مشاهدة النسخة كاملة : إصلاح أضرار حرب الخليج وتنظيف الشواطئ وإزالة آثار التلوث
محمد بن سعد
January 14th, 2012, 22:40
واس : الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية، بمناسبة انعقاد المنتدى الدولي للبنية التحتية وآثارها على البيئة بمدينة جدة غداً، أعلن أن مشروع إصلاح أضرار حرب الخليج دخل الآن مرحلته الثانية وتم تنظيف معظم شواطئ المنطقة الشرقية وإزالة آثار التلوث كاملة عنها وهناك مشروع آخر بصدد طرحه لإصلاح الشواطئ.
2657
وكشف سموه في تصريح صحفي اليوم عقب توقيع مذكرة التفاهم بين جمعية البيئة السعودية ووزارة المياه والكهرباء عن مشروع معالجة التصحر الذي تعاني منه بعض المناطق السعودية أنه تم البدء بعشرة مشاريع كاملة للإصلاح والزراعة لمدة 3 سنوات لعدد من المناطق المختارة في المنطقة الشمالية من المملكة وذلك لجعل الحياة تعود لها مرة وقطع دابر التصحر الموجود هناك.
وقال سموه تم ولله الحمد البدء بالمشروع ورصد له خمسة مليارات ريال وتم صرف حوالي مليار من أصل أربعة مليارات، لذلك العمل جاد جداً, وتم أثناء التنفيذ تخفيض تكاليف المشروع, والآن ثلث المبالغ تم استغلالها لتنظيف الشواطئ مؤكداً سموه أن هناك مشاريع كثيرة مطروحة لتحسين أوضاع البادية في المنطقة الشمالية والشرقية من المملكة.
ونفي سموه أن تكون الرئاسة قد سجلت أي أمراض جديدة على مدى العشرين العام الأخيرة دخلت إلى المملكة من آثار حرب الخليج قائلاً : قد عملنا بالتعاون مع وزارة الصحة دراسات ولم يثبت وجود أي ضرر من الحرب على سكان المملكة العربية السعودية.
2656
من جهته عبر معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن الحصين في تصريحات مماثلة عن شكره لمبادرة الأمير تركي في إشراك وزارة المياه والكهرباء مع جمعية البيئة السعودية للمحافظة على البيئة واستدامتها مفيدا أن الوزارة عملت على معالجة الكثير من المشاكل البيئية حيث تبنت الوزارة حملات النظافة في 3 مواقع من أجمل المواقع في المملكة وتحملت نفقتها جمعيا وهي وادي لجب في جازان حيث تبنت الوزارة حملة تنظيف كاملة في الوادي وتمت هذه الحملة بنجاح من خلال العمل التطوعي وبمشاركة طلاب المدارس.
ولفت معاليه إلى أن الوزارة تحملت أيضا نفقة تنظيف منتزه في حائل وكان يعاني من مشاكل بيئية وكذلك روضة الخشم ومشروع المحافظة على الشعب المرجانية وكانت للوزارة مشاركة في تحمل نفقات إيجاد الكرات العائمة التي تربط بها القوارب بدلا من ربطها في الشعب وتدميرها، مشددا ًمعاليه على أن الوزارة مستعدة بالمشاركة بالجهد والنفقات المالية في زيادة هذه المشاركة من أجل البيئة معرباً عن أمله في أن تحقق المذكرة وجود نشاطات كثيرة سواء في الوزارة أو الجهات الحكومية مثل التربية والتعليم.
2655
وعن ميزانية الصرف الصحي في جدة قال معاليه : مشروعات الصرف الصحي قائمة في جدة من سنوات واعتمد لها أكثر من 7 بلايين ريال، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة دشن قبل شهرين بداية الربط من المشروع الجديد وسيغطي المنطقة الوسطى والشمالية من جدة والمنطقة الوسطى الجنوبية, وهذه مشروعات هائلة طولاً وعرضاً وسعة, ومن المحطات محطة المطار في شمال جدة بسعة 250 ألف متر مكعب ومحطة الخمرة أيضا بسعة 250 ألف متر مكعب وكلها معالجة ذاتية ونأمل ان تحسن الوضع قريبا.
وأعلن معاليه أنه سيتم قريبا في جدة طرح إنشاء أكبر محطة معالجة في المملكة العربية السعودية في جدة بطاقة 500 ألف متر مكعب ,وستضمن معالجة ما يرد من صرف صحي في المستقبل البعيد لمدينة جدة, مؤكدا أن مشروعات الصرف الصحي في جدة بصدد شبكها بالمنازل تباعاً.
وعن محطات التحلية قال معالي وزير المياه والكهرباء : هناك محطتين من المحطات الحرارية محطة جدة المرحلة الثالثة ومحطة جدة المرحلة الرابعة والمرحلتين المذكورة ستتوقف في مدى سنتين تنتهي وسيأتي لها بديل محطة التناضح العكسي وليس فيها أبخرة وتعمل على الكهرباء, والعام القادم بحول الله سوف يدشن مشروع محطات التناضح العكسي بطاقة 220 ألف متر مكعب من المياه, ويبقى مشروع جدة أربعة التي سيظل على الأقل عشر سنوات قادمة.
2658
وواصل معاليه حديثه قائلاً : أصبحت جدة الآن خالية من الكبريت الذي كان يسبب المطر الحامضي الذي ينزل على الأسطح والبيوت ويسبب اضراراً عليها وكذلك على السيارات، وتبقى الآن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وهذه في طبقات مرتفعة ولم يعد بشهادة ومواصفات رئاسة الأرصاد يشكل أي ضرر ، أما السدود فالوزارة تستغلها استغلالا كبيرا في التحكم في الفيضانات ومصدراً لمياه الشرب والزراعة مثل وادي بيش في جازن الذي يخزن الآن قرابة 100 مليون متر مكعب وهو ما يعادل انتاج محطة الشقيق لمدة خمس سنوات وسيكون مغذي رئيسي للمياه في منطقة جازان, وأصبح هناك استغلال لمياه السدود كمياه سطحية, وهناك لا يقل عن عشرة سدود أخرى في الكثير من المدن والمناطق السعودية وهي سدود ضخمة ومكتملة ولله الحمد وستكون مصادر وعضيد لمياه التحلية.
:p3:
أشجار النيم
علاج سريع لمكافحة التصحر (http://www.doraksa.com/vb/showthread.php?t=40626&highlight=%C7%E1%CA%D5%CD%D1)
بروق الليالي
July 12th, 2012, 16:01
مجلة العلوم : هل ستُمكِّن رؤى الاستصلاح وتقاناته أقطار شمال أفريقيا المهدَّدة بالتصحر من حماية تربتها وتنمية زراعتها؟ هل هذه الرؤى قابلة للتطبيق؟ وإذا كانت كذلك فهل ستطبَّق؟ رونيون - 1996 / المجلد 12
http://1.bp.blogspot.com/_V0dMNM28tT4/SP340wvGmVI/AAAAAAAAAD8/2sSBTEVt9s4/s400/desertification_2_03.jpg
من المتوقع أن يقضي التصحر على ثلثي الأراضي الزراعية في المناطق الجافة، ويهدد حياة 900 مليون نسمة بسبب تردي التربة. وأيا كانت المبالغة في هذه الأرقام، فالجميع متفقون على ضرورة حماية البيئة الطبيعية كلما توجهت التنمية الاقتصادية نحو المناطق الجافة أو القاحلة.
تقضي سلامة منطق التنمية المستدامة بعدم تجاوز الاستثمار عتبة تجدد التربة والماء. وعلى الرغم من هذه البديهية فإن مناطق قليلة تلتزم بهذه القاعدة لا سيما المناطق القاحلة وشبه القاحلة حيث التقلب الإيكولوجي (البيئي) في أقصى حدوده، من اختلاف في كمية الأمطار، إلى أخطاء في طرائق الاستصلاح، إلى زيادة سكانية (ديموغرافية) لم يُحسب لها حساب. وهكذا وعلى مقربة منا تُهدَّد أقطار الشمال الأفريقي من موريتانيا حتى مصر بالتصحر.
ماذا أعدت هذه الأقطار لمجابهة هذه المشكلة؟ وما التقانات الحديثة للتصدي لهذه الكارثة؟ تقضي ديمومة تنمية الموارد الترابية والمائية باتخاذ ثلاثة أنماط من الإجراءات: أولا منع انجراف التربة أو منع إرمالها لهدف الاحتفاظ بالكمون الزراعي، ثانيا: ترميم التربة التي أجدبت نتيجة الاستثمار الجائر وتكدُّس الأملاح المعدنية التي استخدمت لرفع الكمون الزراعي، ثالثا وأخيرا: التوسع في إنشاء مواقع زراعية حديثة مقامة في حقول مفتوحة في دفيئات مغلقة مع تأمين الموارد المائية بالطرائق الحديثة تلبية لزيادة الطلب على المواد الغذائية.
