ضمير هبة الرحمن
April 6th, 2017, 13:57
أبوظبي - وائل نيل (الأهرام) : أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، عن فوز المؤرخ والمفكر المغربي، الأستاذ الدكتور عبد الله العروي، بجائزة "شخصية العام الثقافية" للدورة الحادية عشرة (2016 - 2017).
http://doraksa.com/mlffat/files/2877.png
وقال د.علي بن تميم، أمين عام الجائزة: "تم اختيار المفكر والكاتب عبدالله العروي، لتبوؤه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق. ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي، وطبع كثيراً من الممارسات الثقافية".
وتعد جائزة "شخصية العام الثقافية" جائزة تقديرية تُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة على المستوى العربي أو الدولي، تتميّز بإسهام واضح في إثراء الثقافة العربية أو العالمية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسَّد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السِّلمي.
ونشر العروي منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، ترجمات ونصوصا ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية، فصدر له عام 1967 كتاب "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" بتقديم مكسيم رودنسون، وفي عام 1970 صدرت ترجمته العربية على يد محمد عيتاني عن دار الطليعة في بيروت، فشكل الكتاب انطلاق الحضور الواسع لعبدالله العروي في الثقافة العربية، كما أصبح محط اهتمام الباحثين والدارسين لشئون الثقافة والتحديث في العالم العربي.
ويجمع العروي بين المعرفة العميقة للثقافة العربية، قديمها وحديثها، والثقافة الغربية، في مختلف مظاهرها الفكرية والأدبية والفنية، بخاصة في مجالات الفلسفة والتاريخ والرواية والسينما، وقد ألّف منذ الستينيات حتى اليوم، مجموعة من الأعمال التي شكلت نظرة جديدة مستأنفة للثقافة العربية الحديثة، وما يتصل بها من سياقات وإشكالات وأسئلة ثقافية في القديم العربي أو في الثقافة الغربية، وهي دراسات تتوجه نحو دراسة تاريخ الأفكار بالدرجة الأولى، لكنها في الوقت نفسه، تتسع لتشمل مجالات الفكر والأدب، كما تتطرق إلى قضايا التحديث في العالم العربي، وصلتها بالسياسي والفكري، لذلك يمثل كتابه الافتتاحي "الأيديولوجيا العربية المعاصرة" إعلاناً عن مرحلة جديدة من قراءة تاريخ الثقافة العربية الحديثة، وأوضاع فكر النخبة فيها.
وتوالت مؤلفات عبدالله العروي، وتنوعت، خلال أكثر من خمسين سنة، حيث امتزجت فيها الدراسة الفكرية بالعمل الروائي والترجمة، وهي دراسات تؤكد بوضوح، أن عبدالله العروي مترسخ في المعرفة، متشبث بمواجهة عوائق التحديث، دائم الرحلة بين الممارسة الفكرية والممارسة الأدبية، وهذه الخصيصة الموسوعية لكتابات العروي، هي ما يعطيه مرتبة استثنائية في الثقافة العربية الحديثة، لما توفره من قدرة على التأمل والتحليل والتفسير لقضايا تشغل بال كل معني بالأسئلة الصعبة لزمننا الحديث.
وتشكل أعماله اليوم ذخيرة حقيقية للثقافة العربية لا تنحصر فاعليتها في المرحلة السابقة، أي منذ السبعينيات من القرن الماضي، بل تكمن فيما تفتحه من آفاق واسعة في المستقبل للبحث والدراسة والإبداع، فهي تسير في اتجاهات متعددة ومتقاطعة، تلتقي في منظومة فكرية لها أسسها النظرية في الرؤية الفلسفية وفي المعارف المتصلة بها، ويمكن الحديث عن هذه الأعمال بما هي تؤلف مدرسة راسخة في النظرة النقدية، وفي المواقف المعرفية التي عملت على بلورته، فتأكيد هذه الأعمال على الحداثة الفكرية في الممارسة السياسية والثقافية، اختيار نابع من العمق الثقافي لصاحبها ومنظوره النقدي الفاحص ومتابعته الدقيقة لأسئلة وقضايا المجتمع العربي الحديث.
ومن المقرّر، أن يُقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، بتاريخ 30 أبريل المقبل، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.
http://doraksa.com/mlffat/files/2656.jpg
جائزة زايد للكتاب تسمي المغربي عبد الله العروي "شخصية العام"
(رويترز) - أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب يوم الأربعاء فوز المؤرخ والمفكر المغربي عبد الله العروي بجائزة "شخصية العام الثقافية" لدورتها الحادية عشرة.
وقال أمين عام الجائزة علي بن تميم في بيان "تم اختيار المفكر والكاتب عبد العروي لتبوئه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق، ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي وطبع كثيرا من الممارسات الثقافية."
نشر العروي (83 عاما) منذ بداية الستينيات من القرن العشرين ترجمات ونصوصا ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية وأصدر أكثر من 30 كتابا.
ويحصل الفائز على ميدالية ذهبية تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير إضافة إلى مليون درهم إماراتي (نحو 272 ألف دولار).
وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت في مارس آذار الماضي أسماء الفائزين في فروعها الثمانية الأخرى. ومن المقرر إقامة حفل تكريم الفائزين في 30 أبريل نيسان خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.
http://doraksa.com/mlffat/files/2877.png
وقال د.علي بن تميم، أمين عام الجائزة: "تم اختيار المفكر والكاتب عبدالله العروي، لتبوؤه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق. ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي، وطبع كثيراً من الممارسات الثقافية".
وتعد جائزة "شخصية العام الثقافية" جائزة تقديرية تُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة على المستوى العربي أو الدولي، تتميّز بإسهام واضح في إثراء الثقافة العربية أو العالمية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسَّد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السِّلمي.
ونشر العروي منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، ترجمات ونصوصا ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية، فصدر له عام 1967 كتاب "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" بتقديم مكسيم رودنسون، وفي عام 1970 صدرت ترجمته العربية على يد محمد عيتاني عن دار الطليعة في بيروت، فشكل الكتاب انطلاق الحضور الواسع لعبدالله العروي في الثقافة العربية، كما أصبح محط اهتمام الباحثين والدارسين لشئون الثقافة والتحديث في العالم العربي.
ويجمع العروي بين المعرفة العميقة للثقافة العربية، قديمها وحديثها، والثقافة الغربية، في مختلف مظاهرها الفكرية والأدبية والفنية، بخاصة في مجالات الفلسفة والتاريخ والرواية والسينما، وقد ألّف منذ الستينيات حتى اليوم، مجموعة من الأعمال التي شكلت نظرة جديدة مستأنفة للثقافة العربية الحديثة، وما يتصل بها من سياقات وإشكالات وأسئلة ثقافية في القديم العربي أو في الثقافة الغربية، وهي دراسات تتوجه نحو دراسة تاريخ الأفكار بالدرجة الأولى، لكنها في الوقت نفسه، تتسع لتشمل مجالات الفكر والأدب، كما تتطرق إلى قضايا التحديث في العالم العربي، وصلتها بالسياسي والفكري، لذلك يمثل كتابه الافتتاحي "الأيديولوجيا العربية المعاصرة" إعلاناً عن مرحلة جديدة من قراءة تاريخ الثقافة العربية الحديثة، وأوضاع فكر النخبة فيها.
وتوالت مؤلفات عبدالله العروي، وتنوعت، خلال أكثر من خمسين سنة، حيث امتزجت فيها الدراسة الفكرية بالعمل الروائي والترجمة، وهي دراسات تؤكد بوضوح، أن عبدالله العروي مترسخ في المعرفة، متشبث بمواجهة عوائق التحديث، دائم الرحلة بين الممارسة الفكرية والممارسة الأدبية، وهذه الخصيصة الموسوعية لكتابات العروي، هي ما يعطيه مرتبة استثنائية في الثقافة العربية الحديثة، لما توفره من قدرة على التأمل والتحليل والتفسير لقضايا تشغل بال كل معني بالأسئلة الصعبة لزمننا الحديث.
وتشكل أعماله اليوم ذخيرة حقيقية للثقافة العربية لا تنحصر فاعليتها في المرحلة السابقة، أي منذ السبعينيات من القرن الماضي، بل تكمن فيما تفتحه من آفاق واسعة في المستقبل للبحث والدراسة والإبداع، فهي تسير في اتجاهات متعددة ومتقاطعة، تلتقي في منظومة فكرية لها أسسها النظرية في الرؤية الفلسفية وفي المعارف المتصلة بها، ويمكن الحديث عن هذه الأعمال بما هي تؤلف مدرسة راسخة في النظرة النقدية، وفي المواقف المعرفية التي عملت على بلورته، فتأكيد هذه الأعمال على الحداثة الفكرية في الممارسة السياسية والثقافية، اختيار نابع من العمق الثقافي لصاحبها ومنظوره النقدي الفاحص ومتابعته الدقيقة لأسئلة وقضايا المجتمع العربي الحديث.
ومن المقرّر، أن يُقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، بتاريخ 30 أبريل المقبل، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.
http://doraksa.com/mlffat/files/2656.jpg
جائزة زايد للكتاب تسمي المغربي عبد الله العروي "شخصية العام"
(رويترز) - أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب يوم الأربعاء فوز المؤرخ والمفكر المغربي عبد الله العروي بجائزة "شخصية العام الثقافية" لدورتها الحادية عشرة.
وقال أمين عام الجائزة علي بن تميم في بيان "تم اختيار المفكر والكاتب عبد العروي لتبوئه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق، ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي وطبع كثيرا من الممارسات الثقافية."
نشر العروي (83 عاما) منذ بداية الستينيات من القرن العشرين ترجمات ونصوصا ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية وأصدر أكثر من 30 كتابا.
ويحصل الفائز على ميدالية ذهبية تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير إضافة إلى مليون درهم إماراتي (نحو 272 ألف دولار).
وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت في مارس آذار الماضي أسماء الفائزين في فروعها الثمانية الأخرى. ومن المقرر إقامة حفل تكريم الفائزين في 30 أبريل نيسان خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الدولي للمعارض.