المنتقد
September 23rd, 2010, 12:23
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
cia ودورها في أحداث 11/9
تكاثرت في المدة الأخيرة المقالات والمؤلفات الغربية التي تتوقف طويلا أمام العمليات الإرهابية الكبرى التي تضرب العالم هنا وهناك، وتنسب للعرب والمسلمين سواء كانوا "جماعات ومنظمات مدنية" أو دولا وحكومات رسمية.
وتمثل هذه المؤلفات الوجه الآخر للعقلية الغربية الناقدة التي لا تسلم بشيء إلا بعد التأكد من الفرضيات جميعها والتحقق من معطياتها ومفرداتها، والتي لا تستسلم لهوى مظلم ولا لتعصب أعمى أو طمع قاتل أو لهستيريا جماعية تذيب العقل في خضم العاطفة الجامحة.
ومنذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي غيرت وجه العالم، وخرجت بعدها الولايات المتحدة الأميركية في حرب "دينية" طويلة ضد "الشر" و"الإرهاب" في عدة جهات من العالم، خاصة في عالم العرب والمسلمين..
منذ ذلك اليوم الأسود وكثير من المفكرين العقلاء يبدئون النظر ويعيدونه في تلك الأحداث الرهيبة ومن يقف وراءها:
هل هم العرب والمسلمون كما تردد بقوة في وسائل الإعلام والمنتديات السياسية الدولية والوطنية، أم هي المخابرات؟ ومن تكون تلك الأجهزة الاستخبارية؟ هل هي المخابرات الصهيونية، أم سي.آي.أي؟ أم هما معا؟ أم أن هناك طرفا آخر؟
يقف على رأس الذين كتبوا محققين في الموضوع كتاب أميركيون منهم نعوم تشومسكي في كتابه "الهيمنة على العالم أم إنقاذ البسيطة: الولايات المتحدة الأميركية نحو السيطرة العالمية"، وميكائيل بارينتي في كتابه "الرعب الإمبريالي: الولايات المتحدة والسيطرة العالمية"، وديفد ديوك في كتابه "أميركا-إسرائيل و11 سبتمبر 2001" (ترجمة سعيد رستم).
كبير المخبرين الألمان
وهذا كتاب ألفه كبير المخبرين الألمان السابق أندرياس فون بيلوف وسماه "سي.أي.أي ودورها في أحداث 11/9: الإرهاب الدولي ودور أجهزة المخابرات"، وبيعت منه أكثر من 100 ألف نسخة في طبعته الألمانية الأولى، وترجمه إلى اللسان العربي الدكتور سيد حسان أحمد.
ويضم هذا الكتاب سبعة فصول: الأول بعنوان "الهجوم على المركز العصبي للولايات المتحدة الأميركية"، والثاني "نظرة إلى الوراء: القصة السابقة لأحداث 11/9/2001"، والثالث "الأرنب خارج الأسطوانة: أسامة بن لادن وتعقب أثر المسلمين"، والرابع "العرض والتقديم الرسمي لأحداث 11 سبتمبر 2001 ونقاط الضعف"، والخامس "جهاز الحكومة الأميركي: أعمى ضيق الأفق أم على علم مسبق؟"، والسادس "أجهزة المخابرات في عملية مغطاة"، والسابع والأخير "حكومة بوش تستغل فضل هذه الساعة".
يقول المؤلف موضحا دوافع إصدار الكتاب "وهذا الكتاب -لولا كثير من الأميركيين- لم يكن من الممكن إصداره، وهؤلاء الأميركيون لهم نظرة انتقادية ولديهم الاستعداد للكفاح من أجل قيم أميركا ضد سلطة السياسة والإعلام الخاطئ. إنهم أقلية ولكنها قوية، ذكية وقادرة تمتلك الإصرار والعطاء والمساعدة على ظهور أغلبية جديدة تشترك معها في الرأي لتوقف التهديد المدمر للحفاظ على الديمقراطية الأميركية بالقوة وجعل الجمهورية تعيد التجديف بسلام في تيار الماء الجاري".
