درة : أصدرت محكمة تونسية حكماً بإعادة فتح جامعة "الزيتونة" إحدى أقدم جامعات العالم الإسلامي، بعد إغلاقها الذي استمر في حكم الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن على. وتدفق عشرات الشبان والفتيات للفوز بمقاعد في جامع الزيتونة، الذي سيتم خلاله اعتماد عديد المواد مثل العقيدة والأخلاق والمنطق والسيرة النبوية، حيث تتخذ وزارة الشؤون الدينية التونسية حاليا الترتيبات اللازمة لعودة الدراسة بهذه المؤسسة على أسس عصرية.
وشهدت هذه الجامعة- التي قرر الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة إغلاقها- على مر التاريخ شخصيات بارزة نالت العلم منها من ضمنهم الشيخ الطاهر بن عاشور ومواطنه المفكر الإسلامي الطاهر الحداد وعالم الاجتماع والمؤرخ والفيلسوف عبد الرحمن ابن خلدون. وتعد الزيتونة إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي وأقدم المساجد في تونس، حيث يعود تاريخه إلى نحو 1300 سنة، أحد أكبر منارات الدين الإسلامي في شمال إفريقيا والذي يضاهي الجامع الأزهر في مصر.
للإطلاع التاريخي - جامع الزيتونة (تاريخ الجامع) تونس اضغط >>> هنا <<<
اليوم ،، وبالمناسبة - كتب الأستاذ المنجي السعيداني قي مقالة له نشرتها جريدة الشرق الأوسط يقول بأن الشيخ حسين العبيدي، أمام جامع الزيتونة في العاصمة التونسية، كشف عن تلقي مشيخة الجامع قرابة 6.000 طلب تسجيل، أعربت هذه الطلبات عن متابعة أصول منهج التعليم الزيتوني في مختلف المعارف.
فتح أبواب التسجيل في جامع الزيتونة بالعاصمة.. وجامع عقبة بن نافع بالقيروان
وفي حديث للشيخ العبيدي مع «الشرق الأوسط» أشار الشيخ إلى أنه مع اقتراب افتتاح العام الدراسي الجديد أول سبتمبر (أيلول)، أعلنت جهات دينية تونسية عن عودة رغبتهم إلى مناهج تعليم جامع الزيتونية لدراسة مواد القرآن وعلومه والفقه والعقيدة والأخلاق. وبأن مناهج جامع الأزهر قد بدأت كفرع لمناهج التعليم الزيتوني (وأشع إشعاعا كبيرا على العالم الإسلامي)، لأنه لم يتوقف في الماضي عن أداء رسالته التعليمية.
وأكد الشيخ بإن التعليم الزيتوني ليس من النوع المنغلق على نفسه، بل أخذ ويأخذ من مناهج التعليم العام، مثل العلوم واللغة الإنجليزية والمعلوماتية والحساب المعرب، بالإضافة إلى الإيقاظ العلمي. ومن المنتظر أن يبدأ التسجيل في هذا التعليم الزيتوني الأصلي من سن ست سنوات، وحتى سن الثانية عشرة، ومن ثم ينتقل إلى المرحلة الأولى من التعليم الزيتوني الأصلي لمدة ثلاث سنوات، تتوج بشهادة التحصيل التي توازي شهادة الثانوية العامة، ثم ينتقل الطالب بعد ذلك إلى مراحل التعليم الجامعي لثلاث سنوات حسب الاختصاص.
هذا وأوضح الشيخ العبيدي أن مقررات التعليم الزيتوني تبقى من اختصاص مشيخة الجامع الأعظم وفروعه، وهو تعليم مجاني ومتاح لكل التونسيين وأبناء العالم الإسلامي.
جامع الزيتونة يسعى إلى استعادة مجموعة من مقراته، ومن بين هذه المقرات (معهد ابن شرف) المعروف سابقا بالحي الزيتوني، وكذلك (الجامعة الزيتونية) الكائنة بشارع 9 أبريل بالعاصمة التونسية، حاليا تمثل مجموعة أوقاف وعقارات. ويرى الشيخ العبيدي إمكانية تمويل التعليم الزيتوني الأصلي من مردود أوقاف جامع الزيتونة من عقارات وأراض وهبات - تخضع لعمليات محاسبة وتدقيق مالي من قبل مختصين.
