سويد أسمر
March 3rd, 2009, 16:05
إن من فوائد القصص القرآني أخذ العبرة والاستفادة من تجارب الأمم السابقة في عدم وقوع الأمة المحمدية فيما وقعوا فيه من الانحرافات بجميع أنواعها وصورها، وعلى رأسها الشرك بالله، قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى" [يوسف 111].
http://doraksa.com/mlffat/files/2699.jpg
- السعودية في فكر أديب خبير في 2008 مثل هذا اليوم
فانطلاقا من هذه الآية للاستفادة من تجارب الأمم السابقة في التحذير من تغريب المرأة رأيت لزاما الكتابة في هذا الموضوع لخطورته، وفي الوقت نفسه نقل تجارب من عاصر ورأى بأمّ عينه حال المرأة المسلمة في بلده.
كما هو أن الأمة المسلمة لها تاريخ طويل لا يستهان به، فحكمت وسادت ونشرت العدل في القرون المفضلة وما بعدها، وكان حكمها بين قوة وضعف، وارتفاع وانخفاض، وعز وذل، وفي القرون المتأخرة سيطر الاستعمار على غالب بلادها، وحاول بكل ما أوتي من قوة سلخ الأمة عن دينها وثوابتها ولكنه لم يستطع وفشل فعمد إلى بعض أبناء جلدتنا ممن تربوا تحت أعينهم مِن المنبهرين بثقافة الغرب فأوصلوهم إلى سدة الحكم بعد رحيل الاستعمار ليقوموا بالدور، ففرضوا على شعوبهم الأجندة الغربية إما بالحديد والنار، أو بخطوات الشيطان، وكان من الأوليات التركيز على المرأة المسلمة لجعلها أنموذجا مماثلا للمرأة الغربية.
فهذا شكيب أرسلان ينقل مشهدا عاصره في زمن الدولة العثمانية عن مراحل تغريب المرأة في تركيا قائلا: "عند إعلان الدستور العثماني سنة 1908 قال أحمد رضا بك (من زعماء أحرار الترك): ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة التركية على جسر غلطه وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستورًا ولا حرية (فكانت هذه المرحلة الأولى)، وفي هذه الأيام بلغني أن أحد مبعوثي مجلس أنقرة الكاتب فالح رفقي بك الذي كان كاتبًا عند جمال باشا في سورية كتب: أنه ما دامت الفتاة التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت أيان شاءت ولو كان من غير المسلمين، بل ما دامت لا تقدر أن تعقد مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد -مسلماً أو غير مسلم- فإنه لا يعد تركيا قد بلغت رقياه (فهذه هي المرحلة الثانية).
فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في السفور ولا هي بمجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجيء كيفما تشاء، بل هناك سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض، لا بد من أن ينظر الإنسان إليها كلها من أولها إلى آخره ا هـ.
وبلادنا -نسألُ الله أن يحفظها من كيد التغريب- مستهدفة لأنها آخر المعاقل، فالناس فيها لايزالون يحافظون على المرأة، ومع ذلك فالمنافقون يعملون ليلا ونهارا، سرا وجهارا لجرها إلى مستنقع التغريب، ولذلك جاءت النصائح الذهبية -هكذا أسميها- من الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- لبلاد الحرمين من خطر تغريب المرأة، عندما تأتي النصيحةُ من شخصٍ شاب رأسه في الحياة، وتنقل في البلدان، وعاين التغيرات التي حلت بالمرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين، وكتب عنها بقلمه، وحاربها بلسانه، وخشي على بلادنا من الوقوع فيها فإنها -ولا شك ولا ريب- تكون موعظة بليغة، ووصية غالية، وليس لي إلا النقل الذي يغني عن التعليق، وأكتفي بنصيحتين للفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي -رحمه الله رحمة واسعة-.
قال الشيخ علي الطنطاوي في "فصول إسلامية" (ص 96) في نصيحته الذهبية الأولى: يا سادة إن السيل إذا انطلق دمر البلاد، وأهلك العباد، ولكن إن أقمنا في وجهه سداً، وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد.
وسيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن [يعني: المملكة]، فلا تقولوا: نحن في منجاة منه، ولا تقولوا: نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم -إي والله- وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشتسافرة -إي والله- فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام!!
