نسنوسه
August 2nd, 2010, 01:15
قصه سيدنا يوسف ( الجزء الأول )
كان يوسف أحب أبناء يعقوب إليه وكان له أحد عشر أخاً ، هؤلاء جميعاً كانوا يغارون من حب يعقوب ليوسف إلا أخاه الصغير بنيامين .
وذات صبح استيقظ من نومه وقد رأى رؤيا جميلة وعجيبة فدخل علي أبيه في حجرته وجلس إلي جواره وحدثه قائلاً : لقد رأيت يا أبي أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين .
أدرك يعقوب من تأويل تلك الرؤيا أن يوسف سيكون له شأن عظيم .
سيكون نبياً من الصالحين كما كان أبوه يعقوب وجداه إسحاق وإبراهيم عليهم جميعاً السلام .
ولكن يعقوب خشي علي يوسف من غيرة إخوته فقال له : لا تقصص رؤياك علي إخوتك فيحاولون الخلاص منك ( يا بني لا تقصص رؤياك علي إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) .
المؤامرة
اجتمع أخوة يوسف العشرة وقالوا وهم يناقشون كيفية الخلاص من يوسف :
قال أحدهم : نقتله ونستريح من حب أبينا له .
قال آخر : بل نلقي به في أرض بعيدة تأكله الذئاب ولا يستطيع منها عودة .
اعترض أحدهم وقال : لا . لا نقتله ، بل نلقيه في البئر ، فتأخذه إحدى القوافل المارة وتبيعه فنتخلص منه .
أكمل أحدهم : فإذا عدنا إلي أبينا نقول له : لقد أكل الذئب يوسف .
ثم أخذوا إلي أبيهم وأخذوا يحتالون عليه أن يعطيهم يوسف ليلعب معهم في المكان الذي يذهبون إليه .
فقال لهم يعقوب : أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه مشغلون .
فقالوا : لن نتركه يغيب عنا وسوف نحافظ عليه ، فلا تخش عليه .
ولما أخذوه ومضوا به بعيداً عن دار أبيهم أخذوا يشتمونه ويسبونه وقالوا له بعدما نزعوا عنه قميصه : سوف نلقيك في البئر .
فأوحي إليه الله جل علاه : لا تخف ، سوف تخرج وستكون في خير حال ، وسوف تخبرهم عما فعلوه بك .
بعدما تخلصوا منه بإلقائه في البئر ، ذبحوا شاة ، ولوثوا قميصه بالدم .
وانتظروا حتى حل الظلام ، ثم عادوا إلي دارهم ودخلوا علي أبيهم يبكون .
أيقن يعقوب أنهم فعلوا بيوسف شيئاً .
قالوا له : ذهبنا لنلعب وتركنا يوسف عند أشيائنا وحاجتنا لما عدنا وجدنا الذئب قد أكله .
نظر يعقوب إلي قميص يوسف وقلبه يكاد ينفطر فرأى القميص سليماً ولم يتمزق وتأكد أنهم يكذبون .
خروج يوسف من الجب
جاءت قافلة فذهب أحدهم إلي البئر ، فلما أدلي دلوه تعلق به يوسف فلما رأى الرجل يوسف صاح فرحاً : يا بشرى هذا غلام .
وأخذه إلي القافلة ، وتابعت القافلة سيرها حتى وصلت مصر ، فباعوه في سوق الرقيق (العبيد)، اشتراه عزيز مصر ( أي كبير وزرائها ) .
كانت زوجة العزيز لا تنجب ، فطلب إليها زوجها أن تهتم به وترعي شئونه عسي أن ينفعاهما ، ويكون لهما بمثابة الابن .
أكرمي مثواه
كبر يوسف في بيت العزيز ، وأحضر له الوزير المدرسين والمعلمين لأنه أحبه من أمانته وصدقه ونزاهته واستقامته ، وأصبح يوسف شاباً جميلاً ، رائع الحسن والجمال ، وعلمه الله وأعطاه حكماً صائباً .