هيكلة جامع الزيتونة:
التعليم الزيتوني له هيكلة واضحة، وللجامع الأعظم 25 فرعا، موزعة في الأراضي التونسية، وتتألف المشيخة الكبرى لجامع الزيتونة من 120 عضوا، تتقسم إلى فروع، يتكون كل واحد منها من ثلاثة أعضاء، ويترأس كل تلك الفروع شيخ الجامع الأعظم. هذا إلى جانب افتتاح الفرع الزيتوني في جامع عقبة بن نافع بالقيروان في 2 سبتمبر الحالي.
أيضا من المنتظر حسب رواية الشيخ الطيب الغزي (شيخ جامع عقبة) أن تتوفر إمكانات للتعليم الزيتوني، وستلقى الدروس في حلقات، يقدمها مختصون من خريجي كلية الشريعة وأصول الدين والجامعة الزيتونية وأساتذة التربية والتفكير الإسلامي، هذا كله إلى جانب أساتذة وعلماء من خرجي جامع الأزهر، وقد عبر قرابة 500 شخص عن رغبتهم في تلقي التعليم الزيتوني في الفرع القيرواني.
يقول الأستاذ المنجي السعيداني في مقالته : ،،،
جامع الزيتونة : ثاني الجوامع التي أقيمت بإفريقية بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان. وينسب أمر تشييده عام 116 هـ إلى عبيد الله بن الحبحاب وإلى هشام بن عبدالملك الأموي على إفريقية، كما ينسب إلى حسّان بن النعمان فاتح تونس وقرطاجنة فيكون أمر بنائه لأول مرة سنة 79 هـ ، وهذا هو الأرجح حسب أغلب المؤرخين لأنه لا يحتمل أن تكون مدينة تونس قد بقيت بدون جامع بين فتحها وبين سنة 116هـ وبناء على هذا فإن عبيد الله بن الحبحاب يكون قد أتم فقط عمارة الجامع وزاد في ضخامته.
تعدّدت الروايات : لقد اختلفت الروايات حول تحديد من قام ببناء هذا الجامع الذي بات ذكر تونس مقترنا به ، ومكّن افريقية من سبق تأسيس أول جامعة علمية اسلامية. فالبكري في كتابه "المسالك والممالك" وابن خلدون في كتابه " العبر" وكذلك السرّاج صاحب "الحلل السندسيّة في تاريخ البلاد التونسيّة" وحسن حسني عبد الوهاب في كتابه "خلاصة تاريخ تونس" يرون أن باني الجامع هو عبيد الله ابن الحبحاب سنة (114 هـ أو 116 هـ / 731 م).
وشهدت هذه الجامعة- التي قرر الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة إغلاقها- على مر التاريخ شخصيات بارزة نالت العلم منها من ضمنهم الشيخ الطاهر بن عاشور ومواطنه المفكر الإسلامي الطاهر الحداد وعالم الاجتماع والمؤرخ والفيلسوف عبد الرحمن ابن خلدون. وتعد الزيتونة إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي وأقدم المساجد في تونس، حيث يعود تاريخه إلى نحو 1300 سنة، أحد أكبر منارات الدين الإسلامي في شمال إفريقيا والذي يضاهي الجامع الأزهر في مصر.
للإطلاع التاريخي - جامع الزيتونة (تاريخ الجامع) تونس اضغط >>> هنا <<<
اليوم ،، وبالمناسبة - كتب الأستاذ المنجي السعيداني قي مقالة له نشرتها جريدة الشرق الأوسط يقول بأن الشيخ حسين العبيدي، أمام جامع الزيتونة في العاصمة التونسية، كشف عن تلقي مشيخة الجامع قرابة 6.000 طلب تسجيل، أعربت هذه الطلبات عن متابعة أصول منهج التعليم الزيتوني في مختلف المعارف.
فتح أبواب التسجيل في جامع الزيتونة بالعاصمة.. وجامع عقبة بن نافع بالقيروان
وفي حديث للشيخ العبيدي مع «الشرق الأوسط» أشار الشيخ إلى أنه مع اقتراب افتتاح العام الدراسي الجديد أول سبتمبر (أيلول)، أعلنت جهات دينية تونسية عن عودة رغبتهم إلى مناهج تعليم جامع الزيتونية لدراسة مواد القرآن وعلومه والفقه والعقيدة والأخلاق. وبأن مناهج جامع الأزهر قد بدأت كفرع لمناهج التعليم الزيتوني (وأشع إشعاعا كبيرا على العالم الإسلامي)، لأنه لم يتوقف في الماضي عن أداء رسالته التعليمية.
