دويتشه فيله : الإنترنت تعج بالموسيقى والأفلام المجانية المتاحة للجميع، التي أراد منتجوها ومؤلفوها أن يكسبوا رزقهم من خلالها. لكن الصفحات التي تعرضها مجاناً تجعل غيرهم يجنون ثمرة أعمالهم، الأمر الذي دفع الشرطة الألمانية للتدخل.
أغلقت شرطة الجرائم الجنائية الألمانية موقعkino.to الألماني الذي يُعنى بتوفير الأفلام السينمائية لمستخدمي الإنترنت. فقد اتضح أن القائمين على الموقع يتيحون للمشتركين فيه مشاهدة الأفلام، ويستفيدون من ذلك مالياً، دون أن يعود ذلك على منتجي الأفلام بأي مبالغ مالية.
وتم إلقاء القبض على عدد من القائمين على الموقع، وأغلقت الشرطة صفحة موقعهم واستبدلته برسالة تحذر فيها مستخدمي الإنترنت في ألمانيا، الذين "ينشرون الأفلام والموسيقى بطريقه غير قانونية بأنهم يجب أن يحسبوا حساباً للملاحقة الجنائية، لأن هذا نوع من القرصنة غير القانونية".
جنة رقمية
أصبحت شبكة الإنترنت أداة الاتصال المركزية في الدول الصناعية على الأقل، بالإضافة إلى كونها وسيلة إعلام ترفيهية في الوقت نفسه. وبات لا يفصل الناس عن أحدث أغاني البوب والروايات والأفلام السينمائية المنتَجة في هوليوود إلا نقرة واحدة على فأرة الكمبيوتر. وأمسى الدخول إلى شبكة المعلومات العالمية انتقالاً إلى عالَم رقمي عملاق، خدمته ذاتية، ومخزنه زاخر بمجالات الموسيقى والسينما والكتب، بل وبأفلام الجنس.
يعتقد الكثيرون أن حرية الوصول إلى محتوى الشبكة هو مجاني أو على الأقل رخيص جداً، ويبدو هذا لأول وهلة أمراً معقولاً تماماً. فيتم الحصول على نُسَخ رقمية من النصوص والصور وأشرطة الفيديو دون مواجهة جميع المشاكل الموجودة في "العالم الحقيقي"، مثل عدم وجود محلات تبيع هذه الأشياء.
وفي حال وجود أماكن للبيع فإن هذه الأشياء قد تكون غالية على الفقراء. لكن الإنترنت يقدم هذه البدائل بسهولة وبسرعة البرق وبدون تكلفة تقريباً، وبنسخة رقمية تشبه من حيث النوعية النسخة "الأصلية".
جميل أن تكون الثقافة مجانية للجميع على شبكة المعلومات، لكن الكثيرين في البلدان الصناعية يستخدمون الإنترنت مجاناً دون حتى التفكير بأن كثيراً من المواد الموجودة فيها هي مواد أنتجها في الأصل أشخاص بجهد كبير كي يكسبوا رزق معيشتهم.
الشرطة الألمانية أغلقت موقع Kino.to وكتبت على صفحته رسالة تحذير لقراصنة الإنترنت
لا شيء يأتي دون جهد
فكثير من المواد المنشورة في الإنترنت أو المُسَرَّبة إليها لم تأتِ من فراغ. فهناك شخص ألّف الموسيقى، وشخص آخر كتب الكتاب، وشخص ثالث أخرج الفيلم، ويوجد غيرهم الكثير والكثير من الكُتاب والملحنين والمغنين والممثلين ومن الفِرَق الموسيقية وخبراء التصوير بالكاميرات وفنيي الصوت وعمال نقل الأسلاك الكهربائية. وهم لم يقوموا بذلك لمجرد المتعة ولكن فعلوا ذلك بطريقة مهنية، لكسب قوت يومهم.