والكتاب مبني على معلومات قام الكاتب بوضعها وتحضيرها بصورة منظمة في كتابه السابق "باسم الدولة"، ومصادره أميركية غالبا حسب ما يؤكده في مقدمة هذا الكتاب.
الكاتب الألماني لم يسبق له أن كان رئيسا للمخابرات فحسب، ولكنه سبق أن شغل منصب وزير للدفاع في الحكومة الألمانية.
يظهر أن كثيرا من الأسماء العربية المدرجة في قائمة الطائرات المتفجرة غير صحيحة، وأن كثيرا من المعطيات متضاربة وأنه لا نهاية للمتناقضات
نظرة إلى الوراء
يعود الكاتب ليلقي "نظرة إلى الوراء" ويتفحص في "القصة السابقة لأحداث 11/9/2001"، ويتوقف أمام عدة معطيات تتعلق بتفجيرات مبنى التجارة العالمي، ويلقي كثيرا من الأسئلة ويسندها بشهادات مختلفة، قبل أن يمر على ضربات القنابل الموجهة للسفارات الأميركية في أفريقيا وتوجيه التهمة للرجل الغامض أسامة بن لادن.
ومنذ هذه البداية يمسك الكاتب بالخيط الرفيع الجامع في اللعب بين الأجهزة "الإسرائيلية" والأميركية لإيضاح وتفسير الهجمات.
وفي خضم كل هذا يلزمنا الكاتب بالتبصر في علاقة أسامة بن لادن بالمخابرات الأميركية، ولماذا أوقفت الأجهزة الاستخبارية الفريق المكلف بملاحقته -وهي مجموعة أونيل- في السودان واليمن.
ويقص علينا رئيس المخابرات الألماني قصص العلاقة بين أفغانستان والمخابرات الأميركية ووساطة المخابرات الباكستانية في زمن رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو .
ويرصد الكاتب سعي مكتب التحقيقات الاتحادي والسي.آي.أي لإيقاف عمليات ملاحقة المتشددين الأصوليين التابعين لأسامة بن لادن في مدارس الطيران بالولايات المتحدة، ويعزز رصده بشهادات الخبراء والمحققين وبعض الموظفين.
ويتساءل عن المغزى من إهمال اتخاذ الإجراءات اللازمة والأخذ بعين الاعتبار للتحذيرات المتكررة التي ظلت حبيسة الأدراج قبل الحدث لأكثر من ثلاثة أسابيع، كما يتساءل عمن منح تأشيرة الدخول لمنفذي الهجوم المزعومين، وفي أي مدرسة للطيران تعلموا؟ ومن سمح لهم بالتعلم؟
ويستكمل الكاتب استعراض الأحداث التي سبقت اليوم الأسود خاصة تلك التي لها علاقة بالمضاربات المالية وما وقع في سوق البورصة، والأشرطة المبثوثة وأشباه بن لادن، ليستنتج في نهاية هذا الفصل تناقض محتويات ومعلومات هذه التسجيلات، مما يلقي بظلال من الشك على تزوير مقصود.
ويقوم الكاتب في الفصل الرابع باستعراض نقاط الضعف في العرض الرسمي للأحداث متسائلا من كان في الطائرات؟ ويظهر أثناء العرض أن كثيرا من الأسماء العربية المدرجة في قائمة الطيارات المتفجرة غير صحيحة، وأن كثيرا من المعطيات متضاربة وأنه لا نهاية للمتناقضات.
تفجيرات 11/9 من عمل المخابرات الأميركية وبعلم الرئيس ومستشاريه
"
عملة مستترة
ولا يتوقف الكاتب عند "لامتناهية المتناقضات" هذه المتعلقة بالطيارين المزعومين، ولكنه يستمر في قذف الأسئلة والشكوك بخصوص الطائرات وحقيقة انهيار البرجين و"إزالة الأدلة" من عين المكان بسرعة فائقة، وإعاقة أعمال الفحص والتدقيق القضائية والإعلامية.