دعوني أقل لكم كلمة الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب تحرير المرأة فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد... لقد نالوا منا جميعاً، لم ينج منهم تماماً قطر من أقطار المسلمين.
إنه لا يستطيع أحد منا أن يقول إن حال نسائه اليوم، كما كانت حالهن قبل أربعينأو ثلاثين سنة.
ولكن الإصابات كما يقال، ليست على درجة واحدة، فمن هذه الأقطار ما شمل السفور والحسور نساءه جميعاً، أو الكثرة الكاثرة منهن، ومنها ما ظهر فيه واستعلن وإن لم يعمّ ولم يشمل، ومنها ما بدأ يقرع بابه، ويهم بالدخول، أو قد وضع رجله في دهليز الدار كهذه المملكة، ولا سيما جهات نجد وأعالي الحجاز.
فإذا كان علينا مقاومة المرض الذي استشرى، فإن عملكم أسهل وهو التوقي وأخذ (اللقاح) الذي يمنع العدوى ا هـ.
أما نصيحته الذهبية الثانية فقد حذر الشيخُ علي الطنطاوي في "ذكرياته" (8/279) من خطر الاختلاط الذي عايشه وعاينه بنفسه، وفضح دعاته وأساليبهم المكذوبة، وخص أهل بلاد الحرمين بوصية عظيمة لا ينبغي أن تغيب عنا قائلا: "إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه، في المدرسة، وفي الملعب، وفي الرحلات، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات، والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات، وما أدري وليتني كنتُ أدري: لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا؟
إن كان كل ما يهمكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة؟
خبروني بعقل يا أيها العقلاء؟
لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي، وتسوروا الجدران، وصعدوا على فروع الأشجار، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه، فأنكرنا هذا المنكر، وبعثنا وفدًا منا، فلقي الشيشكلي، فأمر غفر الله له بمنعه، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة، وأننا رجعيون، وأننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم، أقول لهم: هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة؟ قالوا نعم. قلتُ: لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة، واعترفوا بأنكم ما جئتمإلا لرؤية أفخاذ البنات...
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة، ولا تزال على الطريق السوي، ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله وأسأله معكم العون.
إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط، قاصرة على المدرسات والطالبات..." ا هـ.
رحم الله الفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي، ونصيحته للمملكة لا بد أن تكون في اعتبار الجميع.
عبد الله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com
http://doraksa.com/mlffat/files/2699.jpg
- السعودية في فكر أديب خبير في 2008 مثل هذا اليوم
فانطلاقا من هذه الآية للاستفادة من تجارب الأمم السابقة في التحذير من تغريب المرأة رأيت لزاما الكتابة في هذا الموضوع لخطورته، وفي الوقت نفسه نقل تجارب من عاصر ورأى بأمّ عينه حال المرأة المسلمة في بلده.
كما هو أن الأمة المسلمة لها تاريخ طويل لا يستهان به، فحكمت وسادت ونشرت العدل في القرون المفضلة وما بعدها، وكان حكمها بين قوة وضعف، وارتفاع وانخفاض، وعز وذل، وفي القرون المتأخرة سيطر الاستعمار على غالب بلادها، وحاول بكل ما أوتي من قوة سلخ الأمة عن دينها وثوابتها ولكنه لم يستطع وفشل فعمد إلى بعض أبناء جلدتنا ممن تربوا تحت أعينهم مِن المنبهرين بثقافة الغرب فأوصلوهم إلى سدة الحكم بعد رحيل الاستعمار ليقوموا بالدور، ففرضوا على شعوبهم الأجندة الغربية إما بالحديد والنار، أو بخطوات الشيطان، وكان من الأوليات التركيز على المرأة المسلمة لجعلها أنموذجا مماثلا للمرأة الغربية.
فهذا شكيب أرسلان ينقل مشهدا عاصره في زمن الدولة العثمانية عن مراحل تغريب المرأة في تركيا قائلا: "عند إعلان الدستور العثماني سنة 1908 قال أحمد رضا بك (من زعماء أحرار الترك): ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة التركية على جسر غلطه وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستورًا ولا حرية (فكانت هذه المرحلة الأولى)، وفي هذه الأيام بلغني أن أحد مبعوثي مجلس أنقرة الكاتب فالح رفقي بك الذي كان كاتبًا عند جمال باشا في سورية كتب: أنه ما دامت الفتاة التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت أيان شاءت ولو كان من غير المسلمين، بل ما دامت لا تقدر أن تعقد مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد -مسلماً أو غير مسلم- فإنه لا يعد تركيا قد بلغت رقياه (فهذه هي المرحلة الثانية).
فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في السفور ولا هي بمجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجيء كيفما تشاء، بل هناك سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض، لا بد من أن ينظر الإنسان إليها كلها من أولها إلى آخره ا هـ.
وبلادنا -نسألُ الله أن يحفظها من كيد التغريب- مستهدفة لأنها آخر المعاقل، فالناس فيها لايزالون يحافظون على المرأة، ومع ذلك فالمنافقون يعملون ليلا ونهارا، سرا وجهارا لجرها إلى مستنقع التغريب، ولذلك جاءت النصائح الذهبية -هكذا أسميها- من الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- لبلاد الحرمين من خطر تغريب المرأة، عندما تأتي النصيحةُ من شخصٍ شاب رأسه في الحياة، وتنقل في البلدان، وعاين التغيرات التي حلت بالمرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين، وكتب عنها بقلمه، وحاربها بلسانه، وخشي على بلادنا من الوقوع فيها فإنها -ولا شك ولا ريب- تكون موعظة بليغة، ووصية غالية، وليس لي إلا النقل الذي يغني عن التعليق، وأكتفي بنصيحتين للفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي -رحمه الله رحمة واسعة-.
قال الشيخ علي الطنطاوي في "فصول إسلامية" (ص 96) في نصيحته الذهبية الأولى: يا سادة إن السيل إذا انطلق دمر البلاد، وأهلك العباد، ولكن إن أقمنا في وجهه سداً، وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد.
وسيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن [يعني: المملكة]، فلا تقولوا: نحن في منجاة منه، ولا تقولوا: نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم -إي والله- وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشتسافرة -إي والله- فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام!!
دعوني أقل لكم كلمة الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب تحرير المرأة فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد... لقد نالوا منا جميعاً، لم ينج منهم تماماً قطر من أقطار المسلمين.
إنه لا يستطيع أحد منا أن يقول إن حال نسائه اليوم، كما كانت حالهن قبل أربعينأو ثلاثين سنة.
ولكن الإصابات كما يقال، ليست على درجة واحدة، فمن هذه الأقطار ما شمل السفور والحسور نساءه جميعاً، أو الكثرة الكاثرة منهن، ومنها ما ظهر فيه واستعلن وإن لم يعمّ ولم يشمل، ومنها ما بدأ يقرع بابه، ويهم بالدخول، أو قد وضع رجله في دهليز الدار كهذه المملكة، ولا سيما جهات نجد وأعالي الحجاز.
فإذا كان علينا مقاومة المرض الذي استشرى، فإن عملكم أسهل وهو التوقي وأخذ (اللقاح) الذي يمنع العدوى ا هـ.
أما نصيحته الذهبية الثانية فقد حذر الشيخُ علي الطنطاوي في "ذكرياته" (8/279) من خطر الاختلاط الذي عايشه وعاينه بنفسه، وفضح دعاته وأساليبهم المكذوبة، وخص أهل بلاد الحرمين بوصية عظيمة لا ينبغي أن تغيب عنا قائلا: "إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه، في المدرسة، وفي الملعب، وفي الرحلات، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات، والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات، وما أدري وليتني كنتُ أدري: لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا؟
إن كان كل ما يهمكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة؟
خبروني بعقل يا أيها العقلاء؟
لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي، وتسوروا الجدران، وصعدوا على فروع الأشجار، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه، فأنكرنا هذا المنكر، وبعثنا وفدًا منا، فلقي الشيشكلي، فأمر غفر الله له بمنعه، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة، وأننا رجعيون، وأننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم، أقول لهم: هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة؟ قالوا نعم. قلتُ: لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة، واعترفوا بأنكم ما جئتمإلا لرؤية أفخاذ البنات...
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة، ولا تزال على الطريق السوي، ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله وأسأله معكم العون.
إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط، قاصرة على المدرسات والطالبات..." ا هـ.
رحم الله الفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي، ونصيحته للمملكة لا بد أن تكون في اعتبار الجميع.
عبد الله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com