ومنهم الغني ومنهم الفقير ومنهم من لاقت أعماله نجاحاً كبيراً على أرض الواقع ومنهم من لم يحالفه الحظ في الشهرة والنجاح، ناهيك عن المنتجين والناشرين الذين اهتموا بتمويل هذه المنتجات وبذلوا الوقت والمال لتنظيمها، ومن الطبيعي والبديهي أن يفعلوا ذلك كي يكسبوا بعض المال.
الكثيرون مستعدون للشراء
لكن في المقابل يوجد الكثير جداً في البلدان الصناعية ممن هم على استعداد لدفع المال مقابل منتجات الإنترنت الرقمية. وخير دليل على ذلك هو النجاح الذي حققه برنامج iTunes، التابع لشركة Appleالأمريكية، الذي يبيع عن طريق الإنترنت الموسيقى والأفلام. ومَن يقرر شراء الموسيقى والأفلام بشكل قانوني فإنه يحظى براحة البال من الناحية الأخلاقية وبعيداً عن التفكير بالملاحقات القانونية. كما يُتاحُ له الاختيار من طيف واسع من عناوين الكتب والأفلام والموسيقى المعروضة للبيع، ويشعر بالرضى النفسي كونه استفاد من شيء قام بدفع ثمنه لقاء جهد الآخرين الذين قاموا بإنتاجه.
حل وسط
ومن هنا برزت حلول وسط تم تنفيذها بالفعل، وهي توفّق ما بين رغبات مستخدمي وسائط الإنترنت المتعددة وبين الحقوق المالية لمنتجي كثير من المواد الثقافية المنشورة فيها. وهذا الحل عبارة عن دفع مبلغ شهري ثابت وغير عالٍ ثمناً للمنتجات الثقافية، يستفيد مستخدمو الإنترنت مقابله من أفلام وموسيقى الإنترنت. وقد تم تنفيذ هذا الحل بالفعل وبخاصة في مجال الموسيقى.
وتوجد مواقع إلكترونية تقدم هذه الخدمة في ألمانيا مثل: Rdioو Simfy و Spotify. ويمكن للزبائن من خلالها دفع خمسة يوروهات شهرياً ليستمعوا إلى كل ما في هذه المواقع تقريباً من موسيقى البوب والجاز والموسيقى الكلاسيكية، وذلك على الكمبيوتر الشخصي.
ومن خلال دفع مبلغ عشرة يوروهات في الشهر يمكن تحميل ألبومات كاملة من الموسيقى على أجهزة الهاتف الذكية. ويبدو من ذلك وكأنه قد تم بيع الملفات الصوتية أو ملفات الفيديو. لكن الأمر ليس كذلك، كما يقول بيتر هامبل المتحدث باسم منظمة حقوق إعادة إنتاج ونسخ الموسيقى GEMAفي ألمانيا.
في الإنترنت منتجات مجانية يستطيع الجميع استخدامها ، ولكن توجد أيضاً أفلام وموسيقى ومنتجات رقمية أخرى يوفرها بعض قراصنة الإنترنت في الشبكة مقابل اشتراكات مالية يستفيدون منها دون إعطاء مالكي حقوق النشر أي شيء منها
"فالملفات الرقمية التي يتم نسخها إلى أجهزة الهاتف الذكية لا يمكن إعادة نسخها إلى أجهزة أخرى". ويتم إعطاء المؤلفين والمنتجين حقوقهم من خلال تحويل مواقع الموسيقى نسبة 10.25 في المائة من وارداتها المالية إلى منظمة GEMA، وهو ما يكافئ 1.25 يورو في الشهر، مما يدفعه كل زبون لموقع الموسيقى.
وتقوم المنظمة بتحويل المبلغ المالي إلى مؤلف الموسيقى أو إلى منتج الفيلم. وكلما تم سماع الموسيقى أو مشاهدة الفيلم بشكل أكثر تكراراً في الإنترنت ازداد ربح المؤلف أو المنتج المالك لحقوق النشر. لكن موقع الأفلام kino.to، الذي يعيش القائمون عليه في ألمانيا، لم يقم بمراعاة حقوق النشر، واستحق الإغلاق ومعاقبة القائمين عليه من وجهة نظر القانون الألماني.