من أدق صفحات الكتاب تلك التي تناول فيها المؤلف اصطدام الطائرات بالبرجين من زوايا عدة ذات علاقة وطيدة بالتفسير العلمي الفيزيائي والميكانيكي: هل حدث الاصطدام أم سبقته الانفجارات؟ وكيف يقبل عقلا وعلما أن تتهاوى البنايتان بتلك الطريقة الرهيبة؟ ولماذا انصهرت قضبان الصلب كأنما زرعت فيها عبوة ناسفة اختيرت بدقة وتم تفجيرها؟
ولماذا تتكتم وزارة العدل على محتويات شرائط تسجيل اتصالات رجال المطافئ؟ ولماذا لم توفر الإدارة الأميركية سوى 600 ألف دولار للتحقيقات حول انهيار مبنى التجارة العالمي، في حين أنها خصصت 40 مليون دولار للتحقيق في فضيحة مونيكا لوينسكي ضد الرئيس كلينتون؟ ولماذا وضعت الحواجز حول المركز التجاري؟ ولماذا منع التصوير؟ ولماذا نزعت الصور التي تم التقاطها من الكاميرات ثم دمرت، لولا أن خبراء كمبيوتر تمكنوا من عرضها على الإنترنت؟
لماذا لم يتم إسقاط الطائرات بعد تحريف مسارها مع العلم أن الأميركيين والأوروبيين تدربوا على مثل هذه الحالات طويلا ونجحوا في كل الحوادث المتشابهة لهذا؟ فلماذا لم يحط بها مراقبو الطيارات خبرا؟
وعبر تحليل مستمر يتناول الأسئلة من عدة زوايا، ومن خلال الخبرة الميدانية والمعرفة بالمجال والإحاطة بألغازه، يوصل الكاتب قراءه إلى أن تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول هي من عمل المخابرات الأميركية وبعلم الرئيس ومستشاريه.
ولمزيد من إفهام القراء وبسط العمليات المستترة ينيرنا الكاتب بهذه التفاصيل عن الموضوع تحت عنوان "الوصية الأولى عمليات في الخفاء: الطريق الزائف الذي رسم بعناية".
وغير بعيد عن هذا يزيدنا الكاتب تفصيلا آخر يصلح لتفسير عدة عمليات وتفجيرات وصفت بالإرهابية في عدة مدن من العالم الغربي والعربي والإسلامي ثم أسندت مسؤوليتها -ماديا ومعنويا- إلى الإسلاميين المعتدلين والمتشددين معا.
ويوضح الكاتب أنه "لعلمية التضليل بالنسبة للمتهم الفعلي، يتم اختيار أشخاص لهذا الفعل الإجرامي ليس لديهم أدنى فكرة ويمكن إلصاق تهمة تفجير قنبلة بهم رغم أنه ليس لهم أي علاقة بالموضوع، أو اختيار شخص مضطرب نفسيا من مصحة الأمراض النفسية وتوضع قنبلة في حقيبته وتنفجر بعد وقت، أو بتفجيرها عن بعد في الوقت المحدد حيث يفقد حياته عند وقوع الحدث، وبذلك ينتهي التحقيق في الموضوع سريعا، ثم يجدون صورا لهذا الفاعل الظاهري للجريمة وأرقام هواتف تقود إلى الشبكة الأصولية الممتدة عبر العالم. كما تتعرف على الأسباب الخلفية للفاعل وكذلك على الأشخاص وأجهزة التصنت التي تكتشف الحصول على معلومات مزيفة.
وبطبيعة الحال فإن الحصول على كتائب من المخبرين "الإرهابيين" المستعدين لعمل أي شيء تطلبه منهم المخابرات أصبح شيئا يسيرا، خاصة في مناطق العالم الفقيرة "وهذا يجعل الإرهاب في مناطق العالم الفقيرة عملا مغريا يستحق الالتحاق به".
عدة براهين من متخصصين يقدمها المؤلف لتعزيز استنتاجاته، منها هذا المقطع حول الطيارين والطيارات "حسب رأي طيارين ذوي خبرة تمتد لسنوات طويلة، فإن قيادة هذه الطائرات العملاقة في المرور الجوي الكثيف للساحل الشرقي لأميركا وبسرعة 800 كلم/ساعة لتصل إلى الهدف مثل برج التجارة العالمي في الميعاد تماما دون أدنى تأخير، لا يصدر أبدا عن طلبة هواة طيران ذوي تدريب سيئ. ولذلك يعتقد مهندس بريطاني سابق في مجال هندسة الطيران أن الطائرات الأربع تمت قيادتها عن بعد، كما نشر الصحفي الأميركي جوفيالز هذا التفسير في موقع على صفحات الإنترنت".
ومنها هذا المقطع الأخير حيث يقول "وحتى الآن الصندوقان الأسودان للطائرات الأربع إما مفقودان أو بدون أي تسجيلات، وحتى الآن لا توجد أي تصريحات للرأي العام بخصوص هذا الموضوع".
وعبر عشر صفحات يبرهن المؤلف على أن المخابرات "الإسرائيلية" كانت تعرف الشيء الكثير عن تفجيرات 11/9، بل إنها شاركت فيها فعدد ضحايا إسرائيل في تلك الأحداث لم يكن سوى واحد فقط جاء زائرا للمكان دون علم مسبق، والآخرون هربوا ولم يحضروا، وآثار الموساد واضحة، والمخبرون الإسرائيليون كانوا منتشرين فوق كل التراب الأميركي، ومنهم من قام بتصوير الهجمات مباشرة بكل فرح وسرور.
الحقيقة التي ستحررك
ليست أحداث 11 سبتمبر/أيلول سوى ستار أنجزت من ورائه الحكومة الأميركية لعبة كبرى للسيطرة على العالم، وإنشاء الإمبراطورية الأميركية في بداية الألفية الثالثة، والبقاء في كرسي الحكم قرنا من الزمان.
هذا ما يستنتجه المؤلف في الفصل السابع والأخير الذي سماه "اللعبة الكبرى للسيطرة على العالم"، ويتضح هذا -كما يقول المؤلف- "من عدد من المشروعات والخطط السياسية التي طرحها الفريق المحيط بالرئيس جورج دبليو بوش قبل سنوات من توليه السلطة، في مصنع الأفكار وحلقات المناقشة في مشروع القرن الأميركي الجديد.
وينطلق مشروع "القرن الأميركي الجديد" هذا من الوعي التاريخي لأميركا التي انتصرت ثلاث مرات في القرن الماضي على الأشرار، ذلك الشر المتمثل في هيئة الرايخ الألماني للقيصر في الحرب العالمية الأولى، وألمانيا الهتلرية في الحرب العالمية الثانية، والاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة.
ولذلك كان لابد من صدمة نفسية عاطفية للأميركيين وللعالم يمكن حكومة بوش من القيام بكل عملياتها التي خططت من قبل، ولم تكن تلك الصدمة سوى 11/9.
يدرك الكاتب أن ثغرات كثيرة تعترض استكمال التحليل بسبب إخفاء الأدلة، "فهناك الكثير من القرائن لا يمكن معرفتها إلا بمعرفة كل شيء عن التاريخ السابق لأجهزة المخابرات والعمليات الخفية في السنوات السابقة"، ومن ثم يرتكز الكاتب على حكمة الإنجيل المكتوبة على أبواب مكتب المخابرات المركزية الأميركية في واشنطن التي تقول "يجب عليك أن تعرف الحقيقة، والحقيقة هي التي ستحررك"، لينتهي إلى القول إن "الحقيقة عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول كانت باستطاعتها أن تؤدي إلى العمل التحرري الدولي الذي يمر بمرحلة مظلمة، كانت الحقيقة ستجعل النور يحل من جديد، ولكن شعار وكالة المخابرات الأميركية يتضمن في ثناياه الخداع وهذا القول المأثور لا يتمشى مع مهمتها.
