بلقيس عاصم
February 28th, 2025, 20:31
الطائف (واس) تنقل روايات الأجداد الذكريات السعيدة التي حملت في طياتها العديد من القصص عن احتفالات قرب شهر الخير، و طرق رؤية الهلال قديمًا بالعين المجردة، قبل وجود ممكنات الاستطلاع الحديثة وأجهزة نقل الخبر الصحيح في عصر التقنية الحاضرة، إذ كانت أعينهم الخبيرة والثاقبة، هي الخبر الوحيد الذي به يحدد دخول شهر رمضان في كل عام.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202502/ZVQvc21IVAwFcd27WYaQVt4AmyNu75KfykwaOYQR.jpg
29 شعبان 1446 هـ الموافق 28 فبراير 2025 م
بجلسة عربية بدأ أبو سالم، أحد أكبر المعمرين في بني مالك جنوب الطائف حديثة لوكالة الأنباء السعودية "واس" بالإشارة إلى عمره، مؤكدًا أنه يبلغ من العمر زهاء 104 أعوام، وليتطرق بعدها إلى طفولته، قائلًا: "عشت حياة مع والدي رائعة، فمنذ طفولتي كنت قريبًا منه، واعتدت الذهاب معه" قبل أن يضيف بفخر أنه كان بارعًا في نقل روايات ما كان يشاهده عن تحري رؤية هلال رمضان إلى أحفاده و بكل دقة.
https://pbs.twimg.com/media/Fge5QWuX0AUHAta?format=jpg&name=small
وأضاف أبو سالم: "كانت تجربتي الأولى مع والدي حين تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عام 1929م، وذلك في أعلى قمة في قريتنا الحجلاء بمحافظة ميسان؛ وهي من قمم جبال: الخيالة والنصباء والعبلة، والتي تزين مساحاتها أشجار العرعر والعتم، وتحيط أوديتها المزارع الخضراء المحملة بكافة أنواع الثمار والخيرات، لنمكث في ترقب قبل غروب الشمس في جو يملؤه الهدوء، نتحرى فيه هلال شهر الخير، ونشاهد أمامنا التدرج الزمني لنزول قرص الشمس قبل الغروب، حتى توهج الشفق، وقرب شكل الغسق مما يثير إعجابنا بهذه الألوان في السماء، بمناظرها الجذابة، وعند رؤية الهلال يستبشر الأهالي بالخير وتعم الفرحة لاستقبال الشهر الفضيل ونردد أبيات من الشعر فرحًا به."
https://pbs.twimg.com/media/GkvdKwvWQAAhrLF?format=jpg&name=small
وبكل حماس، أكد أبو سالم أنه حين العودة من تحري هلال رمضان إلى منازلنا نروي ما شهدناه بكل إعجاب إلى أمهاتنا وجداتنا وبقية الأسرة، والآن أنا سعيد بما تشهده هذه الأرض وهذا الوطن العظيم من تقدم في استخدام كافة الأدوات التخصصية مثل النواظير أو غيرها، التي أسهمت في تطوير طرق تحرّي وثبوت رؤية الهلال وهذه نعمة -ولله الحمد-.
https://pbs.twimg.com/media/EFtjOaQWsAACL2k?format=jpg&name=small
ويستذكر أبو سالم في ختام حديثه عن الساعة الأخيره قبل مشاهدة هلال شهر رمضان لينقلها بين الماضي والحاضر، وفي ذكرى حقبة الماضي قبل وجود أدوات الرصد الحديثة وقلة انتشار المذياع أو التلفاز، قالًا: "إن الناس كانوا ينتظرون إعلان واستطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة، وعند رؤية الهلال يعم الفرح محيا الجميع من أبناء القرية، ونبدأ بالاحتفال وتبادل التهاني بين الأهالي والأصدقاء والأقارب، فمنا من يقوم بإطلاق أعيرة البارود من فوهات البنادق، ومنا من يستعرض برقصات حصانه والآخر ببعيره، ومنا من كان يشعل (جبالًا من المشاعيل المضيئة) في أعالي الجبال ليخبر القرى المجاورة والقريبة، ويكون هو السباق في تبشرين الناس بحلول شهر الخير كسبًا للأجر."