يؤدي شح المياه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة إلى بطء العمليات البيدولوجية الخاصة بتكوين التربة وتجددها بتفكك النبات: فالترَب المتكونة في مناخ وصلت إليه المياه حديثا ترب هشة معرضة للانجراف بالرياح والمياه. وإذا لم تتهيأ لهذه الترب حماية بكساء نباتي فإن سرعة انجرافها تكون مرتبطة بحالة سطوحها. وهكذا فإن نشر تقانات مكننة زراعية مطبقة في أوساط معتدلة أو رطبة، ودونما دراسة مسبقة، يزيد من أخطار التردي.
أخطاء تقنية
تسهل التقنيات المختلفة للحراثة أو الفلاحة تسرب المياه داخل التربة. إن إحلال محاريث الأقراص أو السكك محل المحاريث التقليدية عرَّض التربة للانجراف: وقد دلَّت التجارب المقارنة الحديثة لمختلف الآليات المستعملة في الفلاحة، بمعهد المناطق القاحلة في تونس، على أن محراث الشحب هو الأكثر ضررا في انجراف التربة. وهو محراث مؤلف من عدة صفوف من أقراص مائلة تُقلِّب كمية كبيرة من التربة وتسهِّل سرعة انجراف الطبقات السطحية بالرياح والأمطار.
كما أن الإسراف في ممارسة الزراعة الجافة التي روَّجتها الولايات المتحدة الأمريكية لزراعة الحبوب قد ذرَّ الطبقة السطحية للتربة وهدم البؤر التي يصعد بوساطتها ماء الشعرية وتَرَك التربة عارية فترة طويلة لا تمارس فيها الزراعة بهدف الحفاظ على مخزون التربة من الماء ومنع استخدامها لغير النافع من النباتات، ولكنه أثار ضياع كميات كبيرة من التربة التي جرفتها الرياح في السنوات العجاف: إن التجربة المأساوية لقصعة الغبار(1) dust bowl في عام 1930 في سهول أوكلاهوما شاهدة على قصور تلك التقنيات.
وفي تونس، سمحت الزراعة الجافة بالتوسع في زراعة الزيتون بالسهوب: فزراعة السهوب بالأشجار تحمي التربة من الانجراف أكثر من زراعتها بالحبوب، وانجراف التربة يبدو مقبولا في الأراضي المروية حتى خط عرض صفاقس ـ سوسة. أما في الجنوب، حيث تهبط كمية الأمطار السنوية إلى ما دون 150 مليمتر، فقد وُسِّعت المسافة بين أنساق الأشجار إلى ما بين 15 و 20 مترا لتحقيق الكفاية المائية. وبعد بضع سنوات من بدء الزراعة اجتيحت كروم الزيتون بكثبان رملية صغيرة. وأمام مشهد هذا الانجراف أُقيمت تجارب حديثة تدعم سطح التربة بالبقايا النباتية [انظر الشكل 1].
ومن مساوئ المكننة التنقية التدريجية للحقول من الأحجار السطحية التي لها دور إيجابي في الحفاظ على تربة المناطق الجافة: فهي تسهل تسرب المياه في التربة، كما تحميها من الانجراف بالرياح ومن صدمات قطرات المطر. كما تخفف الأحجار من تراص أجزاء التربة وتسهل نفاذ الجذور إلى الأعماق وتحقق توزعها المنتظم. فالأراضي المحجرة تلائم زراعة الأشجار أكثر من زراعة النباتات الحولية، لأن الأحجار تعرقل خروج النبات من التراب بعد الإنتاش (الإنبات).
إيقاف زحف الرمال
يهدد الإرمالُ الأراضي الزراعية، ويتمثل بتزايد كميات التربة المنقولة بالرياح، وما توضُّع الرمل سوى صورة مرئية لنقلٍ له أثر ميكانيكي ضار بالأجزاء النباتية الغضة. ويكافَحُ إرمال أيكات النخيل في الصحراء، حيث هجرة الرمال من الأمور الطبيعية، بالطرائق التقليدية، وذلك بإقامة حبكة أشجار نخيل في قمة كثيب آخذ بالتشكل على حدود الواحة. تُوقِف هذه الحبكة الرمال وتسمح بنفاذ الهواء، وإذا ما غمرت بالرمل أقيمت حبكة أخرى: يرتفع الكثيب حتى يتوازن عند ارتفاع ما بين 10 و 15 مترا. وتعتبر هذه الطريقة ناجعة في حالات اعتدال زحف الرمال.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_005998.jpg
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_005999.jpg
1.أدى الإسراف في استعمال تقنية الزراعة الجافة إلى إرمال كروم الزيتون في الجنوب التونسي. فقد تحولت التربة السطحية إلى ذرور، وقُضي على البؤر (الثقوب) الرافعة لماء الشعرية، وعرِّيت الأرض لمنع وجود النباتات غير النافعة، وزادت المدخرات المائية للتربة. ويختبر حاليا موضوع الحد من انجراف التربة بنشر بقايا نباتية (في الأسفل).
تستعمل بعض الأقطار، لمنع الإرمال، ألواحا مثقبة من أسمنت ليفي تغرس عموديا: فهي إضافة إلى كونها سهلة الإقامة وقابلة لإعادة الاستعمال، تسهِّل مرور الهواء وتقاوم الرياح بطريقة جيدة. غير أنها أكثر كلفة من حبكات النخيل، كما تقذف جزءا من الرمل فوق الحاجز بسبب دوامات الهواء التي تسببها صلابة الألواح، وقد استُخْدمت لتجاوز هذا العيب أقمشة من نايلون مثقب أيضا بثقوب (تحقق نسبة 50 في المئة نفوذية أفضل) تشد إلى الأرض بوساطة أوتاد.
وإذا ازدادت كتلة الرمال المتحركة، يُحاط الكثيب من أركانه الأربعة بسياج أغصان أو نخيل أو ألواح أسمنتية ليفية أو قماش من النايلون على شكل أشرطة متوازية أو مربعات تُغرس فيها جوانب تحقق الارتفاع الآلي الصرف. إن شدة تعرق هذه الجوانب، وارتطامها بالرمال وتعرضها غالبا للرعي تجعلها بطيئة النمو ولا تلبي الحاجة الملحة إلى تثبيت الكثبان بسرعة.
وتثبَّت الطبقات السطحية للكثبان الرملية عن طريق رشها بمنتجات نفطية أو بمستحلبات مواد بلاستيكية، ولكن سرعان ما تنتشر الرمال فوق هذه الكثبان إذا لم تتم السيطرة على مصادرها. والوسيلة الناجعة لتثبيت الكثبان هي رصفها بالحجارة أو بقوالب أسمنتية: إذا ما تسربت الرياح بين هذه الأحجار حُملت الرمال الخفيفة وضمر الكثيب الذي يثبَّت على المدى الطويل بكساء نباتي [انظر الشكل 2]. وقد استعملت هذه الطريقة بنجاح في منطقة العيون بالمغرب بيد أنها مرتفعة الكلفة لا سيما في المناطق التي لا تتوافر فيها الحجارة.
وفي شروط من قُحولة مجحفة وتسارع في انتقال الكثبان استُهلكت أشجار كثيرة دونما جدوى ملحوظة في إعاقة تقدم الكثبان. والطريقة الأكثر نجاعة هي التي يتحقق فيها ـ في آن واحد ـ التشجير وإعادة تثبيت الرمال، والتي جُرِّبت منذ عام 1993 في موريتانيا من قبل <J .مونيه> [انظر الشكل 3]. زرعت أشجار الغاف (بروسوبيس) Prosopis الفتية وأحيطت بأسطوانات شبكية ارتفاعها 1.5 متر، وأحيطت كل أسطوانة بقماش بلاستيكي لحفظ رطوبة الهواء وحماية الغراس من شدة التبخر ورطم الرمال ورعي الماشية. ودُفن تحت كل أسطوانة خزان مائي يتسع لعشرة ليترات مكون من 6 زجاجات بلاستيكية سعة الواحدة منها 1.5 لتر. ففي كل رية تَرشح عشرة ليترات من الماء مكوِّنة كمًّا عموديا رطبا منشِّطا لنمو الجذور في اتجاه الماء المتبقي تحت التربة. وهكذا يتسارع نمو الأشجار (2.5 متر في ستة أشهر مقابل 0.75 متر في الحالة العادية) وتصبح الشجرة مستقلة بعد عام من السقاية.