ولكن أن يكون المواطن صادقا، فهذا شيء في غاية الجمال وفي استطاعة الإنسان الواعي التغلب على نتائج هذا التعتيم الإعلامي الرهيب، وهذه هي مهمة الأبطال الحقيقيين المحبين للولايات المتحدة الأميركية".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
cia ودورها في أحداث 11/9
تكاثرت في المدة الأخيرة المقالات والمؤلفات الغربية التي تتوقف طويلا أمام العمليات الإرهابية الكبرى التي تضرب العالم هنا وهناك، وتنسب للعرب والمسلمين سواء كانوا "جماعات ومنظمات مدنية" أو دولا وحكومات رسمية.
وتمثل هذه المؤلفات الوجه الآخر للعقلية الغربية الناقدة التي لا تسلم بشيء إلا بعد التأكد من الفرضيات جميعها والتحقق من معطياتها ومفرداتها، والتي لا تستسلم لهوى مظلم ولا لتعصب أعمى أو طمع قاتل أو لهستيريا جماعية تذيب العقل في خضم العاطفة الجامحة.
ومنذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي غيرت وجه العالم، وخرجت بعدها الولايات المتحدة الأميركية في حرب "دينية" طويلة ضد "الشر" و"الإرهاب" في عدة جهات من العالم، خاصة في عالم العرب والمسلمين..
منذ ذلك اليوم الأسود وكثير من المفكرين العقلاء يبدئون النظر ويعيدونه في تلك الأحداث الرهيبة ومن يقف وراءها:
هل هم العرب والمسلمون كما تردد بقوة في وسائل الإعلام والمنتديات السياسية الدولية والوطنية، أم هي المخابرات؟ ومن تكون تلك الأجهزة الاستخبارية؟ هل هي المخابرات الصهيونية، أم سي.آي.أي؟ أم هما معا؟ أم أن هناك طرفا آخر؟
يقف على رأس الذين كتبوا محققين في الموضوع كتاب أميركيون منهم نعوم تشومسكي في كتابه "الهيمنة على العالم أم إنقاذ البسيطة: الولايات المتحدة الأميركية نحو السيطرة العالمية"، وميكائيل بارينتي في كتابه "الرعب الإمبريالي: الولايات المتحدة والسيطرة العالمية"، وديفد ديوك في كتابه "أميركا-إسرائيل و11 سبتمبر 2001" (ترجمة سعيد رستم).
كبير المخبرين الألمان
وهذا كتاب ألفه كبير المخبرين الألمان السابق أندرياس فون بيلوف وسماه "سي.أي.أي ودورها في أحداث 11/9: الإرهاب الدولي ودور أجهزة المخابرات"، وبيعت منه أكثر من 100 ألف نسخة في طبعته الألمانية الأولى، وترجمه إلى اللسان العربي الدكتور سيد حسان أحمد.
ويضم هذا الكتاب سبعة فصول: الأول بعنوان "الهجوم على المركز العصبي للولايات المتحدة الأميركية"، والثاني "نظرة إلى الوراء: القصة السابقة لأحداث 11/9/2001"، والثالث "الأرنب خارج الأسطوانة: أسامة بن لادن وتعقب أثر المسلمين"، والرابع "العرض والتقديم الرسمي لأحداث 11 سبتمبر 2001 ونقاط الضعف"، والخامس "جهاز الحكومة الأميركي: أعمى ضيق الأفق أم على علم مسبق؟"، والسادس "أجهزة المخابرات في عملية مغطاة"، والسابع والأخير "حكومة بوش تستغل فضل هذه الساعة".
يقول المؤلف موضحا دوافع إصدار الكتاب "وهذا الكتاب -لولا كثير من الأميركيين- لم يكن من الممكن إصداره، وهؤلاء الأميركيون لهم نظرة انتقادية ولديهم الاستعداد للكفاح من أجل قيم أميركا ضد سلطة السياسة والإعلام الخاطئ. إنهم أقلية ولكنها قوية، ذكية وقادرة تمتلك الإصرار والعطاء والمساعدة على ظهور أغلبية جديدة تشترك معها في الرأي لتوقف التهديد المدمر للحفاظ على الديمقراطية الأميركية بالقوة وجعل الجمهورية تعيد التجديف بسلام في تيار الماء الجاري".
