الدربيل
April 25th, 2011, 20:48
عيون الجواء
عيون الجواء إحدى محافظات منطقة القصيم صنفتها الهيئة العامة للسياحة والآثار على أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة؛ لما تملكه من ثراء جغرافي وتراثي وتاريخي يعود إلى حقب طويلة من الزمان.
سُميت عيون الجواء (شمال غرب منطقة القصيم 40كم عن مدينة بريدة) بهذا الاسم نسبةً إلى عيونها المدرارة سابقاً ومائها الوفير في الجاهلية والإسلام؛ فكانت محطة عبور للحجاج، وطريقاً رياً للمسافرين على مر العصور، وزادت أهميتها لوقوعها على طريق حاج البصرة المشهور.
تضم المدينة العديد من المقومات السياحية الجاذبة؛ فهي تذخر بثروة معمارية لا تزال باقية إلى يومنا هذا؛ فالبلدة القديمة الواقعة في شمالي المحافظة لا تزال شامخة بمبانيها وأزقتها وأسواقها وأحيائها ومسجدها الجامع، وهي نموذج حي للبلدان النجدية القديمة ذات الطابع المميز.
تتربع عيون الجواء القديمة على مساحة تقدر بـ(6000م2) وتشتمل على مبانٍ وأزقة متعرجة ضيقة بعضها مسقوف. ومنازل البلدة القديمة بُنيت من الطين الذي يجلب من مكان يسمى (المطينة)، ويخلط بالتبن وينفذ على شكل لبن، ويضاف إلى أساسات المنزل الحجارة التي تجلب إليها من أماكن قريبة من البلدة لتكون قوية وتتحمل البناء. ويحرص البنَّاء (الاستاد) على إضفاء لمسات جمالية على بعض المنازل التي يقوم بتنفيذها فيقوم ببناء الشرف على سور المنزل ويزين واجهاتها بالزخارف الجبسية والأشكال الهندسية الجميلة. وأبواب المنازل ونوافذها مصنوعة من الخشب أو من جذوع النخل (السيقان) أو خشب الأثل أو هما معاً، وتزين غالباً برسوم وألوان مميزة.
تحتضن عيون الجواء آثاراً تعد الأقدم والأجمل بحسب المختصين؛ فالناظر إلى الجامع القديم يلحظ كبر مساحته وسقفه المرتفع وتزينه عقود وأعمدة وسوار بنيت بشكل هندسي جميل، وله سرحة بنيت على طرازه، وكانت تقف في أحد جوانبه منارة دائرية الشكل شامخة وجميلة. وتكمن أهمية الجامع في قدم بنائه، وكبار السن في المنطقة لا يذكرون تأريخاً محدداً لبنائه، ورُمِّم عام 1331هـ، وأعيد ترميمه عام 1371هـ. ويتميز مبنى الجامع بجودة العمارة وجمال التصميم الداخلي؛ إذ يتكون من عدد كبير من الأعمدة المربوطة بأقواس مجصصة ومزخرفة زادت من روعة وجمال المسجد.
مدرسة الكتاتيب
ملحق صغير بالجامع القديم كان صغار الطلاب يتلقون تعليمهم الأولي فيه مثل القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، ويقع ملاصقاً للجامع القديم من جهة القبلة، وقد قسم إلى قسمين: داخلي مسقوف وله مصاطب للجلوس (حبوس) وفناء صغير ملحق به وأحياناً يلحق به عريش من سعف النخيل عندما يزيد عدد الطلاب الدارسين فيه.
السوق القديم (المجلس)
سوق شعبي قديم يعد نموذجاً لأسواق القرى النجدية الكبيرة، ويقع قرب الجامع القديم، وقد نفذ على نمط الأسواق الإسلامية القديمة في متسع من الأرض وتحيط به الدكاكين من جميع جهاته وتنتهي إليه رؤوس الشوارع العامة في البلد وعلى أغلب محلاته مظلات (عريش) ويوجد فيه ما يزيد على (50) خمسين متجراً، ويسمى قديماً ب(المجلس)، وقد كان يعج بحركة تجارية كبيرة؛ كونه يخدم بلدان شمال غرب القصيم؛ فكان مقصداً للباعة لتصريف منتجاتهم في ذلك الزمن من الألبان والسمن والبقل والماشية، إضافة إلى وجود الحرفيين من نجارين وحدادين وخرازين وباعة أقمشة.