تُرَتَّب زراعة الأشجار في نسقين متوازيين ومتعامدين مع اتجاه الرياح السائدة. يُنْصَب في السنة الأولى نسقان من أشجار يُلحق بهما نسق واحد كل سنة يُوجَّه باتجاه مضاد لاتجاه الرياح. ثم ينشر في السنة الأولى بين أسطوانات النسق الأول قماش مثقب لصد الرياح ارتفاعه 50 سنتيمتر، وينشر قماش ثان وثالث كلما غُمر القماش السابق بالرمال: وهكذا تحاط الأشجار خلال سنة بكثيب ارتفاعه 1.5 متر. كما تَثْبُت أشجار النسق الثاني وتصبح قادرة على الإمساك مباشرة بقماش صد الرياح. ويعاد استعمال أسطوانات الشبك المعدني في السنة التالية لزراعة النسق الثالث. وهكذا إذا ما تكررت العملية خلال عدة سنوات ارتفعت التربة 1.5 متر على كل السطوح المغطاة بالأشجار.
تمتاز هذه الطريقة بقلة الكلفة، وبإمكانية تطبيقها من قبل السكان المحليين حتى إذا كانت مواردهم المالية محدودة: فالشبك يُصنع محليا باستخدام منصة قابلة للنقل من درب إلى آخر، والخزان المائي يصنع من زجاجات بلاستيكية مستهلكة، وقماش صد الرياح يؤمَّن من أكياس البصل والبطاطا المرتجعة.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_006000.jpg
2.تتقدم الكثبان باتجاه الرياح (a) وتثبَّت برصف الحجارة حيث يغطى الكثيب بكتل حجرية (b). تُحمل ذرات الرمال الخفيفة بانسياب الرياح بين الحجارة (الأسهم الحمراء) وتتخلف الذرات الأثقل في قاعدة الكثيب الذي يهبط ويثبت تماما بعد زراعته (c).
المحافظة على خصوبة التربة
يجب أن تبقى التربة خصبة بعد حمايتها من الانجراف أو الإرمال، فممارسة إراحة الأراضي، قديما، حققت استمرارية خصوبة التربة، كما أن زيادة الطلب على المنتجات الغذائية طرحت مسألة تكثيف الاستثمار. فهل تستطيع التربة في العقود القادمة إنتاج ما يكفي؟
تحدَّد خصوبة التربة بما تحويه من أجزاء غضارية ودُبالية ممسكة بالعناصر الكيماوية اللازمة لنمو النبات. وبالرغم من فقر التربة الرملية بالغضار، وندرة الدبال أو قلته في التربة القاحلة وشبه القاحلة، وأضرار سوء الاستثمار التي تصل أحيانا إلى مستوى أضرار الجفاف، فلا بد من زيادة رقعة الأراضي الزراعية. وتتمثل الوسيلة الأولى باسترداد خصوبة الأراضي التي أجدبت نتيجة لسوء الممارسات الزراعية.
إن تطبيق الطرائق التقليدية لاستعادة خصوبة التربة هو من الأمور العسيرة: فالأسمدة الكيماوية مرتفعة التكاليف وملوِّثة، والسماد الأخضر وكذا العمارة (الزبل ـ سماد بلدي) نادران في المناطق الصحراوية لاعتماد تربية الماشية على الترحال والانتجاع (رعي الكلأ في مواضعه). لذا طُرحت حلول بديلة لاستعادة خصوبة التربة. كما طرحت في بداية الأمر بعض النباتات التي تزود التربة بالنتروجين (الآزوت) الضروري لتغذية النبات كالفاصولياء، وفول الصويا، والنفل والفصفصاء القادرة، بوساطة البكتيريا المثبتة على الجذور والمتعايشة مع النبات، على تحويل النتروجين الجوي إلى نتروجين قابل للاستعمال من قبل النبات. فالحصول على النتروجين انطلاقا من معين حيوي لا ينضب يُمكِّن بعض النباتات من تجاوز عوز التربة بالنتروجين بل يُمَكِّنها من رفع تلك العتبة.
وتوجهت الأبحاث النباتية نحو انتقاء أنواع قادرة على تثبيت النتروجين الجوي وتحسين تقانة إنقال (2) inoculation البكتيريا في أنواع نباتية جديدة. وهكذا استَعمل التحريج في المغرب ومصر الأنواع المختلفة من الفصيلة الكزورينية المتكيفة مع محطات حيوية (بيوتوب) متغايرة: تثبت النتروجين الجوي بالتعايش مع البكتيريا المسماة فرانكيا Frankia، وتنمو بيسر في ترب فقيرة جدا بالمواد العضوية، ملحية كانت أو رملية في المناخات القاحلة وشبه القاحلة. كما تم اصطفاء أنواع أخرى لها دور مهم في تكوين المنظومات البيئية كالأكاسيا زرقاء الورق Acacia cyanophylla.
وهناك مصدر آخر مهم لمخصبات التربة مرتبط بالمدن والتزايد السكاني. فقد أدى توسع المدن إلى زيادة كمية القمامة ومياه الصرف الصحي وما لهما من دور مهم في الزراعة. وتم تجربة استخدام مياه الصرف الصحي في إخصاب التربة في آشير بإيل دور فرانس في فرنسا، كما هو منتشر في جنوب المتوسط لا سيما في تونس ومصر، وهو في طريق الاختبار في أغادير وأوارزازات بجنوب المغرب.
لقد تَحسَّنت تقانات استخدام مياه الصرف بطريقة تختلف باختلاف مصادرها سواء أكانت منزلية أم صناعية، وباختلاف المحاصيل التي تروى بها كالأزهار أو الأشجار أو الخضر أو الحبوب أو التحريج: فمياه المستنقعات ترشح عبر طبقة رملية، كما يُراقَب مدى تلوث المنتجات الزراعية بالبكتيريا، والمياه الجوفية بأكسيد النتروجين. ثم تُستخدم المياه بعد ذلك للري بالتنقيط. وتؤكد التجارب المختلفة زيادة المردود الزراعي عند استخدام مياه الصرف الصحي المعالَجة في ري المزروعات أكثر من استعمال مياه الشرب لتلك الأغراض. ففي فلسطين تستعمل 35% من مياه الصرف الصحي لري 000 15هكتار من القطن، ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 80% في عام 2000.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_006001.jpg
3. تثبيت زحف الرمال بزراعة الأشجار. تحاط كل غرسة بشبك معدني أسطواني يُحاط بدوره بقماش بلاستيكي، وتُطمر في قاعدة كل منها ست زجاجات بلاستيكية: فارتشاح الماء يوجه دفع الجذور نحو الماء المتبقي في الأعماق. (الرسم التوضيحي في اليسار). يزرع نسقان من الغراس في السنة الأولى (في الأسفل) مع نشر قماش صدِّ الرياح أمام النسق الأول الذي يتكون فيه الكثيب خلال السنة الأولى (في الوسط)، ثم ينشر قماش صد الرياح أمام النسق الثاني، وتسترد الأسطوانات لتستخدم في زراعة النسق الثالث. وهكذا ترتفع الأرض بين الأنساق 1.5 متر في مطلع السنة الرابعة (في الأعلى) وتستمر زراعة أنساق أخرى باتجاه الرياح.
كما أن تحويل القمامة المنزلية إلى عمارة (زبل ـ سماد بلدي) أو حمأة بدلا من ترميدها يخفِّض عدد مَكبَّات القمامة حول المدن الكبرى، ويثبت في التربة العناصر المعدنية اللازمة للنبات كالنتروجين والبوتاسيوم والفوسفور، ويطرح حلولا قليلة الكلفة لمشكلة توزيع المخصبات. وتتمثل المشكلة الرئيسية لعملية تحويل القمامة إلى عمارة في احتمال حدوث تلوث عضوي أو معدني أو بلاستيكي أو تلوث بالمعادن الثقيلة الداخلة في التغذية البشرية، ويمكن تجنب ذلك بفرز مسبق للعمارة وتخصيصها لاستعمالات محدودة كالتحريج أو زراعة الأزهار.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_006002.jpg
4. في منطقة رجم المعتوق تتم زراعة رمال الصحراء الخالصة بالاستفادة من المياه الجوفية بعد إقامة حباك مانع للإرمال وإضافة العناصر الغذائية إلى مياه الري بالتنقيط.
5.يتم توضيب إبطاء نفوذية التربة (في اليمين) بطمر كرات الغرويات المائية الممسكة للماء والمبطئة للارتشاح (الأزرق) وينشر المستحلب الكاره للماء (الأحمر) الذي يوقف التبخر.