https://pbs.twimg.com/media/D8AntZGXoAEtjun?format=jpg&name=small
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك د. شرف السفياني أن رؤية هلال رمضان في الماضي طعم مختلف، حيث لا وسيلة سوى العين المجردة، ولكن في العصر الحديث تميز رصد هلال شهر رمضان بوجود المناظير وآلات التصوير إلكتروني تعمل على تتبع هلال شهر رمضان المبارك من ساعات النهار الأولى حتى ساعات الغروب الأخيره، بل دعمت بالتقنية الحديثة لتتبع ولادة الهلال وقت النهار حتى مراحل ما بعد غروب الشمس، و تطورت فيه أدوات واستخدامات رصد هلال شهر رمضان، فأصبحت أدوات النواظير والمناظير وادوات التصوير الاحترافي، جزءًا من عملية التحري وأكثر دقة في عمليات الرصد.
https://pbs.twimg.com/media/D8AG-31XYAEj1nu?format=jpg&name=small
وأضاف الدكتور شرف السفياني أن لتحري الرؤية مفضلات ومجموعة من المعطيات الفلكية التي من خلالها يتم الحكم على إمكانية رصد الهلال أو لا، وكذلك أوقات مخصصة لرصد الهلال، وأفضل هذه الأوقات قبل موعد أذان صلاة المغرب، وآخر موعد للتحري هو بعد غروب الشمس بنصف ساعة، بالإضافة إلى أن أعلى منطقة عن سطح البحر هي الأفضل أو الأنسب، لرصد وتحري رؤية الهلال، وتعود أسبابه، للابتعاد عن الاتربة والغبار والقتر الموجود في الأفق المعيق لرؤية الهلال، معتبرًا أن الارتفاع من العوامل المهمة للتحري.
تم تصويب (17) خطأ
مبارك عليكم الشهر الكريم
http://doraksa.com/mlffat/files/2770.png
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202502/ZVQvc21IVAwFcd27WYaQVt4AmyNu75KfykwaOYQR.jpg
29 شعبان 1446 هـ الموافق 28 فبراير 2025 م
بجلسة عربية بدأ أبو سالم، أحد أكبر المعمرين في بني مالك جنوب الطائف حديثة لوكالة الأنباء السعودية "واس" بالإشارة إلى عمره، مؤكدًا أنه يبلغ من العمر زهاء 104 أعوام، وليتطرق بعدها إلى طفولته، قائلًا: "عشت حياة مع والدي رائعة، فمنذ طفولتي كنت قريبًا منه، واعتدت الذهاب معه" قبل أن يضيف بفخر أنه كان بارعًا في نقل روايات ما كان يشاهده عن تحري رؤية هلال رمضان إلى أحفاده و بكل دقة.
https://pbs.twimg.com/media/Fge5QWuX0AUHAta?format=jpg&name=small
وأضاف أبو سالم: "كانت تجربتي الأولى مع والدي حين تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عام 1929م، وذلك في أعلى قمة في قريتنا الحجلاء بمحافظة ميسان؛ وهي من قمم جبال: الخيالة والنصباء والعبلة، والتي تزين مساحاتها أشجار العرعر والعتم، وتحيط أوديتها المزارع الخضراء المحملة بكافة أنواع الثمار والخيرات، لنمكث في ترقب قبل غروب الشمس في جو يملؤه الهدوء، نتحرى فيه هلال شهر الخير، ونشاهد أمامنا التدرج الزمني لنزول قرص الشمس قبل الغروب، حتى توهج الشفق، وقرب شكل الغسق مما يثير إعجابنا بهذه الألوان في السماء، بمناظرها الجذابة، وعند رؤية الهلال يستبشر الأهالي بالخير وتعم الفرحة لاستقبال الشهر الفضيل ونردد أبيات من الشعر فرحًا به."
