عبد الملك أعماله بما يدل على حرصه على مصلحة المسلمين؛ فاختار عمر بن عبد العزيز قبل موته ليكون وليا للعهد ويخلفه من بعده، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية المحاصرة للقسطنطينية والعودة إلى الشام.
المراجع
السيوطي, جلال الدين. تاريخ الخلفاء