وتتكون غالب منازل البلدة القديمة من مجلس للضيوف يسمى (القهوة) وغرف للنوم وصالة تسمى (القبة) ومطبخ وغرفة لحفظ الأطعمة (صفة) وحوش صغير (الليوان). ويعتبر مجلس الضيوف (القهوة) أهم المكونات في المنزل؛ لذا يقوم صاحب المنزل بزيادة مساحته عن بقية الغرف ويضيف إليه احتياجاته من أوجار (مكان إيقاد النار) وكمار لوضع الأواني التي يحتاج إليها وفتحات للتهوية، ويزين المجلس بالزخارف الجبسية والهندسية المنفذه بدقة وعناية.
المرقب
هو برج قديم وأثري يقوم على أعلى أكمة في عيون الجواء من جهة الجنوب الشرقي، وكان بناؤه دائري الشكل ومن عدة أدوار وطبقات وقد تهدم منها الكثير وبقي من ارتفاعه نحو عشرة أمتار.وكان يستخدم في مراقبة المدينة ومحيطها، وجُدد بناؤه عدة مرات، منها عام 1100 أي قبل نحو 300 عام تقريباً، كما أعيد ترميمه مؤخراً؛ ليكون معلماً بارزاً من معالم عيون الجواء. ويمكن للزائر أن يشاهد من خلاله عيون الجواء من جميع أطرافها، إضافة إلى البلدان القريبة منها.
الآبار القديمة وقنوات المياه (المشاقيق)
في عيون الجواء عشرات الآبار العميقة المنقورة في الصخر وبعضها مطوي بالحجارة بشكل فني وجيد، وهي قديمة جداً، ولا يعرف لها مستنبط ويسميها الأهالي جاهلية إلا أن ملكيتها يتناقلها أصحاب المزارع ضمن مزارعهم، وكثيراً ما يعثر صاحب المزرعة على بئر مطمورة إما عمداً أو هجرت على مر السنين وطمرها سفي الرياح. وترتبط كل مجموعة من الآبار بقنوات تحتية تسمى (المشاقيق) وهي عبارة عن شق في الأرض يربط بين الآبار القديمة (القلبان) وذلك للاستفادة من زيادة المياه في بعضها ليدعم النقص في البعض الآخر، وتمر هذه القنوات في كثير من الأحيان من تحت البيوت، ويحدث أحياناً أن تنهار سقوف القنوات؛ فتظهر عميقة ممتدة كما حدث تحت الجامع الكبير عام 1388هـ وكثير من البيوت. ولا يزال بعض القنوات (المشاقيق) مكشوفاً يمكن تتبعه من الآبار نفسها أو من البيوت القريبة منها. واستخراج المياه من الآبار يتم بواسطة السواني وهي طريقة معروفة عند أهل القصيم عموماً.
العيون الجارية من أشهرها: (عين عبس) ومن نسبتها لعبس القبيلة التي استوطنت الجواء واستمرت به حتى قبيل الإسلام يستدل على أنها عمل قديم وقوي أيضاً؛ فهي تنبع من شمال عيون الجواء، وهي عين مطمورة بالرمال تمتد قنواتها المتعددة والطويلة لتروي مناطق واسعة للزراعة وللسقي، وينتهي بعضها إلى مزارع النخيل في عيون الجواء. وكانت هناك محاولات لإعادة حفر عين عبس وتتبع قنواتها إلا أن هذه المحاولات لم تستمر، وقد اُكتشفت بعض قنواتها المبنية من الحجر والمسقوفة بحجارة كبيرة ويقدر عرض بعض هذه القنوات بنحو مترين وارتفاع ثلاثة أمتار. ويقال إن عين عبس كانت مورداً للحجاج الذين يردونها في طريقهم إلى بيت الله الحرام مروراً بعيون الجواء. ومن العيون الجارية أيضاً عين اللبنية شمال البلدة القديمة، وعين القصباء، وعين الرفيعة والمالكة وسط البلدة القديمة، والمعلق جنوبي عيون الجواء، إلا أن جميع هذه العيون نضبت ولم يبق منها إلا بعض الآثار.
دعوة لهيئة السياحة والآثار
ولما تحمله البلدة القديمة في عيون الجواء من أهمية تاريخية فهي قديمة العمارة ولكونها كاملة المعالم والمباني فهذه دعوة لهيئة السياحة والآثار التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهو من يولي مثل هذه الآثار العناية والاهتمام، أن تقوم الهيئة بإعادة ترميمها وتهيئتها لتكون وجهة سياحية في المنطقة، ولتنضم أيضاً للمقومات السياحية الرائعة في المحافظة، والتي تعتبر وجهة هامة للعديد من أهالي منطقة القصيم وزوارها، نتمنى أن تكون الالتفاتة سريعة لتدارك ما يمكن تداركه من مبان قبل أن يلحقها الدمار الذي تسبب في انهيار أجزاء كبيرة منها.