تحسين الصرف لتجنب التملح
تُجدب الأراضي الزراعية بالاستثمار الجائر والري المسرف: ففي الوسط القاحل تُخَلِّف شدة التبخر على سطح التربة الأملاح المعدنية المنحلة وتتسارع هذه العملية بالري الذي يؤدي إلى زيادة تعرُّق النبات وزيادة الأملاح الفائضة عن استعمال النبات والمتخلفة في التربة من كلوريد المغنزيوم أو الصوديوم أو سلفات الصوديوم. فإذا ما ساء الصرف ـ ولو كانت مياه الري فقيرة بالأملاح ـ فإن التملح أمر لا بد منه خلال بضع سنوات أو بضعة عقود. وهكذا ينخفض المردود، وينكمش الكساء النباتي مقتصرا على أنواع متكيفة مع الملوحة مثل قرن الملح (ساليقورنيا) salicornia وأنواع الفصيلة السالسولية ويُفْسَح المكان لمياه جوفية ملحية مجدبة.
يسوء صرف مياه الري في عدد من القطاعات المروية: إما بسبب إهمال في إقامة شبكة صرف لضعف انحدار التربة (تعذر جريان الماء)، أو بسبب بنية التربة الغضارية (التي تتطلب شدة في الصرف) أو في أفضل الحالات بسبب تسرب المياه على طول أنظمة الري التقليدي والذي يصل إلى 40%، أو بسبب ممارسة ري المساكب بالغمر. كل هذا يغذي المياه الجوفية التي ترتفع إلى أعلى تاركة الأملاح على السطح، ومساعدةً على تملح الأعماق، وهكذا أجدبت مساحات شاسعة في المغرب ومصر.
لاستصلاح تلك الأراضي، لا بد من خفض مستوى المياه الجوفية وذلك إما بإقامة شبكة صرف، أو بتحسين تلك الشبكة أو بإعادة تنظيمها. وهكذا يُستعاض عن الحُفَر القديمة المكشوفة باستخدام قنوات فخارية مثقبة تجمع مياه الصرف، وتستخدم أنابيب الـ (PVC) لقنوات الصرف، ويتم عزلها لمنع التسرب. ويجب تجنب جمع مياه الصرف الزراعي أو المياه الأجاجية بالقرب من الزراعات المروية كأيكات النخيل التقليدية التي تقام في أسفل حوض مائي يتعذر صرف مائه، ويستعاض عن ذلك إما بإعادة تنظيم صرف الماء في أحواض واسعة أو بتفريغ الحوض من مائه بطريقة آلية.
يعيد تجديد شبكة الصرف المعروض في الفقرة السابقة غسل وتصفية الأملاح وتجديد نظام صرف التربة. ويرتبط نجاح عملية استصلاح الأراضي الزراعية التي أجدبت بمحتواها الغضاري أكثر من ارتباطه بكمية الأملاح الموجودة في التربة. وتعتبر عملية استصلاح الأراضي الزراعية مرتفعة الكلفة بل إنها شبه مستحيلة إذا تجاوزت كمية الغضار 60%.
غالبا ما تكتنف عملية استصلاح الأراضي الزراعية التي أجدبت عقبات يتعذر تجاوزها، وهنا يُستحسن التوجه إلى مواقع جديدة أو تحويل الأراضي الصحراوية إلى زراعية، أو بناء وسط زراعي كامل كالدفيئات. تقام مشروعات من هذا القبيل في غرب النيل بمصر، كما يُتوقع إسكان ثلاثة ملايين نسمة في صحراء سيناء خلال 25 عاما.
التوجه نحو أراض جديدة
لقد تمكنت الحكومة الليبية بوساطة عوائدها النفطية من إقامة قنوات قطرها أربعة أمتار وطولها 1600 كيلومتر لنقل مليارين من الأمتار المكعبة من المياه الأحفورية (المستحاثة) سنويا إلى سواحل بنغازي وخليج سرت حيث المناخ الأكثر سماحة والتربة الأكثر جودة. ولئن تعذرت إقامة مثل هذا النهر الصنعي في الأقطار المجاورة فإن تونس والجزائر تمكنتا من إقامة قطاعات زراعية مروية فوق مسطحات صخرية بعيدة عن مراكز الزراعة التقليدية.
وهكذا يمكن استصلاح الأراضي القديمة التي تشكلت في شروط أفضل من الرطوبة ثم تآكلت أجزاؤها العلوية. فالأحجار المتركزة على السطح بسبب انجراف الأتربة الناعمة بالرياح والمياه تخفي تحتها تربة غنية ملائمة لنمو جذور الأشجار. والتربة الصحراوية الجديدة الأكثر قابلية للاستصلاح هي، مع ذلك، الرمال المنقولة في كتل كثبانية أو على شكل صفائح متقطعة: فبسرعة تسرب المياه بين ذرات الكوارتز النفوذة يُتفادى التملح، وبإضافة العناصر المغذية إلى مياه الري تتحقق الخصوبة.
إن القطاعات المروية في رجم المعتوق بتونس على الحدود الجزائرية هي أمثلة حية لإقامة زراعة من لاشيء ex nihilo، في رمال الكثبان [انظر الشكل 4]. يستثمر هذا المشروع المياه المكتشفة في الأعماق أثناء التنقيب عن النفط ليروي 2500 هكتار من عام 1995 وحتى عشر سنوات لإنتاج 000 20طن من التمور في السنة.
تم الري بالتنقيط بوساطة أنابيب مثقبة لتأمين رطوبة دائمة متحدية جفاف المناخ ونفوذية التربة. وكلما كانت نفوذية التربة قوية، دُفنت في مكان توقع انتشار الجذور كراتٌ أليفة الماء (هيدروفيلية) قادرة على امتصاص بضع مئات وزنها من الماء الذي تعيده ببطء فيما بعد. كما استخدم موضب آخر لمنع التبخر النهاري لسطح التربة وللإقلال من هدر الماء وتركيز الأملاح وذلك بنشر مستحلب من المواد البلاستيكية الكارهة للماء (هيدروفوب) على سطح التربة [انظر الشكل 5].
غالبا ما تروى هذه الأراضي المنتزعة من الصحراء بالري الدوراني الذي يوزع الماء على دفوف ممتدة بضع مئات من الأمتار بعيدا عن موقع وصول المياه الجوفية. يجب أن تُحمى هذه الزراعات المهدَّدة بشدة التبخر من الإرمال ومن الانجراف أثناء عراء التربة. فإذا سمحت مردودية الزراعات عُدِّلت أبعاد أجزاء التربة لتجمع في جموع تتجاوز أقطارها المليمتر قادرة على مقاومة الانجراف بالرياح: وفيما يلي طريقة توضيب أخرى لتجميع الأجزاء الناعمة للتربة.
تسمح هذه التقانة اليدوية المستخدمة لمواد بلاستيكية مستعملة بتكوين موضبات مانعة لانجراف التربة وقابلة للتفكك البيولوجي. يكفي تسخين البلاستيك المستعمل دونما تنقية إلى أكثر من 80 درجة سيلزية حتى يتحول إلى قوام عجيني. ثم تضرب العجينة البلاستيكية بعد ذلك بماء حار مع كمية صغيرة من مواد مساعدة على تحويل الخليط إلى مستحلب. تمكننا هذه الوصفة من التخلص من النفايات البلاستيكية المتزايدة بتزايد توسع المدن وتوسع الزراعة ضمن الدفيئات. وقد استعملت هذه المنتجات بصورة تجريبية مبدئية في كل من مصر وتونس.
الدفيئات هي الواحات المرتقبة
قلما تتلاءم النباتات مع الزراعة المكشوفة في المناطق الصحراوية وذلك لتعرُّضها إلى تغيرات كبيرة في ارتفاع درجات الحرارة وكمية الرطوبة وشدة الرياح. ففي الواحات التقليدية تتحقق حماية النبات بإقامة حزام مرتفع من النخيل تتدرج تحته نُطُق من زراعات مختلفة. ولكن بعض الأشجار كالمشمش تفضل الأوساط المكشوفة المشمسة وتأبى النمو في ظلال أيكات النخيل لكونها شجرة متطلبة للضوء ولا تتأثر ببرودة الشتاء لأنها ساقطة الأوراق. كما أن محاصيل الحبوب والنباتات الرعوية قادرة على تحمل القسوة المناخية في حين أن محاصيل الخضر لا تستطيع الحياة دونما دفيئات تحميها من شدة التبخر الذي يرفع معدل الاستهلاك المائي نتيجة تباين درجات الحرارة، كما تحميها من طلقات رُشَاش حبات الرمل المنقولة مع الرياح.