فوقعت زوجة العزيز في حبه ، أحبته حباً شديداً .
فلبست أجمل ما عندها ، وتزينت وتجملت ، وذهبت إليه في غرفته وأغلقت الباب وقالت له : أنا لك ، فقد هيأت لك نفسي .
فقال لها يوسف : أستغفر الله ، إني أخاف الله .
وجرى نحو الباب يحاول الفرار منها ، ويحاول فتحه فأسرعت تشده من قميصه فتمزق من خلفه في يدها .
حين فتحت الباب وجدت إمراة العزيز زوجها وأحد أقاربها واقفين فأسرعت تقول لزوجها : لقد أراد الاعتداء علي ، لا بد أن يسجن ويعذب ويؤدب .
فقال يوسف : هي راودتني عن نفسي ، عرضت نفسها علي .
فقال قريبها : سوف نتأكد من الحقيقة الآن . إن كان قميصه قد تمزق من الخلف فهو صادق وهي كاذبة ، وإن كان قميصه قد تمزق من الأمام فهي صادقة وهو كاذب .
فلما رأى قميصه قد تمزق من الخلف قال : إنه من كيدكن ، إن كيدكن عظيم .
طلب العزيز من يوسف ألا يخبر أحداً بما حدث ، واتجه إلي زوجته وطلب منها أن تستغفر لذنبها التي فعلته .
النسوة يقطعن أيديهن
شاع في المدينة قصة زوجة العزيز وفتاها المغرمة به فتحدثت النساء عنها وبلغها ما يتقولن به عليها .
فأمرت بجمعهن جميعاً علي الغداء ، وقدمت لهن ألواناً كثيرة من الطعام والشراب ، ثم قدمت لهن الفاكهة ، وأعطت لكل واحدة منهن سكيناً وأمرت ليوسف أن يخرج عليهن ، فلما ظهر أمامهن .. قطعن أيديهن من حسنه بدلاً من الفاكهة التي كن يقطعنها .
وقلن جميعاً : حاشا لله ما هذا بشر ، هذا ملاك .
فضحكت منهن وأحست بالسعادة والتشفي وهي ترى الدماء تسيل من أيديهن ثم قالت له أمامهن: أرأيتن هذا الذي بهركن بحسنه ، وعاتبتني علي حبي له ؟ لقد طلبته لنفسي ، وإن لم يطعني سوف أسجنه وأعذبه .
صاحت النسوة : لماذا يا يوسف لا تطيع سيدتك .
قال يوسف : رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ويطلبن مني .
دخل يوسف السجن وفيه راح يدعو إلي دين الله .
كان معه في السجن رجلان أحدهما ساقي الملك واسمه نبو ، والآخر كان يعمل خبازاً للملك واسمه ملحب .
كان الرجلان يعلمان أن يوسف يفسر الأحلام فقص عليه كل منهما ما رآه في منامه .
فقال الخباز : لقد رأيت أنني أضع فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه .
قال الساقي : لقد رأيت أنني أعصر عنباً لأصنع منه خمراً أسقي الملك منه .
أخذ يوسف يعظهما ويدعوهما إلي دين الله الواحد وترك الآلهة المتعددة ويتحدث عن يوم القيامة والبعث .
ثم قال هما يوسف : أما أحدكما فسوف يقتل ويصلب ، وتأكل الطير منه ، أما الآخر فيخرج من السجن ويسقي الملك خمراً .
تحققت نبؤة يوسف بعد فترة قصيرة .
وصلب الخباز ، وخرج الساقي ، وقبل خروجه من السجن قال له يوسف : قل للملك إنني بريء وإنني سجنت ظلماً .
وعده الساقي أن يذكر للملك ذلك ، ولكن الشيطان أنسي الساقي يوسف وما وعده به .