عيون الجواء إحدى محافظات منطقة القصيم صنفتها الهيئة العامة للسياحة والآثار على أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة؛ لما تملكه من ثراء جغرافي وتراثي وتاريخي يعود إلى حقب طويلة من الزمان.
سُميت عيون الجواء (شمال غرب منطقة القصيم 40كم عن مدينة بريدة) بهذا الاسم نسبةً إلى عيونها المدرارة سابقاً ومائها الوفير في الجاهلية والإسلام؛ فكانت محطة عبور للحجاج، وطريقاً رياً للمسافرين على مر العصور، وزادت أهميتها لوقوعها على طريق حاج البصرة المشهور.
تضم المدينة العديد من المقومات السياحية الجاذبة؛ فهي تذخر بثروة معمارية لا تزال باقية إلى يومنا هذا؛ فالبلدة القديمة الواقعة في شمالي المحافظة لا تزال شامخة بمبانيها وأزقتها وأسواقها وأحيائها ومسجدها الجامع، وهي نموذج حي للبلدان النجدية القديمة ذات الطابع المميز.
تتربع عيون الجواء القديمة على مساحة تقدر بـ(6000م2) وتشتمل على مبانٍ وأزقة متعرجة ضيقة بعضها مسقوف. ومنازل البلدة القديمة بُنيت من الطين الذي يجلب من مكان يسمى (المطينة)، ويخلط بالتبن وينفذ على شكل لبن، ويضاف إلى أساسات المنزل الحجارة التي تجلب إليها من أماكن قريبة من البلدة لتكون قوية وتتحمل البناء. ويحرص البنَّاء (الاستاد) على إضفاء لمسات جمالية على بعض المنازل التي يقوم بتنفيذها فيقوم ببناء الشرف على سور المنزل ويزين واجهاتها بالزخارف الجبسية والأشكال الهندسية الجميلة. وأبواب المنازل ونوافذها مصنوعة من الخشب أو من جذوع النخل (السيقان) أو خشب الأثل أو هما معاً، وتزين غالباً برسوم وألوان مميزة.
تحتضن عيون الجواء آثاراً تعد الأقدم والأجمل بحسب المختصين؛ فالناظر إلى الجامع القديم يلحظ كبر مساحته وسقفه المرتفع وتزينه عقود وأعمدة وسوار بنيت بشكل هندسي جميل، وله سرحة بنيت على طرازه، وكانت تقف في أحد جوانبه منارة دائرية الشكل شامخة وجميلة. وتكمن أهمية الجامع في قدم بنائه، وكبار السن في المنطقة لا يذكرون تأريخاً محدداً لبنائه، ورُمِّم عام 1331هـ، وأعيد ترميمه عام 1371هـ. ويتميز مبنى الجامع بجودة العمارة وجمال التصميم الداخلي؛ إذ يتكون من عدد كبير من الأعمدة المربوطة بأقواس مجصصة ومزخرفة زادت من روعة وجمال المسجد.
مدرسة الكتاتيب
ملحق صغير بالجامع القديم كان صغار الطلاب يتلقون تعليمهم الأولي فيه مثل القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، ويقع ملاصقاً للجامع القديم من جهة القبلة، وقد قسم إلى قسمين: داخلي مسقوف وله مصاطب للجلوس (حبوس) وفناء صغير ملحق به وأحياناً يلحق به عريش من سعف النخيل عندما يزيد عدد الطلاب الدارسين فيه.
السوق القديم (المجلس)
سوق شعبي قديم يعد نموذجاً لأسواق القرى النجدية الكبيرة، ويقع قرب الجامع القديم، وقد نفذ على نمط الأسواق الإسلامية القديمة في متسع من الأرض وتحيط به الدكاكين من جميع جهاته وتنتهي إليه رؤوس الشوارع العامة في البلد وعلى أغلب محلاته مظلات (عريش) ويوجد فيه ما يزيد على (50) خمسين متجراً، ويسمى قديماً ب(المجلس)، وقد كان يعج بحركة تجارية كبيرة؛ كونه يخدم بلدان شمال غرب القصيم؛ فكان مقصداً للباعة لتصريف منتجاتهم في ذلك الزمن من الألبان والسمن والبقل والماشية، إضافة إلى وجود الحرفيين من نجارين وحدادين وخرازين وباعة أقمشة.