أغلقت شرطة الجرائم الجنائية الألمانية موقعkino.to الألماني الذي يُعنى بتوفير الأفلام السينمائية لمستخدمي الإنترنت. فقد اتضح أن القائمين على الموقع يتيحون للمشتركين فيه مشاهدة الأفلام، ويستفيدون من ذلك مالياً، دون أن يعود ذلك على منتجي الأفلام بأي مبالغ مالية.
وتم إلقاء القبض على عدد من القائمين على الموقع، وأغلقت الشرطة صفحة موقعهم واستبدلته برسالة تحذر فيها مستخدمي الإنترنت في ألمانيا، الذين "ينشرون الأفلام والموسيقى بطريقه غير قانونية بأنهم يجب أن يحسبوا حساباً للملاحقة الجنائية، لأن هذا نوع من القرصنة غير القانونية".
جنة رقمية
أصبحت شبكة الإنترنت أداة الاتصال المركزية في الدول الصناعية على الأقل، بالإضافة إلى كونها وسيلة إعلام ترفيهية في الوقت نفسه. وبات لا يفصل الناس عن أحدث أغاني البوب والروايات والأفلام السينمائية المنتَجة في هوليوود إلا نقرة واحدة على فأرة الكمبيوتر. وأمسى الدخول إلى شبكة المعلومات العالمية انتقالاً إلى عالَم رقمي عملاق، خدمته ذاتية، ومخزنه زاخر بمجالات الموسيقى والسينما والكتب، بل وبأفلام الجنس.
يعتقد الكثيرون أن حرية الوصول إلى محتوى الشبكة هو مجاني أو على الأقل رخيص جداً، ويبدو هذا لأول وهلة أمراً معقولاً تماماً. فيتم الحصول على نُسَخ رقمية من النصوص والصور وأشرطة الفيديو دون مواجهة جميع المشاكل الموجودة في "العالم الحقيقي"، مثل عدم وجود محلات تبيع هذه الأشياء.
وفي حال وجود أماكن للبيع فإن هذه الأشياء قد تكون غالية على الفقراء. لكن الإنترنت يقدم هذه البدائل بسهولة وبسرعة البرق وبدون تكلفة تقريباً، وبنسخة رقمية تشبه من حيث النوعية النسخة "الأصلية".
جميل أن تكون الثقافة مجانية للجميع على شبكة المعلومات، لكن الكثيرين في البلدان الصناعية يستخدمون الإنترنت مجاناً دون حتى التفكير بأن كثيراً من المواد الموجودة فيها هي مواد أنتجها في الأصل أشخاص بجهد كبير كي يكسبوا رزق معيشتهم.
الشرطة الألمانية أغلقت موقع Kino.to وكتبت على صفحته رسالة تحذير لقراصنة الإنترنت
لا شيء يأتي دون جهد
فكثير من المواد المنشورة في الإنترنت أو المُسَرَّبة إليها لم تأتِ من فراغ. فهناك شخص ألّف الموسيقى، وشخص آخر كتب الكتاب، وشخص ثالث أخرج الفيلم، ويوجد غيرهم الكثير والكثير من الكُتاب والملحنين والمغنين والممثلين ومن الفِرَق الموسيقية وخبراء التصوير بالكاميرات وفنيي الصوت وعمال نقل الأسلاك الكهربائية. وهم لم يقوموا بذلك لمجرد المتعة ولكن فعلوا ذلك بطريقة مهنية، لكسب قوت يومهم.
ومنهم الغني ومنهم الفقير ومنهم من لاقت أعماله نجاحاً كبيراً على أرض الواقع ومنهم من لم يحالفه الحظ في الشهرة والنجاح، ناهيك عن المنتجين والناشرين الذين اهتموا بتمويل هذه المنتجات وبذلوا الوقت والمال لتنظيمها، ومن الطبيعي والبديهي أن يفعلوا ذلك كي يكسبوا بعض المال.