تمسك الدفيئة في جنوب المغرب ما بين 70 و 90 في المئة من الرطوبة التي تتطلبها زراعة الخضر والأشجار المثمرة. ومفعول الدفيئة الذي تنشده أوروبا والمتمثل برفع الحرارة داخل الدفيئة غير ملائم بل يجب تجنبه في المناطق الصحراوية إما بالتهوية الجيدة للدفيئة، أو بمضاعفة غلفها أو بتعريض الهواء الداخل إلى الدفيئة إلى حاجز مبخر للماء بهدف تبريده. وعلى الرغم من كل هذه التدابير فإن الحرارة المرتفعة فوق 30 درجة تؤدي إلى إيقاف الزراعة ضمن الدفيئات خلال أعلى شهرين حرارة في السنة.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_006003.jpg
6.إحلال الدفيئات محل الواحات في زراعة الأوساط الصحراوية (في اليسار)، ففي القبلي بتونس تؤمن التدفئة شتاء باستخدام المياه الجوفية التي تُحوَّل بعد تبريدها إلى الري بالتنقيط (في اليمين).
وبالمقابل يجب رفع حرارة الدفيئة في شمال الصحراء حيث يكثر الصقيع، ففي القبلي بتونس تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية المجانية الصادرة عن الماء الساخن المنطلق من بئر ارتوازية للتدفئة شتاء أو لتحقيق عملية تحفيز النبات على الإزهار، ثم تستخدم المياه بعد ذلك للري بالتنقيط [انظر الشكل 6].
تسمح الدفيئة، بالرغم من صنعية تربتها وهوائها، بتوفير أكثر من 50% من المياه التي تتطلبها زراعة الواحات، كما يزيد مردودها، وتسهُل فيها مراقبة الأمراض الجرثومية والطفيليات، كما تتطلب زراعة الدفيئات رأس المال والتسويق السريع واستمرارية الإنتاج.
لقد عدَّلت التقنيات الحديثة من مفهوم الدفيئة التقليدي، بالاستعاضة عن المأطورات (البيوت) الزجاجية منذ أعوام 1950 بأقمشة مرنة من مواد بلاستيكية خففت وزن الهيكل وبسَّطته وخفضت تكاليفه على الرغم من أن عمر الأقمشة البلاستيكية أقصر من عمر الزجاج، كما أنها قابلة للاحتراق والتمزق بالعواصف، وصعبة الإقامة لتمددها وتقلصها بالتغيرات الحرارية. فضلا عن ذلك فإن مخلفاتها أصبحت، أخيرا، مصدرا ملوِّثا لا يمكن التغاضي عن مساوئه. وبالرغم من هذه الصعوبات فقد اتسعت مساحة الدفيئات في الجنوب التونسي من 1.3 إلى 87 هكتارا ما بين الأعوام 1985-1994، كما يتوقع أن تصل هذه المساحة إلى 500 هكتار عام 2000. إن تقنية الدفيئات تتقرب بشدة من مفهوم التنمية المستدامة، وعلى الرغم من أن كل مكوناتها مصنعة فإن كل ما في الدفيئة قابل للمراقبة أو الاستبدال.
الموارد المائية
يستدعي التوسع في هذه الزراعة الجديدة ازدياد الحاجة إلى الموارد المائية. فقد تضاعف استخراج المياه الجوفية في تونس ما بين 1980-1985، وزاد بنسبة 36% في الفترة ما بين 1985-1990. وارتفعت نسبة استثمار المياه الجوفية في الجنوب التونسي حتى وصلت إلى نضح 96% من مخزون المياه الجوفية الموزعة على 000 13بئر. وستصل مستودعات سدود المياه والآبار الارتوازية إلى حدود إنتاجيتها القصوى على المدى الطويل. وستطرح مسألة التنمية المستدامة للموارد المائية لا محالة بعد طرح مسألة التنمية المستدامة للتربة.
لقد سمحت سدود التخزين الكبرى بنشر الزراعات المروية ودعمت زيادة مردودها، وأبطلت مفعول فصل الجفاف الطويل وتردد السنوات العجاف، كما قدَّمت المياه الشروبة (الصالحة للشرب) للمدن والسياحة بكل إمكانياتها. تتزايد تكاليف إقامة هذه السدود كلما قربت من المناطق القاحلة بسبب زيادة أبعادها، وذلك لتتمكن من استيعاب حصيلة عدة سنوات تقررها عدم نظامية أمطار المناطق القريبة من الصحراء، إضافة إلى قصر أجلها بسبب تراكم وَحْل المنحدرات المتصحرة المحيطة بها. ويتراوح تناقص سعة هذه السدود في الجزائر والمغرب ما بين 2 و 3 في المئة سنويا، وهكذا يطفح السد بعد بضعة عقود: إن ديمومة أعمال صيانة منحدرات الأحواض وارتفاع تكاليفها تمثل عقبات يصعب تجاوزها.
تبدد هذه السدود جزءا مهما من مخزونها المائي: فكلما اتسع سطح المستودع زادت كمية المياه المبددة. ففي سد أسوان المقام في مناخ شديد القحولة يتجاوز حجم المياه المبددة في حدوده القصوى أكثر من عُشْر حصيلة النيل. وقد اتخذت إجراءات مختلفة لتجنب تبديد المياه مثل نشر غشاوة وحيدة الجزيء بين الماء والهواء كدريئة للتبخر، ولكن فعالية هذه الإجراءات مازالت تتطلب التوضيح.
وللحد من كلفة بناء السدود وكمية المياه المخزونة تقام بحيرات جبلية فوق وديان صغيرة تتجمع فيها الأمطار خلال بضعة أشهر فقط في مستودع يروي قطاعا صغيرا. إن إقامة مثل هذه الدكوك digue الترابية تقع ضمن طاقة السكان المحليين في أغلب الأحيان، كما أنها لا تغمر مساحات واسعة من الأراضي الطميية الصالحة للزراعة.
تخزين المياه في باطن الأرض
إن الإكثار من سطوح المياه الحرة ولو فصليا لا يفضي إلى حل مشكلة تبديد المياه بالتبخر، لذا وجب التوصل إلى أشكال جديدة لتخزين المياه في أسفل الحوض في مستوى المياه الجوفية للتربة اللحقية بمعزل عن التبخر بدلا من إقامة السدود في الأعلى وبتماس مع الهواء الطلق. يكبح سد عولوز، في أعلى وادي سوس بالمغرب، الفيضانات موجها الماء إلى التسرب في التربة ومحتفظا بكمية أخرى منه لتتسرب تدريجيا في المياه الجوفية للتربة اللحقية في سهل سوس. والأمر الذي يؤسف له في هذا المجال هو تعذر استعمال هذه المخزونات المائية اعتمادا على عوامل الثقالة: بل يجب ضخ المياه، الأمر الذي يزيد التكاليف. يتطلب هذا المدد الصنعي للمياه الجوفية وجود حجوم مناسبة من التربة اللحقية، ولكنه يعوض الإفراط في استثمار تلك المياه ويجنب ضياع المياه بالتبخر خلف السدود أو في الأحواض التي تخلِّف فيها المياه أملاحها.
تبقى مسألة بناء سدود التخزين أساسية من أجل كبح الفيضانات وتوليد الكهرباء وتزويد المدن بالمياه الشروبة. وهكذا يتطلب الاستصلاح المثالي الربط بين إقامة الحواجز المضادة للانجراف في أعلى المنحدرات وبين سدود تخزين المياه وسدود ضخ المياه الجوفية حسب الشروط المحلية [انظر الشكل 7].
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/12/SCI96b12N5-6_H08_006004.jpg
7.تعدد أساليب إدارة الموارد المائية (في الوسط): من مساوئ إقامة سدود تخزين المياه وتوليد الكهرباء تكوُّن الوحل الناتج من انجراف تربة الهضاب، وفقدان كميات كبيرة من المياه بالتبخر (السهم الأحمر). تقام المدرجات لتخفيف شدة المنحدرات وتُزرع الأشجار لتخفيف الانجراف وتعتبر سدود الروابي أو التلال المقامة في أعلى الوديان أقل كلفة وأسهل صيانة. ويقاوم التبخر بحفظ المياه داخل التربة بإقامة دكوك كابحة للسيل وداعمة لارتشاح الماء الذي يُضخ بعد ذلك بطريقة آلية لري المزروعات (الأخضر). وتُستخدم المياه الجوفية في الصحراء الصرفة لري الزراعات فوق الرمال في دفوف أو مساطب دورانية كبرى. وتتحقق التنمية المستدامة للموارد المائية بنشر معامل نزع ملوحة ماء البحر ومعامل إعادة معالجة الماء الأجاج.