https://pbs.twimg.com/media/GkvdKwvWQAAhrLF?format=jpg&name=small
وبكل حماس، أكد أبو سالم أنه حين العودة من تحري هلال رمضان إلى منازلنا نروي ما شهدناه بكل إعجاب إلى أمهاتنا وجداتنا وبقية الأسرة، والآن أنا سعيد بما تشهده هذه الأرض وهذا الوطن العظيم من تقدم في استخدام كافة الأدوات التخصصية مثل النواظير أو غيرها، التي أسهمت في تطوير طرق تحرّي وثبوت رؤية الهلال وهذه نعمة -ولله الحمد-.
https://pbs.twimg.com/media/EFtjOaQWsAACL2k?format=jpg&name=small
ويستذكر أبو سالم في ختام حديثه عن الساعة الأخيره قبل مشاهدة هلال شهر رمضان لينقلها بين الماضي والحاضر، وفي ذكرى حقبة الماضي قبل وجود أدوات الرصد الحديثة وقلة انتشار المذياع أو التلفاز، قالًا: "إن الناس كانوا ينتظرون إعلان واستطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة، وعند رؤية الهلال يعم الفرح محيا الجميع من أبناء القرية، ونبدأ بالاحتفال وتبادل التهاني بين الأهالي والأصدقاء والأقارب، فمنا من يقوم بإطلاق أعيرة البارود من فوهات البنادق، ومنا من يستعرض برقصات حصانه والآخر ببعيره، ومنا من كان يشعل (جبالًا من المشاعيل المضيئة) في أعالي الجبال ليخبر القرى المجاورة والقريبة، ويكون هو السباق في تبشرين الناس بحلول شهر الخير كسبًا للأجر."
https://pbs.twimg.com/media/D8AntZGXoAEtjun?format=jpg&name=small
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك د. شرف السفياني أن رؤية هلال رمضان في الماضي طعم مختلف، حيث لا وسيلة سوى العين المجردة، ولكن في العصر الحديث تميز رصد هلال شهر رمضان بوجود المناظير وآلات التصوير إلكتروني تعمل على تتبع هلال شهر رمضان المبارك من ساعات النهار الأولى حتى ساعات الغروب الأخيره، بل دعمت بالتقنية الحديثة لتتبع ولادة الهلال وقت النهار حتى مراحل ما بعد غروب الشمس، و تطورت فيه أدوات واستخدامات رصد هلال شهر رمضان، فأصبحت أدوات النواظير والمناظير وادوات التصوير الاحترافي، جزءًا من عملية التحري وأكثر دقة في عمليات الرصد.
https://pbs.twimg.com/media/D8AG-31XYAEj1nu?format=jpg&name=small
وأضاف الدكتور شرف السفياني أن لتحري الرؤية مفضلات ومجموعة من المعطيات الفلكية التي من خلالها يتم الحكم على إمكانية رصد الهلال أو لا، وكذلك أوقات مخصصة لرصد الهلال، وأفضل هذه الأوقات قبل موعد أذان صلاة المغرب، وآخر موعد للتحري هو بعد غروب الشمس بنصف ساعة، بالإضافة إلى أن أعلى منطقة عن سطح البحر هي الأفضل أو الأنسب، لرصد وتحري رؤية الهلال، وتعود أسبابه، للابتعاد عن الاتربة والغبار والقتر الموجود في الأفق المعيق لرؤية الهلال، معتبرًا أن الارتفاع من العوامل المهمة للتحري.
تم تصويب (17) خطأ
مبارك عليكم الشهر الكريم
http://doraksa.com/mlffat/files/2770.png