فظل يوسف في السجن بضع سنين أخرى
كان يوسف أحب أبناء يعقوب إليه وكان له أحد عشر أخاً ، هؤلاء جميعاً كانوا يغارون من حب يعقوب ليوسف إلا أخاه الصغير بنيامين .
وذات صبح استيقظ من نومه وقد رأى رؤيا جميلة وعجيبة فدخل علي أبيه في حجرته وجلس إلي جواره وحدثه قائلاً : لقد رأيت يا أبي أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين .
أدرك يعقوب من تأويل تلك الرؤيا أن يوسف سيكون له شأن عظيم .
سيكون نبياً من الصالحين كما كان أبوه يعقوب وجداه إسحاق وإبراهيم عليهم جميعاً السلام .
ولكن يعقوب خشي علي يوسف من غيرة إخوته فقال له : لا تقصص رؤياك علي إخوتك فيحاولون الخلاص منك ( يا بني لا تقصص رؤياك علي إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) .
المؤامرة
اجتمع أخوة يوسف العشرة وقالوا وهم يناقشون كيفية الخلاص من يوسف :
قال أحدهم : نقتله ونستريح من حب أبينا له .
قال آخر : بل نلقي به في أرض بعيدة تأكله الذئاب ولا يستطيع منها عودة .
اعترض أحدهم وقال : لا . لا نقتله ، بل نلقيه في البئر ، فتأخذه إحدى القوافل المارة وتبيعه فنتخلص منه .
أكمل أحدهم : فإذا عدنا إلي أبينا نقول له : لقد أكل الذئب يوسف .
ثم أخذوا إلي أبيهم وأخذوا يحتالون عليه أن يعطيهم يوسف ليلعب معهم في المكان الذي يذهبون إليه .
فقال لهم يعقوب : أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه مشغلون .
فقالوا : لن نتركه يغيب عنا وسوف نحافظ عليه ، فلا تخش عليه .
ولما أخذوه ومضوا به بعيداً عن دار أبيهم أخذوا يشتمونه ويسبونه وقالوا له بعدما نزعوا عنه قميصه : سوف نلقيك في البئر .
فأوحي إليه الله جل علاه : لا تخف ، سوف تخرج وستكون في خير حال ، وسوف تخبرهم عما فعلوه بك .
بعدما تخلصوا منه بإلقائه في البئر ، ذبحوا شاة ، ولوثوا قميصه بالدم .
وانتظروا حتى حل الظلام ، ثم عادوا إلي دارهم ودخلوا علي أبيهم يبكون .
أيقن يعقوب أنهم فعلوا بيوسف شيئاً .
قالوا له : ذهبنا لنلعب وتركنا يوسف عند أشيائنا وحاجتنا لما عدنا وجدنا الذئب قد أكله .
نظر يعقوب إلي قميص يوسف وقلبه يكاد ينفطر فرأى القميص سليماً ولم يتمزق وتأكد أنهم يكذبون .
خروج يوسف من الجب
جاءت قافلة فذهب أحدهم إلي البئر ، فلما أدلي دلوه تعلق به يوسف فلما رأى الرجل يوسف صاح فرحاً : يا بشرى هذا غلام .
وأخذه إلي القافلة ، وتابعت القافلة سيرها حتى وصلت مصر ، فباعوه في سوق الرقيق (العبيد)، اشتراه عزيز مصر ( أي كبير وزرائها ) .
كانت زوجة العزيز لا تنجب ، فطلب إليها زوجها أن تهتم به وترعي شئونه عسي أن ينفعاهما ، ويكون لهما بمثابة الابن .
أكرمي مثواه
كبر يوسف في بيت العزيز ، وأحضر له الوزير المدرسين والمعلمين لأنه أحبه من أمانته وصدقه ونزاهته واستقامته ، وأصبح يوسف شاباً جميلاً ، رائع الحسن والجمال ، وعلمه الله وأعطاه حكماً صائباً .