يقدم السبر الهيدرولوجي للأعماق موردا مهما آخر لمياه الري، ممثلا بالمياه الجوفية التي لا ترتبط كمياتها بالتغيرات السنوية لكميات الأمطار. ففي جنوب المغرب قلما، أو نادرا ما، يتحقق تجدد المياه الجوفية، الأمر الذي يستدعي استثمارها كمورد منجمي معرَّضٍ للنضوب خلال بضعة عقود أو في الحالات القصوى خلال قرن، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الضخ كلما تقدم الاستثمار الذي يؤدي إلى الانخفاض التدريجي لمستوى المياه الجوفية. إن مثل هذه المياه الجوفية نافعة بصورة مؤقتة في مقاومة التصحر.
الري بمياه البحر
هناك تقنيات أخرى تحقق التزود بالمياه: فالسقاية المتكررة والغزيرة بماء أجاج تغسل الأملاح بطريقة تمنع صعود الأملاح بالآلية الشعرية. كما أوضحت التجارب في المغرب ثم في مصر وتونس بأن الري بملوحة من مستوى 105 مليغرام في اللتر رفع حتى المردود في بعض شروط التربة شديدة النفاذ، فالتسرب السريع للمياه نحو الأعماق يجرف الأملاح الأكثر قابلية للانحلال، كما يسمح بتهوية الجذور بين فترات السقاية. وتتوضع الأملاح مغشية حبات الرمل في حين تمتص الجذور الماء العذب الناتج من الندى المتكثف مباشرة عن التبخر ضمن التربة، كما أن الإلمام بمعرفة آلية التوازن بين الأملاح المختلفة وبصورة خاصة بالعلاقة بين الصوديوم والبوتاسيوم يسمح من ناحية أخرى بتصحيح الآثار الضارة لبعض الأملاح باستخدام أملاح أخرى أكثر إيجابية. ففي بعض الترب الرملية العالية النفوذية، تروى الزراعة فوق الكثبان الرملية حتى بماء البحر وذلك بصورة خاصة في فلسطين وبعض دول الخليج. كما أن الأبحاث الجارية حول الجينات (المورثات) الخاصة بالتعرق ومقاومة الأملاح إضافة إلى ما تقدم، تفتح الأمل أمام تحسين تحمل النبات للملوحة.
أما عن تقنيات تحويل المياه المالحة إلى عذبة فهي مخصصة اليوم نظرا لارتفاع كلفتها للاستهلاك السكاني أو السياحي أو الزراعات عالية المردود. كما أن اللجوء إلى استخدام الطاقات المتجددة بدلا من النفط سيزيد الإنتاجية ويخفض تكاليف العائد المائي. وبما أن المحيط معين لا ينضب فيمكن تصور المناطق القريبة من الشاطئ في الشمال الأفريقي مغطاة، مستقبلا، بدفيئات تروى بمياه البحر، وهذه التقنية ممكنة.
تبدو الحلول المطروحة هنا متفائلة، كما يتطلب تحقيقها استثمارات ضخمة وتغييرات في التنظيم الاجتماعي والاقتصادي. فالاتفاقية الدولية حول التصحر المعتمدة في 17 /6/1994بعد قمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو عام 1992 أوصت، في هذا المجال، الدول الصناعية بتوفير الموارد المالية اللازمة وتيسير نقل التقانات.
تعتمد معظم الحلول المقترحة على موارد يتعذر نفادها كماء البحر، أو الطاقة الشمسية، أو المنتجات الثانوية المستمدة من نفايات المدن والتوسع السكاني. وتنسجم كل هذه الحلول مع متطلبات التنمية المستدامة. ويقع على عاتقنا متابعة الأبحاث في هذا الاتجاه كالطاقة الشمسية على سبيل المثال. وتلح الاتفاقية الدولية حول التصحر أيضا على ضرورة مشاركة السكان المحليين في برامج تحقيق مكافحة التصحر ومفاهيمه. وتُردُّ أصول كثير من إخفاقات الماضي إلى تجاهل هذا المطلب الذي قد يكون من أعسر الأمور تحقيقا.
المؤلف : Pierre Rognon أستاذ علوم الأرض - جامعة پيير وماري كوري بباريس.
مراجع للاستزادة
QUANTUM ERASER: A PROPOSED PHOTON CORRELATION EXPERIMENT CONCERNING OBSERVATION AND "DELAYED CHOICE" IN QUANTUM MECHANICS. M. O. Scully and K. Druhl in Physical Review A, Vol. 25, No. 4, pages 2208-2213; April 1982.
QUANTUM THEORY AND MEASUREMENT. John A. Wheeler and Wojciech H. Zurek. Princeton University Press, 1983.
QUANTUM OPTICAL TESTS OF COMPLEMENTARITY. M. O. Scully, B.-G. Englert and H. Walther in Nature, Vol. 351, No. 6322, ages 111-116; May 9, 1991.
YOUNG'S INTERFERENCE EXPERIMENT WITH LIGHT SCATTERED FROM TWO ATOMS. U. Eichmann et al. in Physical Review Letters, Vol. 70, No. 16, pages 2359-2362; April 19, 1993.
THE MICROMASER: A PROVING GROUND FOR QUANTUM PHYSICS. Georg Raithel, Christian Wagner, H. Walther, L. M. Narducci and M. O. Scully in Cavity Quantum Electrodynamics. Edited by Paul R. Berman. Academic Press, 1994.
Pour la Science N° 216 October 1995
http://www.oloommagazine.com/Images/header/Slogan.gif (http://www.oloommagazine.com/Home/Default.aspx)
الدربيل
October 21st, 2012, 14:34
دويتشه ﭭيله : مع تسارع وتفاقم ظاهرة التصحر خاصة في ظل التغير المناخي بادرت الأمم المتحدة إلى تخصيص يوم عالمي لمكافحة تلك الظاهرة، لاسيما أن التصحر بات مشكلة عالمية تعاني منها العديد من دول العالم وعلى رأسها الدول العربية.
http://www.dw.de/image/0,,2053013_4,00.jpg
التصحر يهدد ملايين البشر
منذ عام 1994، خصصت الأمم المتحدة يوم 17 يونيو/حزيران ليصبح اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في جميع أنحاء العالم، وذلك لإلقاء الضوء على الحاجة الملحة لمواجهة ظاهرة التصحر والجفاف الشديد، خاصة في أفريقيا. وتزداد ظاهرة التصحر شدة مع ازدياد ظاهرة التغير المناخي، حيث تشير التوقعات إلى أن هناك 20 ألف إلى 50 ألف كيلومتر مربع من الأرض الزراعية التي تتلف سنوياً بفعل التآكل، وتتسارع هذه العملية بسبب التغير المناخي.
وبهذه المناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية تجديد الالتزام بمكافحة تدهور الأراضي والتصحر والعمل على تحقيق إستراتيجية السنوات العشر. ومن جانبه يؤكد لوك جناساديا، الأمين العام لتلك للإستراتيجية الخاصة بمكافحة التصحر، على ضرورة إدراك قيمة الأرض للعمل على حمايتها وقال في هذا الإطار: "نحن نعرف الآن أن الأرض أثمن من الذهب، فعندما لا يجد الناس ما يأكلونه لن ينفعهم الذهب بشيء. وبالتالي، فالأرض الخصبة أقيم من الذهب. والسؤال الآن هو كيف يمكن جذب اهتمام الشركات الخاصة لإدراك تلك القيمة؟".