والكتاب مبني على معلومات قام الكاتب بوضعها وتحضيرها بصورة منظمة في كتابه السابق "باسم الدولة"، ومصادره أميركية غالبا حسب ما يؤكده في مقدمة هذا الكتاب.
الكاتب الألماني لم يسبق له أن كان رئيسا للمخابرات فحسب، ولكنه سبق أن شغل منصب وزير للدفاع في الحكومة الألمانية.
يظهر أن كثيرا من الأسماء العربية المدرجة في قائمة الطائرات المتفجرة غير صحيحة، وأن كثيرا من المعطيات متضاربة وأنه لا نهاية للمتناقضات
نظرة إلى الوراء
يعود الكاتب ليلقي "نظرة إلى الوراء" ويتفحص في "القصة السابقة لأحداث 11/9/2001"، ويتوقف أمام عدة معطيات تتعلق بتفجيرات مبنى التجارة العالمي، ويلقي كثيرا من الأسئلة ويسندها بشهادات مختلفة، قبل أن يمر على ضربات القنابل الموجهة للسفارات الأميركية في أفريقيا وتوجيه التهمة للرجل الغامض أسامة بن لادن.
ومنذ هذه البداية يمسك الكاتب بالخيط الرفيع الجامع في اللعب بين الأجهزة "الإسرائيلية" والأميركية لإيضاح وتفسير الهجمات.
وفي خضم كل هذا يلزمنا الكاتب بالتبصر في علاقة أسامة بن لادن بالمخابرات الأميركية، ولماذا أوقفت الأجهزة الاستخبارية الفريق المكلف بملاحقته -وهي مجموعة أونيل- في السودان واليمن.
ويقص علينا رئيس المخابرات الألماني قصص العلاقة بين أفغانستان والمخابرات الأميركية ووساطة المخابرات الباكستانية في زمن رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو .
ويرصد الكاتب سعي مكتب التحقيقات الاتحادي والسي.آي.أي لإيقاف عمليات ملاحقة المتشددين الأصوليين التابعين لأسامة بن لادن في مدارس الطيران بالولايات المتحدة، ويعزز رصده بشهادات الخبراء والمحققين وبعض الموظفين.
ويتساءل عن المغزى من إهمال اتخاذ الإجراءات اللازمة والأخذ بعين الاعتبار للتحذيرات المتكررة التي ظلت حبيسة الأدراج قبل الحدث لأكثر من ثلاثة أسابيع، كما يتساءل عمن منح تأشيرة الدخول لمنفذي الهجوم المزعومين، وفي أي مدرسة للطيران تعلموا؟ ومن سمح لهم بالتعلم؟
ويستكمل الكاتب استعراض الأحداث التي سبقت اليوم الأسود خاصة تلك التي لها علاقة بالمضاربات المالية وما وقع في سوق البورصة، والأشرطة المبثوثة وأشباه بن لادن، ليستنتج في نهاية هذا الفصل تناقض محتويات ومعلومات هذه التسجيلات، مما يلقي بظلال من الشك على تزوير مقصود.
ويقوم الكاتب في الفصل الرابع باستعراض نقاط الضعف في العرض الرسمي للأحداث متسائلا من كان في الطائرات؟ ويظهر أثناء العرض أن كثيرا من الأسماء العربية المدرجة في قائمة الطيارات المتفجرة غير صحيحة، وأن كثيرا من المعطيات متضاربة وأنه لا نهاية للمتناقضات.
تفجيرات 11/9 من عمل المخابرات الأميركية وبعلم الرئيس ومستشاريه
"
عملة مستترة
ولا يتوقف الكاتب عند "لامتناهية المتناقضات" هذه المتعلقة بالطيارين المزعومين، ولكنه يستمر في قذف الأسئلة والشكوك بخصوص الطائرات وحقيقة انهيار البرجين و"إزالة الأدلة" من عين المكان بسرعة فائقة، وإعاقة أعمال الفحص والتدقيق القضائية والإعلامية.
من أدق صفحات الكتاب تلك التي تناول فيها المؤلف اصطدام الطائرات بالبرجين من زوايا عدة ذات علاقة وطيدة بالتفسير العلمي الفيزيائي والميكانيكي: هل حدث الاصطدام أم سبقته الانفجارات؟ وكيف يقبل عقلا وعلما أن تتهاوى البنايتان بتلك الطريقة الرهيبة؟ ولماذا انصهرت قضبان الصلب كأنما زرعت فيها عبوة ناسفة اختيرت بدقة وتم تفجيرها؟
ولماذا تتكتم وزارة العدل على محتويات شرائط تسجيل اتصالات رجال المطافئ؟ ولماذا لم توفر الإدارة الأميركية سوى 600 ألف دولار للتحقيقات حول انهيار مبنى التجارة العالمي، في حين أنها خصصت 40 مليون دولار للتحقيق في فضيحة مونيكا لوينسكي ضد الرئيس كلينتون؟ ولماذا وضعت الحواجز حول المركز التجاري؟ ولماذا منع التصوير؟ ولماذا نزعت الصور التي تم التقاطها من الكاميرات ثم دمرت، لولا أن خبراء كمبيوتر تمكنوا من عرضها على الإنترنت؟
لماذا لم يتم إسقاط الطائرات بعد تحريف مسارها مع العلم أن الأميركيين والأوروبيين تدربوا على مثل هذه الحالات طويلا ونجحوا في كل الحوادث المتشابهة لهذا؟ فلماذا لم يحط بها مراقبو الطيارات خبرا؟
وعبر تحليل مستمر يتناول الأسئلة من عدة زوايا، ومن خلال الخبرة الميدانية والمعرفة بالمجال والإحاطة بألغازه، يوصل الكاتب قراءه إلى أن تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول هي من عمل المخابرات الأميركية وبعلم الرئيس ومستشاريه.
ولمزيد من إفهام القراء وبسط العمليات المستترة ينيرنا الكاتب بهذه التفاصيل عن الموضوع تحت عنوان "الوصية الأولى عمليات في الخفاء: الطريق الزائف الذي رسم بعناية".
وغير بعيد عن هذا يزيدنا الكاتب تفصيلا آخر يصلح لتفسير عدة عمليات وتفجيرات وصفت بالإرهابية في عدة مدن من العالم الغربي والعربي والإسلامي ثم أسندت مسؤوليتها -ماديا ومعنويا- إلى الإسلاميين المعتدلين والمتشددين معا.
ويوضح الكاتب أنه "لعلمية التضليل بالنسبة للمتهم الفعلي، يتم اختيار أشخاص لهذا الفعل الإجرامي ليس لديهم أدنى فكرة ويمكن إلصاق تهمة تفجير قنبلة بهم رغم أنه ليس لهم أي علاقة بالموضوع، أو اختيار شخص مضطرب نفسيا من مصحة الأمراض النفسية وتوضع قنبلة في حقيبته وتنفجر بعد وقت، أو بتفجيرها عن بعد في الوقت المحدد حيث يفقد حياته عند وقوع الحدث، وبذلك ينتهي التحقيق في الموضوع سريعا، ثم يجدون صورا لهذا الفاعل الظاهري للجريمة وأرقام هواتف تقود إلى الشبكة الأصولية الممتدة عبر العالم. كما تتعرف على الأسباب الخلفية للفاعل وكذلك على الأشخاص وأجهزة التصنت التي تكتشف الحصول على معلومات مزيفة.
وبطبيعة الحال فإن الحصول على كتائب من المخبرين "الإرهابيين" المستعدين لعمل أي شيء تطلبه منهم المخابرات أصبح شيئا يسيرا، خاصة في مناطق العالم الفقيرة "وهذا يجعل الإرهاب في مناطق العالم الفقيرة عملا مغريا يستحق الالتحاق به".