فوقعت زوجة العزيز في حبه ، أحبته حباً شديداً .
فلبست أجمل ما عندها ، وتزينت وتجملت ، وذهبت إليه في غرفته وأغلقت الباب وقالت له : أنا لك ، فقد هيأت لك نفسي .
فقال لها يوسف : أستغفر الله ، إني أخاف الله .
وجرى نحو الباب يحاول الفرار منها ، ويحاول فتحه فأسرعت تشده من قميصه فتمزق من خلفه في يدها .
حين فتحت الباب وجدت إمراة العزيز زوجها وأحد أقاربها واقفين فأسرعت تقول لزوجها : لقد أراد الاعتداء علي ، لا بد أن يسجن ويعذب ويؤدب .
فقال يوسف : هي راودتني عن نفسي ، عرضت نفسها علي .
فقال قريبها : سوف نتأكد من الحقيقة الآن . إن كان قميصه قد تمزق من الخلف فهو صادق وهي كاذبة ، وإن كان قميصه قد تمزق من الأمام فهي صادقة وهو كاذب .
فلما رأى قميصه قد تمزق من الخلف قال : إنه من كيدكن ، إن كيدكن عظيم .
طلب العزيز من يوسف ألا يخبر أحداً بما حدث ، واتجه إلي زوجته وطلب منها أن تستغفر لذنبها التي فعلته .
النسوة يقطعن أيديهن
شاع في المدينة قصة زوجة العزيز وفتاها المغرمة به فتحدثت النساء عنها وبلغها ما يتقولن به عليها .
فأمرت بجمعهن جميعاً علي الغداء ، وقدمت لهن ألواناً كثيرة من الطعام والشراب ، ثم قدمت لهن الفاكهة ، وأعطت لكل واحدة منهن سكيناً وأمرت ليوسف أن يخرج عليهن ، فلما ظهر أمامهن .. قطعن أيديهن من حسنه بدلاً من الفاكهة التي كن يقطعنها .
وقلن جميعاً : حاشا لله ما هذا بشر ، هذا ملاك .
فضحكت منهن وأحست بالسعادة والتشفي وهي ترى الدماء تسيل من أيديهن ثم قالت له أمامهن: أرأيتن هذا الذي بهركن بحسنه ، وعاتبتني علي حبي له ؟ لقد طلبته لنفسي ، وإن لم يطعني سوف أسجنه وأعذبه .
صاحت النسوة : لماذا يا يوسف لا تطيع سيدتك .
قال يوسف : رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ويطلبن مني .
دخل يوسف السجن وفيه راح يدعو إلي دين الله .
كان معه في السجن رجلان أحدهما ساقي الملك واسمه نبو ، والآخر كان يعمل خبازاً للملك واسمه ملحب .
كان الرجلان يعلمان أن يوسف يفسر الأحلام فقص عليه كل منهما ما رآه في منامه .
فقال الخباز : لقد رأيت أنني أضع فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه .
قال الساقي : لقد رأيت أنني أعصر عنباً لأصنع منه خمراً أسقي الملك منه .
أخذ يوسف يعظهما ويدعوهما إلي دين الله الواحد وترك الآلهة المتعددة ويتحدث عن يوم القيامة والبعث .
ثم قال هما يوسف : أما أحدكما فسوف يقتل ويصلب ، وتأكل الطير منه ، أما الآخر فيخرج من السجن ويسقي الملك خمراً .
تحققت نبؤة يوسف بعد فترة قصيرة .
وصلب الخباز ، وخرج الساقي ، وقبل خروجه من السجن قال له يوسف : قل للملك إنني بريء وإنني سجنت ظلماً .
وعده الساقي أن يذكر للملك ذلك ، ولكن الشيطان أنسي الساقي يوسف وما وعده به .
فظل يوسف في السجن بضع سنين أخرى