الكثيرون مستعدون للشراء
لكن في المقابل يوجد الكثير جداً في البلدان الصناعية ممن هم على استعداد لدفع المال مقابل منتجات الإنترنت الرقمية. وخير دليل على ذلك هو النجاح الذي حققه برنامج iTunes، التابع لشركة Appleالأمريكية، الذي يبيع عن طريق الإنترنت الموسيقى والأفلام. ومَن يقرر شراء الموسيقى والأفلام بشكل قانوني فإنه يحظى براحة البال من الناحية الأخلاقية وبعيداً عن التفكير بالملاحقات القانونية. كما يُتاحُ له الاختيار من طيف واسع من عناوين الكتب والأفلام والموسيقى المعروضة للبيع، ويشعر بالرضى النفسي كونه استفاد من شيء قام بدفع ثمنه لقاء جهد الآخرين الذين قاموا بإنتاجه.
حل وسط
ومن هنا برزت حلول وسط تم تنفيذها بالفعل، وهي توفّق ما بين رغبات مستخدمي وسائط الإنترنت المتعددة وبين الحقوق المالية لمنتجي كثير من المواد الثقافية المنشورة فيها. وهذا الحل عبارة عن دفع مبلغ شهري ثابت وغير عالٍ ثمناً للمنتجات الثقافية، يستفيد مستخدمو الإنترنت مقابله من أفلام وموسيقى الإنترنت. وقد تم تنفيذ هذا الحل بالفعل وبخاصة في مجال الموسيقى.
وتوجد مواقع إلكترونية تقدم هذه الخدمة في ألمانيا مثل: Rdioو Simfy و Spotify. ويمكن للزبائن من خلالها دفع خمسة يوروهات شهرياً ليستمعوا إلى كل ما في هذه المواقع تقريباً من موسيقى البوب والجاز والموسيقى الكلاسيكية، وذلك على الكمبيوتر الشخصي.
ومن خلال دفع مبلغ عشرة يوروهات في الشهر يمكن تحميل ألبومات كاملة من الموسيقى على أجهزة الهاتف الذكية. ويبدو من ذلك وكأنه قد تم بيع الملفات الصوتية أو ملفات الفيديو. لكن الأمر ليس كذلك، كما يقول بيتر هامبل المتحدث باسم منظمة حقوق إعادة إنتاج ونسخ الموسيقى GEMAفي ألمانيا.
في الإنترنت منتجات مجانية يستطيع الجميع استخدامها ، ولكن توجد أيضاً أفلام وموسيقى ومنتجات رقمية أخرى يوفرها بعض قراصنة الإنترنت في الشبكة مقابل اشتراكات مالية يستفيدون منها دون إعطاء مالكي حقوق النشر أي شيء منها
"فالملفات الرقمية التي يتم نسخها إلى أجهزة الهاتف الذكية لا يمكن إعادة نسخها إلى أجهزة أخرى". ويتم إعطاء المؤلفين والمنتجين حقوقهم من خلال تحويل مواقع الموسيقى نسبة 10.25 في المائة من وارداتها المالية إلى منظمة GEMA، وهو ما يكافئ 1.25 يورو في الشهر، مما يدفعه كل زبون لموقع الموسيقى.
وتقوم المنظمة بتحويل المبلغ المالي إلى مؤلف الموسيقى أو إلى منتج الفيلم. وكلما تم سماع الموسيقى أو مشاهدة الفيلم بشكل أكثر تكراراً في الإنترنت ازداد ربح المؤلف أو المنتج المالك لحقوق النشر. لكن موقع الأفلام kino.to، الذي يعيش القائمون عليه في ألمانيا، لم يقم بمراعاة حقوق النشر، واستحق الإغلاق ومعاقبة القائمين عليه من وجهة نظر القانون الألماني.