وتتكون غالب منازل البلدة القديمة من مجلس للضيوف يسمى (القهوة) وغرف للنوم وصالة تسمى (القبة) ومطبخ وغرفة لحفظ الأطعمة (صفة) وحوش صغير (الليوان). ويعتبر مجلس الضيوف (القهوة) أهم المكونات في المنزل؛ لذا يقوم صاحب المنزل بزيادة مساحته عن بقية الغرف ويضيف إليه احتياجاته من أوجار (مكان إيقاد النار) وكمار لوضع الأواني التي يحتاج إليها وفتحات للتهوية، ويزين المجلس بالزخارف الجبسية والهندسية المنفذه بدقة وعناية.
المرقب
هو برج قديم وأثري يقوم على أعلى أكمة في عيون الجواء من جهة الجنوب الشرقي، وكان بناؤه دائري الشكل ومن عدة أدوار وطبقات وقد تهدم منها الكثير وبقي من ارتفاعه نحو عشرة أمتار.وكان يستخدم في مراقبة المدينة ومحيطها، وجُدد بناؤه عدة مرات، منها عام 1100 أي قبل نحو 300 عام تقريباً، كما أعيد ترميمه مؤخراً؛ ليكون معلماً بارزاً من معالم عيون الجواء. ويمكن للزائر أن يشاهد من خلاله عيون الجواء من جميع أطرافها، إضافة إلى البلدان القريبة منها.
الآبار القديمة وقنوات المياه (المشاقيق)
في عيون الجواء عشرات الآبار العميقة المنقورة في الصخر وبعضها مطوي بالحجارة بشكل فني وجيد، وهي قديمة جداً، ولا يعرف لها مستنبط ويسميها الأهالي جاهلية إلا أن ملكيتها يتناقلها أصحاب المزارع ضمن مزارعهم، وكثيراً ما يعثر صاحب المزرعة على بئر مطمورة إما عمداً أو هجرت على مر السنين وطمرها سفي الرياح. وترتبط كل مجموعة من الآبار بقنوات تحتية تسمى (المشاقيق) وهي عبارة عن شق في الأرض يربط بين الآبار القديمة (القلبان) وذلك للاستفادة من زيادة المياه في بعضها ليدعم النقص في البعض الآخر، وتمر هذه القنوات في كثير من الأحيان من تحت البيوت، ويحدث أحياناً أن تنهار سقوف القنوات؛ فتظهر عميقة ممتدة كما حدث تحت الجامع الكبير عام 1388هـ وكثير من البيوت. ولا يزال بعض القنوات (المشاقيق) مكشوفاً يمكن تتبعه من الآبار نفسها أو من البيوت القريبة منها. واستخراج المياه من الآبار يتم بواسطة السواني وهي طريقة معروفة عند أهل القصيم عموماً.
العيون الجارية من أشهرها: (عين عبس) ومن نسبتها لعبس القبيلة التي استوطنت الجواء واستمرت به حتى قبيل الإسلام يستدل على أنها عمل قديم وقوي أيضاً؛ فهي تنبع من شمال عيون الجواء، وهي عين مطمورة بالرمال تمتد قنواتها المتعددة والطويلة لتروي مناطق واسعة للزراعة وللسقي، وينتهي بعضها إلى مزارع النخيل في عيون الجواء. وكانت هناك محاولات لإعادة حفر عين عبس وتتبع قنواتها إلا أن هذه المحاولات لم تستمر، وقد اُكتشفت بعض قنواتها المبنية من الحجر والمسقوفة بحجارة كبيرة ويقدر عرض بعض هذه القنوات بنحو مترين وارتفاع ثلاثة أمتار. ويقال إن عين عبس كانت مورداً للحجاج الذين يردونها في طريقهم إلى بيت الله الحرام مروراً بعيون الجواء. ومن العيون الجارية أيضاً عين اللبنية شمال البلدة القديمة، وعين القصباء، وعين الرفيعة والمالكة وسط البلدة القديمة، والمعلق جنوبي عيون الجواء، إلا أن جميع هذه العيون نضبت ولم يبق منها إلا بعض الآثار.
دعوة لهيئة السياحة والآثار
ولما تحمله البلدة القديمة في عيون الجواء من أهمية تاريخية فهي قديمة العمارة ولكونها كاملة المعالم والمباني فهذه دعوة لهيئة السياحة والآثار التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهو من يولي مثل هذه الآثار العناية والاهتمام، أن تقوم الهيئة بإعادة ترميمها وتهيئتها لتكون وجهة سياحية في المنطقة، ولتنضم أيضاً للمقومات السياحية الرائعة في المحافظة، والتي تعتبر وجهة هامة للعديد من أهالي منطقة القصيم وزوارها، نتمنى أن تكون الالتفاتة سريعة لتدارك ما يمكن تداركه من مبان قبل أن يلحقها الدمار الذي تسبب في انهيار أجزاء كبيرة منها.