تقنية جديدة لمكافحة التصحر
وهناك بالفعل بعض الشركات الخاصة التي بدأت في الاهتمام بالاستثمار في مجال المياه، مثل شركة جيوهوس إنترناشيونال، حيث قال مديرها الدكتور فولف بنتلاجه في حديث لموقعنا إنهم اهتموا بالمياه لأنها ستصبح عاملاً اقتصادياً هاماً جداً في المستقبل وأضاف في هذا الإطار: "المياه أهم من مصادر الطاقة، فالمياه لا يمكن تعويضها، بينما الطاقة لها بدائل، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وغيرها". بنتلاجه يرى في مجال المياه فرصة للشركات الخاصة للاستثمار، لكنه يراه أيضاً نوعاً من المشاركة في حل مشكلة عالمية يعاني منها ملايين البشر، لذلك فشركته تقوم ببعض المشاريع غير الربحية في أفغانستان وبعض الدول النامية.
http://www.dw.de/image/0,,3420501_4,00.jpg
الدكتور فولف بنتلاجه في منطقة الخليج
ويقول رئيس شركة جيوهوموس إنهم يعتمدون في مشاريعهم على تقنية جديدة ابتكروها، وهي عبارة عن حبيبات هجينة تساعد على زيادة قدرة الأرض على الاحتفاظ بالمياه وتخزينها. ويؤكد الدكتور بنتلاجه أن تلك التقنية فعالة جداً خاصة في الأرض الرملية، التي تفتقد إلى القدرة على الاحتفاظ بالمياه بشكل كبير. وبفضل تلك الحبيبات يمكن للرمال الاحتفاظ بخمس أضعاف كمية المياه التي تحتفظ بها الرمال، على حد قوله. وحصدت الشركة عدة جوائز بفضل هذا الابتكار، منها جائزة أفضل فكرة لعام 2007 وجائزة البيئة لعام 2007.
http://www.dw.de/image/0,,3420515_4,00.jpg
الحبيبات الهجينة تساعد على امتصاص المياه وتخزينها بشكل أفضل
وتفيد هذه التقنية بشكل خاص في زيادة الكفاءة الزراعية في المناطق الصحراوية، وقد أقامت الشركة عدة مشروعات في العالم العربي منها مشروع في تونس وآخر في صحراء سيناء بمصر وثالث في الإمارات العربية المتحدة. أما أهم مشاريعها في المنطقة العربية فيوجد في المملكة العربية السعودية، والذي بدأ منذ عامين ونصف، مع بدايات الشركة التي أسست في عام 2005. وعن هذا المشروع، يقول بنتلاجه: "السعودية تعتمد على المياه الجوفية الأحفورية، وتحتاج إلى الحفر بعمق 2000 متر للوصول إلى المياه، كما أن هناك دراسات تؤكد أن هذه المياه ستنفذ بحلول عام 2019، أي أنها تنفذ أسرع من البترول. لكن الحبيبات التي قمنا بابتكارها تساعد في توفير حوالي 30-50 بالمائة مما تحتاجه السعودية من مياه. فمثلاً نخيل البلح يحتاج إلى ألف لتر مياه يومياً، وباستخدام تلك الحبيبات، يحتاج النخيل فقط إلى نصف تلك الكمية من المياه". ويضيف أن استخدام هذا المنتج أيضاً يتميز بسهولته، حيث يمكن استخدامه في أي مكان، خاصة تلك الأراضي الرملية. وبالإضافة إلى مزارع البلح والنخيل والفواكه التي ساهمت الشركة في إنشائها، هناك مشروع لبناء مصنع لتصنيع تلك الحبيبات في السعودية.
الوكالة الألمانية للتعاون الفني تساعد الدول لمساعدة أنفسها
وبالطبع لن تكفي جهود الشركات الخاصة وحدها لمكافحة مشكلة التصحر، التي يعاني منها عدد كبير من البلدان، ومن ضمن الجهات التي تشارك بعدد كبير من المشروعات في كل أنحاء العالم وفي العالم العربي، الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ). وتقول الدكتورة أنيكه تراكس إن الوكالة لديها نحو 20 مشروعاً في 16 دولة عربية لمكافحة التصحر، من بينها المغرب وتونس ومصر والأردن والإمارات. وترى تراكس أن التعامل مع المياه يعد من الأساسيات في تلك المناطق، التي تعاني من نقص المياه مع النمو السكاني المتزايد.
http://www.dw.de/image/0,,2413481_4,00.jpg
أحد مشاريع GTZ الرئيسية في الأردن (تم نشرها عنا في درة
ومن أمثلة المشاريع هناك المشاريع المشتركة مع بعض الهيئات الأردنية، والتي تعد أفقر دول العالم في المياه. وعن تلك المشاريع تقول الخبيرة الألمانية: "70 بالمائة من المياه في الأردن تستخدم في الزراعة، ودورنا هو تقديم الإرشاد حول كيفية ترشيد استخدام المياه وإدارتها وكيفية التعامل مع مخلفات المياه بشكل فعال". وتقوم وكالة GTZ بتدريب كوادر في كل دولة لتتولى إدارة المشروع، كما تقوم بتقييم المشاريع بعد انتهائها، ليمكن تحسين أدائهم. ولذلك فهي ترى بالحقائق والأرقام أن تلك المشاريع تؤدي إلى نتائج إيجابية، مستشهدة بمشروع إدارة المياه في تونس، الذي بدأ منذ 20 عاماً، والذي أتى بثماره الآن، حيث يمكن للدولة الآن إدارة 90 بالمائة من مسطحاتها المائية بكفاءة عالية.
_____________
مواضيع للإطلاع :
مشروع ـ ألماني أردني لتدريب الشباب على إدارة الموارد المائية (http://www.dw.de/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%80-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9/a-3136930)
مساعدة تنموية ألمانية لتحسين إدارة الموارد المائية في سوريا (http://www.dw.de/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/a-3076542)
مؤتمر بالي ينجح في التوصل إلى الخطوط العريضة لمعاهدة أممية جديدة (http://www.dw.de/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%B6%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9/a-3006231)
قوقل الآرض
October 22nd, 2012, 03:11
دويتشه ﭭيله : تشكل ظاهرتا الانفجار السكاني ونقص الموارد المائية تحديا كبيرا للدول التي تعاني من مشكلة التصحر. الإدارة المصرية تجاوبت مع هذا التحدي بإطلاق مشروع ضخم لتعمير الصحراء جنوب البلاد، غير أن بعض المنتقدين يرون عدم واقعيته.
http://www.dw.de/image/0,,351877_4,00.jpg
نهر النيل شريان الحياة في مصر
"إذا استمر النمو السكاني كما هو عليه حاليا فإن الأراضي الزراعية الخصبة في وادي ودلتا النيل في مصر ستكون معرضة للتصحر بشكل كامل خلال الستين عاما القادمة". كان هذا هو ناقوس الإنذار الذي قرعه عالم الفلك المصري فاروق الباز عام 2002 وأدى إلى تسليط الأضواء على مشكلة التصحر التي تعاني منها مصر. فبرغم جريان أطول أنهار العالم - نهر النيل في أراضيها، تمثل ظاهرة التصحر خطرا حقيقيا يتهدد البلاد. حيث تسببت الزيادة المضطردة في عدد السكان، وما صاحبها من حاجة إلى وحدات سكنية، إلى تجريف الأراضي المزروعة وتناقص كارثي في مساحتها، فتشير بعض الإحصائيات المتشائمة إلى معدل تناقص في مساحة الأرض الخصبة يصل إلى ألف متر مربع في الساعة الواحدة! مما قد يؤدي إلى نضوب الأرض الزراعية التي لا يزال ثلث السكان يعتمد على مواردها.
في عام 2003 أطلقت الحكومة المصرية مشروع توشكى الضخم وذلك في إطار إيجاد حلول جذرية لمشكلة التصحر وتناقص التربة الزراعية. تقع منطقة توشكى الصحراوية في جنوب البلاد، 1300 كيلومتر من القاهرة، على مقربة من الأثر الفرعوني معبد أبو سنبل، ويقضي المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 60 مليار يورو بضخ كميات هائلة من نهر النيل إلى الصحراء حتى تتحول إلى تربة خصبة صالحة للزراعة. يذكر أن 90 بالمائة من سكان مصر البالغ عددهم 74 مليونا يعيشون في شريحة صغيرة من المساحة الكلية للبلاد وهي منطقة وادي ودلتا النيل، لذلك تعقد الحكومة الآمال على أن تجتذب جنة الصحراء قطاعا واسعا من الشباب مما قد يؤدي إلى تغيير نسبة توزيع السكان على مساحة مصر الإجمالية التي لا تشكل سوى 5 بالمائة في الوقت الراهن.
تفاصيل مشروع توشكى
صورة لمعبد الكرنك القريب من بحيرة ناصر الخطوات الأولى في مشروع توشكى بدأتها الحكومة عام 1997، حيث تم إنشاء محطة ضخ ضخمة تعد الأكبر من نوعها في العالم، تقع هذه المحطة على مسافة 70 كيلومترا شمال معبد أبو سنبل. وتتكون من 24 مضخة عملاقة، تم تثبيتها في بناء ضخم يبلغ طوله 70 مترا وعرضه 140 متر. وتقوم المحطة بضخ 25 مليون متر مكعب من المياة الموجودة في بحيرة ناصر خلف السد العالي إلى الصحراء يوميا. تسير المياة في قناة الشيخ زايد، وهي القناة الرئيسية وتحمل اسم ممولها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات السابق، حتى تصل إلى منطقة توشكى الصحراوية.
