المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منخفض جوي يحول نهار الوسطى إلى ظلام.. والتحذيرات مستمرة



محمد بن سعد
February 26th, 2012, 18:24
عاشت المنطقة الوسطى أمس حالة استنفار قصوى على المستوى الصحي والمروري، إثر موجة الغبار الشديدة التي جاءت نتيجة منخفض جوي، تحول معها النهار إلى ظلام دامس، في حين ما زالت التحذيرات مستمرة. وأدت موجة الغبار والأتربة وتردي الظروف المناخية أمس إلى تعطل حركة الملاحة الجوية، في مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، بسبب عدم استقرار الطقس، حيث انعدمت الرؤية بشكل كلي، وتأخر إقلاع ووصول عدد من الرحلات الجوية نحو 50 دقيقة. وتسبب أخدود علوي بارد ترافق مع تشكل منخفض جوي سطحي في قيم ضغط متدنية جداً وغير عادية في مثل هذه الفترة من العام في حدوث التقلبات الجوية في المنطقة الوسطى، حيث بلغت 997 ملليبار وهذه القيمة غالباً تنتج عنها عملية دوران شديد للرياح حول مركز المنخفض السطحي.


تعليق الرحلات الجوية 50 دقيقة.. واستنفار في المرور والدفاع المدني


http://images.intellicast.com/WxImages/SatelliteLoop/himideast_None_anim.gif
صور مباشرة من القمر الصناعي 17 دقيقة فارق

وشهدت العاصمة الرياض ومنطقة القصيم وأجزاء من المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية اندفاعا شديدا للرياح نحو هذا المركز، والذي تحرك خلال ساعات المساء باتجاه المنطقة الشرقية، وخفت حدة الرياح في الرياض والقصيم، وصاحب هذه الحالة تشكل بعض الغيوم الماطرة التي أثرت ليلة السبت في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية ثم انتقلت إلى جنوب المنطقة الشمالية صباح السبت، وفي المساء وصلت منطقة الرياض بعد أن أثرت في القصيم خلال ساعات الظهيرة. إلى ذلك أعلن الرائد محمد التميمي المتحدث باسم الدفاع المدني في الرياض رفع درجة الاستعداد إلى 90 في المائة دون وجود حوادث تذكر، في حين أوضح المقدم حسن الحسن رئيس مركز القيادة والسيطرة في مرور الرياض رصد 1802 اتصال و34 مكالمة لبلاغات عن المساعدة والسيارات والإشارات المتعطلة والإبلاغ عن أي شيء ساقط على الطرق وتم تمريرها للأمانة. وأشار إلى أن عدد الحوادث المرورية بلغ 62 حادثا نتج عنها إصابتان، دون حدوث وفيات، وأن الحالة مستقرة.


4955
الأمطار بعد هطولها على العاصمة حيث تلاشت موجة الغبار تدريجيا

4956
موجة الغبار عصر أمس وقد حولت سماء العاصمة الرياض إلى ظلام دامس
تصوير: نايف السلحوب -«الاقتصادية»

4957
صور الأقمار الصناعية توضح تأثيرات المنخفض الجوي على المنطقة الوسطى وأطراف من الشرقية.

4958
موجة الغبار في بداية ظهورها عصر أمس، ويبدو تدنٍ كلي للرؤية
تصوير: خالد المصري، سعد العنزي، مسفر الدوسري

وفي الوقت ذاته قال لـ ''الاقتصادية'' مصدر مطلع إن موجة الغبار التي اجتاحت الرياض أدت إلى تأخير بعض الرحلات، نتيجة تأخر بعضها في الهبوط، وأن هناك أكثر من ثماني رحلات عادت دون هبوط، وبعضها غيرت اتجاهها إلى مطارات أخرى. وأشار إلى تغيير مسار الرحلة القادمة من أمستردام إلى الرياض، وتحويلها لمطار الملك فهد الدولي في الدمام. وأشارت المصادر إلى إخلاء برج المراقبة في مطار الملك خالد الدولي لمدة 15 دقيقة، ثم عاد الموظفون إلى مواقعهم، معتبراً الإجراء طبيعيا في مثل هذه الأحوال، مبينا أن أول رحلة تهبط في المطار بعد العاصفة كانت رحلة السعودية رقم 559 القادمة من دبي. وأوضحت المصادر أنه من المتوقع ألا يكون هناك تأثير في حركة الإقلاع والهبوط، وأن هناك تغييرات في التوقيت لبعض الرحلات. إلى ذلك، نصحت وزارة الصحة جميع المواطنين والمقيمين وخاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر حاليا بالمملكة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة. وشددت في بيان لها على ضرورة لبس الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل أثناء موجة الغبار، لافتة النظر إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي مما يتسبب في حساسية الأنف.

وأصدر الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة تعليماته لجميع مديري الشؤون الصحية التي تمر بمناطقهم موجة الغبار لاتخاذ جميع الإجراءات ومتابعة الوضع للحفاظ على صحة وسلامة الجميع. وأصدرت الإدارة العامة للإعلام والتوعية الصحية قائمة بإلارشادات الصحية التي تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية كتجنب التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية ووجود العوالق الترابية، وعدم الخروج إلا للضرورة، ومتابعة أخبار النشرات الجوية عبر التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأكدت أهمية إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل بشكل جيد من آثار الغبار وخاصة غرف النوم والأغطية والفرش.

ونصحت بارتداء الكمام الطبي أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى أو عند الضرورة، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار، واتباع إرشادات الطبيب بدقة واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب، والحرص من قبل من أجريت لهم عمليات جراحية أخيرا في العين أو الأنف، على تجنب الخروج في مثل هذه الأجواء. ودعت وزارة الصحة إلى مراجعة أقرب مركز صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، منبهة السائقين إلى إغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. وأكدت وزارة الصحة جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ في مستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة وخاصة مناطق الوسطى والشرقية حيث اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض الربو.


المصدر : الإقتصادية - عبد السلام الثميري وخالد العوض وفهيد الغيثي - الرياض