المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنوع التضاريسي في محمية الإمام عبد العزيز



سليمان الموسى
August 20th, 2024, 22:13
الرياض (واس) مناطق ذات ثروة طبيعية وخصائص حيوية وتنوّع تضاريس، اشتهرت محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة الرياض، باحتضان مجموعة واسعة من التشكيلات التضاريسية، وأنواع من النباتات والحيوانات البريّة المدرجة في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، تتم حمايتها وفق خطط حيوية تنفذها هيئة تطوير المحمية لتحقيق العديد من المستهدفات أهمّها مواجهة التحديات البيئية للمحافظة على النظام البيئي، والثروات البيئية، إضافةً إلى زيادة معدل نمو الغطاء النباتي دون الحاجة إلى التدخل البشري، مما يجعلها بيئة طبيعية مستدامة.

https://pbs.twimg.com/media/E8RXhlNWQAYS6Pb?format=jpg
16 صفر 1446هـ 20 أغسطس 2024م

تتمتع المحمية بتضاريس متنوعة ما بين الكثبان الرملية والسهول والرياض والفياض والأودية؛ إضافةً إلى عدد من الظواهر التضاريسية التي جذبت اهتمام المختصين، وتُعرف بتضاريسها الصحراوية وكثبانها الرملية حيث تمتد كثبان الدهناء باتجاه الجنوب الشرقي حتى الربع الخالي وتشكل حزامًا بعرض يتراوح من خمسين إلى سبعين كيلومترًا تقريبًا، وتربط الربع الخالي والنفود الكبير في الشمال الغربي، ويصل بعض الكثبان الرملية إلى ارتفاعات شاهقة تبلغ خمسين مترًا، وتظهر هذه الكثبان الرملية بلونٍ ساطعٍ في أحيان كثيرة، فينتج عن ذلك منظر طبيعي ساحر وآسر للبصر؛ ليجذب عشاق المغامرات الصحراوية والسياح المتشوقين لمشاهدة جمال الكثبان الرملية وتجربة أنشطة مختلفة على هذه الصحراء الرملية الشاسعة.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202408/pdr3q4GOuk11ldOyJM8euiR1tYONbpA6gNVRsUjN.jpg

وتوفّر الهيئة من خلال مشغلي أنشطة السياحة البيئية الجولات والرحلات المصحوبة بمرشدين سياحيين بيئيين؛ مما جعلها وجهة سياحية للمهتمين بالأنشطة البيئية، مثل المشي الخلوي وتسلُّق الجبال وأنشطة السياحة البيئية الأخرى, حيث تعد هذه التجارب فرصة لاستكشاف المناظر الطبيعية الساحرة للمنطقة وتراثها الثقافي.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202408/ZR8aENtlqr7PwgYAzLUAOWdjPAZRLmXev2SobCH5.jpg

وتتعدد أنواع الكثبان الرملية في المحمية مما يزيد روعة استكشافها، ليتسم كل منها بخصائص مميزة تتأثر بعوامل أنماط الرياح، ووفرة الرمال، والغطاء النباتي، والظروف التضاريسية، وعلى الرغم من صعوبة بيئتها إلاّ أن أنواعًا كثيرة من النباتات والحيوانات ازدهرت فيها وتأقلمت مع الظروف الصحراوية للأراضي الرطبة الواقعة بين الكثبان.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202408/bZhcGomCx1ECghaFlPxKXgDNfnhCMsLXHvHPnDv1.jpg

وتُعد المحمية ذات تنوع ثري بظواهرها التضاريسية الفريدة، ومن أهمها الدحول -جمع دحل- والأودية، ويُعرف الدحل بأنه تجويف يتعمق في باطن الأرض، له فوهة يختلف حجمها من ثقب صغير لا يتجاوز قطره بضعة سنتيمترات إلى فوهة واسعة يصل قطرها إلى عشرات الأمتار، حيث تتكون الدحول عندما تهطل الأمطار وتتجمع السيول مما يسبب تكون الحفر الوعائية في الأرض نتيجة ذوبان الصخور الجيرية، وبتكرار هذه العملية يتكون تجويف تندفع إليه السيول لتضيف مزيداً من العمق في كل مرة، وصنفت الدحول أنها من أهم المصادر الرئيسية لتغذية الخزانات الجوفية، حيث إنها تُحافظ على مياه الأمطار لفترات طويلة.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202408/o7IMZCFu0OaQz8yDrN4lTeFGStGDxy2qEwMHxO3F.jpg

وتشكل الدحول موئلاً طبيعياً لبعض الحيوانات البرية مثل: الخفاش والحمام الجبلي والثعابين وبعض القوارض والحشرات، حيث يمكنها الاستفادة من الشقوق والنتوءات الصخرية لتكون ملاذاً آمناً وبيئة طبيعية لها ولصغارها.

http://doraksa.com/mlffat/files/2031.jpg https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7b/Streptopelia_decaocto%2C_H%C4%83rman%2C_Rom%C3%A2nia_%2834881606270%29.jpg/280px-Streptopelia_decaocto%2C_H%C4%83rman%2C_Rom%C3%A2nia_%2834881606270%29.jpg
خفاش الدحول الشفاف + حمام يمام

وللوادي أهمية تتضح من خلال عملية جريان مياه الأمطار التي تكسب التربة خصائص ومعادن وعناصر غذائية عديدة، من خلال نقل الطمي والعوالق الترابية التي تسهم في نمو النباتات والأشجار الواقعة في الفياض والروضات وعلى جنبات الأودية.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202408/Y1D6HqESYtGaMdBcDe7crKFfRJejEhIp69fHQUms.jpg

كما تُعرف هذه المحمية الملكية بوجود عدد من الفياض والأودية، حيث تنحدر مياه الأمطار والسيول من سلسلة هضبة العرمة لتصب في أودية المحمية، مثل: وادي الثمامة ووادي غيلانة وصولاً إلى الفياض والروضات مثل: روضة خريم التي تعد من أكبر الروضات وأشهرها في المحمية الملكية، حيث تبلغ مساحتها نحو 52.3 كيلومتراً مربعاً، وتعرف بتنوع وكثافة غطائها النباتي الذي يصل إلى 77% من مساحتها، مما جعلها وجهةً سياحيةً بارزة خلال فصل الشتاء والربيع للمتنزهين من ‏داخل المملكة وخارجها؛ لتميزها بجمال طبيعتها وانبساط غطائها النباتي الأخضر ومناظرها الطبيعية البرية الخلابة ‏والجميلة التي تُشكلها أشجار: طلح، سلم، سدر، شبرم، وحرمل.



تم تصويب (13) خطأ، منها:
(جيولوجيا) و(عبدالعزيز) و(إستراتيجي) إلى
(تضاريس) و(عبد العزيز) و(حيوي)