عدة براهين من متخصصين يقدمها المؤلف لتعزيز استنتاجاته، منها هذا المقطع حول الطيارين والطيارات "حسب رأي طيارين ذوي خبرة تمتد لسنوات طويلة، فإن قيادة هذه الطائرات العملاقة في المرور الجوي الكثيف للساحل الشرقي لأميركا وبسرعة 800 كلم/ساعة لتصل إلى الهدف مثل برج التجارة العالمي في الميعاد تماما دون أدنى تأخير، لا يصدر أبدا عن طلبة هواة طيران ذوي تدريب سيئ. ولذلك يعتقد مهندس بريطاني سابق في مجال هندسة الطيران أن الطائرات الأربع تمت قيادتها عن بعد، كما نشر الصحفي الأميركي جوفيالز هذا التفسير في موقع على صفحات الإنترنت".
ومنها هذا المقطع الأخير حيث يقول "وحتى الآن الصندوقان الأسودان للطائرات الأربع إما مفقودان أو بدون أي تسجيلات، وحتى الآن لا توجد أي تصريحات للرأي العام بخصوص هذا الموضوع".
وعبر عشر صفحات يبرهن المؤلف على أن المخابرات "الإسرائيلية" كانت تعرف الشيء الكثير عن تفجيرات 11/9، بل إنها شاركت فيها فعدد ضحايا إسرائيل في تلك الأحداث لم يكن سوى واحد فقط جاء زائرا للمكان دون علم مسبق، والآخرون هربوا ولم يحضروا، وآثار الموساد واضحة، والمخبرون الإسرائيليون كانوا منتشرين فوق كل التراب الأميركي، ومنهم من قام بتصوير الهجمات مباشرة بكل فرح وسرور.
الحقيقة التي ستحررك
ليست أحداث 11 سبتمبر/أيلول سوى ستار أنجزت من ورائه الحكومة الأميركية لعبة كبرى للسيطرة على العالم، وإنشاء الإمبراطورية الأميركية في بداية الألفية الثالثة، والبقاء في كرسي الحكم قرنا من الزمان.
هذا ما يستنتجه المؤلف في الفصل السابع والأخير الذي سماه "اللعبة الكبرى للسيطرة على العالم"، ويتضح هذا -كما يقول المؤلف- "من عدد من المشروعات والخطط السياسية التي طرحها الفريق المحيط بالرئيس جورج دبليو بوش قبل سنوات من توليه السلطة، في مصنع الأفكار وحلقات المناقشة في مشروع القرن الأميركي الجديد.
وينطلق مشروع "القرن الأميركي الجديد" هذا من الوعي التاريخي لأميركا التي انتصرت ثلاث مرات في القرن الماضي على الأشرار، ذلك الشر المتمثل في هيئة الرايخ الألماني للقيصر في الحرب العالمية الأولى، وألمانيا الهتلرية في الحرب العالمية الثانية، والاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة.
ولذلك كان لابد من صدمة نفسية عاطفية للأميركيين وللعالم يمكن حكومة بوش من القيام بكل عملياتها التي خططت من قبل، ولم تكن تلك الصدمة سوى 11/9.
يدرك الكاتب أن ثغرات كثيرة تعترض استكمال التحليل بسبب إخفاء الأدلة، "فهناك الكثير من القرائن لا يمكن معرفتها إلا بمعرفة كل شيء عن التاريخ السابق لأجهزة المخابرات والعمليات الخفية في السنوات السابقة"، ومن ثم يرتكز الكاتب على حكمة الإنجيل المكتوبة على أبواب مكتب المخابرات المركزية الأميركية في واشنطن التي تقول "يجب عليك أن تعرف الحقيقة، والحقيقة هي التي ستحررك"، لينتهي إلى القول إن "الحقيقة عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول كانت باستطاعتها أن تؤدي إلى العمل التحرري الدولي الذي يمر بمرحلة مظلمة، كانت الحقيقة ستجعل النور يحل من جديد، ولكن شعار وكالة المخابرات الأميركية يتضمن في ثناياه الخداع وهذا القول المأثور لا يتمشى مع مهمتها.
ولكن أن يكون المواطن صادقا، فهذا شيء في غاية الجمال وفي استطاعة الإنسان الواعي التغلب على نتائج هذا التعتيم الإعلامي الرهيب، وهذه هي مهمة الأبطال الحقيقيين المحبين للولايات المتحدة الأميركية".