وأكد الشيخ بإن التعليم الزيتوني ليس من النوع المنغلق على نفسه، بل أخذ ويأخذ من مناهج التعليم العام، مثل العلوم واللغة الإنجليزية والمعلوماتية والحساب المعرب، بالإضافة إلى الإيقاظ العلمي. ومن المنتظر أن يبدأ التسجيل في هذا التعليم الزيتوني الأصلي من سن ست سنوات، وحتى سن الثانية عشرة، ومن ثم ينتقل إلى المرحلة الأولى من التعليم الزيتوني الأصلي لمدة ثلاث سنوات، تتوج بشهادة التحصيل التي توازي شهادة الثانوية العامة، ثم ينتقل الطالب بعد ذلك إلى مراحل التعليم الجامعي لثلاث سنوات حسب الاختصاص.
هذا وأوضح الشيخ العبيدي أن مقررات التعليم الزيتوني تبقى من اختصاص مشيخة الجامع الأعظم وفروعه، وهو تعليم مجاني ومتاح لكل التونسيين وأبناء العالم الإسلامي.
جامع الزيتونة يسعى إلى استعادة مجموعة من مقراته، ومن بين هذه المقرات (معهد ابن شرف) المعروف سابقا بالحي الزيتوني، وكذلك (الجامعة الزيتونية) الكائنة بشارع 9 أبريل بالعاصمة التونسية، حاليا تمثل مجموعة أوقاف وعقارات. ويرى الشيخ العبيدي إمكانية تمويل التعليم الزيتوني الأصلي من مردود أوقاف جامع الزيتونة من عقارات وأراض وهبات - تخضع لعمليات محاسبة وتدقيق مالي من قبل مختصين.
هيكلة جامع الزيتونة:
التعليم الزيتوني له هيكلة واضحة، وللجامع الأعظم 25 فرعا، موزعة في الأراضي التونسية، وتتألف المشيخة الكبرى لجامع الزيتونة من 120 عضوا، تتقسم إلى فروع، يتكون كل واحد منها من ثلاثة أعضاء، ويترأس كل تلك الفروع شيخ الجامع الأعظم. هذا إلى جانب افتتاح الفرع الزيتوني في جامع عقبة بن نافع بالقيروان في 2 سبتمبر الحالي.
أيضا من المنتظر حسب رواية الشيخ الطيب الغزي (شيخ جامع عقبة) أن تتوفر إمكانات للتعليم الزيتوني، وستلقى الدروس في حلقات، يقدمها مختصون من خريجي كلية الشريعة وأصول الدين والجامعة الزيتونية وأساتذة التربية والتفكير الإسلامي، هذا كله إلى جانب أساتذة وعلماء من خرجي جامع الأزهر، وقد عبر قرابة 500 شخص عن رغبتهم في تلقي التعليم الزيتوني في الفرع القيرواني.
يقول الأستاذ المنجي السعيداني في مقالته : ،،،
"وكان نمط التعليم الزيتوني الأصلي قد توقف تماما في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وبالتحديد عام 1964 وانطلقت الحملة ضد التعليم الزيتوني منذ السنة الدراسية 1956-1957 بدعوى توحيد التعليم، ليستعيد أنفاسه عام 2012، أي بعد أكثر من 50 سنة من الانقطاع.
وتذكر الكتب التاريخية أن بورقيبة كانت له خلافات تاريخية مع علماء جامع الزيتونة واتهم بعضهم بمناصرة غريمه السياسي صالح بن يوسف خلال السنوات الأولى بعد استقلال تونس عن فرنسا عام 1956. وكان بن يوسف قد خطب سنة 1955 في جامع الزيتونة واتهم بورقيبة بخيانة القضية الوطنية ودعا التونسيين إلى مواصلة مقاومة الاستعمار وعدم الاكتفاء بالاستقلال الداخلي ومواصلة التفاوض مع المستعمر. وكان بورقيبة قد جرد بعد سنوات قليلة من الاستقلال علماء جامع الزيتونة من مهمة التعليم بمساعدة محمود المسعدي وزير التربية والتعليم آنذاك الذي كان يدعم نمط التعليم الغربي، وبذلك يكون بورقيبة قد قضى على نظام تعليمي متكامل دام لمدة قاربت 13 قرنا.
وكان نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي قد أعاد أمل فتح التعليم الزيتوني في وجه التونسيين وتم التدريس لمدة ثمانية أشهر فقط سنة 1987 قبل أن يأمر بإعادة غلق هذا النوع من التعليم. إلا أن القضاء التونسي (المحكمة الإدارية) قضت يوم 19 مارس (آذار) من العام الحالي بفتح الجامعة الزيتونية وإعادة مفاتيحها إلى الهيئة العلمية.