تتفرع قناة الشيخ زايد إلى 4 قنوات فرعية عند وصولها إلى توشكى، يقوم كل منها بري 80 ألف هكتار من الأراضي. وتتوقع الحكومة المصرية أن تنشأ في المنطقة 18 قرية ومدينة جديدة بحلول عام 2017، مما يعني تشكل مركز جذب سكاني جديد. وبذلك يكون المشروع حقق زيادة في الرقعة الزراعية مصحوبة بزيادة الصادرات الزراعية، مما يســاعد في تقليل العجز في الميزان التجاري ويوفر فرص عمل للكثير من الشباب وخاصة من شباب صعيد مصر، كما يخفف من الضغط البشرى على منطقة وادى ودلتا النيل.
غير أن المشروع لم يكتسب بعد الزخم الكافي لاستقطاب القوى العاملة كما هو مأمول. فلا يتجاوز عدد العاملين في المشروع حتى الآن بعض مئات، يتوزعون على محطتين تجريبيتين للإنتاج الزراعي هناك. وفضل العاملون ترك أسرهم وعائلاتهم في موطنهم الأصلي لصعوبة الحياة في منطقة توشكى حاليا، معتبرين أن ثمار عملهم الحالي سيقطفها الجيل الجديد الذي سيليهم.
انتقادات
تشارك المانيا في العديد من المشروع التنموية الزراعية في مصر، غير أنها فضلت البقاء بعيدا عن مشروع توشكى. السيد باول فيبر خبير الري في المؤسسة الألمانية للتعاون التقني فرع القاهرة فسر ذلك قائلا: "لقد تعمدت ألمانيا عدم المشاركة في مشروع توشكى، وذلك بسبب الشكوك التي تحوم حول فرص نجاح المشروع في استقطاب قوى عاملة كافية، تعمل في ظل ظروف مناخية شديدة القسوة."
http://www.dw.de/image/0,,570307_4,00.jpg
زراعة القطن إحدى الزراعات الرئيسية في مصر
والموقف الألماني ليس منعزلا فكثير من الخبراء يفضلون استثمار إمكانيات المشروع الهائلة في تنمية منطقة الوادي والدلتا عوضا عن إهدار المياه في الصحراء. فلكي يؤتي المشروع بثماره لا بد من ضخ 10 بالمائة من مياه النيل إلى الصحراء، وهو إجراء له تبعات سلبية على أكثر من صعيد. فبداية ستتأثر تركيبة النهر من عملية الضخ، حيث ستزيد نسبة ملوحة الماء تدريجيا، وهو ما تم ملاحظته بالفعل في منطقة دلتا النيل. على صعيد آخر تؤدي عملية الضخ إلى الإخلال بنسب توزيع مياه النهر بين الدول التي يمر بها. فالدول الافريقية الواقعة في حوض نهر النيل مثل السودان وأثيوبيا معرضة لزيادة عدد سكانها وبالتالي تغيير الحصة الحالية لها من مياه النهر. لذلك يخشى عديد من الخبراء من أن تكون المياه هي السبب القادم لاندلاع الحروب والأزمات.
روابط نقترحها لكم:
تصحر الأراضي الزراعية يزيد الفقراء فقرا (http://www.dw.de/%D8%AA%D8%B5%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7/a-1623780)
التدهور البيئي يزيد من حدة مشكلة الهجرة (http://www.dw.de/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A-%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9/a-1737915)
ألمانيا تساهم في دعم مشاريع إنمائية في الشرق الأوسط (http://www.dw.de/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7/a-1652200)
روابط خارجية
موقع وزارة الموارد المائية والري المصرية (http://www.mwri.gov.eg/)
ورود الشوق
August 25th, 2013, 12:51
الدمام - واس : تنظم الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية في الـ 28 من الشهر الجاري ورشة عمل حول "التصحر وآثاره وسلبياته" بمشاركة عدد من المتخصصين في هذا المجال، وذلك بمقر الغرفة بالدمام.
http://m7ml.com/uploads6/209886c432.jpg
وسيعرض خلال الورشة عدد من أوراق العمل التي تتناول أثر انخفاض منسوب المياه وتلوثها،وضعف التربة الزراعية وملوحتها، و الزحف العمراني على المناطق الزراعية، و تأثير الرعي الجائر والاحتطاب على الغطاء النباتي، وأثر التغيرات المناخية وسلوكيات الانسان على التربة ،والتشريعات الخاصة بالتصحر، إضافة إلى جهود المنظمات الدولية في مكافحة التصحر.
ويأتي تنظيم الورشة ضمن أنشطة لجنة البيئة بغرفة الشرقية.
http://www8.0zz0.com/2012/10/21/12/299784934.png
http://photo.accuweather.com/photogallery/2009/7/1024/9c0980cca.jpg
http://photo.accuweather.com/photogallery/2009/6/1024/d87395e5d.jpg
نرجس توفيق
September 27th, 2013, 12:13
ويندهوك - واس : شاركت السعودية في مؤتمر الأطراف الحادي عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي يعقد حالياً في العاصمة الناميبية ويندهوك في الفترة من (10 - 21) 11 - 1434 هـ الموافق (16-27) سبتمبر 2013م تحت شعار "اتفاقية مكافحة التصحر أقوى من أجل عالم خالي من تردي الأراضي"، بوفد برئاسة وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة الدكتور خالد بن محمد الفهيد، ومندوبين من وزارات الزراعة، والمالية، والمياه والكهرباء، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
http://www.spa.gov.sa/galupload/normal/146803_1380206546_6883.jpg
وناقش المجتمعون العديد من الموضوعات المطروحة على جدول أعمالهم من أهمها استعراض التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقية ونتائج أعمال اللجان التابعة لها والمؤتمرات العلمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو +20)، إضافة لبرنامج العمل للسنتين القادمتين والميزانية للاتفاقية.
ويهدف المشاركون في المؤتمر لتعاون المجتمع الدولي لمكافحة ظاهرة التصحر والتخفيف من آثار الجفاف في البلدان التي تتعرض للجفاف الشديد والتصحر، خاصة في أفريقيا، عن طريق تنفيذ أنشطة فعالة على جميع المستويات من خلال برامج العمل الوطنية التي تتضمن استراتيجيات طويلة الأجل، مدعومة بالتعاون الدولي والشراكات وفي أسلوب تكاملي يتماشى مع جدول الأعمال رقم 21، وبمنظور الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة بالمناطق المتأثرة.
يذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر قد اعتمدت في باريس يوم 17 يونيو 1994م ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 1996م، وتعد هذه الاتفاقية الأولى والوحيدة التي تحمل طابعا دوليا، وملزما قانونا لوضع لمعالجة مشكلة التصحر، وتقوم الاتفاقية على مبادئ الشراكة والمشاركة واللامركزية والإدارة الرشيدة للموارد بما يحقق مفهوم التنمية المستدامة ولدى الاتفاقية الآن 195 بلدا عضوا، والمملكة تعد من الدول التي انضمت إليها مبكراً لما تشكله ظاهرة التصحر من مشكلة على الصعيد الوطني والعالمي.
ضمير هبة الرحمن
June 18th, 2018, 17:08
تونس (جمعيتي) : بعد ما رجع،،، و جانا سيدي رمضان، قلنا علاش منعملوش "سهرية خضراء" منها نتلمو فيها و منها نحتفلو فيها باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. تبدأ بتحضير شقان الفطر لكلنا مع بعضنا أعضاء منظمة راج تونس متطوعين و اصدقائنا القراب والبعاد.
https://jamaity.org/wp-content/uploads/2017/06/19105876_1439470406145894_402030519955371596_n-716x295.jpg
نتلموا نشقو فطرنا كل واحد يجيب حويجة معاه من بعد تبدا السهرية الخضراء متاعنا… كيفاه؟
عرض فيلم قصير على مشكلة التصحر في تونس، و بعدها نقاش مفتوح مع خبير فالشؤون البيئية على وضعية تونس و مشكلة التصحر.
في خصوص شقان الفطر: كل واحد مطالب باش اجيب حاجة خفيفة معاه ثم نتقاسمو إلي جبناه مع بعضنا.
إلي يحب اجيب عايلتو معه، إلي يحب يجي هو أو هي و صديقتها، يحب يجي وحدو، الدعوة مفتوحة إلى الجميع.
لمزيد من الإستفسار والتوضيحات إتصلو بنا على صفحة راج تونس أو على هذا الرقم: 52124296
http://www.doraksa.com/mlffat/files/3091.png
https://jamaity.org/wp-content/themes/wp-jamaity-v2/static/img/jamaity_logo.png (https://jamaity.org/)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir