المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الزواري".. مخترع تونسي



روان مسلاش
December 18th, 2016, 14:52
تونس - عادل الثابتي (الأناضول) : بعد تسريبات من هنا وهناك، وحالة من الجدل استمرت على مدار اليومين الماضيين ولم تتوقف، حول المتسبب في اغتيال مهندس الطيران التونسي والمخترع محمد الزواري، صدر بيان لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء السبت، ليثقل كفة بعض التسريبات.

http://aa.com.tr/uploads/Contents/2016/12/17/53e4b474f6e5b6d52d661be4ccf10e9b.jpg

فبشكل واضح قال بيان "كتائب القسام"، إن الزواري، تم اغتياله من قبل إسرائيل أول أمس الخميس، في مدينة صفاقس التونسية (جنوب)، مشيرا إلى أنه "شهيد فلسطين وشهيد تونس، شهيد الأمة العربية والإسلامية وشهيد كتائب القسام".

البيان أعلن أيضا، أن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيار)"، مبينة أنه التحق بصفوفها قبل 10 سنوات.

ورغم أن إسرائيل لم تعلق على رواية "كتائب القسام" حتى الساعة، إلا أن الرواية توافقت مع ما قاله الإعلامي التونسي برهان بسيس للأناضول، في وقت سابق، بأن "العملية يقف وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي رصده واغتاله أمام منزله في صفاقس".

وقال الإعلامي التونسي إن معلوماته استقاها وفق معطيات من مصادر وصفها بالموثوقة (لم يسمها)، وهي المعلومات التي لم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنها من إسرائيل أيضا.

https://cdn.rt.com/media/pics/2016.12/article/58544121c46188d4188b469a.jpg

والزواري البالغ من العمر 49 عاما، مثل العشرات من أقرانه من الطلاب التونسيين الذي تربوا في الجامعة التونسية على إحدى شعارات الحركة الطلابية التونسية "القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الطلابية"، وبُحت حناجرهم، وهم يرددونه في ساحات الجامعة وخارجها.

فرغم مغادرته تونس هربا من قمع نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 1991 عندما حلّ أكبر منظمة طلابية آنذاك، وهي الاتحاد العام التونسي للطلبة (أسسه مستقلون وإسلاميون عام 1985) ولاحق عناصرها سجنا وقتلا، فإن الزواري الذي كان أحد ناشطي تلك المنظمة، حمل القضية معه.

وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مصادر خاصة بمدينة صفاقس، استقر الزواري لسنوات في السودان مع كثير من الطلاب التونسيين ثم توجه إلى سوريا واستقر عام 2006 في لبنان ليدير مصنعا هناك.

كتائب القسام تقول إنه التحق بصفوفها منذ 10 سنوات، وهو تاريخ يقابل تاريخ استقراره في لبنان فهو من ناحية يدير مصنعا ومن ناحية يعمل لفائدة المقاومة، وفق المصادر.

وقبل ذلك كان يذهب إلى سوريا، وبحسب شقيقة رضوان الزواري للأناضول، فإن محمد تزوج عام 1997 بفتاة سورية.

سوريا ولبنان ليستا بعيدتين عن فلسطين، وهناك يتعمق الحب لفلسطين وعلى الحدود اللبنانية السورية استشهد كثير من أبناء تونس وهم يقاومون الاحتلال ومنهم "رياض بن جماعة" الذي استشهد في عملية فدائية عام 1995.

http://www.elyomnew.com/sites/default/files/styles/main-image-620/public/news-media-body/2016/12/17/lshhyd-mhmd-lzwry.png?itok=nWf83zpX

ويشترك رياض بن جماعة مع محمد الزواري في نشاطهم السابق ضمن "الاتحاد العام التونسي للطلبة"، رغم اختلاف المشارب الفكرية، رياض اليساري والزواري الإسلامي.

بعد ثورة يناير/كانون ثان 2011، عاد محمد الزواري إلى تونس، عقب زوال مانع الملاحقة الأمنية، ولكنه أعماله بالخارج استمرت.

صديقه بلقاسم المكي في جمعية "نادي الطيران في الجنوب" التي كان يرأسها الزواري، يقول عنه إنه لا يتكلم كثيرا إنه يعمل فقط ويريد تشجيع الشباب على الاهتمام بتقنية الطائرة دون طيار.

وفي ذات الوقت عاوده الحنين الى كليته الأولى التي علمته حب العلم مع حب فلسطين والنضال من أجلها، "مدرسة المهندسين بصفاقس" للتسجيل في شهادة الدكتوراه حول مشروع تصنيع غواصة بالتحكم عن بعد، ولكن البعض يقول إنه توربيد بحري.

ومع حبه للقضية الفلسطينية، فإن كل الذين يعرفون "الزواري"، أجمعوا في شهاداتهم على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه ذو أخلاق ولا يتحدث إلا عن العمل فهو لا يزال (حتى اغتياله) يدير شركة في تركيا ويدير أعمالا في لبنان.

حب "الزواري" للطيران وللعلم لم ينقطع أبدا، فالسبت الماضي قدم محاضرة في "مدرسة المهندسين بصفاقس"، ولم يكن أحد يعلم أنها آخر محاضرة سيقدمها لأن خطة القضاء عليه ربما كانت جاهزة.

ورغم ما جاء في "بيان القسام"، فإن التساؤلات لم تنقطع في الشارع التونسي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية الوصول إلى رجل بهذه القيمة العلمية واغتياله "داخل سيارته وأمام منزله"، لاسيما ان بيانات وزارة الداخلية التونسية حول الحادث لم تعلن حتى الآن الجهة التي تقف وراءه.

وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الدّاخليّة التونسية، توقيف 5 أشخاص "يشتبه في تورطهم" في اغتيال الزواري، مع حجز 4 سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة، ومسدسين وكاتمي صوت استعملا في العملية، بالإضافة إلى هواتف جوالة وعدد من الأغراض الأخرى ذات الصلة بالجريمة، قبل أن تضيف لهم اليوم امرأة يشتبه في تورطها أيضا بالعملية.

ضمير هبة الرحمن
December 21st, 2016, 13:40
تونس (رويترز) - قال مصدر قضائي تونسي يوم الأربعاء إن قاضي التحقيق أمر بحبس ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة على ذمة التحقيق في قضية اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري يوم الخميس الماضي.

http://www.elyomnew.com/sites/default/files/styles/main-image-620/public/news-media-body/2016/12/17/lshhyd-mhmd-lzwry.png

وقتل الزواري (49 عاما) الذي كان يعمل مديرا فنيا في مؤسسة هندسية خاصة وخبيرا للطيران في سيارته بعدة رصاصات أمام منزله في منطقة العين بالقرب من صفاقس.

ونقلت وكالة تونس الرسمية للأنباء عن سفيان السليطي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس قوله "أصدر قاضي التحقيق صباح اليوم الأربعاء بطاقات إيداع بالسجن ضد ثلاثة أشخاص من المشتبه بهم في قضية اغتيال المهندس محمد الزواري من بينهم المرأة".

وأضاف السليطي "أبقى قاضي التحقيق سبعة أشخاص آخرين من المشتبه بهم في نفس القضية في حالة سراح."

http://s3.reutersmedia.net/resources/r/?m=02&d=20161221&t=2&i=1166256451&w=450&fh=&fw=&ll=&pl=&sq=&r=LYNXMPECBK0KO
تونسيون يتجمعون احتجاجا على اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري - رويترز

وكانت وزارة الداخلية التونسية لمحت إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى إمكانية وقوف جهاز أجنبي وراء اغتيال الزواري الذي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أنه ينتمي إليها.

وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال عشرة أشخاص ضالعين في الاغتيال ومصادرة أربع سيارات ومسدسين وكاتمي صوت.

وذكر وزير الداخلية التونسية الهادي مجدوب أن التخطيط لاغتيال الزواري بدأ خارج تونس منذ فترة طويلة ومرتبط بتكوينه الأكاديمي وعلاقاته بتنظيمات إقليمية.