ويمثل التعليم في جامع الزيتونة أول جامعة تعليمية في العالم الإسلامي وقد اتخذت منذ تأسيسها مفهوم الجامعة الإسلامية وثبتت دورها الحضاري كمركز للتدريس ونشر الثقافة العربية الإسلامية في بلدان المغرب العربي، كما تأسست في رحاب جامع الزيتونة أول مدرسة فكرية في أفريقيا وبرز منها علي بن زياد وأسد بن الفرات والإمام سحنون بن سعيد التنوخي. واشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بمساهمات الفقيه والمفسر والمحدث محمد بن عرفة، بالإضافة للعلامة عبد الرحمن بن خلدون الذي درس في جامع الزيتونة."
_________وتذكر الكتب التاريخية أن بورقيبة كانت له خلافات تاريخية مع علماء جامع الزيتونة واتهم بعضهم بمناصرة غريمه السياسي صالح بن يوسف خلال السنوات الأولى بعد استقلال تونس عن فرنسا عام 1956. وكان بن يوسف قد خطب سنة 1955 في جامع الزيتونة واتهم بورقيبة بخيانة القضية الوطنية ودعا التونسيين إلى مواصلة مقاومة الاستعمار وعدم الاكتفاء بالاستقلال الداخلي ومواصلة التفاوض مع المستعمر. وكان بورقيبة قد جرد بعد سنوات قليلة من الاستقلال علماء جامع الزيتونة من مهمة التعليم بمساعدة محمود المسعدي وزير التربية والتعليم آنذاك الذي كان يدعم نمط التعليم الغربي، وبذلك يكون بورقيبة قد قضى على نظام تعليمي متكامل دام لمدة قاربت 13 قرنا.
وكان نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي قد أعاد أمل فتح التعليم الزيتوني في وجه التونسيين وتم التدريس لمدة ثمانية أشهر فقط سنة 1987 قبل أن يأمر بإعادة غلق هذا النوع من التعليم. إلا أن القضاء التونسي (المحكمة الإدارية) قضت يوم 19 مارس (آذار) من العام الحالي بفتح الجامعة الزيتونية وإعادة مفاتيحها إلى الهيئة العلمية.
ويمثل التعليم في جامع الزيتونة أول جامعة تعليمية في العالم الإسلامي وقد اتخذت منذ تأسيسها مفهوم الجامعة الإسلامية وثبتت دورها الحضاري كمركز للتدريس ونشر الثقافة العربية الإسلامية في بلدان المغرب العربي، كما تأسست في رحاب جامع الزيتونة أول مدرسة فكرية في أفريقيا وبرز منها علي بن زياد وأسد بن الفرات والإمام سحنون بن سعيد التنوخي. واشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بمساهمات الفقيه والمفسر والمحدث محمد بن عرفة، بالإضافة للعلامة عبد الرحمن بن خلدون الذي درس في جامع الزيتونة."
جامع الزيتونة : ثاني الجوامع التي أقيمت بإفريقية بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان. وينسب أمر تشييده عام 116 هـ إلى عبيد الله بن الحبحاب وإلى هشام بن عبدالملك الأموي على إفريقية، كما ينسب إلى حسّان بن النعمان فاتح تونس وقرطاجنة فيكون أمر بنائه لأول مرة سنة 79 هـ ، وهذا هو الأرجح حسب أغلب المؤرخين لأنه لا يحتمل أن تكون مدينة تونس قد بقيت بدون جامع بين فتحها وبين سنة 116هـ وبناء على هذا فإن عبيد الله بن الحبحاب يكون قد أتم فقط عمارة الجامع وزاد في ضخامته.
تعدّدت الروايات : لقد اختلفت الروايات حول تحديد من قام ببناء هذا الجامع الذي بات ذكر تونس مقترنا به ، ومكّن افريقية من سبق تأسيس أول جامعة علمية اسلامية. فالبكري في كتابه "المسالك والممالك" وابن خلدون في كتابه " العبر" وكذلك السرّاج صاحب "الحلل السندسيّة في تاريخ البلاد التونسيّة" وحسن حسني عبد الوهاب في كتابه "خلاصة تاريخ تونس" يرون أن باني الجامع هو عبيد الله ابن الحبحاب سنة (114 هـ أو 116 هـ / 731 م).